بماذا يخبرك شعرك عن حالتك الصحية؟
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
لا يقتصر دور الشعر على الجمالية فحسب، سواء كان طويلا أم قصيرا، أو حتى لتدفئة الرأس، بل يؤدي العديد من الوظائف الحيوية الأخرى، فهو يحمي منافذ الجسم مثل الأنف والأذنين من الغبار، كما يعمل على حماية العينين من الضوء الساطع أو العرق والجزئيات العائمة، لكن يبقى الدور الأهم الذي يلعبه الشعر هو كونه ناقلا للرسائل حول صحة الجسم، بما في ذلك الأمراض والمشاكل الصحية، فضلا عن الطفرات الجينية التي قد تحدث، لذلك قد يكون الوقت قد حان للاستماع إلى ما قد يخبرك به شعرك.
سواء كان كثيفا بصورة كبيرة أو متساقطا بشكل ملحوظ، سواء كان ثائرا أو هادئا، ناعما أو خشنا، لكل حالة من حالات الشعر -خاصة تلك التي تكون غير طبيعية- دلالة قد تشير إلى وجود مشكلة صحية. على سبيل المثال:
قشرة الشعر البيضاء: قد تشير إلى الإجهاد، السمنة، أو مشاكل جلدية مثل الإكزيما أو الصدفية.
القشرة الصفراء: قد تدل على الإصابة بالتهاب الجلد الدهني الذي يحدث في المناطق الغنية بالغدد الدهنية مثل فروة الرأس والوجه. كما قد تكون مؤشرا على أمراض معينة مثل مرض باركنسون أو فيروس نقص المناعة البشرية.
تساقط الشعر غير المعتاد: قد يكون إشارة قوية للإجهاد الذي يتعرض له الشعر نفسه، وهو ما يُعرَف بـ"تساقط الشعر الكربي". في هذه الحالة، يصبح الشعر أقل كثافة نتيجة انتقاله من مرحلة النمو إلى مرحلة الراحة، مما يؤدي إلى تقليل عدد البصيلات المنتجة للشعر.
إعلانفرط الشعر: مصطلح يشير إلى نمو الشعر الزائد، في أنحاء مختلفة من الجسم إلى تفاعل الجسم مع أدوية جديدة مثل بعض أدوية علاج الصرع أو فقدان الشهية، وقد يكون أيضا مؤشرا للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
كما أن نمو الشعر بشكل مفرط وبطريقة تشبه الذكورة في الوجه، بالشارب، والصدر، والذراعين عند النساء قد يدل على زيادة إفراز هرموني الأندروجين والتستوستيرون، أو قد يكون نتيجة لتكيس المبايض.
من جهة أخرى، يشير تساقط الشعر بشكل غير طبيعي، خاصة عندما تصبح بعض المناطق أرق، إلى مشكلات صحية مثل الثعلبة، العدوى الفطرية، فقر الدم، انخفاض مستويات الغدة الدرقية، أو تأثير بعض الأدوية مثل العلاج الكيميائي.
وهناك أيضا أسباب أخرى لترقق الشعر، خاصة في مقدمة الرأس، مثل الصلع الوراثي أو الممارسات الخاطئة مثل شد الشعر للخلف، أو تصفيفه بقوة، أو نتفه عن قصد أو غير قصد.
الجينات لها كلمتها أيضاتلعب الجينات دورا مهما في مظهر الشعر، وأحواله المختلفة، وأيضا تحولاته، فالجينات مسؤولة عن 90% من حالات الصلع، لكن هذا ليس كل شيء بشأن الجينات، فهي تؤدي إلى تغير حال الشعر بشكل أو بآخر على مدار سنوات العمر.
يشير الشعر غير القابل للتمشيط إلى طفرات في 3 جينات مسؤولة عن تشفير بروتينات خاصة ببصيلات الشعر، ما يتسبب في الإصابة بالمتلازمة التي تجعل الشعر يبرز من جميع الزوايا ويصير ترويضه مستحيلا، وعادة ما يبدأ عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 12 عاما، كما أنه في الغالب يكون مجعدا أشقر فاتحا أو أشقر فضيا، مموجا وجافا وهشا، لذا يُطلق عليه عدة أسماء أخرى مثل الشعر الزجاجي أو المغزول أو المثلث، وتميل الحالة إلى التحسن أو حتى الاختفاء بحلول سن الرشد.
