كيف تستخدم ديب سيك وما أبرز الاختلافات عن شات جي بي تي؟
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
تسببت تقنية الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" في موجة كبيرة من الاضطرابات منذ عدة أيام، لدرجة أن عددًا من الدول الغربية اتخذت إجراءات صارمة ضدها بسبب المخاوف الأمنية والأخلاقية المرتبطة بها.
ولم تثنِ هذه التحذيرات المستخدمين من محاولة تجربة المنصة ومعاينة قوتها بأنفسهم، كونها تعد في الوقت الحالي المنافس الأبرز أمام "شات جي بي تي" و"جيميناي" بكلفة أقل 27 مرة، لذا كيف يمكنك استخدام "ديب سيك"؟ وما أبرز اختلافاته عن "شات جي بي تي"؟
الوصول إلى ميزات "ديب سيك" واستخدامهايمكن الوصول إلى ميزات تقنية "ديب سيك" المختلفة عبر استخدام المنصة مباشرةً من موقعها على الحاسب الآلي أو عبر استخدام التطبيق الخاص بها، وكلاهما متاحان مجانًا للمستخدمين في مختلف دول العالم فضلا عن وجود نسخة من التطبيق لنظام "أندرويد" و"آي أو إس"، إلى جانب إتاحة الواجهة البرمجية للنموذج بكلفة منخفضة.
في الوقت الحالي وبعد الضغط الكبير الذي شهده النموذج فضلا عن الهجمات السيبرانية التي تعرض لها، فإن خدمة تسجيل الحسابات الجديدة لا تعمل بشكل منتظم في الوقت الحالي، ولكن خدمات التقنية نفسها تعمل بشكل جيد إذا تمكنت من تسجيل الدخول والوصول إلى حساب قديم لها.
تتوفر نسخة مدفوعة من التقنية ولكنها بكلفة أقل كثيرًا من كلفة الاشتراك واستخدام "شات جي بي تي" في أي باقة من باقاته، وبحسب ادعاء شركة "ديب سيك"، فإن نموذج "آر 1" الخاص بها ينافس "شات جي بي تي أو-1".
يمكن ملاحظة التشابه الكبير بين نموذجي الذكاء الاصطناعي عند النظر إليهما من الخارج، فكلاهما قادر على الإجابة عن الأسئلة بسرعة في مختلف القطاعات والأعمال، ولكن التفاصيل تحمل عددًا من الاختلافات بينهما.
إعلانتكمن الاختلافات في قدرة كل نموذج على إجابة الأسئلة المختلفة المتعلقة بقطاعات متعددة، مثل البرمجة والكتابة الإبداعية أو حتى تلخيص الأحداث التاريخية ومراجعتها، فضلا عن سرعة الاستجابة وقدرة النموذج على التفكير المنطقي وتقديم إجابات صحيحة.
وبشكل عام، يمكن توزيع المهام التي تطلب من نماذج الذكاء الاصطناعي إلى عدة فئات تتضمن الكتابة الإبداعية والبرمجة والعصف الذهني للأفكار، فضلا عن البحث عن المعلومات ومراجعتها والتأكد من دقتها.
مقارنة في الكتابة الإبداعيةتشير التقارير إلى أن العديد من العاملين في كتابة الإعلانات وصناعة المحتوى أصبحوا يعتمدون على نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة بشكل مباشر من أجل تقديم المواد الخاصة بهم ومراجعتها، لذا، فإن دور هذه النماذج في قطاع الكتابة الإبداعية أصبح ضروريا للغاية.
وبينما تختلف معايير تقييم الكتابة الإبداعية من منصة لأخرى ومن شخص لآخر، فإن العامل المشترك هو جودة الكتابة إلى جانب دقة المعلومات المستخدمة بها، وهي الجوانب التي يبرع فيها كلا نموذجي الذكاء الاصطناعي بشكل متقارب.
وذلك لأن آلية العمل والوصول إلى المعلومات في كافة نماذج الذكاء الاصطناعي متقاربة بشكل كبير، ولكن يمكن ملاحظ الفارق بين "ديب سيك" و"شات جي بي تي" في سرعة الاستجابة ودقة المعلومة، فبينما يوفر "ديب سيك" نموذج تفكير منطقي بالمجان، فإن "شات جي بي تي" يتطلب اشتراكًا مدفوعًا للخدمة ذاتها.
ويقدم نموذج التفكير المنطقي سرعة أعلى في الإجابة عن الأسئلة المختلفة فضلا عن القدرة على البحث في المصادر المختلفة وتقديمها مع الإجابة، كما يلتزم بتعليمات الكتابة التي تقدم إليه بشكل مباشر أفضل من النماذج المجانية في "شات جي بي تي"، ورغم أن النسخة المدفوعة من "شات جي بي تي" تقدم المزايا نفسها، فإن "ديب سيك" يقدمها بشكل مجاني.
