موجة هواء تركية باردة، تثير نوبات عطس إخوانية متوالية؟!
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
عين علي الحرب
الجميل الفاضل
موجة هواء تركية باردة، تثير نوبات عطس إخوانية متوالية؟!
بدا وكأن عارضا مفاجئا، قد ألم بما يسمي الحركة الإسلامية، المتباهية والمزهوة، بإستعادة بريقها والقها علي وقع حرب أشعلتها بيدها، ثم أنكرتها إنكار الحطب.
عارض تبدى في صورة نوبات عطس متوالية، تعكس أن أمرا ما، قد أفسد مزاج قادة الحركة الكبار، وعكر صفو نشوتهم.
ربما بعد دخول كتائبهم الجهادية، إلى مقر قيادة الجيش، التي يبدو أن مجاهدي الحركة قد أشتموا في فنائها رائحة شطة، أقرب لأن تكون تركية النكهة والصنع، أثارت حساسية قديمة بأنوفهم، فتفجرت هكذا دون سابق إنذار، في موجة عطس مستمر.
فقد بدأت أولى هذه الأعراض “الإنفلونزوية”، علي إسلامي سباق دائما إلى كل شيء، هو أمين حسن عمر، الذي تحدث كعادته من طرف أنفه، مصعرا خده للناس، قائلا: “إن الحركة الإسلامية قررت أن يقود السودان بعد نهاية الحرب، جيل المقاتلين الفاعل في حرب الكرامة، وإن ما يجري في (تركيا) من مبادرة، لن يترتب عليه عمل في الميدان“.
ومضى أمين ساخرا من أترابه علي الضفة الأخري من الحزب قائلا: “ان قادة المؤتمر الوطني المقيمين في (تركيا)، والمتجولين من مكان لمكان، يؤذن لهم بالانصراف مشكورين، لإفساح المجال للمقاتلين من كتائب الإسلاميين والمستنفرين لقيادة السودان”.
تلاه رئيس حزبه المكلف بأمر البشير، المطلوب كصنوه المخلوع لدي المحكمة الجنائية الدولية، أحمد هارون مناديا بشعار من شعارات التعبئة التي تطلق عادة قبل الدخول في أي معركة: “ألا ياخيل الله أركبي”، مرددا في رسالة صوتية بعث بها عبر تطبيق التراسل الفوري “واتس اب”، ما يشبه قولا لعبد الحي يوسف، كان قد أثار حفيظة البرهان، قائلا في تحدي سافر: “إن معركة الكرامة هي معركة الإسلاميين والمجاهدين، الذين أعادوا سيرة الجهاد والإستشهاد”، داعيا احفاد البراء، (في إشارة لكتائب البراء بن مالك)، إلى فتح المعسكرات لتدريب الشباب إستعدادا للمعركة ولمواصلة الجهاد، مؤكدا في إشارة ذات مغزي، علي أهمية (ان يكون صوت المعركة هو الصوت الوحيد المسموع).
حاثا عناصر تنظيمه علي بذل المزيد من التضحيات والإستنفار.
هي تطورات تشي بأن الحركة الحربائية، المسماة إسلامية، لم تجد اليوم بُداً من إنهاء لعبتها الأثيرة، لعبة التخفي وراء أقنعة زائفة، كقناع “المقاومة الشعبية” الذي وصفه عبدالحي يوسف، بأنه مجرد أسم (دلع) للجهاد.
تلك اللعبة المرهقة جدا، التي أرهقت الحركة نفسها، وأرهقت كذلك عسكرها الذين تتخفي وراءهم.
علي أية حال، هي لعبة ربما أدركت الحركة ولو بعد فوات الأوان، أنها لعبة لم تعد ذات جدوي، وبلا طائل يرجي منها في هذا المنعطف.
فهذه الحركة درجت علي أن تسند كافة أعمالها علي مبررات فقهية، تقوم علي ركائز مطاطية، كفقه الضرورة، وفقه المرحلة، وفقه السترة، وفقه التحلل، وهلمجرا.
إذ أنها منظومة فقهية متكاملة، تبيح بمظنة الطمع، أو الخوف، أو الحاجة، للطامع والخائف والمضطّر، مداراة حقيقة مقاصده من المشاركة في أي فعل، وكذا نواياه المبيته لليوم التالي بعد إنجاز هذا الفعل.
رغم أنه يبقي دائما من الصعوبة بمكان أن لم يك من المستحيل، إخفاء مثل هذه المقاصد والنوايا، وراء مساحيق دينية، أو وطنية، أو حتي إنسانية، لمدي طويل من الوقت في عصر كعصرنا هذا،
كما أن إيقاف “خاصية الوقاية اللونية”، التي تعتمد عليها هذه الحركة الحربائية، في كل ما تأتي أو تدع، هو أمر لا يقع علي الأقل سوي في ثلاثة أو أربعة أحوال.
