طموح السعودية في التعدين تحت مجهر المستثمرين
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
تعيش السعودية مرحلة بالغة الأهمية ضمن سعيها لبناء مركز عالمي للمعادن، وسط تعطش الشركات الأجنبية المؤثرة بالقطاع للاستثمارات السعودية، أكثر من ضخّ رؤوس أموالها في المملكة.
في مؤتمر التعدين الدولي الذي انعقد في الرياض خلال الأسبوع الماضي، أبدى ما لا يقل عن 24 مشاركاً التقتهم "بلومبرغ" رغبتهم في استقطاب الأموال السعودية، لكنهم لم يبدوا استعداداً كافياً للاستثمار داخل المملكة حتى الآن.
مارك سيلبي، الرئيس التنفيذي لشركة "كندا نيكل" (.Canada Nickel Co)، التي تأمل في جذب استثمارات إلى منجم في أونتاريو، وتدرس شراكة مع جهات في الشرق الأوسط، قال: "نحن في مرحلة إثبات الجدية.. هناك العديد من المشاريع قيد التنفيذ، لكن لم نرَ حتى الآن الكثير من الأعمال الفعلية على الأرض".
روّجت السعودية لفرص استثمارية محلية بقيمة 100 مليار دولار خلال المؤتمر، وقدّرت امتلاكها لموارد معدنية تصل قيمتها إلى 2.5 تريليون دولار يمكن استخراجها. تسعى المملكة إلى جعل المعادن والتعدين ما يُعرف بـ"الركيزة الثالثة" لاقتصادها المحلي في إطار جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط والبتروكيماويات.
إضافة أعمال استكشاف المعادن ومعالجتها من شأنه أن يسهم في دعم العشرات من المشاريع الضخمة، وتخفيف تكاليف استيراد المنتجات النهائية المرتفعة التي تؤثر على المالية العامة للبلاد.
لتحقيق هذه الطموحات، أوكلت السعودية لشركة التعدين "معادن" مهمة تطوير الصناعة المحلية، وأسست "منارة المعادن" في عام 2023 للاستحواذ على الأصول الخارجية. لكن حتى الآن، لم تكمل "منارة" سوى صفقة رئيسية واحدة مع شركة التعدين البرازيلية "فالي" (Vale)، ولم تجذب المملكة سوى عدد قليل من شركات التعدين الكبرى للعمل داخل أراضيها.
قال وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف في مقابلة خلال المؤتمر: "أعتقد أن لدينا قاعدة جيدة، لكن لا أستطيع القول إن الأمور تسير بالسرعة المطلوبة".
اتخذت شركة "باريك غولد" (Barrick Gold Corp) الكندية خطوة استثمارية في السعودية، وتدير منجماً للنحاس على الساحل الجنوبي الغربي قرب البحر الأحمر. أوضح روب مكيون، الرئيس التنفيذي لشركة "ماك إيوان ماينينغ" (.McEwen Mining Inc)، الذي حضر المؤتمر، أنه مهتم بمواقع النحاس والذهب في المملكة، لكنه لم يتخذ قراراً استثمارياً بعد.
أما شركة "المصانع الكبرى للتعدين" (Amak) السعودية، فقد أفادت بأنها في مراحل مبكرة من المحادثات مع شركة دولية كبرى، لكنها امتنعت عن تقديم المزيد من التفاصيل. تخطط الشركة لمضاعفة إنفاقها على الحفر بمقدار ثلاث مرات هذا العام، حيث تستكشف المزيد من مواقع النحاس والذهب.
على الرغم من تركيزها على التعدين، تتوقع الشركة أن تأتي الاستثمارات في مصانع المعالجة خلال السنوات الخمس المقبلة، بدعم من الحوافز الحكومية والتشريعات، وفقاً لرئيس مجلس الإدارة محمد ابالعلا.
قال ابالعلا في مقابلة على هامش المؤتمر: "الاستكشاف والحفر سيكونان هائلين"، مضيفاً: "ما نحتاجه حقاً هو مصهر ومصفاة للنحاس".
تُعد شركة "فيدانتا" (Vedanta Ltd) من بين أكبر الشركات الأجنبية التي تدفع طموحات السعودية قُدماً.
أعلنت الشركة الهندية في نوفمبر أنها تخطط لاستثمار ملياري دولار لبناء منشآت لمعالجة النحاس في المملكة، ويُتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2026. كما تسعى شركة الصلب التركية "توسيالي هولدينغ" (Tosyali Holding AS) إلى استثمار 5 مليارات دولار في مصنع للصلب في المملكة.
شملت الاتفاقيات الأخيرة التي تركز على عمليات المصب تعاوناً مع "مجموعة زيجين" الصينية (Zijin Group) و"هاستينغز تكنولوجي ميتالز" (Hastings Technology Metals Ltd) الأسترالية. جرى توقيع أكثر من 100 مذكرة تفاهم واتفاقية خلال مؤتمر التعدين الدولي، مع الإشارة إلى أن هذه الاتفاقيات لا تضمن تنفيذ المشاريع.
