عربي21:
2025-07-30@17:12:51 GMT

من المسؤول عن كارثة الحريق في بولو التركية؟

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

أثار وفاة 78 من الأتراك إثر حريق كبير نشب في فندق بمنتجع كارتال كايا للتزلج في محافظة بولو، علامات استفهام حول أسباب الكارثة والجهة المسؤولة عن اتخاذ التدابير اللازمة ضد الحرائق، وتفتيش تلك التدابير ومراقبتها، ومعاقبة المقصرين فيها. وسارع رئيس بلدية بولو، تونجاي أوزجان، لتحميل وزارة السياحة مسؤولية التفتيش والرقابة، فيما قالت الوزارة إن البلدية هي الجهة المسؤولة عن إصدار الرخص التي تشير إلى أن المؤسسة اتخذت كافة التدابير المطلوبة للسلامة العامة.



السلطات التركية فتحت تحقيقا لكشف ملابسات الكارثة ومعرفة المتسببين فيها، كما اعتقل عدد من مسؤولي البلدية وإدارة الفندق، بمن فيهم نائب رئيس بلدية بولو المسؤول عن الإطفاء، سادات غولينير، ابن خال رئيس البلدية تانجو أوزجان. وقال كبير المحاسبين في الفندق، إن إدارة الفندق تقدمت إلى بلدية بولو بطلب لتفتيشه من قبل الإطفاء، مشيرا إلى أن خبراء الإطفاء العاملين في بلدية بولو قاموا في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024 بتفتيش الفندق، فوجدوا أن هناك نقصا كبيرا في التدابير المطلوبة ضدّ الحرائق، إلا أن المدير العام للفندق رفض استكمال ما ينقص من التدابير بحجة ارتفاع التكاليف.

التحقيقات كشفت أن إدارة الفندق بحثت عن طريق للالتفاف على القوانين والقواعد، والتهرب من استكمال التدابير التي طلب منها خبراء الإطفاء، وأخبرها نائب رئيس بلدية بولو أن بإمكانها أن تسحب طلب التفتيش. وبناء على هذا التوجيه، تقدمت إدارة الفندق إلى البلدية بطلب جديد لإلغاء طلبها الأول، فاستجابت البلدية للطلب الثاني، كما لم تخبر الجهات الأخرى بما تم اكتشافه من نقص في التدابير المطلوبة ضد الحرائق، وقامت بالتستر على تقصير إدارة الفندق الذي قضى فيه نائب رئيس البلدية إجازة مع أسرته.

كارثة الحريق التي راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين تسببت فيها سلسلة من الإهمال والتقصير، بالإضافة إلى جشع صاحب الفندق. ومن المؤكد أن ذات الأسباب موجودة في كثير من الفنادق والمؤسسات، ويعود عدم ظهورها أمام الإعلام والرأي العام إلى عدم وقوع كارثة فيها. كما تؤكد كارثة الحريق أن عملية التفتيش والمراقبة هي ذاتها تحتاج أيضا إلى التفتيش والمراقبة كي لا تبقى القوانين والقواعد مجرد حبر على ورق، وكي لا تبقى التدابير المطلوبة مجرد أوراق.

وزارة السياحة بدورها تتحمل مسؤولية كارثة الحريق، ولا يعفيها تقصير البلدية من المسؤولية؛ لأنها هي الجهة المسؤولة عن تفتيش الفنادق والمؤسسات السياحية ومراقبتها بشكل عام، وإن كانت البلدية هي المسؤولة عن تفتيش التدابير المطلوبة ضد الحرائق ومراقبتها. ويجب أن لا يقتصر عمل مفتشي وزارة السياحة على النظر في الملفات والأوراق، بل لا بد من أن يفحصوا تطابق ما في الملفات من أوراق مع التدابير الموجودة في الواقع ليتأكدوا من التزام المؤسسات بالمعايير المطلوبة.

رئيس بلدية بولو، تانجو أوزجان، منذ وقوع الكارثة يسعى إلى الإفلات بجلده. وادعى في البداية أن المنطقة التي يقع فيها الفندق خارج صلاحيات البلدية، ولكن سرعان ما اتضح عدم صحة هذا الادعاء، ونشرت وثائق تشير إلى منح البلدية رخصة للمطعم التابع لذات الفندق، كما أكد كبير محاسبي الفندق تعاون البلدية مع إدارة الفندق في دفن نتائج التفتيش الذي قام بها خبراء الإطفاء، للتستر على عدم التزام الفندق بمعايير السلامة والتدابير المطلوبة ضد الحرائق. كما أن أوزجان هو الذي عيَّن ابن خاله نائبا لرئيس البلدية ومسؤولا عن الإطفاء، وبالتالي يتحمل مسؤولية إهماله وتقصيره.

