تتمثل العلاقات بين سلطنة عُمان ودولة قطر في نموذج رفيع من التعاون المستمر والتآخي الذي يضرب بجذوره في التاريخ، وتطورت تلك العلاقات بفضل الرؤى الحكيمة والتوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر - حفظهما الله ورعاهما -، حيث تقوم على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مع تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين البلدين، وتستمر هذه العلاقات في النمو والتطور لتواكب التحديات المعاصرة، مما يسهم في تحقيق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.

وتسهم الشراكة بين سلطنة عمان وقطر في تعزيز التعاون المتبادل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مما يعكس التزام البلدين بتحقيق تطلعات شعبيهما والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل يحقق المزيد من التقدم والازدهار للطرفين.

وتعكس زيارة صاحب السمو أمير دولة قطر إلى سلطنة عُمان عمق العلاقات الثنائية، وتُبرز حرص القيادتين الحكيمتين على تعزيز أواصر التعاون واستدامتها، وسيشهد اللقاء بين جلالة السلطان المعظم وأخيه سمو أمير دولة قطر، مناقشة العديد من الملفات ذات الأهمية المشتركة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات تفاهم والبرامج التنفيذية التي تهدف -بلا شك- إلى تطوير الشراكة في قطاعات متنوعة كالتجارة، والاستثمار، والرياضة والثقافة والتعليم والصحة والعديد من المجالات الأخرى.

وتشهد العلاقات التجارية بين سلطنة عمان ودولة قطر نموًا متواصلًا منذ عام 2020، حيث بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 5.8 مليار ريال عماني حتى نهاية نوفمبر 2024م، وسجلت الواردات من دولة قطر إلى سلطنة عمان أكثر من 3.8 مليار ريال عماني خلال السنوات الـ5 الماضية، بينما بلغ إجمالي الصادرات نحو 1.9 مليار ريال عماني.

التبادل التجاري

وأظهرت بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن إجمالي التبادل التجاري بين البلدين في عام 2024 (من يناير إلى نوفمبر) تجاوز 960.8 مليون ريال عماني، حيث سجلت الصادرات العمانية إلى قطر 205.8 مليون ريال عماني، في حين بلغت الواردات من قطر 754.9 مليون ريال عماني، ووفقًا لبيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، فقد تمثلت أبرز السلع المستوردة من دولة قطر في الديزل لأغراض أخرى، وعنفات نفاثة تتجاوز قوة دفعها ٢٥ كيلو نيوتن، ومحركات طائرات ذات مكابس متناوبة أو دوارة يتم الاشتعال فيها بالشرر (محركات انفجارية)، وغيرها من أثيرات لا دورية (لاحلقية) ومشتقاتها.

أبرز الصادرات

ومقابل ذلك أوضحت البيانات أن أبرز الصادرات من سلطنة عمان إلى دولة قطر شملت خامات الحديد ومركزاتها (المكتلة)، حصى حصباء وحجارة مجروشة أو مكسرة من الأنواع المستعملة عادة للخرسانات أو رصف الطرق أو السكك الحديدية أو أنواع الرصف الأخرى، وكذلك الكابلات الكهربائية التي يزيد مقطعها العرضي عن 10 ملم وجهدها عن 300 فولت، ومحولات ذات وسط وذات عوازل سائلة تزيد قدرتها عن 650 كيلو فولت أمبير ولكن لا تتجاوز 10 آلاف كيلو فولت أمبير، بالإضافة إلى مجمر (كوك) مكلس.

ومن أبرز المنتجات التي تزخر بها سلطنة عمان لتصديرها إلى دولة قطر هي خامات الحديد والمركزات والحصى والقوباء والصوان والأحجار المكسورة المطحونة والحديد والفولاذ شبه النهائي، وكربون (0.25)، كما تتمتع سلطنة عمان بأعلى قدرة توريد في الماعز الحي، بالإضافة إلى أن المجوهرات المصنوعة من المعادن الثمينة تعد من المنتجات التي تواجه أقوى إمكانات الطلب في دولة قطر، وفيما يتعلق بالاستثمارات، بلغ عدد الشركات المسجلة التي تضم مساهمات قطرية نحو 214 شركة حتى أكتوبر 2024م، حيث بلغت القيمة الإجمالية لمساهماتها أكثر من 72.8 مليون ريال عماني أي ما يعادل 65.8% من إجمالي رأس المال المستثمر في هذه الشركات، وشملت أبرز القطاعات التي استثمرت فيها هذه الشركات تجارة الجملة والتجزئة، وإصلاح المركبات ذات المحركات والدراجات النارية، بالإضافة إلى أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية، والتشييد، والأنشطة المهنية والعلمية والتقنية. كما شملت الاستثمارات في الصناعة التحويلية، والخدمات الإدارية والدعم، والنقل والتخزين، واستغلال المحاجر، فضلًا عن المعلومات والاتصالات».

