الولايات المتحدة – اندلع حريق في مصفاة نفطية بمدينة مارتينيز في مقاطعة كونترا كوستا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية أدى إلى إصابة 6 أشخاص على الأقل.

وذكرت شبكة CBS الأمريكية نقلا عن مصدر مطلعة أن بسبب الحريق الذي اندلع في المصفاة في مارتينيز صدرت تجهات من السلطات المحلية للمواطنين بالاحتماء في أقرب ملجأ”.

وأشارت القناة إلى أن الحادث وقع في مصفاة تابعة لشركة Martinez Refining Company، وتم نقل أربعة من المصابين الستة إلى المستشفى لتلقي العلاج.

كما نشرت القناة توصيات السلطات الصحية المحلية لسكان المناطق القريبة، والتي جاء فيها: “الرجاء الدخول إلى المنازل، وإغلاق جميع النوافذ والأبواب، وإيقاف تشغيل أجهزة التدفئة ومكيفات الهواء والمراوح، إذا لم تكن تستخدم الموقد يُرجى إغلاق صمامات المداخن وفتحات التهوية وإغلاق الفجوات حول الأبواب والنوافذ باستخدام الشريط اللاصق أو المناشف المبللة”.

حريق كبير..

وقد أدى تسرب إلى انفجار وحريق هائل في مصفاة لها تاريخ حافل بالمشاكل يوم السبت، مما دفع إلى إصدار أوامر بالإيواء في المكان لمعظم فترات المساء بعد أن انتشر الدخان الأسود عبر مدن مارتينيز، باشيكو، وكلايد أثناء اشتعال الحريق.

وأكدت الشركة أن جميع الموظفين الموجودين في الموقع قد تم حصرهم، وفي مؤتمر صحفي حوالي الساعة 5:20 مسساء بينما كانت صفارات الإنذار لا تزال تُسمع في الخلفية، قال قائد كتيبة إطفاء مقاطعة كونترا كوستا بوب أطلس إن ثلاثة من العاملين أصيبوا بإصابات طفيفة غير محددة.

وأضاف أطلس أن الحريق كان متأججا مع وجود كمية غير معروفة من الوقود المتبقي، ورفض تقديم تقدير عن موعد إخماد الحريق.

وشدد أطلس أن “أي دخان أو أي عنصر قابل للاشتعال، سيكون ساما في مرحلة ما، ونحن نحاول تحديد ما يوجد بالضبط في تيار الدخان.”

وهرعت فرق الإطفاء إلى مصفاة مارتينيز الواقعة في 3495 طريق باشيكو بعد أول بلاغ حوالي الساعة 1:47 ظهرا، وفقا لأطلس.

وأفادت السلطات بأن تسربا للهيدروكربونات أدى إلى اشتعال الحريق، ولم تتوفر معلومات إضافية مساء السبت عن سبب التسرب أو نوع الوقود المشتعل.

ومن جانبه أشار قائد فرقة الوقاية من الحرائق، تيد ليتش، إلى أن الفرق واجهت صعوبة في تحديد مصدر اللهب بدقة عند وصولهم إلى المصفاة.
وعند سؤاله عن الصعوبة في تحديد موقع الحريق، قال أطلس: “لا يوجد شيء غير طبيعي في مكافحة الحرائق الصناعية، هناك الكثير من الهياكل الفولاذية الثقيلة والمواد الأخرى، لذا فإن الوصول إلى موقع الحريق يستغرق بعض الوقت.”

وبحسب شهود عيان، كانت ألسنة اللهب ترتفع إلى حوالي 200 قدم في الهواء، بينما كانت سحب الدخان الأسود العملاقة تتحرك شرقا مع الرياح، وتم إخلاء موظفي المصفاة، وتم رؤيتهم مجتمعين على طريق باشيكو بالقرب من المنشأة.

إنذار من المستوى الثالث..

