جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@15:02:55 GMT

قمة الزعماء العظام في مسقط

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

قمة الزعماء العظام في مسقط

 

 

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

 

تزينت شوارع مسقط وقلاعها التراثية وقصورها العامرة بالأضواء والمصابيح والأعلام القطرية والعُمانية ابتهاجًا بقدوم ضيف كريم وشخصية فريدة من نوع خاص؛ لكونه الأقرب لقلوب العُمانيين جميعًا وسلطانهم المفدى؛ حيث تحتضن العاصمة العُمانية مسقط يوم الثلاثاء واحدًا من القامات السياسية العربية النادرة؛ ومن الزعماء القلائل الذين أبهروا العالم من الشرق إلى الغرب بحضوره القوي في مُختلف المحافل الدولية وحكمته المعهودة التي تجعل العواصم الكبرى ذات الثقل السياسي وقادتها المخضرمين يُعبرون عن تقديرهم واحترامهم للأمير الشاب تميم بن حمد آل ثاني، الذي نجح في فترة قصيرة من الزمن أن يُحوِّل دولة قطر إلى واحة للفكر والرقي والإبداع في مُختلف المجالات، ومركزًا لصناعة القرارات الإقليمية والعربية والدولية، وجسرًا للتواصل الحضاري بين الأمم.

دوحة الخير والمحبة بشعبها العريق وأميرها الذي يقود بلاده نحو المجد، غدت تجمع الكل بظلالها الوارفة ومكانتها بين الدول والشعوب، وقبل ذلك كله عزيمة هذا القائد الشجاع وإيمانه بقضية العرب الأولى: فلسطين، فما قدمته قطر لهذه القضية- خاصة في قطاع غزة- سوف يُخلده التاريخ وتتذكره الأجيال ويكتب بماء الذهب. ولعلَّ ما حصل بالأمس من انفراجة في الأراضي المُحتلة ووقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني من الصهاينة؛ ليس سوى إحدى ثمار الأمير تميم ووساطة الحكومة القطرية ونفوذها العالمي خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وهناك تقاطع وقواسم مشتركة في مواقف كل من سلطنة عُمان ودولة قطر تجاه الأمن القومي العربي، ومن هنا تأتي هذه الزيارة المُهمة، لتكملة فصول مُضيئة من العلاقات الحميمة بين البلدين الشقيقين، الذين تجمعهما روابط التاريخ والمصير المشترك، وقبل ذلك تنسيق مواقف البلدين للدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية في المنابر الدولية. وكلٌ من الزعيمين الكبيرين جلالة السُّلطان هيثم بن طارق، وسمو الشيخ تميم بن حمد، يحمل رصيدًا وثقلًا وثقة من العرب من المحيط إلى الخليج؛ فهؤلاء القادة يُشار لهم بالبنان في الانتماء والذود عن العروبة في هذا الزمان الذي تخلت فيها دولٌ عن تلك المبادئ السامية، التي قامت على أساسها الجامعة العربية منذ أربعينيات القرن الماضي.

عُمان اليوم قيادة وحكومة وشعبًا من أقصاها إلى أقصها تُرحِّب بأمير القلوب والنخوة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي يحل ضيفًا عزيزًا ومكرمًا على أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، سلطان الفكر، وصاحب النظرة الثاقبة والعزيمة القوية، الذي في عهده أصبحت عُمان قِبلة للقادة العظام ومركزًا إقليميًا للدبلوماسية الهادئة، ومُنقِذًا للمنطقة من الحروب والفتن، وملاذًا آمنًا لحل الصراعات بين الدول، والأهم من ذلك كله ما تملُكه القيادة العُمانية من مفاتيح الحل والعقد وإطفاء الحرائق في دول الإقليم أينما وُجِدت.

لقد تفردت العلاقات العُمانية القطرية بزخمٍ منقطع النظير من التوافق والانسجام والمحبة الصادقة منذ قرون طويلة؛ حيث أسس الآباء والأجداد هذا التواصل الفريد من خلال التبادل الثقافي الذي كان يتم عبر البحر بدايةً لكون عُمان وقطر لهما ماضٍ تليد وإرث حضاري يتمثل في السفر والتجارة إلى مختلف دول العالم.

أما في الوقت الحالي؛ فتزداد هذه العلاقات قوة ورسوخًا أكثر من أي وقت مضى في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية.

الكُل يثمن ويتذكر في عُمان أن قطر أرسلت المناهج الدراسية للسلطنة في بداية النهضة، لكي تتمكن الحكومة الجديدة من فتح المدارس في سبعينيات القرن الفائت؛ كما إن دولة قطر كان لها السبق في استضافة مجموعة كبيرة من طلبة السلطنة في المدارس القطرية في عقد الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الفائت. 