حال أن معين الألوان قد جفّ أو نضُب، أو أن الألوان نفسها قد فقدت صلاحيتها وبالتالي جدواها، أو حال ثالث: يتأسس علي أن دواعي الوقاية وأسبابها قد أنتفت بزوال المخاطر التي إستدعت التبرقع تحت أقنعتها.
أو حالا رابعا هو الأخطر علي الاطلاق، حال يعبر عن نوع من اليأس، المفضي لقبول فكرة الإنتحار علي طريقة العمليات الإنتحارية التدميرية الإنتقامية الشاملة، التي هي بالطبع أدهي وأمر.
إذ ليس من قبيل الصدفة أن قلقا كبيرا، لا يخفي أضحي يساور أطرافا مهمة من أطراف الحرب، التي من بينها بل وعلي رأسها تلك الحركة، التي يبدو أن فأرا نزقا قد أفلح في التسلل خفية، إلى حجرها المحصن الوثير، وأبي إلا أن يلعب فيه كما يحلو له.
فاثار بوجوده المزعج، نوعا من التململ والقلق لم يقف عند حدود الإسلاميين وحدهم، بل طال حتي الحركات المكونة لما يعرف بالقوة المشتركة، التي حذر وزير المعادن والقيادي بحركة مناوي، محمد بشير أبو نمو من مغبة أن النظام في تشاد علي حد زعمه، يعمل علي إسقاط الفاشر بالتزامن مع سيطرة الجيش التي يرجحها علي الخرطوم، مطالبا الجيش تبعا لهذا، بتوجيه قواته الضاربة إلى دافور، وفورا لأن الأمر كما يقول أبو نمو: لا يحتمل تأخير.
المهم في ظني أن مساحة المناورة أمام الجيش، وأمام الحركة الإسلامية، وأمام شركائهما في الحرب، هي في طريقها لأن تتضاءل وتتقلص ولأن تضيق، رويدا رويدا، كلما إستطال أمد هذه الحرب، أو حتي لو أنها إقتربت من أمتارها الأخيرة، فالأمر سيان، إذ أن لحظة الحقيقة.. لحظة سقوط كل البراقع والأقنعة، قد باتت وشيكة، مهما إختلفت الدوافع والأسباب.
الوسومالحركة الاسلامية المؤتمر الوطني تركيا
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحركة الاسلامية المؤتمر الوطني تركيا
إقرأ أيضاً:
النساء أكثر عرضة للصداع النصفي بثلاث مرات من الرجال
قالت الجمعية الألمانية للصداع والصداع النصفي إن الصداع النصفي هو اضطراب دماغي يتجلى على شكل نوبات صداع متكررة، غالبا ما تحدث، ولكن ليس دائما، في جانب واحد من الرأس.
وأوضحت الجمعية أن الألم يوصف بأنه خفيف وضاغط، وأثناء المجهود البدني توصف هذه النوبات بأنها حادة أو نابضة.
وتشمل الأعراض المصاحبة الغثيان والقيء وفرط الحساسية للضوء والصوت والروائح، كما يشعر المصابون أيضا بحاجة ماسة للراحة. وعادة ما تستمر الأعراض من عدة ساعات إلى ثلاثة أيام كحد أقصى.
وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي بثلاث مرات من الرجال، وغالبا ما تظهر نوبات الصداع النصفي بين سن 20 و30 عاما، كما تظهر الأعراض بشكل أكثر وضوحا بين سن 40 و50 عاما.
عوامل تحفز النوباتوأشارت الجمعية إلى أن العوامل التالية تحفز نوبات الصداع النصفي:
- قلة النوم
- تخطي وجبات الطعام
- قلة شرب السوائل
- التوتر النفسي
وأشارت الجمعية إلى أن حوالي 15إلى 25% من المرضى يعانون مما يعرف بالهالة قبل بدء نوبة الصداع النصفي، والتي تتمثل أعراضها في:
- اضطرابات بصرية مصحوبة بأضواء وامضة
- عيوب في مجال الرؤية (أجزاء من مجال الرؤية مفقودة أو غير واضحة)
- اضطرابات حسية في جانب واحد من الجسم
- صعوبات في الكلام
يمكن مواجهة نوبة الصداع النصفي بواسطة مسكنات الألم الشائعة مع أدوية مضادة للغثيان، وهناك أيضا أدوية بوصفة طبية مثل “التريبتان”، علما بأن جميع الأدوية تعمل بشكل أفضل عند تناولها في بداية النوبة.
ولا يجوز تناول الأدوية لفترات طويلة أو بشكل متكرر؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الصداع النصفي وزيادة تكراره. وتوصي الجمعية الألمانية بحد أقصى من 10 إلى 15 يوما شهريا.
كما تتمتع ممارسة رياضات قوة التحمل (مثل المشي والسباحة وركوب الدراجات الهوائية) وتقنيات استرخاء العضلات بتأثيرات إيجابية على الصداع النصفي.
إعلان