دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم. هي الحكمة
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم. هي الحكمة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أخيرا خرجت القافلة
نرفع القبعة نقبل الأيدي ننحني تقديرا لمن فكر وقدر ونظم فكانت قافلة الصمود التي تطرق في لحظة الكتابة أبواب مصر وترنو إلى غزة. أخيرا تحرك الشارع العربي المقهور. لا نشارك في تمجيد بلد المنطلق لكننا نمجد إعادة اكتشاف الشارع العربي الذي لم يمت. لقد ران الصمت طويلا وفقدنا الأمل وكان كل يوم يمر يحبط المتفرجين أكثر مما يحبط الذين يقفون على الجبهة حفاة عراة صامدين. أين ذاب شعار الربيع العربي الشعب يريد تحرير فلسطين هل كنا نكذب حينها إذ قرنا شعار إسقاط النظام بتحرير فلسطين؟
لنقل الآن لم نكن نكذب كنا حائرين مذهولين مضروبين بالردة الانقلابية على رؤوسنا. فالانقلابات على الربيع هي التي أغلقت طريق غزة في وجوهنا. هل خرجنا من فترة الذهول والحيرة؟ لنقل نعم ولنعدّ للقوافل القادمة فأول النجدة قافلة صغيرة تطرق الباب إننا نرى إعادة الإعمار بعد رفع الحصار بمال الشعب العربي القليل. لا خوف على غزة وأهلها سيبنيها شعب بسيط يقتطع من لحمه لأهلها الباقين في صمودهم. هذه قافلة إحياء الشارع العربي وتعرية رؤوس المخذلين وهي أيضا قافلة إعادة الإعمار ولو منعت من الاقتراب من المعبر المغلق. دخلنا العد التنازلي لدخول غزة فنعانق ونتمسح بالشهداء ونعتذر عن التقصير ونبني.
من حرك السواكن؟
هذا ليس تحقيقا بوليسيا حول الاشخاص لقد سمعنا بالاسماء في الإعلام. وكنا قبل الانطلاق من الاحباط بحيث لم نقترب من مرحلة الإعداد. لكن دم الشباب برز على السطح. لقد أعد القافلة جيل شاب من خارج طبقة السياسيين المستنزفين ومن النخب العقلانية جدا وتحرك معهم بسطاء الناس من غير نجوم السوشيال ميديا. هذه نقطة قوة وضمان نجاح. لقد بقي المحبطون والمخذولون من فلول الشبيحة والانقلابيين بتونس يكيدون للقافلة فيرتد كيدهم في نحورهم.
هذه قافلة إحياء الشارع العربي وتعرية رؤوس المخذلين وهي أيضا قافلة إعادة الإعمار ولو منعت من الاقتراب من المعبر المغلق. دخلنا العد التنازلي لدخول غزة فنعانق ونتمسح بالشهداء ونعتذر عن التقصير ونبني.كان من تخذيلهم أن الشعب الليبي سيعترض القافلة بالرصاص فإذا هو يغمد أسلحة نزاعاته ويعلن هدنة داخلية فيؤمن القافلة من خوف ويطعمها من جوع ويشحن سيارتها بوقود مجاني لبقية الطريق وينحر الأبل في استقبالها. أيام ذكرتنا بمخيم الشوشة حين لجأ اللبييون إلى تونس في أيام ثورة فبراير فوجدوا فيها المأوي والرعاية فنجحت ثورتهم.
عادت خامة الشعوب الثائرة إلى السطح انكشفت المعادن وأزيل صدأ التخذيل والترذيل ولغو الربيع العبري. يوم آخر بل أيام من الربيع العربي انفجرت بوارقه كايذان باستئناف ثورة مغدورة. مكسب آخر حققته القافلة قبل الوصول إلى معبر رفح. صرنا نحسب الوقت اللازم للاستنئاف. جاشت مشاعرنا سنربي الأمل ونحمي الشباب من عقلنا الذي يبدع في صناعة الإعذار.
ليسوا خوانجية ولا شيوعيين
من لغو المرذلين أن القافلة نظمها شيوعيون لذلك لا يجب أن يسير معها المتدينون ونفس الشخص يقول في منشور موال أن القافلة نظمها الاخوانجية لذلك فعلي التقدميين مقاطعتها. القافلة نظمها شباب لم يطرح الأسئلة عن المعتقدات والمواقف السياسية متجاوزا نضال تسجيل المواقف. لذلك رأينا فيها من كل الطيف السياسي والثقافي باستثناء شبيحة الانقلابات. الخائفين على زعيم الانقلابات المتاخرة.
