تستمر حرائق كاليفورنيا في التأثير بشكل كبير على الصحة العامة، مع توقعات بأن تمتد تأثيراتها على المدى البعيد، ومن أبرز هذه التأثيرات هي المشكلات الصحية التي تصيب الإنسان، ليس فقط على مستوى الجهاز التنفسي والقلب، بل أيضًا على الدماغ، فالدخان الناتج عن الحرائق، والذي يحتوي على جسيمات دقيقة تعرف بـ «PM2.

5»، أصبح مصدر قلق متزايد مع استمرار تزايد أعداد الحرائق، ما يعكس تأثيرات التغير المناخي المستمر.     

 

تأثير الدخان على الدماغ

أظهرت دراسة حديثة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» أن التعرض المستمر للجسيمات الدقيقة «PM2.5» التي تنتشر في الهواء، قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف، وتؤثر بشكل خاص على الأفراد الذين يعيشون في مناطق معرضة لهذه الحرائق بشكل دوري. 

وأكدت الدكتورة جوان كيسي، التي أجرت الدراسة، أن الدخان الناتج عن حرائق الغابات يمثل تهديدًا عصبيًا خاصًا، وأن الدراسة تسلط الضوء على العلاقة بين تغير المناخ والأضرار العصبية الناتجة عنه.

وأشار دانييل باستولا، طبيب الأعصاب في جامعة كولورادو، إلى أن هذه التغييرات قد تستغرق وقتًا لتظهر، ولكنها قد تؤدي إلى تدهور في الصحة العقلية والسلوكية للأفراد.

وحذرت ماريانثي آنا، أستاذة علوم الصحة البيئية في جامعة كولومبيا، من أن تلوث الهواء الناجم عن حرائق الغابات، وخاصةً «PM2.5»، يسرع من تطور أمراض عصبية خطيرة، مثل التصلب الجانبي الضموري ومرض الزهايمر، وأنه عندما تتسلل تلك الجسيمات إلى القلب والرئتين، فإنها تسبب دمارًا في الجهاز القلبي الوعائي والجهاز التنفسي، وفي الحالات الأكثر شدة، قد تؤدي إلى نوبات قلبية وسكتة دماغية وسرطان الرئة.

وحللت الدراسة سجلات صحية لأكثر من 1.2 مليون شخص من سكان جنوب كاليفورنيا الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا، وكانوا يعيشون في مناطق عرضة لدخان حرائق الغابات.

ففي بداية الدراسة، كان جميع المشاركين خاليين من مرض الخرف، ومع مرور الوقت، تبين أن الأشخاص الذين تعرضوا لمستويات أعلى من «PM2.5» كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف.

خطورة تلوث الهواء

وهذه الدراسة ليست الأولى، فقد أظهرت دراسات سابقة أن التعرض للمستويات العالية من «PM2.5» المنتشرة في الشوارع نتيجة عوادم السيارات والوقود قد يؤدي إلى ظهور علامات مرض الزهايمر في الدماغ. 

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يساهم تلوث الهواء في ما يقرب من 7 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا. 

وفي عام 2019، كان تلوث الهواء الخارجي وحده مسؤولًا عن ما يقدر بنحو 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة.

ما يبرز خطورة تلوث الهواء وانتشار الجسيمات الدقيقة والغازات التي يمكن أن تسبب التهاب في الدماغ، ما قد يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية والحمض النووي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرائق كاليفورنيا الزهايمر أمراض القلب دراسة أمراض الرئة تلوث الهواء

إقرأ أيضاً:

توصيلة خاطئة تهدد الأرواح.. إليك أبرز أسباب حرائق الكهرباء في المنازل

حذّر متخصصون في مجال الكهرباء من تزايد مخاطر حرائق المنازل خلال فصل الصيف، نتيجة الاستخدام غير الآمن للتوصيلات الكهربائية وتشغيل أجهزة التكييف لفترات طويلة دون صيانة، مؤكدين أن السلوكيات الخاطئة تتسبب في أعطال قد تؤدي إلى كوارث تهدد الأرواح والممتلكات.
وأشار خبير صيانة الكهرباء المنزلية، جاسم السالم، إلى أن ضعف وعي السكان بنوعية التوصيلات الكهربائية المناسبة يمثل عاملاً رئيسياً في تكرار حوادث الحرائق، موضحاً أن معظم الحرائق تعود إلى تحميل الوصلات بأجهزة تفوق قدرتها، أو استخدامها بشكل مفرط لتشغيل أجهزة عالية الاستهلاك للطاقة مثل المكنسة والتلفاز وشواحن الأجهزة الذكية عبر منفذ واحد.
أخبار متعلقة بمساحة 610 آلاف م².. مشروع لتطوير كورنيش الدمام بهوية ساحلية جديدة"الغذاء والدواء" تسمح بتسويق جهاز طبي يعالج الشلل الرعاشيوأوضح أن الكثير من المستخدمين يلجؤون إلى شراء التوصيلات الكهربائية عبر الإنترنت بأسعار منخفضة، دون التأكد من مطابقتها للمواصفات، ما يزيد من احتمالية تعرضهم لمخاطر جسيمة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } حرائق الكهرباء في المنازل التوصيلات غير المعتمدةوشدد السالم على أن التوصيلات غير المعتمدة تفتقر لعوامل الأمان الضرورية مثل فصل التيار عند ارتفاعه، ما يعرض الأجهزة للتلف ويهدد سلامة السكان، خاصة الأطفال.
ودعا إلى اعتماد المقابس الجدارية لتوصيل الأجهزة الأساسية، وفحص التمديدات بشكل دوري، مع ضرورة تركيب أجهزة كشف الدخان داخل الغرف كإجراء وقائي أساسي.
في السياق ذاته، نبه المهندس الكهربائي حسن التركي إلى أن الإفراط في تشغيل أجهزة التكييف على درجات حرارة منخفضة دون صيانة دورية يزيد من احتمالية اندلاع الحرائق، لا سيما إذا كانت الأجهزة رديئة الجودة أو غير مهيأة لتحمل الاستخدام الطويل.الإجهاد الحراري للأجهزةوأوضح التركي أن ضبط درجات التبريد عند مستويات معتدلة 24 درجة مئوية يعد الخيار الأمثل لتفادي الإجهاد الحراري للأجهزة، لافتاً إلى أن بعض العائلات تبقي أجهزة التكييف قيد التشغيل لأيام متواصلة، ما يعرض الدوائر الكهربائية للضغط ويضاعف فرص حدوث أعطال قد تؤدي إلى حريق.
ونبّه إلى ضرورة التحقق من قدرة الأسلاك على تحمل الأحمال الكهربائية الإضافية، خصوصاً عند تركيب مكيفات جديدة، مشدداً على أهمية فصل التيار الكهربائي عند مغادرة المنزل، تجنباً لأية مفاجآت غير محسوبة، خاصة في ظل وجود الأطفال خلال الإجازة الصيفية.
من جهتها، أكدت المديرية العامة للدفاع المدني على الأهمية القصوى لإجراء الصيانة الدورية والمنتظمة للأنظمة والتمديدات الكهربائية في جميع المنازل والمنشآت على امتداد المملكة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } حرائق الكهرباء في المنازل حرائق الالتماس الكهربائيوأوضحت المديرية أن غالبية حوادث حرائق الالتماس الكهربائي، التي تشكل خطرًا داهمًا، يمكن تجنبها عبر رفع مستوى الوعي والالتزام بإجراءات وقائية بسيطة.
وكشفت أن تحليلاتها للحوادث المتكررة أظهرت وجود ثلاثة أسباب رئيسية تقف خلف اندلاع هذه الحرائق، إذ عزت جزءًا كبيرًا منها إلى وجود توصيلات كهربائية رديئة أو غير مطابقة للمواصفات، والتي تتحول إلى نقاط ضعف قاتلة في الشبكة.
وأضافت أن من بين المسببات الرئيسية أيضًا تحميل المقابس الكهربائية بأحمال تفوق طاقتها الاستيعابية، وهي ممارسة شائعة وخطيرة تؤدي إلى ارتفاع حرارة الأسلاك ونشوب الحريق.
كما نبهت إلى أن عدم تركيب قواطع التيار الأوتوماتيكية، التي تعمل على فصل الكهرباء تلقائيًا عند حدوث أي خلل أو حمل زائد، يفاقم من الخطر ويمنع احتواء المشكلة قبل تحولها إلى كارثة.إرشادات وتعليمات السلامةودعت المديرية العامة للدفاع المدني كافة أفراد المجتمع إلى ضرورة متابعة والتقيد الصارم بإرشادات وتعليمات السلامة التي تبثها بشكل مستمر عبر منصاتها الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام.
وشددت على أن هذا الالتزام يمثل خط الدفاع الأول والأكثر فعالية لتأمين سلامة البيوت والمنشآت.
وفي إطار تأكيدها على جاهزية فرقها للاستجابة الفورية، نوهت المديرية بضرورة الاتصال الفوري بأرقام الطوارئ المخصصة عند ملاحظة أي خطر أو في الحالات الطارئة، محددةً الرقم الموحد «911» لمناطق الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية، والرقم «998» لبقية مناطق المملكة، لضمان وصول المساعدة بأسرع وقت ممكن.

مقالات مشابهة

  • حرائق “مادري” تخرج عن السيطرة: كاليفورنيا تحترق
  • الحمض النووي يكشف الأسرار.. دراسة حديثة: مصر وبلاد الرافدين تجمعهما جينات واحدة
  • علاج مشاكل السمع يحميك من الٱصابة بالخرف.. دراسة تثير الجدل
  • دراسة حديثة: تناول اللوز يومياً يقلل من الإصابة بأمراض القلب والسكري
  • تلوث الهواء يسبب طفرات جينية مرتبطة بسرطان الرئة حتى لدى غير المدخنين
  • دراسة صادمة.. عضو حيوي يتأثر بـ”كوفيد-19″ أكثر من الجهاز التنفسي
  • كل ما تريد معرفته عن مرض الخرف .. أسباب الإصابة وسبل الوقاية
  • دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة
  • توصيلة خاطئة تهدد الأرواح.. إليك أبرز أسباب حرائق الكهرباء في المنازل
  • دراسة: الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة يؤدي لصغر حجم الدماغ وانخفاض ذكاء الأطفال