لعل الملف الاقتصادي سوف يكون له حضور قوي في "قمة مسقط"؛ كون أن الاقتصاد عنوان أساسي لهذه المرحلة التي وصل فيها التبادل التجاري بين السلطنة وشقيقتها قطر إلى 951 مليون ريال عُماني بنهاية نوفمبر 2024، كما إن اللجنة العُمانية القطرية المشتركة التي تأسست في منتصف التسعينيات القرن الماضي؛ يفترض لها أن تضاعف المشاريع المشتركة بين البلدين التي لا تتجاوز في الوقت الحالي عدد أصابع اليد الواحدة، على الرغم من الموقع الاستراتيجي للسلطنة خارج مضيق هرمز، وأهمية ذلك للأشقاء في قطر لكونهم داخل المضيق ووسط الخليج العربي. لذا من المتوقع زيادة استثمارات الصندوق السيادي القطري ومضاعفة المبالغ الحالية التي لكي تنسجم وتتوافق مع طموحات الشعبين العُماني والقطري.

وفي الختام.. الآمال معقودة على تسريع وتيرة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين والاستفادة من الكوادر العُمانية المُدرَّبة والتي أثبتت جدارتها في ميادين العمل، فقد تابعنا خلال السنوات الماضية فرص العمل التي مُنحت للعُمانيين، وكانت محصورة في عدة مجالات في القطاع الحكومي في الدوحة، خاصةً في مجالي التدريس في مدارس التعليم العام، وكذلك في التدريب، لكن نطمع لمضاعفة الأعداد وتنوعها في مجالات أخرى، وذلك للمُساعدة في التخفيف من مُعاناة الباحثين عن عمل في السلطنة.

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حجمها أكبر من الأرض بـ11 مرة.. “الفلك العُمانية” ترصد أضخم بقعة شمسية بسماء السلطنة

رصد أعضاء الجمعية العُمانية للفلك والفضاء واحدة من أضخم البقع الشمسية على سطح الشمس التي ظهرت في سماء سلطنة عمان، وتحديدًا في مسقط، خلال الدورة الشمسية الخامسة والعشرين، المعروفة بالبقعة رقم 4079، وتجاوز حجمها مساحة كوكب الأرض بـ11 مرة.

وتمكّن الراصدون من تصوير هذه البقعة بوضوح من سماء العاصمة باستخدام تجهيزات فلكية متخصصة، في مشهد نادر يعكس ذروة النشاط الشمسي الذي تمر به الشمس حاليًّا.

اقرأ أيضاًالمنوعاتوسط تفاؤل بعقد محادثات تجارية بين الصين وأمريكا.. تراجُع أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم

وقالت وصال بنت سالم الهنائية نائبة رئيس لجنة التواصل المجتمعي بالجمعية العُمانية للفلك والفضاء: البقعة الشمسية رقم 4079 واحدة من كبرى الظواهر التي رصدناها خلال الدورة الشمسية الحالية، ويُعد تصويرها من سلطنة عُمان إنجازًا علميًّا وفلكيًّا، يبرز جهود الجمعية في متابعة الظواهر الكونية ذات التأثير المباشر على الأرض، ما يتطلب وعيًا مجتمعيًّا بمخاطر الطقس الفضائي وتأثيراته المحتملة على الاتصالات وأنظمة الملاحة والطاقة.

وأضافت: “تُعد البقع الشمسية من أبرز الظواهر المرتبطة بالنشاط المغناطيسي للشمس، وتمثّل مؤشرًا بالغ الأهمية في فهم سلوك نجم مجموعتنا الشمسية وتأثيراته المتعدّدة على كوكب الأرض، حيث تخضع الشمس لدورات منتظمة من النشاط المغناطيسي تُعرف باسم (الدورات الشمسية)، تستمر كل منها بمتوسط نحو 11 عامًا خلال هذه الدورات، ويمر سطح الشمس بتغيرات ملحوظة في عدد البقع الشمسية، وشدة التوهجات والانبعاثات الإكليلية، مما ينعكس مباشرة على الطقس الفضائي والبيئة الجيومغناطيسية المحيطة بالأرض”.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • "المطاحن العُمانية" تعزز منظومة التوظيف بالذكاء الاصطناعي
  • تحديات إقليمية متشابكة.. ملفات مهمة على طاولة الزعماء العرب في قمة بغداد
  • "العُمانية لنقل الكهرباء" تحصد الجائزة الذهبية في "أسبوع عُمان للاستدامة"
  • مصر تجدد دعمها للحوار بشأن النووي الإيراني وتشيد بالوساطة العُمانية
  • أزهر مطروح يختتم امتحانات مراحل النقل الإبتدائي ويعلن جاهزيتها للشهادات
  • حجمها أكبر من الأرض بـ11 مرة.. “الفلك العُمانية” ترصد أضخم بقعة شمسية بسماء السلطنة
  • محافظ مطروح يعتمد 14 طلبا لتقنين أراض زراعية ومبان بمطروح
  • وفد أممي يزور اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان
  • وزير الثقافة: يصعب التدخل جراحيا لعلاج الكاتب صنع الله إبراهيم