2 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: يشهد العراق ارتفاعاً غير مسبوق في الطلب على الطاقة الكهربائية، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي يمثل ذروة الاستهلاك. وتعاني المنظومة الكهربائية في البلاد من عجز كبير في التوليد، حيث فشلت الخطط السابقة في سد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك رغم الإنفاق الكبير على هذا القطاع.

دفعت الأزمة المزمنة الحكومة إلى البحث عن حلول بديلة، من بينها مشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار.

وأكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى، أن الطلب على الطاقة ارتفع بشكل هائل خلال الأعوام الأخيرة، إذ قفز من 27 ألفاً إلى 48 ألف ميغاواط، ما فرض تحديات كبيرة على قدرة الوزارة في توفير الكهرباء للمواطنين. وأوضح أن الوزارة تعمل على استراتيجية شاملة تستند إلى تنويع مصادر الطاقة، بما في ذلك مشاريع الربط الخليجي والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة، مؤكداً أن مشروع الربط الخليجي وصل إلى مراحله النهائية.

ولا تزال مشاريع الربط الكهربائي مع الخليج والأردن وتركيا تواجه عقبات فنية وإدارية، حيث أشار الخبير في مجال الطاقة، كوفند شيرواني، إلى أن هذه المشاريع لا تكفي وحدها لسد العجز، إذ لا يمكن للاعتماد على الاستيراد فقط أن يشكل حلاً مستداماً. وذكر أن الطاقة المستوردة عبر الربط الخليجي ستبدأ بـ500 ميغاواط، مع إمكانية زيادتها إلى 1000 ميغاواط لاحقاً، بينما لا يوفر الربط مع الأردن أكثر من 500 ميغاواط، والربط مع تركيا لن يتجاوز 1000 ميغاواط، ما يجعل إجمالي الطاقة المستوردة عبر هذه المشاريع أقل من 25% من العجز الفعلي في البلاد.

ويواجه قطاع الكهرباء في العراق مشكلات متجذرة تتمثل في ضعف البنية التحتية والتجاوزات على الشبكة الوطنية، فضلاً عن الفساد الإداري الذي أضعف قدرة الوزارة على تنفيذ مشاريع توسعة الإنتاج المحلي. ورغم إنفاق مليارات الدولارات خلال العقود الماضية، لا تزال الطاقة المتاحة غير كافية لتلبية الطلب، خاصة في فصل الصيف حيث يتجاوز الاستهلاك 45 ألف ميغاواط، بينما لا يتعدى الإنتاج 27 ألف ميغاواط، مما يؤدي إلى انقطاعات متكررة وارتفاع الاعتماد على المولدات الأهلية.

ويؤكد الخبراء أن الحل الأمثل لأزمة الكهرباء لا يكمن فقط في مشاريع الربط، بل في زيادة الاستثمارات في قطاع التوليد، خاصة عبر استغلال الغاز المصاحب الناتج عن عمليات استخراج النفط، والذي يهدر بكميات ضخمة بدلاً من استخدامه لتشغيل محطات الكهرباء. كما يشددون على ضرورة تطوير مشاريع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، التي يمكن أن توفر جزءاً مهماً من احتياجات البلاد بطريقة مستدامة.

ورغم التفاؤل الذي تبديه وزارة الكهرباء بشأن الربط الخليجي، فإن تحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة يتطلب رؤية أكثر شمولية تتجاوز مجرد استيراد الكهرباء، إذ إن الحلول الترقيعية لم تعد تجدي نفعاً أمام الطلب المتزايد. الاستثمار في محطات التوليد المحلية وتحديث البنية التحتية يجب أن يكونا أولوية للحكومة، إلى جانب مكافحة الفساد الذي يستنزف موارد القطاع ويعرقل تنفيذ المشاريع الحيوية.

