شهد جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة ثقافية بارزة بعنوان "الفتوى والدراما"، حيث اجتمع رموز الدين والفن والإعلام في حوار فكري متعمق تناول دور الفن في تعزيز القيم الأخلاقية وبناء الوعي المجتمعي.

مشاركة متميزة وحضور بارز
الندوة، التي أدارها الإعلامي شريف فؤاد، استقطبت حضورًا كبيرًا من الزوار والمهتمين، وشارك فيها فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، وفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إلى جانب الفنان القدير محمد صبحي.

تعزيز القيم وبناء المجتمع
في كلمته خلال الندوة، أكد فضيلة الدكتور نظير عياد أن دار الإفتاء المصرية تلعب دورًا رياديًا في التصدي للأفكار المغلوطة التي تفصل الدين عن الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن الفتوى ليست مجرد رأي عابر، بل هي مسؤولية شرعية تستند إلى مصادر موثوقة ومعرفة عميقة بواقع العصر. 

وأضاف أن التعاون بين علماء الدين ورجال الفن ضرورة مُلحة في ظل التحديات التي تواجه المجتمع.

وأوضح فضيلته أن الفن، إذا تم توظيفه بشكل صحيح، يمكن أن يكون وسيلة قوية لنشر القيم الإيجابية والتصدي للأفكار الهدامة، مشددًا على أهمية تقديم محتوى إعلامي وثقافي يسهم في بناء الإنسان ويحترم القيم الأخلاقية.

الفن كوسيلة للتغيير
من جانبه، استعرض الفنان محمد صبحي دور الفن في تشكيل وعي الأفراد، مشيرًا إلى أن الدراما يمكن أن تسهم في معالجة قضايا اجتماعية هامة وتقديم رسائل هادفة تخدم المجتمع. وشدد على ضرورة احترام صورة عالم الدين في الأعمال الفنية وتجنب تشويهها، لافتًا إلى أن الفن يمكن أن يكون أداة لإحياء القيم والمفاهيم الصحيحة بدلًا من الترويج للإسفاف.

التحديات والآمال المشتركة
أعرب فضيلة الدكتور علي جمعة عن أهمية العلاقة بين الدين والفن، مؤكدًا أن الدراما، إذا أُحسن توظيفها، يمكن أن تسلط الضوء على قضايا إنسانية تعكس قيم المجتمع وروحه. وأشار إلى أن المشهد الثقافي والفني بحاجة إلى إعادة صياغة تعيد للفن مكانته كأداة للتغيير الإيجابي.

اختتم فضيلة المفتي الندوة بتوجيه الشكر للمشاركين والحضور، مشيدًا بالحوار البنّاء الذي جمع بين الدين والفن لتعزيز الوعي المجتمعي. وأكد أن دار الإفتاء تعمل على تعزيز الثقة بين الدين والفن من خلال خطاب ديني متزن وفن ملتزم، بما يحقق التوازن المطلوب لمواجهة التحديات وبناء مجتمع أكثر وعيًا وتماسكًا.

إشادة وتفاعل
الندوة لاقت تفاعلًا كبيرًا من الحضور الذين أشادوا بالمناقشات القيمة التي طرحت خلال اللقاء، مع التأكيد على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تسهم في تعزيز الحوار بين مختلف الأطراف الفاعلة بالمجتمع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المفتي دار الافتاء المصرية صبحي نظير عياد الفن الفتوى والدراما علي جمعة یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل صلاة الجمعة في الزوايا وترك المسجد الكبير حرام ؟.. المفتي يوضح

أجاب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على استفسار ورد إلى دار الإفتاء المصرية بشأن مشروعية إقامة صلاة الجمعة في الزوايا الصغيرة المنتشرة بالشوارع الجانبية، رغم وجود مسجد رئيسي كبير في القرية يسع المصلين.

