يشهد قطاع غزة تطورات متسارعة مع عودة الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم. 

وتأتي هذه الأحداث في ظل أجواء مشحونة بالتوتر الإنساني والسياسي، حيث تستمر معاناة الفلسطينيين نتيجة التصعيد الإسرائيلي، وسط ترقب لمواقف المجتمع الدولي وجهود الوساطة لتحقيق الاستقرار.

هذا التقرير يسلط الضوء على تفاصيل العودة، المواقف الإقليمية، ودعوات الحلول السياسية.

خطة ترامب لتهجير الغزاويين

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثار موجة غضب واسعة في المنطقة، بتصريحاته حول استقبال مصر والأردن للفلسطينيين و"التطهير في قطاع غزة"، حيث جاءت التصريحات لتتماهى مع مشاريع اليمين المتطرف الإسرائيلي المتعلقة بإعادة استيطان غزة والعودة إلى "غوش قطيف". 

ومن جانبها، أكدت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي رفضها القاطع لتصريحات ترامب، معتبرة أنها تمثل تصعيدًا خطيرًا يتعارض مع مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وتكشف تصريحات ترامب حول إعادة توطين الفلسطينيين ومشروع "التطهير" في غزة، عن محاولات لتغيير معالم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بما يخدم أجندات اليمين الإسرائيلي المتطرف. 

ومع تصاعد الرفض الإقليمي والدولي لهذه التصريحات، يظل الفلسطينيون متمسكين بأرضهم وحقوقهم التاريخية، مؤكدين أن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة.

دعوات مصرية للحل السياسي

وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيانها على التزام مصر بثوابت التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مشددة على ضرورة إنهاء الاحتلال واستعادة حقوق الفلسطينيين المسلوبة.

ودعت مصر المجتمع الدولي للالتزام بحل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني وفقًا لقرارات الشرعية الدولية وخطوط الرابع من يونيو 1967.

المخاوف الإقليمية:حذرت مصر من أن استمرار الاستيطان أو تهجير الفلسطينيين يهدد الاستقرار في المنطقة وينذر بتمدد الصراع.شددت على أهمية الالتزام بمبادئ القانون الدولي والإنساني لحماية حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف.التأكيد على حل الدولتين:دعت وزارة الخارجية المصرية المجتمع الدولي إلى بدء تنفيذ فعلي لحل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل أراضيها الوطنية.أكدت أهمية وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة بما في ذلك القدس الشرقية، كشرط أساسي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

ورحّبت الحركة بمواقف مصر والأردن الرافضة لتهجير الشعب الفلسطيني أو اقتلاعه من أرضه تحت أي ذريعة.

عودة النازحين إلى شمال غزة

وفي ظل هذه التصريحات، يشهد قطاع غزة تهافتًا لعودة الفلسطينيين إلى ديارهم، حتى وإن كانت أنقاضًا، بعد خمسة عشر شهرًا من الحرب.

وبدأت صباح اليوم عملية عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد، بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزارة الداخلية في غزة فتح الطريق لعبور المشاة في الاتجاهين اعتبارًا من الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي.

عبور المركبات:أشار جيش الاحتلال إلى أن حركة المركبات ستتم عبر طريق صلاح الدين بعد إخضاعها للفحص الأمني، على أن يبدأ عبورها اعتبارًا من الساعة التاسعة صباحًا.المشهد الإنساني:شوهد "نهر بشري" يتدفق عبر شارع الرشيد من منطقة وادي غزة باتجاه مدينة غزة، فيما كانت طواقم الإسعاف مستعدة لاستقبال النازحين.مناطق محظورة وتحذيرات أمنية

رغم الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم، فرض الجيش الإسرائيلي قيودًا صارمة في جنوب القطاع، حيث حُظر الاقتراب من منطقة معبر رفح ومحور فيلادلفيا، مما يقيّد حركة السكان في تلك المناطق، ولا تزال التحديات قائمة وسط تصعيد سياسي وأمني.

وتتجلى أزمة النازحين في غزة كمشهد يعكس المأساة الفلسطينية المستمرة منذ عقود، حيث تتشابك المعاناة الإنسانية مع المصالح السياسية. ومع استمرار الدعوات الدولية لحل الدولتين، يبقى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة رهنًا بإرادة المجتمع الدولي، ووقف الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.

الدكتور أيمن الرقب

من جانبه، علّق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرًا أنها خطوة خطيرة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية تحت غطاء "التهجير الطوعي". 

وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذه التصريحات جاءت في سياق تقارير إعلامية أمريكية تشير إلى خطة لنقل سكان غزة بحجة تخفيف معاناتهم وإعادة إعمار القطاع.