عندما توقفت خدمات "شات جي بي تي" عن العمل منذ عدة أسابيع، كان هناك العديد من المبرمجين الذين أعربوا عن استيائهم عبر منصة "إكس" قائلين إن النموذج أصبح ضروريا في عملهم، ورغم أن هذه المنشورات كانت فكاهية في الأساس، فإنها تعكس جزءًا كبيرًا من الحقيقة والدور الذي يتخذه "شات جي بي تي" في عالم البرمجة.
إعلانلذا كانت المقارنة بين "ديب سيك" و"شات جي بي تي" في البرمجة أمرا ضروريا ومحوريا للغاية، وهو ما فعله خافيير أجويري، باحث في مجال الذكاء الاصطناعي في مركز طبي يتبع "سامسونغ" في سول، كوريا الجنوبية.
أجويري تحدث، في منشور عبر حسابه في "لينكد إن"، عن مشكلة برمجية معقدة لم يتمكن من حلها بسهولة، لذا اتجه إلى "شات جي بي تي" في نسخة "أو 1" المدفوعة، وهي التي واجهت تحديات عديدة جعلتها غير قادرة على حل المشكلة.
وعندما توجه بالمشكلة إلى نموذج "ديب سيك"، اختلفت النتيجة تمامًا، إذ استطاع حل المشكلة في وقت قياسي وبشكل صحيح للغاية بعد أن قام أجويري باختبار الحل الذي قدمه النموذج، وأشار إلى أن استخدام النموذجين معًا قد يكون الحل الأمثل للمبرمجين.
وعزز الموقف آدي عثماني، رئيس مطوري تجربة "كروم" في "غوغل"، قائلا إن استخدام "ديب سيك" و"كلود سونيت" (Claude Sonnet) المدفوعة من "آنثروبيك" (Anthropic) هو المزيج الأمثل الذي يحتاجه المبرمجون في الوقت الحالي، وذلك في منشور عبر حسابه على "لينكد إن".
أداء متقارب في العصف الذهني والبحثيعتمد البعض على نماذج الذكاء الاصطناعي من أجل البحث عن المعلومات والعصف الذهني بشكل عام، وهو ما تبرعت فيه كافة نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل متقارب، ونموذج "ديب سيك" ليس استثناءً لذلك، فبينما يستطيع النموذج الدخول في التفاصيل بشكل أفضل مقارنةً مع النسخ المجانية من النماذج الأخرى، فإن الإطار العام للنتائج يكون متقاربًا للغاية.
وإذا ما تم اختبار "ديب سيك" أمام النماذج المدفوعة من "شات جي بي تي" أو غيره رمن خدمات الذكاء الاصطناعي، فمن المتوقع أن تكون النتيجة أكثر تقاربًا، لأن كليهما آنذاك قادر على التفكير المنطقي والإجابة بشكل واضح عن الأسئلة.
وتبرز نقطة الضعف الأساسية في "ديب سيك" عند البحث عن المعلومات المعاصرة أو السياسية بشكل عام، وذلك بسبب القيود التي تضعها الحكومة الصينية على نماذج الذكاء الاصطناعي والمحتوى بشكل عام، لذا فإن "ديب سيك" لن يكون قادرًا على تحليل الموقف السياسي بين الصين وأميركا بشكل صحيح، وهو أمر متوقع للغاية.
إعلان اختلاف آليات الإدخالتكمن إحدى نقاط الاختلاف بين النموذجين في آليات الإدخال، فبينما يستطيع "شات جي بي تي" الوصول إلى الصور ومقاطع الفيديو والأوامر الصوتية بكل سهولة ويسر، فإن "ديب سيك" لا يستطيع ذلك ويحتاج إلى الإدخال النصي للأوامر فقط.
ومن المتوقع أن تعمل الشركة على تحديث النموذج مستقبلا ليدعم إدخال مقاطع الفيديو والصور والأوامر الصوتية أيضًا، ولكن في الوقت الحالي، يتفوق "شات جي بي تي" في هذه النقطة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات على نماذج الذکاء الاصطناعی البحث عن المعلومات الکتابة الإبداعیة فی الوقت الحالی شات جی بی تی بشکل عام فضلا عن دیب سیک
إقرأ أيضاً:
مهارات النجاح في عصر الذكاء الاصطناعي.. خمس طرق لتجهيز الطلاب للمستقبل
الثورة /
مع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، لم تَعُد طرق الدراسة التقليدية وحدها كفيلة بتهيئة الطلاب للتغيرات الكبيرة القادمة. فالآلات أصبحت قادرة على كتابة النصوص، وحلّ المعادلات، وتحليل البيانات بكفاءة عالية، لكن قدرتها تظل محدودة في التفكير الإبداعي، والذكاء العاطفي، والاستدلال النقدي، وهذه المهارات هي التي ستصنع فارق النجاح في السنوات المقبلة.