تانجو أوزجان اشتهر في تركيا بعنصريته البغيضة ومعاداته المفرطة للاجئين السوريين. ومن قراراته التي اتخذها لإجبار اللاجئين على مغادرة المدينة، أنه رفع للاجئين سعر متر مكعب للمياه إلى عشرة أضعاف السعر الذي يدفعه المواطنون الأتراك، كما طلب من اللاجئين مائة ألف ليرة تركية لتسجيل عقد زواجهم لدى البلدية، فيما كان ذات الرسوم 600 ليرة تركية فقط للمواطنين. إلا أن المحكمة الإدارية في مدينة بولو ألغت تطبيق تلك القرارات العنصرية بسبب مخالفتها لمبدأ المساواة.

رئيس بلدية بولو الذي حرَّك الإعلام الموالي لحزب الشعب الجمهوري وذبابه الإلكتروني للإفلات من تحمل مسؤوليته في كارثة الحريق، كان بإمكانه أن يقوم بما يجب عليه، بدلا من الانشغال بمعاداة اللاجئين السوريين
رئيس بلدية بولو الذي حرَّك الإعلام الموالي لحزب الشعب الجمهوري وذبابه الإلكتروني للإفلات من تحمل مسؤوليته في كارثة الحريق، كان بإمكانه أن يقوم بما يجب عليه، بدلا من الانشغال بمعاداة اللاجئين السوريين. وكان عليه أن يفتح مركزا للإطفاء في منتجع كارتال كايا للتزلج، ويوظف فيه اثنين أو ثلاثة من رجال الإطفاء مع سيارة إطفاء واحدة على الأقل في موسم الشتاء ليتحرك رجال الإطفاء مبكرا قبل أن يكبر الحريق، علما بأن سيارات الإطفاء وصلت من مدينة بولو إلى منطقة الكارثة بعد حوالي ساعة من إبلاغ الإطفاء بوقوع الحريق. إلا أنه بدلا من أن يفكر في مثل هذه الخدمات، صب كل تفكيره في البحث عن طرق لإلحاق الأذى باللاجئين.

تانجو أوزجان اعترف قبل شهر في حوار مع إعلامي تركي بأنه قام بإزالة اللوحات العربية من المحلات التجارية للاجئين، كما ألغى رخص تلك المحلات بشكل غير قانوني. وقال وزير العدل التركي يلماز تونتش، إنه تم فتح تحقيق بحق رئيس بلدية بولو على خلفية هذه التصريحات. ومن المؤكد أن ما دفع أوزجان إلى التجرؤ على الاعتراف بجريمته والافتخار بها، هو شعوره بأن قناع "الأتاتوركية" وانتماءه لحزب الشعب الجمهوري المعارض يوفِّران له نوعا من الحصانة.

البرلمان التركي وافق، أمس الثلاثاء، على مقترح تشكيل لجنة تحقيق للبحث عن ملابسات كارثة الحريق. ومما لا شك فيه أن هذه خطوة هامة، إلا أن الأهم منها أن لا تضيع القضية في دهاليز السجالات السياسية، وأن تتم محاسبة المسؤولين عن الكارثة ومعاقبتهم بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، ودون الخوف من استغلال المعارضة لتلك العقوبات القانونية في ادعاء المظلومية.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حريق بلدية تركيا الشعب الجمهوري تركيا حريق بلدية الشعب الجمهوري مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس بلدیة بولو کارثة الحریق إدارة الفندق تانجو أوزجان المسؤولة عن ضد الحرائق إلا أن

إقرأ أيضاً:

