علي جمعة: الإسراء والمعراج أثبت أن كل الأنبياء إخوة ولا اختلاف بينهم في أصول دينهم
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان هناك قضيتان في معجزة الإسراء والمعراج : القضية الأولى في معجزة المعراج ، وهى : الخروج الكلي عن قوانين البشر وغيرهم في الحياة الدنيا, لتكون مثالًا ناصعًا وحجة واضحة على التقاء عالم الغيب وعالم الشهادة, إظهارًا لقدرة الله تعالى ولفضل النبي محمد ﷺ .
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان القضية الثانية التي تجلت في الإسراء والمعراج معا ، وهى : اجتماع الرسول ﷺ بإخوانه من رسل الله وأنبيائه في طريق صعوده إلى سدرة المنتهى, وفي هذا تأكيد على وحدة الرسالة التي أرسلوا بها جميعا إلى أهل الأرض, وهي نشر عقيدة التوحيد وتحرير البشرية من نير عبودية العباد إلى شرف عبودية رب العباد وحده لا شريك له.
وبالنظر إلى حوار خاتم الأنبياء والمرسلين مع إخوانه من الأنبياء ، نجدهم قد أقروا بنبوته ﷺ إيمانا منهم وحرصا على إتمام هذه الرسالة التي جمعتهم في سلسلة واحدة وهدف واحد, إذ مصدرها من الله, وهدفها التحقق بمراد الله, وغايتها الوصول إلى مرضاة الله.
فالأنبياء جميعا إخوة فيما بينهم, كل منهم يؤدي دوره الذي أُنيط به, ويكمل شريعة الله بما يتفق مع الزمان والحال الذي أرسل فيه, حتى أتى النبي الكريم سيدنا محمد ﷺ ليكون اللبنة الأخيرة في هذا البناء الرباني, والكلمة الأخيرة في خطاب الله للعالمين, ولهذا ظهرت حفاوة الأنبياء في استقبالهم لرسول الله ﷺ ، إذ لم يمر على أحد منهم من آبائه إلا بادره بقوله : (مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح) , وقال له إخوانه : (مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح) [البخاري]. كما نلاحظ رفقهم في وصاياهم للرسول ﷺ بالرفق بالأمة وخوفهم عليها, حيث قال له الخليل إبراهيم عليه السلام : (يا محمد, أقرئ أمتك مني السلام, وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة, عذبة الماء, وأنها قيعان, وأن غراسها: سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر) [الترمذي].
فيما أوصاه الكليم موسى عليه السلام بطلب تخفيف الصلاة من رب العزة ، وظل يراجعه حتى خُففت من خمسين صلاة إلى خمس صلوات في اليوم والليلة.
لقد أظهرت حادثة الإسراء والمعراج حالة الحب والاحترام والتوقير بين الأنبياء جميعا, وأنه لا اختلاف بينهم في أصول دينهم, وأن همهم واحد وغايتهم واحدة, وهي عبادة الله ، وعمارة الأرض, وتزكية النفس, والأخذ بيد الإنسان من ظلمات الجهل إلى نور العلم والرحمة والهداية. وهو أحوج ما تكون البشرية إليه اليوم, ولا يتحقق ذلك إلا بأن يعود كل أصحاب دين إلى ما كان عليه نبيهم من صلاح وقيم وإرساء الحب والاحترام بين أتباع الأنبياء جميعا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معجزة الإسراء والمعراج المزيد الإسراء والمعراج
إقرأ أيضاً:
رجال الدولة: أين نجدهم؟!
#رجال_الدولة: أين نجدهم؟!
الدكتور: #محمود_المساد
هل من علاقات ارتباطية بين الكرامة، وعلوّ الهامة، والتواضع، وبين رجل الدولة؟
وهل اقتران صفتي الرجولة، والدولة بشخص رجل الدولة هو من أعطاه هذا العلوّ بين الرجال: ( ذكورا وإناثا)؟
وهل يعدّ رجل الدولة بيت الحكمة، وكنزها، والصندوق السيادي لأجيالها؟
فقد نجد رجل الدولة بين زعماء السياسة، والإدارة المدنية، ورجال الدين والفكر، وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، وقد لا نجده بينهم.فمن منهم يحمل سمات رجل الدولة وخصائصه،يصعب على الآخرين تقليده،أو القيام بدوره،كما يصعب عليهم حمل قدراته الخاصة. فهو الوحيد القادر على صناعة تاريخ الدولة بين الدول، وأن يشار إليه بالبنان، وذلك حتما نظير القرارات الصعبة التي يتخذها، و المشاريع الإستراتيجية التي يصنعها على مدى جغرافية الدولة، ويقوم بإدارتها .