وأشار الرقب إلى أن تصريحات ترامب تماهت مع توجهات الوزراء الإسرائيليين المتطرفين، مثل بتسئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الذين أعلنوا استعدادهم للمساعدة في تنفيذ التهجير القسري، مما يعكس دعمًا لهذه الطروحات المتطرفة ويعزز مشروع اليمين الإسرائيلي لإعادة استيطان غزة.

وأكد الرقب أن مشروع ترامب سيواجه عقبتين أساسيتين هما: 

صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه.صلابة الموقف العربي الرافض للتهجير، خاصة الموقف المصري الذي عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الحرب، برفض أي تهجير قسري أو طوعي للفلسطينيين. 

وأشار إلى أن هذا الموقف العربي سيظل سدًا منيعًا أمام أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.

واختتم الرقب تصريحاته بالتأكيد على أن تصريحات ترامب تكشف عن وجهه الحقيقي الرافض لحل الدولتين، مما يزيد الأوضاع تأزمًا في المنطقة. وشدد على أن محاولات ترامب، سواء بتمرير صفقة القرن أو مشاريع التهجير، ستواجه الفشل كما حدث في الماضي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النازحين ترامب قطاع غزة غزة عودة النازحين تهجير الغزاويين المزيد المجتمع الدولی تصریحات ترامب فی المنطقة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تقديرات إسرائيلية تشير إلى قرب اعتراف أوروبي واسع بالدولة الفلسطينية

كشفت قناة "كان" الإسرائيلية، اليوم، أن التقديرات داخل الدوائر السياسية والأمنية في إسرائيل تشير إلى أن موجة جديدة من الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية باتت وشيكة، وذلك بعد موقفي بريطانيا وفرنسا الأخيرين.

وأبلغ رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، حكومته بنية لندن الاعتراف رسميا بدولة فلسطين في شهر سبتمبر المقبل، ما لم تقدم إسرائيل على خطوات "ملموسة وفعالة" لإنهاء ما وصفه بـ"الوضع المروع" في قطاع غزة.

ستارمر: بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر إذا لم تتحرك إسرائيل لإنهاء الحربفي لقاء مصري-ألماني بنيويورك.. دعوة لتعزيز الاستثمارات والاعتراف بالدولة الفلسطينيةمصر وفرنسا توحدان الجهود لدعم الدولة الفلسطينية وتعزيز التعاون الثنائيترامب يمنح ستارمر "الضوء الأخضر" للاعتراف بدولة فلسطينية

وفي بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، شددت الحكومة على ضرورة "فتح المعابر البرية وإدخال 500 شاحنة مساعدات غذائية يوميا إلى قطاع غزة"، كأحد الشروط الإنسانية الملحة.

ويتوقع أن يتزامن الإعلان البريطاني مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، حيث من المنتظر أن يشهد هذا الحدث تحركات دبلوماسية مكثفة بشأن الملف الفلسطيني.

وجاء الموقف البريطاني بعد تصريح مماثل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي رجحت مصادر فرنسية مطلعة أن تعلن باريس، هي الأخرى، اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة.

وتخشى إسرائيل من أن يشكل هذا التحول الأوروبي ضغطا إضافيا على حكومتها، ويزيد من عزلتها الدبلوماسية في المحافل الدولية، في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية هناك.

طباعة شارك إسرائيل الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية بريطانيا وفرنسا قطاع غزة الاعتراف بالدولة الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • تصريحات وزير إسرائيلي تثير غضب عائلات الأسرى: "فشل أخلاقي"
  • انطلاق المرحلة الأولى من خطة عودة النازحين السوريين
  • تصريحات لوزير التراث الإسرائيلي تثير غضب واشنطن.. ماذا قال؟
  • عن الموقوفين السوريين في لبنان وعودة النازحين... ماذا كشفت السيّد؟
  • تقديرات إسرائيلية تشير إلى قرب اعتراف أوروبي واسع بالدولة الفلسطينية
  • عدتها جزءًا من مؤامرة التهجير القسري.. الخارجية الفلسطينية تُحذِّر من مخططات الاحتلال الإسرائيلي لضم قطاع غزة تدريجيًا
  • شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية تطالب ترامب بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • الرتمي: مصر لن تكون جزءًا من مخططات التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية
  • بينهم زعيم عربي.. ترامب يعطي بعض زعماء العالم رقم هاتفه الشخصي للتواصل المباشر
  • عماد الدين حسين: مصر تدعم الفلسطينيين انطلاقًا من مصلحتها الوطنية وترفض التهجير