5 اتفاقيات

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، فقد وُقعت نحو 5 اتفاقيات في عدد من المجالات، ومن ضمنها مجال التعاون الثقافي التربوي، ويتم فيها تبادل الخبرات بين البلدين حسب احتياج كل بلد، كما تم الاتفاق بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الثقافة القطرية لتوقيع البرنامج التنفيذي الأول في مجال الثقافة للأعوام (2022 -2025)، ووقعت اتفاقية في مجال تعزيز التعاون بين البلدين وتبادل الخبرات الأمنية والفنية من أجل مكافحة الجريمة، واتفاقية أخرى في تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب بالنسبة للضرائب على رأس المال، والتوقيع على اتفاقية إنشاء مركز لوجستي متكامل يوفر خدمات التوزيع والتخزين في مدينة خزائن العمانية مع شركة ساركو، بالإضافة إلى التوقيع على اتفاقية تعاون بين وزارة الإسكان والتخطيط العمراني وشركة أريان العقارية، بحيث تقوم الشركة بتطوير منطقتين في مدينة السلطان هيثم بمساحة إجمالية تقدر 2221812 مترًا مربعًا، بتكلفة 327 مليون ريال عماني، وتم تفعيل الاتفاقية لتعزيز وتطوير التعاون بين البلدين في مجال إنشاء البنى الوطنية للمعلومات الجغرافية، والممارسات والخبرات في مجال البيانات المكانية واستخدام نظم المعلومات الجغرافية في التعدادات السكانية.

20 مذكرة تفاهم

كما وقّعت بين البلدين نحو 20 مذكرة تفاهم في عدد من المجالات، حيث وقّعت مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال العمل، بالإضافة إلى مذكرتي تفاهم الأولى منهما في مجالات التدريب والتطوير والاستشارات وغيرها من شؤون الخدمة المدنية والتطوير الإداري، أما الثانية، فكانت في مجال بناء قدرات الموظفين الحكوميين، كما تم توقيع مذكرة أخرى في قطاع التراث والسياحة لمواصلة تنمية التعاون في المجال السياحي والعمل على تدعيمه وإنمائه بين البلدين، وتبادل الخبرات السياحية والمعرفة الفنية في مجالات التدريب والتأهيل، إلى جانب ذلك تم التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين في المجال الثقافي.

كما وقّعت مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال البيئة وصون الطبيعة والتنوع الأحيائي، ومذكرة تفاهم أخرى في مجال الموانئ بين المجموعة العمانية العالمية للوجستيات (أسياد) والشركة القطرية لإدارة الموانئ المملوكة بالكامل لحكومة دولة قطر بهدف تعزيز التبادل التجاري وربط الموانئ لغرض الاستثمار المشترك في الخدمات البحرية واللوجستية.

أما في المجال الزراعي والحيواني والسمكي فقد تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين في مجالات الإنتاج الغذائي والتسويق والاستثمار المشترك وتصدير المنتجات العمانية إلى دولة قطر، وتم الاتفاق في اجتماع اللجنة الأخير في نوفمبر 2023م على تفعيل الاتفاقية، إضافة إلى مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الفني والتقني والقانوني وتحقيق سبل التعاون والتنسيق في كافة المجالات ذات الصلة بالمستهلك، كما وُقعت بين البلدين مذكرة تفاهم في مجال تعزيز التعاون وتبادل الخبرات المتعلقة بالبرامج التمويلية واستخدام التقنية الإلكترونية في العمل المصرفي المتعلق ببنوك التنمية، وأخرى في مجال العلوم والتعليم العالي لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف مجالات التعليم العالي، ومذكرة تفاهم من أجل تنظيم أنشطة ومعارض مشتركة وتبادل المقتنيات والمعروضات بصفة دورية والاستفادة من برامج التدريب والتأهيل في إطار التعاون في مجال إدارة المتاحف والمقتنيات، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم في مجال العمل وتنمية الموارد البشرية، والتوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة التربية والتعليم واللجنة العليا للمشاريع والإرث بدولة قطر حول تنفيذ برنامج الجيل المبهر في المدارس الحكومية والخاصة بسلطنة عمان، والتوقيع على محاضر تبادل وثائق التصديق على مذكرتي التفاهم في مجالات النفط والغاز ومذكرة التعاون في مجال السياحة، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري، والتوقيع على مذكرة تفاهم في مجال تقديم الخدمات الإعلامية والتدريب على مهارات فن الحوار والنقد والإنتاج الإعلامي وبحث مشاريع مشتركة تهم الإعلام والصحافة والتعاون في مجال الدراسات والبحوث، والتوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة بين مركز مناظرات عمان ومركز مناظرات قطر، بالإضافة إلى مذكرات تفاهم للتعاون في مجال الرياضة والشباب بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عمان ووزارة الرياضة والشباب بدولة قطر.

