من سوريبا.. حكاوي وقصص انتهاكات مليشيا الدعم السريع
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
تتنوع قصص الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة قبل إعادة الجيش السوداني السيطرة عليها مرة أخرى، وبدأت تطل برأسها حكاوي الظلم الذي ارتكبته المليشيا في حق أهل الولاية. ومن داخل ديوان إحدى الأسر المعروفة من أهل السوريبا بودمدني، العامر بالأنس الحميم والكرم الأصيل، تذكر الحضور فصول الألم التي عاشوها ، حيث لم ينج أحد من أهل القرية من الضرب والإهانة.
قال أحد شهود العيان أن جنود المليشيا كانوا يحملون أسلحتهم علي أكتافهم، والسياط بأيديهم، يجلدون الكبير والصغير ، وأنه نادراً ما ينجو مواطن بالقرية من الضرب خلال اليوم.
ويحكي أهل القرية بأن جنود المليشيا كانوا يحضرون للسوق ، يحمل أحدهم “كيساً”، ويصيح في الناس لدفع الرسوم (ألفين جنيه) فيدفع الجميع الرسوم دون أن يحتج “من سكات”، وتتغير الرسوم كل يوم حسب مزاج “الدعامي” !!
ويواصل آخر السرد: “البهائم التي ترعى في الحواشات المهجورة إن كان صاحبها يرعاها يتم أخذ بهيمة منه لوجبة إرتكاز المليشيا في كوبري السوريبا، وإن لم يكن صاحبها حاضرا، يتم حجز البهائم في مكان لا يمكن الوصول إليه، وعندما يأتي صاحبها للبلاغ عنها يفاوضونه علي إعادتها له بمبلغ كبير يسمى (بالسالف). يدفعها لهم المواطن ومعها جلدتين بالسوط علي ظهره بكل استحقار.”
طلب الفدية
وتشمل الانتهاكات اختيار أبناء الأسر التي لديها مغتربين خارج السودان، ومن دون سبب تبدأ الاحتكاكات مع تلك الأسرة التي يأخذ أبنها بغرض طلب الفدية وإطلاق سراحه، ويضيف: “يمرون من أمامه في السوق أو أمام بيته إن نظر إليهم فهو حقًآر ، وإن غضً بصره وحنى رأسه فهو إستخبارات ، وفي كل الأحوال يأخذ سوطين على ظهره ثمً يحملوه للسجن ويخطرون أهله بمبلغ الفدية.”
للمليشيا عربة بوكس مشهورة يسمًيها صبيان السوريبا بـ(السالف)، على ظهر هذا البوكس تخطف المليشيا من يصادفهم ويقولون له: “أنت فلول – تتبع لنظام الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير – فيرد عليهم :لا.. لا أنا ما فلول، إذن أنت دولة 56…لا والله ما دولة 56….أنت نظامي – يتبع للقوات النظامية – فيرد : والله أنا تاجر ما عندي علاقة بأي جهة نظامية”..
ويواصل السرد المؤلم :” ثمً يبدأ السوط في العمل علي ظهرك، وعليك أن تختار واحدة من الخيارات أعلاه حتي تبدأ رحلة الفدية المطلوبة”.
ويكمل : “جلس معنا علي مائدة الغداء من ألزموا أهله بدفع 6 مليون جنيه وآخر دفع أهله 12 مليون جنيه، نظير إطلاق سراحه، “بالله هل يمكن لأحد أن يصدق أن بشراً يمكن أن يفعل بأخيه في الإنسانية مثل ما فعل الجنجويد بأهل السودان”؟.
ومع بشريات الانتصار يختم الحكاية : “عزاؤنا أن كل قوة الجنجويد وأسلحتهم تم حرقها بالكامل بسلاح نسور الجو السوداني (سلاح الطيران) ، فانطبقت على الجنجويد مقولتهم “دنيا زايلي ونعيمكي زائل”.
ود مدني – المحقق
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
انفجارات واشتباكات بين الجيش والدعم السريع في أم درمان
أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بسماع دوي انفجارات في أمدرمان بالعاصمة السودانية الخرطوم، مع إعلان الجيش أنه يخوض اشتباكات مع قوات الدعم السريع في مناطق لا تزال تتواجد فيها في منطقة الخرطوم الكبرى.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله إن الجيش مستمر "في عملية واسعة النطاق ونقترب من تطهير كامل ولاية الخرطوم" باستهداف معاقل الدعم السريع "بجنوب وغرب أم درمان وتستمر في تطهير مناطق صالحة وما حولها".
كان الجيش السوداني أعلن في مارس "تحرير" الخرطوم وسيطرته على مواقع حيوية وسط العاصمة بينها القصر الجمهوري. إلا أن قوات الدعم السريع احتفظت بمواقع في جنوب وغرب أم درمان الواقعة على ضفة نهر النيل المقابلة للخرطوم.
وفي أبريل قصفت مسيرات الدعم السريع القصر الجمهوري ومواقع أخرى في العاصمة.
وصعدت قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة من استهدافها لمواقع تابعة للجيش السوداني في شرق وغرب ووسط السودان، مخلفة عشرات القتلى.
وأسفرت الحرب في السودان التي اندلعت منتصف أبريل 2023 بين الحليفين السابقين، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح 13 مليونا، وتسببت بما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.