الجينات هي المسؤولة أيضا عن الصلع الوراثي عند بعض النساء مع تقدم العمر، وهو ما يتطلب بعض التدخلات الدوائية من أجل وقف الفقد.
نصائح للحفاظ على صحة شعركقد لا تكون الحالة الصحية للجسم هي السبب الوحيد وراء التغيرات التي تطرأ على الشعر، ففي بعض الأحيان، يمكن أن يتسبب بعض العادات مثل التجفيف القاسي، والتمشيط العنيف، وشد الشعر، أو استخدام المنتجات الكيميائية كمواد التمويج أو الفرد أو الصبغة في تلف الشعر.
بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي بعض المنتجات مثل المقويات، وبخاخات الشعر، وأدوات العناية بالشعر وحتى الشامبو على مواد مثل الرصاص، والزنك، والسيلينيوم التي قد تتراكم على الشعر، لذلك، من المهم استشارة الطبيب إذا لاحظت أي تغير غير معتاد في حالة شعرك، سواء كان سلبيا أو إيجابيا، حيث يمكن اتخاذ إجراءات طبية مثل زرع الشعر إذا لزم الأمر.
يُعتبر طبيب الجلدية الأكثر قدرة على تحديد ما إذا كانت المشكلة طبيعية أو تتطلب علاجا، لكن هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساهم في العناية بالشعر، خاصة إذا كانت نتائج اختبار سحب الشعر في المنزل غير مطمئنة.
إعلانيتضمن هذا الاختبار سحب 30 إلى 50 شعرة بلطف من الجذور باستخدام الأصابع، وتكون النتيجة طبيعية إذا سقطت شعرة أو اثنتان فقط، أما إذا تساقط أكثر من 10 شعيرات، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة صحية تتطلب فحصا طبيا.
وتوصي الأكاديمية الأميركية لطب الجلد بمجموعة من النصائح للحفاظ على صحة الشعر وجمال مظهره، أهمها:
التعرّف على نوع الشعر، مجعد أم مستقيم، أم خشن، أم ناعم، أم نوع آخر، فلكل نوع منتجات وأساليب عناية خاصة.
غسل الشعر بحسب مرات اتساخه ومدى دهنيته، وليس بحسب أنماط ثابتة تتجاهل نوع الشعر، فمثلا بعض أنواع الشعر تحتاج إلى الغسيل بالشامبو يوميا إذا كانت فروة الرأس دهنية جدا، وبعض الأنواع قد تحتاج إلى الغسيل بالشامبو مرة واحدة على الأقل كل أسبوعين إلى 3 حسب الحاجة.
وضع الشامبو على فروة الرأس وليس على طول الشعر، فالهدف منه هو إزالة المنتجات المتراكمة والجلد الميت، والزيوت الزائدة.
استخدام البلسم على أطراف الشعر إن كان ناعما، وعلى طول الشعر بالكامل إن كان مجعدا أو جافا.
التعامل بلطف مع الشعر، خاصة حين يكون مبللا، مع الحرص على تمشيطه بمشط واسع الأسنان.
يعد أفضل وقت لتمشيط الشعر المجعد أثناء الاستحمام قبل شطف البلسم، أما إن لم يكن مجعدا فإن أفضل وقت لتصفيفه عقب الاستحمام، وذلك بتركه ليجف قليلا ثم تمشيطه ببطء من الأطراف إلى أعلى لفك التشابك بأقل قدر من الضرر.
تجنب تجفيف الشعر بقوة، وينصح بعدم فرك الشعر عقب الاستحمام لما يسببه ذلك من تلف، وبدلا عن ذلك يمكن تجفيفه عبر لفه بقميص لامتصاص الرطوبة برفق.