وقبل الساعة 5 مساء، أصدرت إدارة خدمات الصحة في كونترا كوستا إنذارا من المستوى الثالث، يتضمن أوامر بالإيواء في المكان لأجزاء من مارتينيز شمال وشرق المصفاة، بينما نبهت صفارات الدفاع المدني المنطقة المحيطة بالمصفاة.

وشملت منطقة الإيواء الأماكن القريبة من طريق ماونتن فيو إلى مناطق فين هيل رود وأفون واي وجسر بينيسيا. وألغت الإدارة أمر الإيواء في المكان حوالي الساعة 9:15 مساءً، لكنها حافظت على تحذير صحي عام للمناطق المتضررة.

وأغلقت السلطات طريق شيل أمام جميع المركبات، كما أُغلقت ممرات مارينا فيستا المؤدية إلى الطريق السريع 680 في كلا الاتجاهين، لكن الطريق السريع ظل مفتوحا.

وكانت فرق إطفاء شيفرون موجودة في الموقع، كما استجابت وحدات خفر السواحل في مضيق كاركويز، على بعد حوالي 3 أميال من المصفاة.

واجهت منشأة مصفاة مارتينيز عدة مشكلات في العام الماضي، بما في ذلك عدة حوادث اشتعال غير مخطط لها، وإطلاق عرضي لغبار الكوك، واتفاق لتسوية نزاع قانوني مع مسؤولي المقاطعة باستخدام نظام مراقبة مستمر لضمان الامتثال لمعايير جودة الهواء.

وقال المتحدث الرسمي لمصفاة مارتينيز، براندون ماتسون: “أولويتنا القصوى الآن في هذا الحادث هي حماية المواطنين وفرق الاستجابة الأولى الموجودة في الموقع.”

 

المصدر: CBS + mercurynews

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی مصفاة

إقرأ أيضاً:

الانحدار الثقافي في الولايات المتحدة يهدد مستقبل الديمقراطية

ترجمة - بدر بن خميس الظفري -

كمراقب لأنظمة الحكم الديمقراطية ومحامٍ دستوري في بريطانيا، أتابع بقلق متزايد ما تشهده كثير من الدول الغربية من بوادر انهيار ديمقراطي. قد لا تكون هذه البلدان قد وصلت إلى مستوى فنزويلا أو بيرو أو المجر أو تركيا أو روسيا، لكن ما يحدث فيها يوضح كيف تموت الديمقراطية بصمت، لا بضجيج. لا دبابات تجتاح الشوارع ولا حشود غاضبة تملأ الساحات، لكن ما يجعل الديمقراطية حية تتلاشى ببطء، وغالبًا بدعم جماهيري كبير. هذه الدول ما زالت تقيم انتخابات، وتملك برلمانات ومحاكم، لكن الإطار المؤسسي القائم يخلو من الروح؛ لأن الثقافة السياسية التي تغذيه قد انهارت.

الولايات المتحدة، اليوم، مهددة بأن تُدرج في هذه القائمة. مؤسساتها ما زالت تعمل، رغم التوترات المتزايدة بينها، غير أن التدهور في ثقافتها السياسية مثير للقلق. ويشترك هذا الوضع مع كثير من الديمقراطيات الغربية الأخرى التي تعاني تحت وطأة توقعات متزايدة وغير واقعية من الدولة، يفرضها الناخبون.

الديمقراطية آلية دستورية للحكم الذاتي الجماعي، يُناط فيها اتخاذ القرار بأشخاص يقبل بهم غالبية الناس، وتُقيد سلطاتهم ويُسحب تفويضهم متى اقتضى الأمر. لكن الديمقراطية لا تقوم على المؤسسات وحدها، بل على ثقافة متجذرة في سلوك السياسيين والمواطنين. إنها تتطلب استعدادًا لاختيار حلول يستطيع معظم الناس التعايش معها، وتفرض أعرافًا تحد من الاستعمال التعسفي أو الانتقامي أو القمعي للسلطة، حتى عندما يكون قانونيًا. والأهم من ذلك، أنها تتطلب أن يُنظر إلى الخصوم السياسيين كمواطنين شركاء في الوطن، لا كأعداء يجب سحقهم.

