عربي21:
2025-07-07@18:47:41 GMT

العالم في اليوم التالي لتنصيب ترامب

تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT

لم يُضع الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية كثيرا من الوقت، وبدأ دونالد ترامب إصدار الإجراءات التنفيذية يوم 20 كانون الثاني/ يناير بعد أن أدى اليمين الدستورية كرئيس الولايات المتحدة السابع والأربعين، وبدأ فترة ولايته الثانية في مكتب التوقيع داخل ساحة كابيتال وأن في واشنطن مع أفراد الأسرة والحلفاء خلفه على خشبة المسرح وحشد من المؤيدين في الجمهور.



وقع ترامب في أول يوم دخوله المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ستة وعشرين قرارا تنفيذيا، وبالمقارنة للرؤساء السابقين، فإن ترامب بدا متحمسا ومتحفزا أكثر من كل الرؤساء السابقين، وحتى أكثر من نفسه في ولايته الأولى، فقد وقع سلفه بايدن تسعة قرارات، فيما وقع أوباما في ولايته الأولى قرارين اثنين فقط، ولم يوقع في الولاية الثانية أية قرارات، أما جورج بوش، فلم يوقع في الولايتين أية قرارات، وهذا يعني أن الرجل جاء البيت هذه المرة وقد اتخذ نَفَسا عميقا نفثه في أول يوم من توليه.

وبنظرة على القرارات التي وقعها، يمكن أن نرسم ملامح سياساته، مع الوضع في الاعتبار محددات دور المؤسسات الرسمية العريقة في الدولة التي تلعب دورا كبيرا في كبح جماح رغبات راعي البقر، ومنها على سبيل المثال، تصريحاته قبل تولي مهام منصبه رسميا عن نيته سحب قوات بلاده من سوريا، وهو ما عدل عنه في اليوم التالي لتنصيبه، لكن مع ذلك يمكن القول بأن هذه السياسيات يمكن أن تمرر وفق تفاهمات أو صفقات، لذا فإن رؤية ترامب ستحدد للعالم مسارات لم يستطع تنفيذها في ولايته الأولى.

قرارات ترامب التنفيذية في الساعات الأولى لتوليه مهام منصبه، توحي بأن الرجل ينحت منظومة عالمية جديدة
منذ ولايته الأولى يطلق ترامب شعار "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" (Make America Great Again)، وللرجل مفهوم لهذه العظمة المرجوة، ينطلق من فكرة تأسيس الجمهورية الفيدرالية في الجزء الجنوبي للقارة الأمريكية الشمالية، والمبني على استجلاب الحقوق، وغير الحقوق، بالقوة، حتى ولو ضرب بالاتفاقيات الدولية والتفاهمات الأممية عرض الحائط، متعديا اتفاقية التجارة الحرة التي استقرت منذ تسعينات القرن الماضي، في مقابل سياسات حمائية للتجارة والصناعة الأمريكية، أو حمل الدول على الاستثمار في الولايات المتحدة مقابل الحماية، أو تدفيعهم الجزية، كما لوّح في ولايته الأولى أمام قادة الاتحاد الأوروبي، والاستفادة من الانتشار العسكري الأمريكي في العالم لتنفيذ هذه السياسات، وهو ما يخلق، بحسب المنتقدين، نظاما جديدا لا يضر فقط بالدولة المرعية، ولكن بالإمبريالية العالمية التقليدية.

قرارات ترامب التنفيذية في الساعات الأولى لتوليه مهام منصبه، توحي بأن الرجل ينحت منظومة عالمية جديدة، يمكن رؤية ملامحها في قرار الانسحاب من منظمة الصحة العالمية والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، وإعلانه حالة الطوارئ على حدود بلاده الجنوبية لوقف الهجرة، ويتلازم معه القرار التنفيذي الخاص بــتعليق برنامج إعادة التوطين، مخالفة لميثاق الأمم المتحدة والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والقرار القاضي بتغير تسمية خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، ما يعني أن الرجل يريد خريطة جديدة للعالم لا على المستوى السياسي وتوزيع القوى، بل وعلى المستوى الجغرافي.

الشعبوية قادمة في العالم، وترسيخ الدكتاتوريات سيشهد عصره الذهبي في حقبة ترامب، التي بالمناسبة يمكن أن تمتد لولاية أخرى في ظل تراجع الديمقراطيين، ولعل تصريحه بأنه يحب الزعيم الكوري الشمالي، ووصفه إياه بأنه ذكي، يؤشر لكل دكتاتوريات العالم أن اقمعوا شعوبكم، فإن عهدا جديدا يطل على العالم بولاية ترامب الرئاسية لأمريكا
فعلى المستوى الجغرافي، شابت تصريحات ترامب جدلا واسعا، حيث طالب رئيسة وزراء الدنمارك، في مكالمة هاتفية، باستعادة أمريكا السيطرة على غرينلاند، كما انتقد الاتحاد الأوروبي خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وهدد بفرض تعريفات جمركية على الشركات التي لا تصنع منتجاتها في الولايات المتحدة، كما طالب حلف "ناتو" بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي، وذلك بطبيعة الحال لتصريف المنتج العسكري من مصانع بلاده، كما طالب باستعادة قناة بنما، وتحصيل عائداتها الجمركية للخزانة الأمريكية.