وأكد سعادة السفير السيد عمّار بن عبدالله بن سلطان البوسعيدي سفير سلطنة عمان المعتمد لدى دولة قطر، في تصريح لـ «عمان» أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عمان ودولة قطر في عام 2023م قد بلغ 1,113,340,858 ريالا عمانيا، وفقًا للإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عمان.

وأشار سعادته إلى أن الصادرات العمانية إلى دولة قطر خلال عام 2023م قد بلغت حوالي 236,556,128 ريالًا عمانيًا، في حين بلغ إجمالي الواردات من دولة قطر 828,671,991 ريالًا عمانيًا.

كما أوضح سعادة السفير أن الصادرات العمانية إلى قطر حتى أكتوبر 2024م قد بلغت 140,198,414 ريالًا عمانيًا، بينما وصل إجمالي واردات سلطنة عمان من دولة قطر حتى التاريخ نفسه إلى 708,721,923 ريالًا عمانيًا.

الصادرات والواردات

وتتمثل أبرز صادرات سلطنة عمان إلى قطر حتى أكتوبر 2024م في خامات الحديد ومركزاتها المكتلة، وحصى حصباء وحجارة مجروشة أو مكسرة، بالإضافة إلى محولات ذات عوازل سائلة بقدرة تتراوح بين 650 و10,000 كيلو فولت أمبير.

أما أبرز الواردات العمانية من قطر حتى أكتوبر 2024م، فتشمل الديزل لأغراض متعددة، وعنفات نفاثة قوية تزيد قدرتها عن 25 كيلو نيوتن، ومحركات طائرات ذات مكابس متناوبة، وأثيرات لا دورية ومشتقاتها.

اللجان وفرق العمل المشتركة

وأشار السيد عمار البوسعيدي إلى أن هناك العديد من اللجان وفرق العمل المشتركة بين سلطنة عمان ودولة قطر، التي تحقق تقدمًا مستمرًا في تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين عامًا بعد عام. هذه اللجان تعمل على متابعة وتنفيذ الاتفاقيات، واستكشاف فرص التعاون في مختلف القطاعات الحيوية، فضلاً عن تبادل الخبرات بين البلدين في مجالات مثل التعليم والثقافة، والصحة، والطاقة. وأوضح سعادته أن اللجنة العمانية القطرية المشتركة تُعد من أبرز هذه اللجان، وأن النتائج المحققة حتى الآن تعكس حرص البلدين على تحقيق التكامل والتعاون بما يضمن تعزيز المصالح المشتركة.

وتطرق سعادة السفير العماني إلى الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة بين سلطنة عمان ودولة قطر، حيث أكد أن البلدين قد وقّعا العديد من الاتفاقيات والبرامج التنفيذية التي تغطي معظم المجالات، مثل التعاون العسكري، والعمل المشترك، وتعزيز التجارة والاقتصاد والاستثمار، والنقل، والتعليم، والصحة، وأضاف سعادته: إن هذه الاتفاقيات تُعد إطارًا قانونيًا قويًا يُسهم في تطوير العلاقات الثنائية، ويعزز من فرص التعاون بين البلدين، مما يفتح آفاقًا جديدة لبناء شراكات أوسع في مختلف القطاعات.

الطلبة الدارسون

وتطرق السفير إلى عدد الطلبة القطريين في سلطنة عمان، وكذلك عدد الطلبة العمانيين في دولة قطر، حيث بلغ عدد الطلبة العمانيين في قطر نحو (167) طالبًا وطالبة. وأوضح أن هؤلاء الطلبة يتابعون دراستهم في تخصصات متنوعة مثل الهندسة، والعلوم الإنسانية، والإدارة، والاقتصاد، وتقنية المعلومات. وأكد أن هذا التبادل التعليمي يسهم بشكل كبير في تعزيز التفاعل الثقافي والمعرفي بين الشعبين، مما يعزز أواصر التعاون بينهما في مجال التعليم.