قال مارك كوتيفاني، رئيس مجلس إدارة وحدة المعادن الأساسية في شركة "فالي": "هناك اتفاقيات لمعالجة المعادن في السعودية، لكن لا يزال الوقت مبكراً".
تقدم وحدة "فالي" بعض إمدادات المعادن إلى شركة "منارة" كجزء من صفقة أُبرمت منتصف عام 2023. تقوم "منارة" حالياً بتداول هذه المعادن في السوق إلى حين توفر منشآت لمعالجتها داخل المملكة.
محادثات مع باكستان
قد يتم قريباً إنجاز صفقات مماثلة. إذ تجري السعودية محادثات مع الحكومة الباكستانية لشراء حصة الأقلية المملوكة لها في أحد مناجم شركة "باريك" في البلاد.
الصفقة، التي قد تشمل استثماراً سعودياً بقيمة مليار دولار، كان من المتوقع أن تُستكمل العام الماضي، لكنها تأخرت بسبب النقاش حول مكان معالجة إمدادات المعادن.
كما أبدى المسؤولون السعوديون اهتماماً بالمعادن من تشيلي وكندا، وتتوقع زامبيا أن تقوم المملكة قريباً باستثمارات هناك، بعد توقيع مذكرة تفاهم الأسبوع الماضي.
في الوقت الحالي، الرسالة في السعودية واضحة، ومفادها ضرورة التحرك بوتيرة أسرع.
قدم الرئيس التنفيذي لشركة "معادن"، روبرت ويلت، العام الماضي اقتراحاً لمجلس الإدارة لتقليص وقت التطوير من مرحلة الاستكشاف إلى التعدين إلى تسع سنوات بدلاً من 20 عاماً، باستخدام أساليب مبتكرة.
قال: "رد الرئيس قائلاً إن ذلك غير مقبول. نحن بحاجة إلى التحرك بسرعة أكبر. هذا هو الشعور بالاستعجال الذي يسود في المملكة".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی المملکة
إقرأ أيضاً:
شركة سيارات كبرى تعلن إفلاسها رغم عملها في مجال التعديل
على مدار السنوات القليلة الماضية، صنعت شركة "كلاسيك ريكرييشنز" اسمًا بارزًا في عالم السيارات المعدلة، مقدمةً بعضًا من أرقى وأغلى نسخ فورد موستانج في العالم.
بفضل هياكل ألياف الكربون خفيفة الوزن، ومحركات مطوّرة، وتصميمات داخلية مخصصة، وصلت أسعار هذه النسخ الفاخرة إلى نحو 300 ألف دولار أمريكي.
لكن المشهد تغير بشكل جذري، إذ أعلنت الشركة إفلاسها رسميًا بموجب الفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأمريكي في ولاية تكساس في 9 يوليو الجاري.
ديون ضخمة سبب في الإفلاسوفقًا لملف الشركة المقدم للمحكمة، تبلغ قيمة أصول "كلاسيك ريكرييشنز" حاليًا ما بين 500,001 دولار ومليون دولار، بينما تتراوح التزاماتها المالية بين مليون دولار وعشرة ملايين دولار.
تكشف هذه الأرقام عن أزمة مالية حادة دفعت الشركة لاتخاذ خطوة الإفلاس لحماية نفسها والسعي لإعادة هيكلة ديونها.
إلغاء رخصة شيلبي ومستقبل غامضكانت "كلاسيك ريكرييشنز" لسنوات عديدة شركة بناء مرخصة من "شيلبي أمريكان"، لكن الأخيرة أنهت اتفاقية الترخيص مؤخرًا.
تركت الخطوة مستقبل الشركة معلقًا، إذ لم تُعلن حتى الآن إن كانت ستواصل أعمالها خلال إجراءات الإفلاس أم ستتوقف بالكامل.
أكد موقع “كارسكوبس” تواصله مع الشركة للحصول على توضيحات إضافية بشأن خططها القريبة والبعيدة.
تجري الشركة حاليًا إجراءات إعادة تنظيم بصفتها "مدين شركة صغيرة"، وفق الفصل الفرعي الخامس من قانون الإفلاس.
وتشير الوثائق إلى أن إجمالي ديونها المصفاة غير المشروطة يقل عن 3.42 مليون دولار أمريكي، وأن عدد دائنيها لا يتجاوز 50 دائنًا. بعد تغطية النفقات الإدارية، ستبدأ الشركة في توزيع الأموال على الدائنين.
رغم أن سوق تعديل السيارات الفاخرة شهد ازدهارًا في السنوات الأخيرة، إلا أن "كلاسيك ريكرييشنز" تواجه تحديًا استثنائيًا قد يحدد مصيرها.
وقد تم تعيين الخبير بيت فاندرفين لإدارة عملية إعادة الهيكلة على أمل إنقاذ الشركة وإعادتها للعمل.