ومن هنا تبرز خطورة دونالد ترامب، الذي يُجسد ثلاث سمات كلاسيكية للأنظمة الاستبدادية هي الزعامة الكاريزمية المحاطة بعبادة شخصية، والخلط بين الدولة وذاته، والرفض التام لشرعية المعارضة أو الاختلاف. والنتيجة هي استبدال حكم القانون بحكم قائم على الأهواء، وهو ما كان المؤسسون الأوائل للولايات المتحدة يعتبرونه الخطر الأكبر على الديمقراطية.

ترامب استخدم سلطاته العامة لتصفية حسابات شخصية. استهدف مكاتب محاماة مثلت خصومه، وحرم شخصيات عامة من الحماية الأمنية، وهاجم مؤسسات ثقافية مثل جامعة هارفرد ومركز كينيدي لأنها لا تتماشى مع أجندته الشخصية. حتى المادة الثانية من الدستور، التي تلزم الرئيس بتنفيذ القوانين بأمانة، باتت مرهونة بمزاجه. فقد وجّه وزارة العدل بعدم تطبيق قوانين صادق عليها الكونجرس، مثل قانون الممارسات الأجنبية الفاسدة، وقلّص أو أوقف برامج خُصصت لها أموال اتحادية، وهدد حكام الولايات بقطع الدعم عنهم ما لم ينصاعوا له.

قد نمتلك نحن المراقبين من الخارج رفاهية المتابعة من مسافة، لكن علينا أيضًا التأمل في هشاشة ديمقراطياتنا. ما يحدث في الولايات المتحدة هو أزمة توقعات، شبيهة بما تمر به كثير من الدول المتقدمة. ففي استطلاع رأي أُجري في بريطانيا عام 2019، أعرب أكثر من نصف المشاركين عن تأييدهم لفكرة أن بلادهم «بحاجة إلى قائد قوي مستعد لكسر القواعد».

شهدت أوروبا ارتفاعًا في الدعم الانتخابي لشخصيات سلطوية بشكل علني، كمارين لوبان في فرنسا، ويورغ هايدر في النمسا، وفيكتور أوربان في المجر، وقيادات حزب البديل لأجل ألمانيا. الأسباب معقدة، لكن أبرزها أن الناس باتوا يتوقعون من الدولة أشياء تفوق قدرتها، ويزداد نفورهم من المخاطرة. في بعض الأحيان، تتحقق هذه التوقعات على حساب قيم مهمة أخرى. وتحديدًا، يعلّق الناخبون آمالهم الكبرى على أن تحميهم الدولة من التقلبات الاقتصادية القاسية.

نحن نطلب من الدولة الحماية من كل الأخطار التي تحفل بها الحياة مثل فقدان الوظيفة والفقر والكوارث الطبيعية والمرض والفقر والحوادث. وهذا نابع جزئيًا من التقدم الهائل في القدرات التقنية للإنسانية منذ القرن التاسع عشر. وبات الناس يطالبون الدولة بحلول لكل أزمة، وإذا لم يجدوا هذه الحلول، رموا بفشلهم على الحكومة.

وعندما تخيب هذه التوقعات، يلوم الناس النظام بأسره، أو ما يسمى بـ«الدولة العميقة». في غياب الثقافة الديمقراطية، يتجه الناس تلقائيًا نحو «الزعيم القوي»، ويخدعون أنفسهم بأن هذا الزعيم سينجز ما عجز الآخرون عنه.

الولايات المتحدة تقدم مثالًا فريدًا. لقد نعمت بما يقارب 150 عامًا من الحظ السعيد والاستقرار النسبي، لكن هذا الحظ قد ينتهي الآن، مع صعود قوى اقتصادية مثل الهند والصين. المهارات التقليدية باتت عديمة القيمة في الاقتصادات مرتفعة الأجور، مع انتقال الثروة نحو صناعات التكنولوجيا المتقدمة، ما أضر بدخول من اعتمدوا على التصنيع والزراعة والصناعات الاستخراجية. وحتى في المجالات التكنولوجية التي لا تزال أمريكا تتفوق فيها، فإن الفجوة بدأت تضيق.