وحقيقة،لا يمكننا أن نجد رجل الدولة بين عديد السياسيين الذين لا خبرة لهم في إدارة شؤون الدولة،كما لا تنجح مؤسسات الدولة،ولا تتناسق معا، إلا بعد أن يتوّلى شأنها أشخاص يتمتعون بخبرات عالية المستوى بتصريف شؤونها،ويتمكنون من المعرفه العميقة بشؤون مجتمعاتهم،ومتطلبات شرائحها،وكيفية التعامل مع المشكلات التي تنجم عن العلاقات التفاعلية بين كل من الدولة، والمجتمع.
من هنا،نتأكد بأن ثلاثية صفات رجل الدولة: ” الحكمة، والقوة، والقيادة الاجتماعية ” هي من أهلته لهذه المنزلة التي أملت عليه بالضرورة سمات شخصية،وكفايات شاملة: سياسية، وفكرية، واجتماعية، وثقافية، وإدارية؛ محلية ودولية،بناها عبر مسيرة تراكمية ناجحة خلقت منه وفيه رجل الدولة.حيث بات يتمتع بالشخصية القوية التي يفرضها على الجميع بالحكمة، والقوة في إدارته المواقف، والمرؤوسين،عندما كان على رأس الهرم في أي مؤسسة،وأي سلطة، كما يتمتع بكفايات خاصة في صنع قراراته سواء أكانت تكتيكية أم إستراتيجية،إضافة إلى قدرته في الدفاع عن آرائه من دون أن يخرق القانون العام، فضلاً عن قدرته على اختيار نوع الأسئلة التي يسألها لمستشاريه،وطريقة صياغتها …فهو لا يهتم بالخطب،والأقوال،والشعارات بقدر ما يهتم بالأفعال،وترجمة ذلك بمنجزات تُحسب له،لا عليه.
وتأسيسا على ما تقدم، يجدر بنا أن نسأل: كم من هؤلاء الأشخاص لدينا ” ذكورا وإناثا “،؟ وكم منهم يُجمع المجتمع عليه أنه رجل دولة بحق؟
القادة يُصنعون،حين تؤسّس الدولة معهدًا أو جامعةً لصناعة القادة، وقد اقترح عبد السلام المجالي ذلك!!
لقد شهدنا نماذج لقيادات غابت قبل أوانها منهم: أحمد عبيدات، الروابدة،الكباريتي،عبّد الحميد شرف،عون خصاونة،حيث لم ينالوا فرصهم لإظهار مواهبهم وقدراتهم!! في حين نال كل من: مضر بدران، وزيد الرفاعي، وعبد السلام المجالي، من الفرص ما مكّنتهم من التميز.
ففي العادة؛ وفي جميع الدول الناجحة تدعم الدولة من تظهر عليه مثل هذه السمات والخصائص التي تبشر بميلاد رجل دولة واعد، وتُمكّنه من تحمل مسؤوليات متنوعة صاعدة،يُراكم بها خبراته،وتُخضعه لاختبارات عملية تتدرج بالصعوبة والتعقيد، وتراهن بعدها على سماته وخصائصه من التغير،أو التراجع.
وبهذا، فإن رجل الدولة يستمد رؤيته من قوة العصر الذي يعيشه، ويتطلع في كل قراراته إلى المستقبل وتحدياته، يستشرف الظروف والمتغيرات على مستوى العالم، ويلتقط منها ما يخدم مصالح دولته العليا، ويعزز نجاح خططه الاستراتيجية والتنفيذية، دونما أي التفات للماضي وإخفاقاته،لا يجامل، ولا يناكف، ولا يتحامل.
هذه ليست أحلامًا، فالأردن يستحق الأفعال السامية!!