لذلك، أصبح بناء مهارات دراسة تتكامل مع التكنولوجيا ضرورة لكل طالب يسعى إلى الاستعداد بوعي لعصر مختلف. وفيما يلي أهم المهارات التي يمكن للطلاب التركيز على تطويرها للتفوق في عصر الذكاء الاصطناعي:
1 – الفهم العميق بدلًا من الحفظ
يستطيع الذكاء الاصطناعي استرجاع أي معلومة خلال ثوانٍ، وهذا يعني تراجع قيمة الحفظ وحده. والطلاب الذين يركّزون في فهم المفاهيم وليس مجرد حفظها يبنون روابط ذهنية أعمق، ويصبحون أكثر قدرة على تطبيق ما يتعلمونه بطرق جديدة وذات معنى.
لذلك، يجب تشجيع الطلاب على طرح أسئلة من نوع: «لماذا؟» و»كيف؟». على سبيل المثال: عند دراسة العلوم، لا يجوز الاكتفاء بالتعريفات، بل يجب اكتشاف أسباب التفاعلات وكيف ترتبط بالممارسات الحياتية، فهذا النوع من التعلّم يعزّز الفهم العميق ومهارات التفكير، وهي أمور لا يمكن للذكاء الاصطناعي تقليدها.
2 – تطوير مهارات حل المشكلات
يعتمد النجاح المستقبلي على الإبداع والقدرة على التفكير بطرق متعددة، وليس على إيجاد الحلول المناسبة فقط. فعندما لا تنجح طريقة معينة في حلّ مسألة أو فهم درس، فإن تجربة أسلوب جديد أو إعادة التفكير في خطوات الحل يطوّر مهارة التعلّم وحل المشكلات من زوايا مختلفة. والطالب الذي يطور هذه المهارات، ويركز في معالجة التحديات بإصرار وابتكار سيكون أقدر على مواجهة واقع مهني سريع التغيّر.
3 – استخدام الذكاء الاصطناعي بوعي
إن الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل: Gemini وChatGPT وتطبيقات التعلّم الذكية يمكن أن تكون وسائل قوية للمراجعة والتدريب. لكن جوهر التعلّم الحقيقي يبقى في قدرة الطالب على التفكير، والتحليل، والتحقّق.
لذلك، يجب على الطلاب استخدام هذه الأدوات لتطوير الفهم، لا للقيام بالتفكير نيابة عنهم. وعليهم أن يسألوا أنفسهم دائمًا: هل هذه الإجابة دقيقة؟ وعليهم تطوير مهارات البحث والتحقق من المعلومات التي يحصلون عليها من روبوتات الدردشة من مصادر موثوقة، فهذا يعزز الوعي الرقمي والقدرة على التمييز بين المعلومة الصحيحة وغير الصحيحة.
4 – مهارات التعلّم الذاتي
إن مهارات التعلّم الذاتي تُعدّ من أهم المهارات التي يحتاج إليها الطلاب في عصر الذكاء الاصطناعي؛ لأنها تمكّن الطلاب من التطور المستمر مهما تغيّرت الأدوات والتقنيات المتاحة. لذلك، يجب على الطالب فهم نمط التعلّم الخاص به، كأن يعرف متى يدرس بتركيز أعلى، وما الطرق التي تساعده في تذكر المعلومات، وكيف يستفيد من الأدوات الذكية الجديدة بطريقة مناسبة، وهذا يمنحه قدرة على التكيّف مع أي موضوع جديد بسهولة.
5 – تطوير المهارات الإنسانية
حتى مع التطور الكبير والمستمر للتقنية، ستظل المهارات الإنسانية مثل: التواصل، والعمل الجماعي، والتعاطف، والذكاء العاطفي هي أساس الإبداع والابتكار، وهذه القدرات تكمّل التفكير العقلي، وتساهم في بناء بيئات عمل وتعليم أكثر تعاونًا وفعالية.
ولتعزيز هذه المهارات، يجب على الطالب مشاركة الآخرين أفكاره، والاستماع إلى وجهات نظرهم، وتعلّم كيف يتفاعل مع الزملاء، فهذه خبرات لا يمكن لأي نظام ذكي أن يمتلكها.
نحو مستقبل يتكامل فيه الإنسان مع الذكاء الاصطناعي
قد يغيّر الذكاء الاصطناعي ملامح العالم، لكنه لن يحل محل الإبداع والإحساس البشري والقدرة على التفكير النقدي.
وكل طالب يستثمر اليوم في تطوير مهارات التعلّم الذاتي، والتفكير العميق، والوعي الرقمي، سيحصل على أفضلية في المستقبل الذي سيكون الذكاء الاصطناعي هو أساسه.