قال شرح الشريعة والقانون في مقولة "لا سيادة من غير ملازمة" إن السيادة تركز ممارستها على عنصر الملازمة، بمعنى وجوب التزام الحكومة الدائم في الحالة الداخلية، والدولة في علاقتها الخارجية، بالقوانين والمبادئ التي تحدد سلطته، فإن كانت أمريكا تؤدي دور السلطة العليا في العالم، ويشرّع برلمانها ما يراه من قوانين ينفذها على العالم، ويفرض به العقوبات، ويمنح به الهبات، فإنها في ذلك يجب أن تلتزم بالمواثيق والقوانين والأعراف، حتى ولو رأينا فيها نحن المستضعفين، جورا وظلما، لكننا على أقل تقدير نحتكم لما ارتضيناه في زماننا هذا، وهو ما يعمل ترامب للقفز عليه.

حادثة الكابيتول التي أفزعت العالم، وكشفت عن مسار جديد يخطه ترامب وأتباعه في مفاهيم تداول السلطة، بعد الإعلان عن نتائج انتخابات 2020 ومحاولة أنصاره تغيير نتائج الانتخابات بالقوة، وظهور ترامب داعما للخطوة قبل أن ينكر ذلك؛ تكشف فكرة طموح ترامب لرسم محددات جديدة للعالم، مبنية على الشعبوية التي دعمها بشكل معلوم في أوروبا إبان ولايته الأولى، وهو ما يمكن تأكيده من خلال قراره التنفيذي بالعفو عن المشاركين في أحداث الكابيتول، بمعنى أن الشعبوية قادمة في العالم، وترسيخ الدكتاتوريات سيشهد عصره الذهبي في حقبة ترامب، التي بالمناسبة يمكن أن تمتد لولاية أخرى في ظل تراجع الديمقراطيين، ولعل تصريحه بأنه يحب الزعيم الكوري الشمالي، ووصفه إياه بأنه ذكي، يؤشر لكل دكتاتوريات العالم أن اقمعوا شعوبكم، فإن عهدا جديدا يطل على العالم بولاية ترامب الرئاسية لأمريكا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الشعبوية امريكا ترامب شعبوية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی ولایته الأولى فی العالم أن الرجل یمکن أن وهو ما

إقرأ أيضاً:

الأولى منذ وقف إطلاق النار مع إيران.. ما الأهداف الحوثية التي ضربتها إسرائيل؟

(CNN)-- نفذت إسرائيل أولى ضرباتها ضد أهداف حوثية في اليمن منذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، حيث هاجمت موانئ ومحطة كهرباء قرابة منتصف ليل الأحد وحتى صباح الاثنين.

تأتي هذه الضربات بعد إطلاق ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ باليستية حوثية على إسرائيل بعد وقف إطلاق النار، وفقًا للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك صاروخ تم اعتراضه السبت.

هاجمت إسرائيل موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة رأس قنتيب لتوليد الطاقة على طول البحر الأحمر. كما ضرب الجيش الإسرائيلي سفينة الشحن "جالاكسي ليدر" التي استولى عليها الحوثيون في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان عقب الضربات: "قامت قوات الحوثيين بتركيب نظام رادار على السفينة وتستخدمه لتتبع السفن في الساحة البحرية الدولية لتسهيل المزيد من الأنشطة الإرهابية".

قبل وقت قصير من موجة الضربات، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، تحذيرًا بإخلاء الموانئ ومحطة الكهرباء. 

مقالات مشابهة

  • 240 ألف طلب خلال 18 ساعة.. شاهد واي يو 7 التي أربكت تسلا وبورش
  • غزة بعد هدنة الستين يوما: من يحكم القطاع في "اليوم التالي"؟
  • الأولى منذ وقف إطلاق النار مع إيران.. ما الأهداف الحوثية التي ضربتها إسرائيل؟
  • ترامب يخوض حربا ضد مواطنيه
  • التضاريس الوعرة والذخائر غير المنفجرة أبرز التحديات التي تواجهها فرق الدفاع المدني أثناء عملها لإخماد الحرائق في ريف اللاذقية
  • محافظ مصرف سوريا المركزي: لن نستدين من الخارج
  • ترامب والسيدة الأولى يرقصان من شرفة البيت الأبيض احتفالاً بعيد الاستقلال ..فيديو
  • محافظ مصرف سوريا المركزي يكشف عن سياسة بلاده النقدية
  • أغلى مكان للموت في العالم.. الضريبة التي دفعت الأثرياء للهروب السريع!
  • محافظ مصرف سوريا المركزي: لن نستدين من الخارج بأمر الشرع