خوض أوكرانيا حرب الناقلات سيرتد على حلفائها
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
رأى الأكاديمي غير المقيم في مركز أوراسيا بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي سيرغي فاكولينكو، أن موسكو نجحت في الحد بشكل كبير من التجارة البحرية لكييف منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
سيكون تغيير مسار الصادرات من المنتجات النفطية الروسية أكثر إيلاماً
هناك طرق أخرى لوقف الصادرات من موانئ البحر الأسود الروسية
وكتب في صحيفة "فايننشال تايمز" أن روسيا حاولت عرض تخفيف الحصار على الموانئ الأوكرانية كورقة مساومة مع الغرب مقابل رفع جزئي للعقوبات، لكن بما أنها كانت غير قادرة على تأمين أي شيء ملموس، انسحبت الشهر الماضي من اتفاقية الحبوب التي تم التوصل إليها قبل عام وبدأت قصف موانئ أوكرانيا، في محاولة لتدمير قدرة البلاد تماماً على تصدير الحبوب.
بعد بضعة أيام، استخدمت أوكرانيا مسيّرات بحرية لمهاجمة سفينتين روسيتين في البحر الأسود معلنة موانئ روسيا على البحر الأسود "منطقة خطر (بفعل) الحرب".. والهدف من ذلك هو تقليل الصادرات الروسية –وخصوصاً النفطية– من خلال إجبار شركات التأمين وأصحاب السفن على منع السفن من العمل على تلك الطرق.
Lessons from the ‘tanker war’ for Ukraine https://t.co/Rprwx7FCyH | opinion
— Financial Times (@FT) August 20, 2023في غضون ذلك، تحاول أوكرانيا إنهاء الحصار من خلال دعوة سفن ترفع أعلام دول لن تجرؤ روسيا على مهاجمتها وفق اعتقاد كييف، إلى موانئها.. من أوديسا، خرجت الأسبوع الماضي سفينة تملكها ألمانيا بشكل جزئي في طريقها إلى اسطنبول، وعلى الأرجح تأمل أوكرانيا أن يُنظر إلى هجوم على سفينة ترفع علم أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي على أنه عمل عدواني، ما يؤدي إلى تفعيل المادة 5 من الوثيقة التأسيسية للحلف، والتي تنص على أن الهجوم على عضو واحد فيه هو هجوم على جميع الأعضاء.. وإن نزاعاً مباشراً بين الناتو وروسيا هو ما لا تريده موسكو، في حين ستكون أوكرانيا سعيدة لرؤية تورط مباشر للناتو.
حرب الناقلاتأضاف الكاتب أن كل هذا يذكر المراقبين كثيراً بـ"حرب الناقلات" التي استمرت من سنة 1984 إلى 1988 أثناء الحرب العراقية - الإيرانية، حين حاول الطرفان وقف التجارة النفطية للآخر من خلال مهاجمة الناقلات المتجهة إلى موانئ العدو، بما فيها السفن التي كانت تبحر تحت أعلام العديد من دول الناتو مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة.. لقد تضررت عشرات السفن التجارية، من ضمنها فرقاطة تابعة للبحرية الأمريكية.
Recent attacks by Russia and Ukraine against each other in the Black Sea are reminiscent of the 1984-1988 “tanker war” during the Iran-Iraq conflict, my @CarnegieEndow colleague @SergeyVakulenk0 explains in his newest piece for the @FT. https://t.co/sc48dPEcbe
— Alexander Gabuev 陳寒士 (@AlexGabuev) August 20, 2023في ذلك الوقت، وبالرغم من مخاطر دخول الخليج العربي، لم يبرز نقص في السفن الراغبة بالإبحار هناك للبحث عن النفط.. إذ واصلت شركات التأمين توفير التغطية، وإن كان ذلك بتكاليف متزايدة، لم تحاول أي دولة من دول الناتو التي تعرضت سفنها للهجوم اللجوء إلى المادة 5.. وفي النزاع الحالي، تنطوي مهاجمة ناقلات النفط في البحر الأسود على خطر حدوث تسربات نفطية وأضرار بيئية كبيرة لجميع الدول المطلة على شواطئه، بما فيها أوكرانيا.. وقد يمنح ذلك كييف وقفة للتأمل.
طرق أخرى.. هل تنجح؟يشير الكاتب إلى توفر طرق أخرى لوقف الصادرات من موانئ البحر الأسود الروسية، منها مهاجمة المرافئ النفطية، وخصوصاً المحطتين في ميناء نوفوروسيسك البحري.. الأولى، مجمع شيسخاريس للترانزيت، وتقع في ميناء نوفوروسيسك الأمر الذي يصعّب الهجوم البحري بشكل نسبي.
الثانية هي يوجنايا أوزيرييفكا وتعمل من المراسي على بعد أميال عدة في البحر، حيث ترسو الناقلات.. وهذه معرضة للهجوم ويصعب إصلاحها.. لكنها تستخدم لتصدير النفط المنتج في كازاخستان: إن مهاجمتها ستلحق بشكل أساسي الضرر بشركات النفط الغربية العاملة في كازاخستان.