التوجهات الواضحة

وأشار السفير إلى التوجهات الواضحة من القيادات الحكيمة في سلطنة عمان ودولة قطر لتعميق التعاون بين البلدين، وتحويله إلى شراكة استراتيجية ومتميزة في مجالات متنوعة مثل العمل والطاقة المتجددة والبيئة، والاقتصاد الرقمي، والتكنولوجيا، وأوضح أن الاجتماعات المستمرة والمكثفة بين الوزراء والمسؤولين في البلدين تعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التكامل الاستراتيجي وتحقيق مزيد من التعاون. وأضاف أن المنطقة تواجه تحديات متعددة ومستمرة، وهو أمر طبيعي في ظل التغيرات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى التغيرات المناخية. ومع ذلك، هناك تنسيق دائم بين سلطنة عمان ودولة قطر لمواجهة هذه التحديات، بما يسهم في تعزيز استقرار المنطقة وتحقيق التنمية المستدامة.

عمق العلاقات

وفي ختام حديثه، أكد سعادة السفير على عمق العلاقات الراسخة بين البلدين وتوافق رؤيتهما، مع تأكيد حرصهما المشترك على تعزيز هذه العلاقات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. وقال: «نسعى دائمًا لتحقيق رؤى قيادتي البلدين الحكيمتين، ونتطلع إلى مزيد من التعاون المثمر في مختلف المجالات، ونحن على يقين بأن هذه الزيارة سيكون لها أثر إيجابي بارز ونتائج واعدة على أرض الواقع في القريب العاجل».

«مثال يحتذى»

من جهته، قال سعادة الشيخ مبارك بن فهد آل ثاني سفير دولة قطر الشقيقة في سلطنة عمان: إن العلاقات القطرية العمانية كانت ولا تزال مثالًا يحتذى به في العلاقات بين الدول والشعوب، وأضاف: إن العلاقات بين الدوحة ومسقط تعتبر واحدة من أقوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، على الرغم من الظروف والتجاذبات التي شهدتها المنطقة. وأكد أن هذه العلاقات الأخوية راسخة منذ زمن بعيد، ويجمع بين البلدين التداخل الشعبي والعلاقات الأسرية، فضلا عن التنسيق الكامل بين الدولتين في جميع المجالات، والتقارب في وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.

استكمال لمسيرة التعاون المشترك

وأشار سعادة السفير إلى أن زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لسلطنة عمان، تأتي استكمالا لمسيرة التعاون المشترك والتواصل الدائم بين البلدين. وبيّن أن هذه الزيارة ستسهم في تأسيس مرحلة جديدة من التعاون التي تلبي طموحات الشعبين الشقيقين، وتعمل على تعزيز العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما أشار إلى أن هناك العديد من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بالفعل وبدأت في الدخول حيز التنفيذ، بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات التي من المتوقع توقيعها خلال هذه الزيارة، التي تهدف إلى تنشيط مجالات التعاون بين البلدين.

نمو متواصل

وأكد سعادته أن العلاقات بين دولة قطر وسلطنة عمان تشهد نموًا متواصلًا في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار، مما أدى إلى تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين سبع مرات منذ عام 2016، وأوضح أن هذا التوسع في الاستثمارات جعل دولة قطر تحتل المركز السادس في قائمة الدول المستثمرة في سلطنة عمان، وأكد أن التبادل التجاري بين البلدين في عام 2023 بلغ نحو 5.4 مليار ريال قطري، وفقًا لأحدث الإحصائيات.

وتحدث سعادة السفير عن دور اللجان وفرق العمل المشتركة في تعزيز التعاون بين البلدين، مشيرًا إلى أن اللجنة القطرية العمانية المشتركة، ومجلس رجال الأعمال القطري العماني، هما من أبرز الآليات التي تعمل على زيادة التعاون في مجالات متعددة، وأوضح أن هذه اللجان قد أسهمت في تعزيز المشاريع الاستثمارية المشتركة في مجالات مثل الثقافة والرياضة والشباب، وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والنقل، والبيئة، والتعليم العالي، والسياحة، وغيرها من المجالات الحيوية.

