دخلت نقابة الاطباء الاردنية في معركة كسر عظم مع شركات التأمين بعد قرارها التوقف اعتبارا من الشهر المقبل عن استقبال حالات التامين باستثناء الطارئة منها والمتعلقة بالسرطان والفشل الكلوي، وسط خلاف مستفحل بين الطرفين على الاجور.

وقال مجلس نقابة الأطباء في بيان مفاجئ السبت ان القرار سيصبح نافذا اعتبارا من الثاني من الشهر المقبل، وسيتم بموجبه تقاضي الاجور نقدا من المرضى الذين سيصار الى تحرير وصول مالية لهم من اجل حفظ حقوقهم لدى شركات التأمين.

واوضح البيان انه سيتم تقاضي الاجور حسب التسعيرة المقرة من قبل النقابة عام 2021.

وترفض شركات التامين التعامل وفق التسعيرة الجديدة، وتتمسك بتسعيرة تعود الى العام 2008، وتنخفض فيها الاجور بنسبة تصل الى 40 بالمئة عن الحالية.

وتتمسك شركات التامين بتسعيرة تعود الى العام 2008، رافضة التعامل وفق التسعيرة الجديدة التي ترتفع فيها الاجور بنسبة تصل الى 40 بالمئة عن سابقتها.

"غير قانوني"

ومن فوره، رفض الاتحاد الاردني لشركات التامين قرار نقابة الاطباء واصفا اياه بانه "غير قانوني".

واتهم رئيس مجلس ادارة الاتحاد ماجد سميرات نقابة الاطباء بمخالفة قانون المنافسة عبر سعيها الى فرض قرار اتخذته منفردة ويتضمن رفع الاجور بنسب تصل الى 400 بالمئة قياسا بالتسعيرة المعمول بها والتي تعود الى العام 2008.

 

قرار نقابة الاطباء الاردنية الخاص بوقف التعامل مع شركات التامين

 

وقال سميرات في تصريحات صحفية ان قرار نقابة الاطباء التوقف عن استقبال حالات التامين ياتي في اطار الضغوط التي تمارسها من اجل تمرير التسعيرة الجديدة.

وطالب الحكومة بسرعة التدخل ازاء هذا القرار الذي اكد انه ستكون له عواقب وخيمة وسيدفع ثمنه الجميع وفي مقدمتهم المواطن غير المؤمن صحيا، مكررا اتهامه لنقابة الاطباء بـ"استخدام المواطن كضحية" لتمرير التسعيرة الجديدة.

"الشركات رفضت التفاوض"

من جانبه، اكد نقيب الاطباء زياد الزعبي ان القانون يعطي النقابة صلاحية اصدار التسعيرة منفردة.

واضاف الزعبي ان النقابة لم يكن امامها من خيار سوى اتخاذ قرار وقف استقبال حالات التامين بعد رفض الشركات التفاوض حول التسعيرة التي اكد ان الاجور فيها ارتفعت بنسبة 30 بالمئة، وليس 400 بالمئة كما قال سميرات.

 

 

ورفض نقيب الاطباء وصف القرار بانه كان مفاجئا لشركات التأمين، مؤكدا انه تم التواصل معها من اجل مناقشة المسالة، لكنها رفضت، وكذلك جرى التواصل بهذا الخصوص مع البنك المركزي باعتباره مسؤولا عن قطاع التامين في المملكة.

وقال الزعبي ان الشركات لا تزال متمسكة بالتسعيرة السابقة رغم ان نظام التسعيرة الجديد يلغيها حكما بموجب القانون، كما يبطل العقود المبرمة سابقا مع الاطباء، ويستعيض عنها بعقد موحد.

وتغطي شركات التامين الصحي الخاصة ما نسبته 16 بالمئة من عدد سكان الاردن البالغ اكثر من 11 مليون نسمة.

وخلال السنوات السابقة قامت العديد من شركات التامين برفع قيم الاشتراكات على المؤمنين لديها بنسب وصلت الى 300 بالمئة، واحيانا 400 بالمئة.

