موقع النيلين:
2025-07-31@03:46:32 GMT

حديث المدينة.. هل يخجلون مثلنا

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

هل يخجلون مثلنا..

شاب سوداني التقيته صدفة.. يقيم في دولة أوروبية ويحمل جوازها.. قال لي بتأثر بالغ أن الهوية الأوروبية لم تمحو وصمة كونه سودانيا عند عبوره المطارات الأوروبية ذاتها.. في مطار أوروبي شهير أبرز جوازه الأجنبي لكن موظف الهجرة سأله عن جنسيته الأصلية فلما رد عليه أنه سوداني، أشار إليه أن يتنحى عن الصف وينتظر قليلا.

وفوجيء بعد ذلك أن سودانيين آخرين عابرين بالمطار ذاته ينتظرون لعدة ساعات للسماح لهم بدخول الدولة الأوروبية.. كلهم القاسم المشترك بينهم يحملون شرف كونهم من أصول سودانية.

لم أتفاجأ بالقصة.. لأني سمعتها مرارا تختلف التفاصيل وتتفق في توصيف الحال الذي وصلنا إليه.. أن الهويات الورقية لا تخفي هوية الدم الذي يجري في العروق.. الذي لا يمكن تبديله أو الهروب منه.
عند زيارتي لعدة دولة في الفترة الأخيرة.. ورغم تعاطف شعوب تلك الدول مع حالنا السوداني وحسرتهم على ما يسمعونه في الأخبار.. إلا أنني كنت أحس بخجل كبير كلما سألوني عن الحال في بلادنا.. خاصة في سيارات الأجرة.. بمجرد ما يلمح السائق السمات السودانية – وهي لفخرنا لا تخفي على أحد- يبادر بالسؤال بعفوية عن آخر أخبار السودان.. ثم يتساءل ببراءة ما الذي يجبر السودانيين على الولوغ من هذا المستنقع الدامي.. كنت أحس بحجر ثقيل في صدري و أنا أحاول أن أشرح له ما يُخجل شرحه.
والله الذي يحدث في بلادنا –وحتى دون حساب التكلفة البشرية والمادية- هو عار ووصمة في جبين كل سودانية وسوداني.
ويزداد العار أكثر كلما حملت الأخبار هتكا واسعا للأعراض و سرقات و اجبار الملايين على النزوح .. في ما تسميه الأمم المتحدة أكبر كارثة انسانية في العالم.
ثم يزداد العار أكبر عند الحديث عن المجاعة.. و يا لحسرتي عند نشر صور طوابير الواقفين أمام “التكايا”.. ما أفجع من صور الجوع إلا تعليق يتباهى بأن السودانيين أهل كرم لأنهم يفتحون “التكايا”.. وكأن الذين أحوجه الجوع للوقوف في الطابور لساعات تحت الشمس من أجل حفنة لقيمات تقمن صلبه.. ليس سودانيا!
منذ متى يرضى سوداني أن يقف في طابور أمام مغرفة تضع له في إنائه قليلا من الطعام يحمله لأسرته، إن لم يجبره قهر النظر في عيني أطفاله الجوعي.
هذا الشعور العميق بالحياء والحسرة من نظرة الشعوب الأخرى إليناـ ياترى هل يتسلل إلى قلوب سادتنا وساستنا الممسكين بدفة الأمور في بلادنا.. أم تراهم يظنون أن الشعب من فرط سعادته يخرج ليستقبلهم في المطارات والطرقات ليقول لهم شكرا رفعتم رؤوسنا..
عندما يسافرون لتمثيلنا في الخارج… هل يشعرون مثلنا بالحياء؟

عثمان ميرغني
حديث المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رحلة ميسرة وعودة آمنة.. مصر تواصل دعم السودانيين العائدين إلى وطنهم

أكدت الهيئة القومية لسكك حديد مصر التزامها الكامل بمواصلة تقديم كافة الخدمات اللازمة لراحة الأشقاء السودانيين، متمنية لهم رحلة ميسرة وعودة آمنة إلى وطنهم، في إطار الجهود المصرية المستمرة لدعم الأشقاء السودانيين وتيسير رحلتهم الطوعية نحو العودة الآمنة إلى بلادهم.

وأعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر عن انطلاق القطار المخصوص الثاني رقم 1940 (درجة ثالثة مكيفة)، وعلى متنه المئات من السودانيين وذويهم الراغبين في العودة الطوعية إلى وطنهم، مرورًا بمحافظة أسوان ووصولًا إلى ميناء السد العالي النهري.

 السفير عماد الدين عدوي في مقدمة مودعي الركاب

وكان في مقدمة مودعي الركاب بمحطة سكك حديد مصر بالقاهرة السفير عماد الدين عدوي، سفير جمهورية السودان بالقاهرة، إلى جانب قيادات السكك الحديدية، وسط أجواء سادها التقدير المتبادل والمشاعر الأخوية العميقة التي تربط الشعبين الشقيقين.

وأعرب السفير عماد الدين عدوي عن تقدير بلاده العميق للدور المصري المستمر في دعم أمن واستقرار السودان، مشيدًا بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، في تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للشعب السوداني.

كما قدّم الشكر إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، على توفير الخدمات والتسهيلات اللوجستية، ومنظومة النقل المتكاملة التي تشمل القطارات والأتوبيسات والعبارات النهرية بين أسوان ووادي حلفا، مشددًا على أن ما يلقاه السودانيون العائدون من رعاية واهتمام يجسد عمق العلاقات بين الشعبين.

تأتي هذه المبادرة في إطار سلسلة من الجهود المصرية الرسمية لتسهيل عودة السودانيين إلى بلادهم، عبر توفير وسائل انتقال آمنة ومنظمة من القاهرة إلى السد العالي، تمهيدًا لوصولهم إلى السودان، بما يعكس حرص الدولة المصرية حكومة وشعبًا على مساندة الأشقاء في أوقات الأزمات.

طباعة شارك الهيئة القومية لسكك حديد مصر السودانيين السودان

مقالات مشابهة

  • فيلم سوداني ضمن مهرجان فينسيا السينمائي الأول
  • اعتماد المدينة المنورة كثاني أكبر مدينة صحية مليونية في الشرق الأوسط بعد جدة
  • مناشدة من سوداني الى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي
  • 700 طلقة في الدقيقة.. كلاشنكوف حديث بـ 3 طرازات خارقة
  • رحلة ميسرة وعودة آمنة.. مصر تواصل دعم السودانيين العائدين إلى وطنهم
  • مَن الأعلى أجرا في الدوريات الأوروبية الـ5 الكبرى؟
  • الدفاع من خارج الحدود.. وفد دبلوماسي سوداني يصل الكفرة الليبية
  • السيسي يتدخل.. الإفراج عن شاب سوداني في القاهرة لأسباب إنسانية 
  • حين تمنح المفردات الشرعية: تنبيه للإعلاميين السودانيين
  • محطة قطار رمسيس تستقبل مئات السودانيين تمهيدًا لعودتهم إلى بلادهم.. صور