وأوضح المفتي أن الأصل هو إقامة صلاة الجمعة في المسجد الجامع الذي يتسع لأهل المنطقة، إلا أنه في حال ضيق المكان أو صعوبة الوصول إليه دون مشقة، فيجوز حينها أداء صلاة الجمعة في الزوايا، بشرط الالتزام بضوابط الجهات المختصة بتنظيم إقامة صلاة الجمعة في هذه الأماكن.

وأضاف أن صلاة الجمعة من الشعائر العظيمة التي اختص الله بها الأمة الإسلامية، وأمر بالسعي إليها والتجمع لها، لما في ذلك من تعزيز للوحدة والتآلف بين المسلمين، مستدلًا بقوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾ [الجمعة: 9].

واختتم الدكتور نظير عياد فتواه مستشهدًا بكلام الإمام أبو الحسن ابن بطال في "شرح صحيح البخاري"، حيث ذكر أن الله ميَّز هذه الأمة بيوم الجمعة وهداها إليه، فكان ذلك من أسباب تفضيلها على سائر الأمم.
 

دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي لبيع اللايكات والمتابعين على السوشيال ميدياهل يجوز ترديد أذكار الصباح بعد شروق الشمس.. دار الإفتاء تجيبهل الأكل والشرب على جنابة حرام ؟.. الإفتاء تجيبأمين الإفتاء: الوضوء من ماء البحر والأنهار جائز ولا حرج فيه

ومن جانبها أعلنت وزارة الأوقاف أن موضوع خطبة الجمعة غدا سيكون بعنوان: "لله درك يا ابن عباس"، موضحة أن الهدف من الخطبة هو تسليط الضوء على خطورة الانجراف خلف التيارات الفكرية المنحرفة، من خلال استحضار الموقف التاريخي البارز للصحابي الجليل عبد الله بن عباس، المُلقب بحبر الأمة وترجمان القرآن، في تصديه للفكر الخارجي بالحكمة والعلم والبصيرة.

وأشارت الوزارة إلى أن الخطبة تهدف إلى إبراز قيمة الفهم العميق للنصوص الشرعية، وأهمية الحوار الهادئ المدعوم بالحجج والبراهين، كوسيلة فعالة لمواجهة الغلو والتطرف، دون اللجوء إلى الشدة أو التعصب.

كما ستتناول الخطبة التأكيد على ضرورة فهم النصوص في سياقها الصحيح، ومعرفة أسباب نزولها، والرجوع إلى الكليات والمقاصد الشرعية الكبرى، بما يسهم في تحصين المسلم من الوقوع فريسة لأصحاب الفكر المنحرف.

وفي الخطبة الثانية، سيتم التركيز على قضية "يقظة الضمير" كعنصر أساسي في إصلاح الأفراد والمجتمعات، والتنبيه إلى أن ضمير الإنسان هو بوصلته الأخلاقية التي توجهه نحو الصواب وتجنبه الانحراف.

طباعة شارك صلاة الجمعة الزوايا دار الإفتاء مفتي الجمهورية ضوابط الجمعة

مقالات مشابهة

  • المفتي حجازي: مواقف المفتي دريان وطنية جامعة
  • المفتي قبلان :آن الأوان للتضامن الوطني
  • سماحة المفتي يوجه رسالة للمقاومة
  • هل صلاة الجمعة في الزوايا وترك المسجد الكبير حرام ؟.. المفتي يوضح
  • اغتيال أحد أبرز علماء الطائفة الشيعية في سوريا
  • بعد كامل العدد في رمضان 2025.. جاسيكا حسام الدين في مسلسل underage
  • بحث مع الأمين العام للمبادرة أبرز المنجزات.. وزير البيئة: تعزيز الجهود لتحقيق مستهدفات “الشرق الأوسط الأخضر”
  • المفتي العام يثمن جهود جمعية «أرزاق»
  • محافظ الغربية يدير حوارا مع رموز الأزهر لدعم الوعي العام وترسيخ القيم الوسطية
  • علماء: اليوم الأربعاء هو أقصر يوم في تاريخ البشرية