وهناك مخاوف يبديها كثيرون من ان تعمد شركات التامين الى تحميل المشتركين كلفة اي اتفاق قد تتوصل اليه مع نقابة الاطباء بشأن التسعيرة الجديدة.

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ الاردن شركات التامين التامين الصحي نقابة الاطباء شرکات التامین

إقرأ أيضاً:

معركة العقول وصراع الاستراتيجيات

إن المعركة التي يخوضها السودان حاليا في وجهها السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، القانوني، الإعلامي، التقني والعسكري، هي جزء من الصراع الاستراتيجي الدولي حول السواحل البحرية وموارد الطاقة والمعادن الاستراتيجية والصناعية وموارد الغذاء بجانب الصراع
الثقافي العقدي. وجميع الأطراف الفاعلة في المشهد الدولي تمتلك حشودا معرفية ضخمة ومراكز تفكير كبيرة ومؤسسات داعمة للقرار وصنع السياسات العامة، توظف بحنكة في صراع المصالح.

على سبيل المثال تعتبر الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية واحدة من ضمن أكثر من 400 مؤسسة من مراكز الأبحاث ومستودعات التفكير التي تسهم في صنع القرار والسياسات العامة في الصين، ويعمل في الأكاديمية أكثر من ثلاثة آلاف باحث متخصص ، وتضم أكثر من ثمانين معهدا متخصصا ومركزا بحثيا. وفي الولايات المتحدة وأوروبا قد يطغى تأثير مؤسسات مثل معهد بروكنجز وكارنيجي وراند وشاتام هاوس ومجلس العلاقات الخارجية، لكن في الواقع فإن القائمة تضم آلاف مراكز الأبحاث ومستودعات التفكير، يعمل فيها ولمصلحة الدول المعنية عشرات الآلاف من الخبراء والباحثين وتمول بمليارات الدولارات سنويا.

أن القصور في إدراك حجم وأبعاد المعركة، وتصور المعركة على أنها معركة عسكرية مخدومة بأدوات غير عسكرية هو تصور قاصر وتفسير خاطئ وسيؤدي إلى السير في المسار الخطأ. فالسودان لا يواجه الدعم السريع فحسب، علينا ان ندرك من يقف خلف الأحداث، وعندها سندرك طبيعة السيناريوهات التي يمكن ان تحدث، والساحة الدولية مليئة بالشواهد.

إن إدراك طبيعة العدو وحجم وطبيعة الصراع يعني إدراك أدوات الصراع والتي تفوق الثلاثين أداة، عندها سندرك أنه من الخطورة بمكان التعامل مع المعركة على أنها معركة عسكرية. فمواجهة إستراتيجيات محكمة وعميقة ومسنودة بحشود معرفية ضخمة لا يمكن أن يتم عبر رؤى متفرقة وملفات مجزأة وإدارة ديوانية رتيبة. المطلوب بعيدا عن أي مجاملات فريق مؤهل لإدارة المعركة الناعمة، والتأخير له ثمن باهظ وليس في مصلحة الوطن، فالمعركة معركة إرادة وعقول ومعارف على المستويين المدني والعسكري.

أ.د. محمد حسين أبوصالح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • انخفاض أسعار الذهب محلياً في التسعيرة الثانية
  • بن حبريش: حضرموت ماضية نحو الحكم الذاتي ولن نتراجع مهما كلف الثمن
  • خصومات تصل 30% على الكشوفات والعمليات الجراحية والتحاليل بدمياط| تفاصيل
  • النافعة في معركة الإصلاح
  • مواقف اردنيه ثابته لا تتغيير
  • معركة الطائرات المقاتلة بين الهند وباكستان تثير اهتمام جيوش العالم
  • الدويري: أبواب الجحيم 2 معركة حقيقية تؤكد دقة كمائن المقاومة
  • بيان الفعاليات الشعبيه والحزبيه والسياسيه والبرلمانيه في محافظه مادبا
  • معركة العقول وصراع الاستراتيجيات
  • حماية الصحفيين :- الاردن لا يحتاج شهادة حسن سلوك .. والاخبار المفبركة لن تلوث سمعته