ينصح أطباء الجلدية بتجنب تعريض الشعر للحرارة العالية لما يسببه ذلك من تلف، ويتضمن ذلك تقليل تجفيف الشعر بالمجفف، وكذلك استخدام أدوات مثل مكواة الشعر للفرد أو أدوات التجعيد الساخنة، وإن كان الأمر ضروريا فيمكن استخدام درجات حرارة منخفضة أو متوسطة، مع وضع منتجات حماية الشعر من الحرارة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سواء کان قد یکون إن کان
إقرأ أيضاً:
بعد البابا فرنسيس.. من يكون الخليفة رقم 267 للقديس بطرس في الفاتيكان؟
في قلب مدينة الفاتيكان، وتحديدًا داخل جدران كنيسة سيستين، يحتشد كرادلة الكنيسة الكاثوليكية في طقس مغلق يحمل من الرمز والدلالة أكثر مما يحمله من السياسة والإدارة.
فالمجمع البابوي، الذي يُعقد لاختيار البابا الجديد، لا يتمحور فقط حول تحديد شخصية الزعيم الروحي لأكثر من مليار كاثوليكي حول العالم، بل يتعلق جوهريًا بإرث لاهوتي وروحي متجذّر في عمق التاريخ المسيحي.
"مفاتيح ملكوت السماوات"، التي سلّمها يسوع لبطرس كما ورد في إنجيل متى، تعود اليوم إلى الواجهة، لا كمجرد رمز، بل كمعيار لمهمة كونية ترتكز على الإيمان والتفويض والسلطة الأخلاقية.
حسب صحيفة نيويورك تايمز، الخميس 8 مايو 2025، في كل مرة يجتمع فيها الكرادلة، كما هو الحال في هذه الأيام بعد وفاة البابا فرنسيس، فإنهم لا يختارون فقط رئيس دولة الفاتيكان، بل أيضًا الخليفة رقم 267 للقديس بطرس، الذي يُنظر إليه بحسب التقاليد الكنسية كأول قائد للكنيسة.
وشدد الكاردينال تيموثي دولان من نيويورك على أن السؤال الحقيقي في هذه اللحظة ليس فقط عن طبيعة المنصب، بل عن هوية من سيحمل هذا الإرث: "إنه ليس رئيسًا تنفيذيًا أو رئيس مجلس إدارة"، قال، "بل هو خليفة القديس بطرس، وأسقف روما".
خيارات الكرادلة بين التقاليد والتجديدفي لحظة مفصلية من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، ومع انتهاء بابوية وبدء أخرى، تتجه أنظار العالم نحو قلب الفاتيكان، حيث ينعقد المجمع المغلق (الكونكلاف) لاختيار البابا الجديد.
ويتجاوز هذا الحدث كونه مجرد انتقال في القيادة الروحية، بل يحمل في طياته أبعادًا دينية وسياسية وإنسانية في آن واحد، إذ يشكّل منصب البابا سلطة أخلاقية وروحية مؤثرة على الساحة العالمية، ويعكس مواقف الكنيسة تجاه قضايا العدالة والسلام وحقوق الإنسان في عالم متغيّر وسريع الإيقاع.
يبرز الكاردينال الفلبيني لويس أنطونيو تيبل كأحد أبرز الأسماء المطروحة بقوة لتولّي المنصب البابوي، مستندًا إلى سجله الإنساني ونشاطه الفاعل في ميادين العدالة الاجتماعية.
ويمثّل تيبل صوتًا صادقًا للعالم النامي، وقد عُرف بدعواته المتكررة لاحتضان المهمشين والدفاع عن الفقراء، ما جعله محل تقدير داخل أوساط الكنيسة الكاثوليكية وخارجها، خاصةً في القارة الآسيوية التي تشهد تزايدًا في عدد المؤمنين الكاثوليك.
إلى جانبه، يحظى الكاردينال بييترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان، بمكانة مرموقة لما له من خبرة واسعة في إدارة العلاقات الدبلوماسية للكرسي الرسولي، وقد لعب دورًا حاسمًا في عدد من الاتفاقيات والحوارات بين الفاتيكان ودول عدة.
