طوابير طويلة أمام أبواب الدخول، أتوبيسات نقل عام، وأتوبيسات رحلات، وميكروباصات، وتاكسيات، وعربات ملاكي للنقل الذكي، تراصت بكثافة على الأرصفة الموازية لأبواب الدخول، ساحات انتظار للسيارات الملاكي امتلأت بعدد كبير، تدفقات بشرية فى ساحة المعرض رغم بُعد المسافة، وبرودة الشتاء فى هذا المكان المتسع حتى فى ساعات النهار.
عائلات كثيرة وأطفال صغار جاءوا بأعداد كبيرة، وعلى الرغم من أن اليوم كان يوم عمل وفى منتصف الأسبوع، إلا أن الإقبال كان كثيفًا، خلال الفترة الماضية كان معرض الكتاب من أكثر الموضوعات التي يبحث عنها الكثيرون على محركات البحث، بالتزامن مع بداية إجازة نصف العام حيث يعتبر معرض الكتاب من أفضل أماكن النزهة التي يقبل عليها عدد كبير من العائلات خاصة أن فعالياته تبدأ مع انتهاء امتحانات الترم الأول، وبداية إجازة نصف السنة للعام الدراسي.
وبحسب الأرقام المعلنة فقد بلغ عدد زوار المعرض يوم الجمعة 31 يناير 2025، والتى تعتبر الجمعة الأخيرة فى المعرض حيث ستنهي أعمال دورته الـ"56" يوم الخميس 5 فبراير الجاري، بلغ نحو (796.654) زائرًا، ليصل بذلك إجمالي عدد زائريه خلال ثمانية أيام فقط، إلى (3.565.434)، أي ما يتخطى الثلاثة ملايين ونصف المليون زائر، منذ فتحت أبواب المعرض للجمهور فى 23 يناير، وهو ما أثنى عليه الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، مؤكدًا أن هذا المشهد الحضاري الراقي، الذي تشهده أروقة المعرض، ومستوى الإقبال المتميز، يجسد مدى إدراك المصريين لقيمة المعرفة، وكذلك إيمانهم بالتأثيرات الإيجابية التي تُحدثها الثقافة والفنون.
داخل قاعات العرض شهدت القاعات التابعة لوزارة الثقافة إقبالاً كثيفًا من الزوار، خاصة أن هناك أسعارًا كثيرة تبدأ من أقل من عشرة جنيهات، وهو ما يتناسب مع الإمكانات المادية للطلاب والشباب وحتى بالنسبة لمجلات وكتب الأطفال، حيث قدمت الهيئة المصرية العامة للكتاب تخفيضات كبيرة على إصداراتها، وكذلك هيئة قصور الثقافة.
أكثر ما لفت نظري هذا العام هو الرحلات الجماعية من كافة المحافظات، حيث شهد المعرض إقبالاً واسعًا من المؤسسات والهيئات والجامعات والمدارس، وبلغ عدد الرحلات الجماعية بحسب الأرقام المعلنة، خلال ثمانية أيام 7000 رحلة، بمشاركة نحو 350 ألف زائر، وهو أمر جيد تتاح من خلاله الفرصة للطلاب والشباب المقيمين بكل أنحاء الجمهورية زيارة العاصمة والتعرف عن قرب على معالمها والنهل من المعارف التى يتيحها معرض الكتاب.
الشكوى بالطبع كانت من قلة عدد المقاعد المخصصة للجلوس فى الساحة الخارجية للمعرض، مع ارتفاع أسعار المطاعم الموجودة وحتى التى تقدم أكلات شعبية منها، وهى أسعار لا تتناسب بالطبع مع غالبية الشباب والطلاب، وحتى الأسر من محدودى الدخل الذين اصطحبوا أطفالهم فى "فسحة" إلى معرض الكتاب، والسؤال: لماذا لا تتيح الهيئة العامة للكتاب أماكن بإيجارات منخفضة حتى ولو تم دعمها، لتقديم وجبات وساندويتشات من الأكلات الشعبية وكذلك المشروبات، وبيعها بنفس الأسعار التى تباع فى باقي فروع محلاتها دون المبالغة التى تتم فى قوائم الطعام والتى تجعل الغالبية ينظرون إلى الأسعار ثم ينصرفون من فرط الدهشة؟ نتمنى أن يأخذ القائمون على معرض الكتاب هذه الأمور بعين الاعتبار حتى تكتمل صورة "العرس الثقافي" ببهجة زواره.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: معرض الکتاب
إقرأ أيضاً:
تحت شعار “جدة تقرأ”.. هيئة الأدب والنشر والترجمة تُطلِق معرض جدة للكتاب 2025
البلاد (جدة)
أَطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة اليوم الخميس فعاليات معرض جدة للكتاب 2025 في مركز جدة سوبر دوم، تحت شعار “جدة تقرأ”، بمشاركة أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية ودولية تمثل 24 دولة، توزعت على 400 جناح، في حدث ثقافي يشكل إحدى المنصات الثقافية الكبرى في المملكة، ووجهة للناشرين والمبدعين وصنّاع المعرفة، ومقصدًا للمهتمين بالكتاب من داخل المملكة وخارجها.
وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز الواصل أن المعرض يعكس مسارًا متقدمًا للهيئة في تطوير صناعة النشر، ودعم المواهب الإبداعية، وتعزيز حضور الناشرين، والكتّاب السعوديين، مضيفًا أن هذه النسخة تتضمن مبادرات جديدة، توسّع حضور الأدب المحلي، وتقدم برامج نوعية ترتقي بتجربة الزوار.
وأشار الواصل إلى أن المعرض يضم لأول مرة برنامجًا خاصًا بالإنتاج المحلي للأفلام، يقدّم عروضًا يومية لأفلام سعودية حظيت بتقدير فني وجماهيري، وذلك على المسرح الرئيسي، بدعم من برنامج “ضوء لدعم الأفلام” وبشراكة نوعية مع هيئة الأفلام، في خطوة تعزز التكامل بين قطاعات الثقافة والفنون، وتُبرز الحضور المتنامي للقصة السعودية المرئية.
وعلى صعيد برنامجه الثقافي يقدّم المعرض أكثر من 170 فعالية ثقافية، تتنوع بين الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات، والأمسيات الشعرية، إضافة إلى ورش عمل متعددة في مجالات مختلفة، بمشاركة نخبة من أبرز الأدباء والمفكرين.
كما تتضمن الفعاليات منطقة للطفل ببرامج تفاعلية، تجمع بين الثقافة والترفيه، وتستهدف صقل المهارات الإبداعية لدى الأطفال واليافعين.
ويواصل المعرض دعم المبدع المحلي عبر ركن المؤلف السعودي، الذي يحتضن عناوين للنشر الذاتي، ويتيح للأدباء عرض أعمالهم مباشرة أمام الجمهور، كما توفر منصات توقيع الكتب فرصة للقاء الكتّاب والحصول على إصدارات موقعة، في وقتٍ تعرض الهيئات الثقافية والمؤسسات المجتمعية والجامعات مبادراتها وإصداراتها الحديثة طوال أيام المعرض.
ويضم المعرض قسمًا خاصًا لعوالم المانجا والأنمي، إضافة إلى مجسمات ومقتنيات وكتب نوعية تحتفي سنويًا بهذا الفن ومحبيه، إضافة إلى قسم الكتب المخفضة الذي يوسّع خيارات القراءة وييسر إمكانية الوصول للكتاب لكل الفئات.
واستمرارًا في الاحتفاء بعام الحرف اليدوية 2025 خصص المعرض ركنًا للحرف اليدوية، يعرّف الزوار بالحرف التقليدية، ويمكّن الحرفيين من عرض منتجاتهم، دعمًا للتراث الوطني والصناعات الإبداعية.
وتشهد هذه الدورة إضافة نوعية تتمثل في عرض عدد من الأفلام السعودية، مثل: “سوار”، و”هوبال”، و”سليق”، وغيرها؛ احتفاءً بالمبدع السعودي، ودعمًا للسردية الثقافية بمختلف قوالبها المقروءة والمرئية والمسموعة.
كما يبرز عدد من المواضيع في ندوات البرنامج الثقافي المصاحب بمختلف التوجهات المعرفية، مثل: “الفلسفة للجميع: كيف نقرأ الفلسفة اليوم”، و”الرياضة كمنصة للتواصل الثقافي والإعلامي”، و”جسور التفاهم: كيف يصنع الفكر الإسلامي حوارًا حضاريًا عالميًا”، و”توظيف اللهجات المحلية في الكتابة المعاصرة”.
كما تُقام خمس ورش عمل في مهارات الصحافة، وإدارة الأزمات الرقمية، وكتابة قصص الأطفال، وبناء العلامة الشخصية، وأثر القراءة المبكرة في التطور اللغوي والعقلي.
هذا ويستقبل المعرض زواره يوميًا من الساعة 12 ظهرًا حتى 12 منتصف الليل، عدا يوم الجمعة؛ من الساعة الثانية ظهرًا، كمحفل سنوي في قاعة سوبر دوم، مُرسِّخًا مكانته كتظاهرة ثقافية متكاملة تعكس تطلعات هيئة الأدب والنشر والترجمة نحو صناعة نشر مزدهرة ومجتمع قارئ ومبدع.