تعاونت "أوبن إيه آي" و"غوغل" و"آنثروبيك" معا لتطلق تحذيرا شديد اللهجة حول فهم نماذج التفكير العميق للذكاء الاصطناعي، حسب التقرير الذي نشره موقع "فينتشر بيت" (Venture Beat).

ويشير التقرير إلى أن هذه النافذة المتاحة أمامنا لفهم آلية التفكير العميق لنماذج الذكاء الاصطناعي اقتربت من الإغلاق للأبد، وبعدها لن نستطيع فهم الآلية التي تفكر بها هذه النماذج والشكل الذي وصلت به إلى نتائجها.

وتضمنت الدراسة تعاونا بين أكثر من 40 عالما في قطاعات مختلفة من الشركات الثلاثة، وسعت لفهم آلية اتخاذ القرارات والتفكير العميق الذي تتبعه النماذج قبل تقديم النتيجة النهائية.

وخلصت الدراسة إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي الآن تعرض تسلسل أفكارها بشكل شفاف حتى يتمكن المستخدم من رؤيته ومعرفة كيف وصلت إلى النتيجة النهائية، ولكن هذه الشفافية هشة للغاية كون النماذج نفسها تدرك أنها تعرض تسلسل أفكارها.

وأشارت الدراسة إلى بعض النماذج تتحدث داخليا مع نفسها ضمن تسلسل الأفكار عن خداع المستخدم البشري أو تخريب النتيجة النهائية التي تصل إليه، ورغم أن النتيجة النهائية لم تكن تتضمن هذه الخداع، فإنها كشفت عن نوايا واستعداد النموذج لخداع المستخدم.

وتضيف الدراسة أن هذه النتائج بدأت بالظهور مع كون النماذج مدربة على بيانات بشرية، وتتوقع بأن تتزايد المشكلة عندما تبدأ نماذج الذكاء الاصطناعي بالتدريب على بيانات مولدة من النماذج الأخرى.

دراسة "آنثروبيك" وجدت أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي تعرض نوايا سيئة (غيتي)

إذ تخشى الدراسة أن تصل النماذج لمستوى تستطيع فيه إخفاء نواياها عن عمد أو الأسوأ أن تقوم بكتابة تسلسل أفكار خادع بهدف خداع المستخدم بشكل أساسي.

وحازت الدراسة على قبول عالمي من عدة جهات مختلفة من بينهم جيفري هينتون الحائز على جائزة نوبل والمعروف باسم الأب الروحي للذكاء الاصطناعي وعدة علماء آخرين من شركات مختلفة.

إعلان

وأشار التقرير إلى أن "آنثروبيك" أجرت سابقا دراسة على مجموعة من النماذج المختلفة لتكتشف أن بعض النماذج تعتمد على تلميحات غير واضحة أو مفهومة في تسلسل الأفكار فضلا عن إخفاء النوايا واستخدام مبررات زائفة.

وفي النهاية، طالب العلماء الذين شاركوا في الدراسة الشركات بوضع مقايس واضحة لقياس شفافية النماذج والتفكير جيدا قبل ترقية النماذج لمستوى أعلى، فضلا عن وضع أدوات لكشف كذب نماذج الذكاء الاصطناعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات نماذج الذکاء الاصطناعی النتیجة النهائیة

إقرأ أيضاً:

مهندسو الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025 بمجلة تايم

اختارت مجلة "تايم" الأميركية مهندسي الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025، وفي مقدمتهم جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، التي أصبحت خلال العام الجاري الشركة الأعلى قيمة في العالم بفضل هيمنتها على الرقائق المستخدمة في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.

وقالت المجلة، في تقرير موسّع، إن هوانغ (62 عاما) تحول من مدير لشركة متخصصة في بطاقات الرسوميات إلى أحد أبرز قادة الثورة التقنية الحالية، مشيرة إلى أن نفوذ إنفيديا تجاوز المجال التجاري ليصبح عاملا مؤثرا في السياسة الدولية وصناعة القرار، مع تصاعد الطلب العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ونقلت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله لهوانغ خلال زيارة رسمية "أنت تستولي على العالم".

ووفقًا للمجلة، شهد عام 2025 سباقا عالميا كبيرا لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بعدما تراجعت النقاشات المتعلقة بمخاطرها لصالح تسريع تبنّيها. وأكد هوانغ أن "كل صناعة وكل دولة تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي"، واصفًا إياه بأنه "أكثر التقنيات تأثيرًا في عصرنا".

وأشارت مجلة "تايم" إلى أن عدد مستخدمي تطبيق "شات جي بي تي" تجاوز 800 مليون مستخدم أسبوعيا، في حين اعتمدت شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل ميتا وغوغل وتسلا، على استثمارات ضخمة لتسريع تطوير النماذج الذكية وإدماجها في منتجاتها وخدماتها، مما دفع بعض الخبراء لوصف هذا التوسع بأنه "ثقب أسود" يبتلع رؤوس الأموال العالمية.

2025 was the year when artificial intelligence’s full potential roared into view, and when it became clear that there will be no turning back.

For delivering the age of thinking machines, for wowing and worrying humanity, for transforming the present and transcending the… pic.twitter.com/mEIKRiZfLo

— TIME (@TIME) December 11, 2025

تحذير

وفي المقابل، حذّر باحثون من تطور قدرات الأنظمة الذكية على الخداع والمناورة والابتزاز، مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى المضلل والمقاطع المزيفة.

إعلان

وكشفت المجلة أن الشركات المطوّرة للنماذج الكبرى تبنّت خلال العام الماضي أساليب جديدة لتدريب الأنظمة، تقوم على السماح للنموذج بـ"التفكير" في الإجابة قبل إصدارها، الأمر الذي عزز قدراته المنطقية ورفع الطلب على خبراء الرياضيات والفيزياء والبرمجة والعلوم المتخصصة لإنتاج بيانات تدريبية أكثر تعقيدًا.

وخلص تقرير "تايم" إلى أن عام 2025 شكّل نقطة تحوّل فارقة في مسار الذكاء الاصطناعي، بعدما أصبح محركا رئيسيا في السياسة والاقتصاد والمجتمع، وأحد أكثر أدوات المنافسة بين القوى الكبرى تأثيرًا منذ ظهور الأسلحة النووية.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يحل مشكلة السمع في الضوضاء
  • مهندسو الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025 بمجلة تايم
  • تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه
  • قومي المرأة بالإسكندرية" يدق ناقوس الخطر: دعوات للتصدي لظاهرة التحرش
  • قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
  • هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟
  • لون القيء الأخضر المائل للأصفر يدق ناقوس ‫الخطر
  • هل يُنقذ الذكاء الاصطناعي الاقتصادات المتقدمة من أعباء الديون؟
  • غوغل ستطلق نظارات الذكاء الاصطناعي في 2026: ماذا نعرف؟
  • الذكاء الاصطناعي والتعلم.. متى يكون مساعدًا ومتى يحتاج العقل البشري للتدخل؟