ويُنظر إليه كشخصية توازن بين البعد اللاهوتي والبُعد السياسي، ويُمكن أن يُمثّل استمرارًا للاستراتيجية البابوية الهادئة والدبلوماسية التي طبعت السنوات الماضية.
ومن خارج الدائرة الأوروبية والآسيوية، برز اسم الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست مؤخرًا كأحد الخيارات المحتملة. يتمتع بريفوست بخلفية رعوية وتعليمية قوية، وهو شخصية بارزة في الكنيسة الأمريكية، ويُعرف بانفتاحه الفكري وقدرته على التواصل مع الأجيال الجديدة من المؤمنين.
دخوله إلى قائمة المرشحين بقوة يعكس تحولات جديدة داخل الفاتيكان تجاه تعزيز الحضور العالمي للكنيسة.
سرية تامة وقرار مصيرييتميّز انتخاب البابا بطقوس عريقة ودرجة عالية من السرية. إذ يدخل الكرادلة المؤهلون مجمعهم المغلق في كنيسة سيستين بعيدًا عن الإعلام وأي تأثير خارجي.
وتُراجع خلفيات المرشحين بعناية فائقة، وتُناقش رؤاهم بشأن مستقبل الكنيسة وتوجهاتها الفكرية والروحية. لا يُنتخب البابا إلا إذا حصل على ثلثي الأصوات، وهي نسبة تؤكّد ضرورة التوافق العميق بين الكرادلة.
قد تمتد جلسات التصويت لعدة أيام، يتخللها صلوات وتأملات، ويُشعل دخان أسود من مدخنة الكنيسة للإشارة إلى فشل التصويت، بينما يُشعل الدخان الأبيض عند انتخاب البابا الجديد، في لحظة ينتظرها ملايين الكاثوليك حول العالم بترقبٍ وخشوع.
سياق حساس وتحديات كبرىيأتي هذا الانتخاب في لحظة حرجة للفاتيكان، حيث يواجه تحديات متعددة تتعلق بدور الكنيسة في قضايا حقوق الإنسان، والهجرة، وحماية البيئة، والعدالة الاجتماعية، فضلًا عن ملفات شائكة مثل العلاقة مع الأديان الأخرى.
كما تبرز الحاجة إلى قيادة روحية تمتلك الحكمة والجرأة في معالجة قضايا الشباب وتطورات العالم الرقمي، والتفاعل مع صعود التيارات اليمينية والشعبوية التي تشهدها مناطق عدة في أوروبا وأمريكا اللاتينية. في خضم هذه المتغيرات، تزداد الحاجة إلى بابا قادر على تجسيد القيم الإنجيلية بفعالية ومرونة مع الحفاظ على عمق العقيدة.
صوت للسلام ورمز للأمللا يقتصر تأثير البابا على الكاثوليك البالغ عددهم أكثر من مليار وربع حول العالم، بل يمتد إلى دوائر أوسع باعتباره شخصية رمزية تُمثّل صوتًا عالميًا في الدفاع عن كرامة الإنسان، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والدعوة إلى السلام والعدالة.
ومن هنا، تكتسب هوية البابا القادم أهمية بالغة: هل سيكون من العالم النامي مجددًا كما حدث مع البابا فرنسيس الأرجنتيني؟ أم يعود المنصب إلى أحد أبناء القارة الأوروبية ذات التاريخ العريق في الكرسي الرسولي؟
وبين تقاليد الكنيسة العريقة وتحديات الحاضر، يُعقد المجمع البابوي المغلق لاختيار خليفة القديس بطرس رقم 267، في مشهد يُلخّص عمق الروحانية المسيحية واتساع أثرها في العالم المعاصر، وقرار الكرادلة هذه المرة لا يُحدد فقط مَن سيحمل المفاتيح الرمزية لكنيسة المسيح، بل أيضًا من سيحمل آمال العالم في لحظة عطشى للسلام والتجديد والقيادة الروحية النزيهة.