مجالات متنوعة

وأشار إلى أن الاتفاقيات بين البلدين تشمل مجالات متنوعة مثل التعاون العسكري، والاقتصادي، والاستثمار، والقطاع البحري، والضيافة، وتنمية الموارد البشرية، وذكر سعادته أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل المنح الدراسية بين البلدين في مجال التعليم الجامعي، مشيرًا إلى أن عددًا من الطلبة العمانيين يدرسون في دولة قطر بموجب منح دراسية كاملة من الحكومة القطرية، كما أن هناك عددًا من الطلبة القطريين يدرسون في الجامعات العمانية.

رعاية كاملة

وأكد سعادة السفير أن أبواب التعاون بين دولة قطر وسلطنة عمان مفتوحة دائمًا لتعزيز العلاقات بين البلدين، وأن هذا التعاون يحظى برعاية كاملة من القيادتين الحكيمتين في البلدين، صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظهما الله ورعاهما-، وأوضح أنه لا يوجد سقف محدود لهذا التعاون في ظل الروابط العميقة التي تجمع البلدين. وأشار سعادة السفير إلى أن منطقة الشرق الأوسط تبقى محور اهتمام قادة دول المنطقة، بما في ذلك قادة سلطنة عمان وقطر، في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة، وأبرزها قضية فلسطين، والملف النووي الإيراني، وعدم الاستقرار في بعض الدول، كما تناول قضايا البيئة والأمن الغذائي، وندرة المياه، باعتبارها من القضايا ذات الأولوية. وفي ختام حديثه أعرب سعادة السفير عن شكره العميق لسلطنة عمان قيادة وحكومة وشعبًا على الحفاوة التي تم استقبالهم بها منذ اليوم الأول لهم في سلطنة عمان، مشيرًا إلى أن هذا ليس جديدًا على الشعب العماني المضياف.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التبادل التجاری بین البلدین ملیون ریال عمانی بین البلدین فی من الاتفاقیات تعزیز التعاون العمانیة إلى العلاقات بین بالإضافة إلى إلى دولة قطر من المجالات من دولة قطر من التعاون التعاون فی صاحب السمو ملیار ریال العدید من فی تعزیز فی مختلف آل ثانی عمانی ا قطر فی

إقرأ أيضاً:

11.7 % نمو قطاع السياحة.. و202 مليون ريال مساهمته في الناتج المحلي خلال الربع الأول

يشهد القطاع السياحي مبادرات متعددة ونشاطًا واسعًا لترويج سلطنة عمان كوجهة سياحية إقليمية وعالمية تتميز بالأمن والاستقرار والطابع الثقافي والتراثي الفريد، ويتواصل في الوقت نفسه زخم من المشروعات الجديدة والتي تُظهر تنامي دور السياحة في دعم نمو الاقتصاد وجذب الاستثمارات النوعية لمختلف المحافظات، وضمن ذلك جاء الإعلان مؤخرًا عن وضع حجر أساس مجمع سياحي متكامل بتكلفة 80 مليون ريال عماني في محافظة ظفار، وهو أحد المشروعات النوعية التي تعزز الاستفادة من المقومات السياحية الفريدة في المحافظة، كما تم الإعلان عن ارتفاع متواصل في حجم الاستثمارات السياحية في محافظة الوسطى التي ترسخ مكانتها كوجهة جاذبة للسياحة والاستثمار، وقد سجل حجم الاستثمارات السياحية الملتزم بها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم نحو 853 مليون ريال عُماني حتى نهاية عام 2024، فيما يجري العمل على مشروعات نوعية أخرى في المحافظات مع نشاط جهود الترويج والفعاليات المحلية التي تُبرز مقومات السياحة في مختلف المحافظات.

ويُعد قطاع السياحة أحد القطاعات التي ترتكز عليها استراتيجية التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان، وحقق قطاع السياحة، ممثلًا في أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية، نموًا بمعدل 11.7 بالمائة خلال الربع الأول من العام الجاري مع ارتفاع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان إلى 202 مليون ريال عماني مقارنة مع 181 مليون ريال عماني خلال الربع نفسه من عام 2024.