بـ 10 اشتراطات.. ”الدفاع المدني“ يوحد تقارير السلامة من الحريق في للمباني

أطلقت المديرية العامة للدفاع المدني دليلًا تنظيميًا جديدًا لتقديم تقرير مطابقة متطلبات الوقاية والحماية من الحريق، ضمن مساعيها لتعزيز سلامة الأرواح والمنشآت، وضمان التزام المباني القائمة والجديدة بمتطلبات كود البناء السعودي، بما يشمل المعايير الفنية والتنظيمية الخاصة بوثائق السلامة من الحريق.
ووفقًا للدليل المطروح عبر منصة ”استطلاع“، يهدف المشروع إلى ضبط إجراءات إعداد وتقديم تقارير المطابقة من قبل المكاتب الهندسية الاستشارية المعتمدة، ويُلزم بالتأكد من كفاءة أنظمة الوقاية والحماية من الحريق المنفذة في المباني، ومدى توافقها مع الكود السعودي، من حيث التصميم والتنفيذ الفعلي، والتوثيق التقني.نطاق التطبيق يشمل جميع المباني الجديدة والتعديلات
أخبار متعلقة برعاية خادم الحرمين الشريفين.. انطلاق المنتدى السعودي للإعلام ومعرض مستقبل الإعلام في فبراير المقبلمنصة قبول تحدد موعد تواصل الجامعات مع المقبولينحددت المديرية نطاق تطبيق الدليل ليشمل جميع المباني الجديدة، بالإضافة إلى المباني القائمة في حال تعرضها لأي حالة من الحالات المنصوص عليها في نظام تطبيق كود البناء السعودي مثل الترميم، تغيير الاستخدام، التعديل، التوسعة أو الإزالة. كما يشمل أيضًا المباني التي لا تمتلك تقارير مطابقة سابقة.التقرير ملزم بالمهنية الكاملة والترقيم والتوثيق
ألزم الدليل المكاتب الهندسية بعدة اشتراطات شكلية ومهنية عند إعداد التقرير، إذ يتوجب أن يحمل رقمًا وتاريخ إصدار صادر عن المكتب الهندسي، ويُطبع بصيغة رسمية دون أي كتابة بخط اليد، مع ترقيم الصفحات بنظام «الصفحة - من»، وختم جميع الصفحات بختم المكتب المعتمد.
ويتعين أن يُعد التقرير بناءً على مطابقة فعلية على أرض الواقع، مستندًا إلى المخططات المعتمدة وكود البناء السعودي والمواصفات الفنية، على أن يشمل توثيقًا بالصور لواجهات المبنى والأنظمة المنفذة، وأي ملاحظات مرصودة في الموقع.
يجب أن يتضمن التقرير الرأي الفني للمكتب حول مدى التزام المنشأة بمتطلبات كود البناء، وفق النصوص المعتمدة في قسم التوثيق، مع الالتزام باستخدام النموذج الموحد المرفق ضمن الدليل.أحكام عامة ملزمة لجميع الجهات
وشدد الدليل على أن كود البناء السعودي ومكوناته يمثل المرجع الأساسي في تقييم المطابقة، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بكافة لوائح وتعليمات الدفاع المدني، وعلى رأسها لائحة تنظيم ممارسة الأنشطة الهندسية والفنية والمقاولات، ولائحة فرق الإطفاء والإنقاذ الخاصة.
وفي السياق ذاته، تقع على عاتق المكتب الهندسي مسؤولية التأكد من جاهزية الأنظمة الخاصة بالوقاية والحماية من الحريق، وأنها قد تم اختبارها ميدانيًا وتعمل بكفاءة، وأن المنشأة صالحة للاستخدام حسب نوع الإشغال.
ويُلزم الدليل المكاتب الهندسية بتسليم نسخة ورقية للمالك لحفظها في المنشأة، ونسخة إلكترونية محفوظة لديهم، مع الإشارة إلى أن المديرية العامة للدفاع المدني تحتفظ بحق اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد أي مكتب في حال رصد ملاحظات فنية أو مخالفات لمتطلبات الكود أو اللوائح المعتمدة.صلاحيات لضباط السلامة وتحديث مستمر للدليل
ويمنح الدليل ضباط السلامة الحق في طلب إضافات على التقرير وفق مسؤوليات المكتب الهندسي، وذلك بحسب طبيعة كل مشروع. كما أكد الدليل على أهمية التحديث الدوري لمحتواه كلما دعت الحاجة لذلك، بما يواكب التطورات في كود البناء السعودي والتقنيات الحديثة في أنظمة الوقاية والحماية من الحريق.تصنيفات تفصيلية للمباني والأنظمة
تضمن الدليل جدولًا للتعريفات الدقيقة التي يجب تضمينها في التقرير، مثل اسم المبنى، وعنوانه الوطني، وتصنيفه الإشغالي بحسب كود البناء، ونوع البناء، والمساحة والارتفاع، وعدد الأدوار والسلالم والمخارج والمصاعد. كما يُشترط توضيح ما إذا كانت هناك إضافات أو استثناءات من متطلبات الكود، مع إرفاق النماذج الداعمة لذلك.
يُطلب من المكتب الهندسي بيان مدى مطابقة المبنى للكود، أو توضيح ”عدم المطابقة“، أو ”عدم وجوب المتطلب“ في حالات استثنائية، وهو ما يعزز مبدأ الشفافية في تقييم سلامة المنشآت ويضمن اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة.

مقالات مشابهة

  • رئيس بلدية طرابلس إلتقى وفداً من إتحاد الشباب الوطني
  • باسل الطراونة يكتب : عن شخص معالي يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي العامر
  • بن نحيت: مشهورة انضربت وظهرت اليوم الثاني تمدح زوجها .. فيديو
  • سعد بحث مع رئيس بلدية جزين شؤونا اقتصادية وانمائية
  • جماهير تحتشد أمام غرفة رونالدو بمعسكر النمسا .. فيديو
  • موظفون بفندق تركي شهير يعتدون على سياح عرب.. فيديو
  • بـ 10 اشتراطات.. ”الدفاع المدني“ يوحد تقارير السلامة من الحريق في للمباني
  • فاجعة الكوت ترفع الطلب وأسعار طفايات الحريق في الأسواق العراقية
  • رئيس بلدية مسقط يطلع على سير العمل بازدواجية "الأنصب - الجفنين".. و58% إجمالي الإنجاز
  • بالطبع، وزير الخارجية: مصر ترفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل وستتخذ كافة التدابير لحماية أمنها المائي