سلبيات إضافيةفي حال توقف صادرات نوفوروسيسك، ستحتاج روسيا إلى طرق جديدة لنفطها، وسيكون ذلك أسهل بالنسبة إلى الخام الذي كانت أحجام الصادرات منه تتراجع حتى قبل أن تبدأ روسيا في الحد من الإنتاج كجزء من الاتفاقية الأخيرة مع أوبك بلس.. ولميناء النفط الروسي أوست-لوغا على بحر البلطيق قدرة استيعاب مساوية لقدرة نوفوروسيسك، بالرغم من أنه سيطيل رحلة النفط الروسي المتجه إلى الهند والصين وسيجعل الشحنات إلى تركيا أقل ربحية بكثير.
حسب فاكولينكو، سيكون تغيير مسار الصادرات من المنتجات النفطية الروسية أكثر إيلاماً، منذ أن دخل الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في فبراير الماضي، كانت أسواقها الرئيسية دول البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، كما أنه سيتسبب بمشاكل لبلغاريا ورومانيا اللتين كان النفط الروسي يعتبر بالنسبة إليهما حيوياً إلى درجة أنه تم إعفاؤهما من الحظر..
إذا نجحت أوكرانيا في إجبار روسيا على إعادة توجيه صادراتها عبر بحر البلطيق، فسيعني ذلك خسائر لا لموسكو وحسب ولكن أيضاً لزبائنها، بما فيها بلدان نامية بارزة وبعض حلفاء أوكرانيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية البحر الأسود الصادرات من
إقرأ أيضاً:
روسيا تدعي أن قواتها توغلت في منطقة بوسط أوكرانيا لأول مرة
(CNN)-- أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها توغلت لأول مرة في منطقة دنيبروبيتروفسك بوسط أوكرانيا، وهي منطقة تحاول الوصول إليها منذ أشهر، في خطوة قد تُسبب مشاكل جديدة لقوات كييف المنهكة للغاية.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فقد وصلت وحدات فرعية من فرقة الدبابات الـ90 التابعة للجيش الروسي إلى حدود مدينة دنيبروبيتروفسك مع منطقة دونيتسك، التي تخضع أجزاء كبيرة منها بالفعل للاحتلال الروسي، وزعمت وزارة الدفاع أنها واصلت بعد ذلك طريقها إلى داخل دنيبروبيتروفسك.
ولا يزال مدى التقدم الروسي غير واضح بعد، وكذلك أهداف موسكو من الهجوم. ولم يتسن لشبكة CNN التحقق من التقارير في ساحة المعركة، ولم تؤكد أوكرانيا حدوث التقدم الروسي.
ولكن في حال تأكيده، سيُمثل التقدم الروسي انتكاسة للقوات الأوكرانية في وقت تعثرت فيه محادثات السلام. كما أحرزت القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة تقدما تدريجيا في منطقة سومي الشمالية، وبالقرب من ليمان في دونيتسك. ومن شأن التقدم الروسي أن يزيد الضغط على قبضة الأوكرانيين على مدينة بوكروفسك، وهي مركز رئيسي يتعرض لهجوم روسي منذ شهور. وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، صباح الأحد، أن قواتها أوقفت 65 عملية روسية "هجومية" باتجاه بوكروفسك.
وخلص تقييم أعده معهد دراسات الحرب للحملة الهجومية الروسية إلى أن القوات الروسية استأنفت هجماتها باتجاه بوكروفسك، السبت، دون أن تحقق تقدما.
وتُحد دنيبروبيتروفسك 3 مناطق تحتلها روسيا بشكل جزئي وهي: دونيتسك، وخيرسون، وزاباروجيا.
وأحد الأهداف المعلنة لروسيا هو الاستيلاء على المناطق الثلاث. وهي تحتل بالفعل جميع مناطق إقليم لوغانسك باستثناء جزء صغير منه.
وتعتبر دنيبروبيتروفسك أدنى كثافة سكانية وأكثر ريفية من تلك المناطق الأربع، المعروفة باسم إقليم دونباس، وسيكون الدفاع عنها أكثر صعوبة. فهي مركز مهم للتعدين والخدمات اللوجستية، وكان عدد سكانها يقدر بـ3 ملايين نسمة قبل بدء الحرب.
ويأتي ادعاء روسيا بعد أيام من تحقيق قواتها تقدما في منطقة سومي الشمالية، مما جعل عاصمة المنطقة هدفا للطائرات بدون طيار والمدفعية.
وفي حين أن السيطرة على عاصمة المنطقة، والمعروفة باسم مدينة سومي، يتجاوز على الأرجح ما تخطط له موسكو، إلا أن هذه الخطوة تؤكد الضغط الذي تتعرض له كييف، من الحدود الشمالية إلى البحر الأسود.