وأشارت الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى ارتفاع ملموس في نسب الإشغال الفندقي وإيرادات الفنادق خلال النصف الأول من العام، كما كشفت الشركات العاملة في قطاع الفنادق عن مؤشرات جيدة لنمو حركة السياحة خلال الموسم الصيفي بدعم من نشاط السياحة الداخلية، وأوضحت الإحصائيات أن نسبة الإشغال الفندقي ارتفعت بشكل ملموس خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 14.4 بالمائة لتسجل 54.7 بالمائة في الفنادق من فئات 3-5 نجمات مقارنة مع نسبة 47.8 بالمائة خلال النصف الأول من 2024، كما زادت إيرادات الفنادق بنسبة 18 بالمائة إلى 141 مليون ريال عماني، وارتفع عدد النزلاء بنسبة 9.2 بالمائة مسجلًا 1.1 مليون نزيل.

وأشارت تقارير لشركات السياحة والفنادق المدرجة في بورصة مسقط إلى أن مؤشرات موسم السياحة الصيفية والتوقعات للأشهر القادمة تبدو إيجابية رغم التطورات السياسية الأخيرة في المنطقة، وأشادت الشركة العالمية للفنادق بالتقدم الملموس الذي يحرزه الطيران العماني في تنفيذ استراتيجيته للتحول، والتي تعزز نمو قطاع السياحة، من خلال توسيع شبكة الناقل الوطني لتشمل 25 دولة و44 وجهة، وتسهم الوجهات الجديدة، مثل أمستردام والرحلات المستقبلية المباشرة إلى اليابان، في تعزيز حركة السياحة الوافدة إلى سلطنة عمان، خاصة المسافرين من هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ.

وفي السياق ذاته، أطلقت وزارة التراث والسياحة مبادرة ترويجية طموحة تستهدف بشكل مباشر المسافرين من أوروبا الناطقة بالفرنسية، مع تركيز خاص على فرنسا وبلجيكا وسويسرا، وتستهدف الحملة هذه الأسواق الواعدة ذات الاتجاهات القوية نحو السفر والرغبة المتزايدة في الوجهات الأصيلة ذات الطابع الثقافي، ومن شأن هذه المبادرة أن تعزز مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية رائدة تجمع بين الإرث الثقافي العريق، والطبيعة المتنوعة، والضيافة الراقية.

وأضافت الشركة أنه على المستوى الإقليمي، فمن المنتظر أن يؤدي تطبيق التأشيرة الخليجية الموحدة إلى نقلة نوعية في حركة السفر، حيث ستتيح للمسافرين حرية التنقل بين السعودية، والإمارات، وسلطنة عمان، وقطر، والبحرين، والكويت، مما يسهم في تبسيط الإجراءات ورفع معدلات السياحة البينية والدولية إلى المنطقة.

وقالت شركة ظفار للسياحة: إنه بعد موسم شتوي قوي في 2024، من المتوقع تحقيق المزيد من النمو خلال موسمي الخريف والصرب، بدعم من التعاون النشط مع بلدية ظفار لتطوير الأنشطة السياحية على مدار العام، كما أعربت أوبار للفنادق والمنتجعات عن ثقة راسخة بتحقيق نمو مستقبلي، موضحة أنه خلال الفترة من أبريل إلى سبتمبر ينصب تركيزها بشكل أكبر على قطاع الشركات والسياحة المحلية، وتعمل الإدارة على تقديم عروض ترويجية متنوعة لجميع القطاعات لزيادة الإيرادات، وتتوقع أن تشهد سلطنة عُمان تدفقًا متزايدًا من السياح بنهاية العام، وأن تظل وجهة مرغوبة لدى المسافرين.

ويُشار إلى أنه وفقًا لإحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، تجاوز عدد زوار سلطنة عمان 1.5 مليون زائر خلال الفترة من يناير وحتى نهاية مايو الماضي، وكان عدد الزوار الأعلى من خمس دول هي الإمارات والهند وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا.

مقالات مشابهة

  • ليبيا تعلن تضامنها مع الصين إثر الفيضانات وتؤكد عمق علاقات الصداقة بين البلدين
  • السعودية وقطر ترحبان باعتزام كندا ومالطا الاعتراف بفلسطين
  • 11.7 % نمو قطاع السياحة.. و202 مليون ريال مساهمته في الناتج المحلي خلال الربع الأول
  • سلطنة عمان تشارك في مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • تدوير النفايات في سلطنة عمان..  ثقافة المواطن أم غياب البنية؟
  • سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر
  • الاقتصاد العماني وسياسات التنويع والابتكار
  • العمق الاستراتيجي بين السودان وسلطنة عمان
  • سلطنة عمان تؤكد التزامها الراسخ بحقوق الإنسان وصون كرامته