هذه المشكلات لا تخص أمريكا وحدها. أوروبا تعاني منها أكثر، وتوقعاتها من الدولة أعلى. لكن فقدان الأمل لحظة خطرة في حياة أي ديمقراطية. خيبة الأمل من وعود التقدم كانت أحد أسباب الأزمة الأوروبية الكبرى التي بدأت في 1914 وانتهت في 1945.

والمفارقة أن التاريخ يعلّمنا أن الزعماء الأقوياء لا يحققون شيئًا في نهاية المطاف.

ربما يرضون غرور بعض الناس لفترة، لكن بثمن باهظ. غالبًا ما يلتصق هؤلاء بحلول مبسّطة لمشكلات معقدة، ويركزون السلطة في أيدي قلة، دون تخطيط أو بحث أو مشورة. ويحيطون أنفسهم بالموالين بدل الحكماء، وبالمتملقين بدل المستشارين، ويضعون مصالحهم فوق المصلحة العامة. وهذه وصفة للفوضى والانهيار السياسي والانقسام المجتمعي.

إذا استمر الأمريكيون في انتخاب شخصيات سلطوية ومن يروّجون لها إلى الكونجرس، فلن تصمد الديمقراطية. لكن هذا ليس قدرًا محتومًا بعد.

كان الآباء المؤسسون للولايات المتحدة يدركون تمامًا أن الديمقراطية تعتمد على الثقافة، وأنها هشة. كتب الرئيس الثاني للبلاد، جون آدامز، وهو في شيخوخته، أن الديمقراطية، مثل غيرها من أنظمة الحكم، معرضة لأهواء الغرور والطمع والطموح، بل إنها أكثر تقلبًا منها. وخلص إلى أن «لا ديمقراطية في التاريخ إلا وانتهت بالانتحار».

ولذا، صمّم المؤسسون «حكمًا يقوم على القوانين لا على الأشخاص». حكمًا يقوم على مبادئ عقلانية مطبقة باستمرار، لا على أهواء رجال يتحكمون بمصير الدولة. فالحكم القائم على الأشخاص دعوة لحكم الاستبداد، تغذّيه نزوات الغرور والجشع والطموح.

عرفت أمريكا ديماغوجيين في تاريخها، لكنها كانت حتى الآن قادرة على إقصائهم. فقد كانت الأحزاب السياسية تحترم النظام الديمقراطي بما يكفي لقطع الطريق عليهم.

ولا يزال الأمل قائمًا في أن يقتنع الناخبون، بعد تجربة الحكم الفردي، بضرورة العودة إلى الإرث الديمقراطي الحقيقي للولايات المتحدة، وإلى السعي الجاد لجعلها - عظيمة حقًا - من جديد.

جوناثان سمبشن قاض سابق في المحكمة العليا البريطانية ومؤلف كتاب «تحديات الديمقراطية وسيادة القانون».

خدمة نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • تحليل يتناول تصاعد القمع ضد الإصلاح في الإمارات العربية المتحدة
  • الانحدار الثقافي في الولايات المتحدة يهدد مستقبل الديمقراطية
  • الذهب ينخفض ​​مع مع تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والصين
  • انفجار عنيف في قاعدة عسكرية أمريكية جنوب اليابان.. والجيش يبدأ تحقيقات عاجلة
  • إصابة عسكريين يابانيين في انفجار بقاعدة كادينا الجوية الأمريكية
  • قرار منع دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة يدخل حيز التنفيذ
  • بينها السودان .. السلطات الأمريكية تحدد موعد حظر دخول مواطني «21» دولة
  • الولايات المتحدة تنشر 2000 جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس
  • في ثاني أيام العيد.. انقلاب سيارة ملاكي بأسرة كاملة على الطريق.. ومصرع طالب في حادث تصادم وحريق هائل| ماذا حدث؟
  • عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة تحت نيران ترامب