جمعت القافلة في ما علمنا طيفا متنوعا لا نظنه يخوض الآن نقاشات الجامعة التونسية التي ضيعت بلدا وشعبا. رأينا قدرة عالية على التنظيم وترتيب الخروجات الإعلامية بخطاب متوازن بلا ثورجبة. بذرة تأسيس عقلانية سياسية جديدة وعسى أن تكبر في الطريق فتؤسس في عودتها إلى تونس وحولها الحوار السياسي غير الاستئصالي. هذه المسيرات لها تأثير نفسي عظيم فيما نعتقد فهي تكسر الحواجز كما كسرت أيام الثورة فأحياها قوم عاشوا منها قبل الثورة وبعدها ورفضوا إخراج البلد من حفرتها الوبيلة. هذا أمل يسير مع القافلة وسننتظر بارقته في العودة أو في القوافل الموالية. القافلة وسنجزم قبل أن نرى تؤسس لحوار سياسي تونسي متقدم على حوارات النخب المتكلسة الكسولة وقد بقي بتونس كل عدو للحوار فالحوار السياسي البناء جزء من معركة غزة أو طوفان الحريات العربية. لم يخرجوا إلا لأنهم قادرون على التجاوز. هذه من مكاسب القافلة قبل رفح.
هل يفاجؤنا الشعب المصري؟
أمل الوصول معلق بمصر. حتى لا تنكسر الخواطر على معبر السلوم الحدودي. فيرتد الناس خائبين. مؤشرات ايجابية تتجمع في القاهرة. مصر الرسمية لم تعلن قطع الطريق بل شبيحة مصر ينشرون الرعب في السويسال ميديا قبل وصول القافلة .المتضامنون الدوليون ينزلون بمطار القاهرة نحلم باجتماع إنساني عظيم مجتمع دولي إنساني يتأسس حول غزة ستربح مصر الرسمية من الترحيب به فهو ليس موجها ضدها. فالقافلة أعلنت توافقها مع رفض التهجير الموقف الرسمي المصري الذي لا يختلف حوله حتى المختلفون من النظام.
عادت خامة الشعوب الثائرة إلى السطح انكشفت المعادن وأزيل صدأ التخذيل والترذيل ولغو الربيع العبري. يوم آخر بل أيام من الربيع العربي انفجرت بوارقه كايذان باستئناف ثورة مغدورة. مكسب آخر حققته القافلة قبل الوصول إلى معبر رفح. صرنا نحسب الوقت اللازم للاستنئاف. جاشت مشاعرنا سنربي الأمل ونحمي الشباب من عقلنا الذي يبدع في صناعة الإعذار.نرى مصر تربح من هذه القافلة سياسيا فهي دعاية ووسيلة ضغط لا بأس من توظيفها لأن فتح المعبر بما هو خطوة في طريق ايقاف الحرب ينتج عنه بوضوح سقوط التهجير فيرتاح النظام من سيف ديمقليطس المشهر فوق رأسه. بين الأمل والرجاء نتوقع عبور القافلة والتحامها بالمتضامنين الدوليين بل نحلم بمعسكر / اعتصام تحميه الدولة المصرية فيتحول إلى نقطة ضغط إعلامي على بوابة غزة وقد ذهب بنا الخيال إلى تسميته بمخيم "رشال كوري" المتضامنة الشهيدة التي داستها جرافات الاحتلال في غزة ذات حملة تضامنية عزلاء.
أما الشعب المصري فلا نراه إلا مثل الشعب الليبي ينتظر وصول القافلة ويتدبر أمر الاستقبال بالزغاريد المصرية.
لنوسع الخيال الحالم روح واحدة تتجمع من أجل غزة من موريتانيا عبر المغرب والجزائر وتونس (المحرض الجميل) فليبيا فمصر أليست هذه هي موجة الربيع العربي؟ ربيع الحريات أليس هذا هو التجسيد الفعلي لشعاري الشعب يريد تحرير فلسطين وإسقاط النظام.
القافلة تطهرنا من عشرين شهرا من العجز والقهر والانكسار. أخيرا بادر شباب لم ننتظره فأقمحنا في موجة فرح. لم يصلوا المعبر بعد لكنهم وصلوا ما وراء المعبر فقد تطلعت إليهم العيون الغزاوية من وراء الأسوار ومن وراء الدبابات. سيطرقون الباب طرقة أولى فتكون قوافل. القوافل ستكون إعادة أعمار بمال قليل يتجمع مثل قطرات غيث في سواقي وأنهار وقد عجز العدو دون غزة واندحر. ولن يملك قوة أخرى في أي زمن آخر ليعيد عسكره إلى غزة.
قال طرمب لرأس العدو حربك عجزك فاندحر. قال أبو إبراهيم قبل ذلك لقد تهشم جيش العدو وقالت القافلة نحن في الطريق وخفقت قلوبنا آمين.