ومن المتوقع أن يدخل مشروع الربط الخليجي حيز التنفيذ مطلع العام المقبل، ما قد يخفف جزئياً من أزمة الكهرباء في بعض المحافظات، خصوصاً البصرة والجنوب. ومع ذلك، فإن الحلول طويلة الأمد تتطلب استراتيجيات أعمق تضمن استقلالية الطاقة في العراق، وتحدّ من الحاجة إلى الاستيراد المكلف، خاصة في ظل تقلبات الأسعار العالمية والتحديات السياسية التي قد تؤثر على استمرارية هذه المشاريع.

 

 

 

أنت قلت:
مانشيتات
قال ChatGPT:
ChatGPT
العراق يواجه أزمة كهرباء متفاقمة.. هل يكفي الربط الخليجي لسد العجز؟
ارتفاع غير مسبوق في الطلب على الطاقة.. ووزارة الكهرباء تبحث عن حلول
مشاريع الربط الكهربائي مع الجوار.. مسكن مؤقت أم حل طويل الأمد؟
عجز كهربائي يتجاوز 18 ألف ميغاواط.. وخبراء يحذرون من الاعتماد على الاستيراد
رغم مليارات الدولارات المنفقة.. الكهرباء لا تزال أزمة مزمنة في العراق
الربط الخليجي يدخل مراحله الأخيرة.. ولكن هل يحل المشكلة؟
قطاع الكهرباء في العراق بين الفساد وضعف البنية التحتية.. هل من حلول جذرية؟
انقطاعات مستمرة في الصيف.. ووزارة الكهرباء تراهن على الربط الإقليمي

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الربط الخلیجی مشاریع الربط ألف میغاواط فی العراق

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة: التلوث البلاستيكي في البحر المتوسط يمثل تحديًا حقيقيًا

كتب- محمد نصار:

شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في الجلسة رفيعة المستوى بعنوان "توسيع نطاق الحلول من أجل منطقة المتوسط خالية من البلاستيك"، والتي تهدف إلى تعزيز الجهود الدولية لمواجهة التلوث البلاستيكي، وتقديم حلول عملية لتعقّب مصادره، ودفع التعاون والابتكار نحو بحر متوسط أنظف وأكثر صحة.

نُظّمت الجلسة ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (UNOC3)، المنعقد بمدينة نيس الفرنسية خلال الفترة من 9 إلى 13 يونيو الجاري، بمشاركة عدد من الوزراء والممثلين الدوليين، وعلى رأسهم الوزيرة الفرنسية للتحول البيئي والتنوع البيولوجي والغابات والبحر وصيد الأسماك، والمبعوثة الخاصة لرئيس وزراء اليونان لشؤون المحيطات، بالإضافة إلى ممثلي المفوضية الأوروبية والوكالة الفرنسية للتحول البيئي ومركز ستيمسون.

وخلال كلمتها، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن التلوث البلاستيكي في البحر المتوسط يمثل تحديًا حقيقيًا، خاصة مع وجود ملوثات أخرى مصاحبة وارتفاع منسوب سطح البحر نتيجة تغير المناخ، ما يضاعف من الأعباء البيئية، لا سيما على المناطق الساحلية في جنوب المتوسط.

وأوضحت الوزيرة، أن الروابط الحضارية والثقافية العميقة بين الدول الـ24 المشاطئة للبحر المتوسط، والسمات الجغرافية المشتركة، تُعد عناصر قوة يمكن استثمارها لتعزيز التعاون الإقليمي في التفاوض على الاتفاق العالمي بشأن التلوث البلاستيكي، والوصول إلى معاهدة دولية ملزمة.

وأشارت وزيرة البيئة، إلى أن مصر، بصفتها من الدول المتأثرة بآثار تغير المناخ، طورت نموذجًا مبتكرًا يستند إلى الحلول القائمة على الطبيعة لمواجهة هذه التحديات، باستخدام مواد محلية وخبرات وطنية وبمشاركة المجتمعات المحلية، خاصة في المناطق الساحلية مثل الإسكندرية. وقدمت مصر هذه التجربة للعالم كنموذج يمكن تكراره والبناء عليه، بما يعزز فكرة التكنولوجيا منخفضة التكلفة كجزء من حلول التكيف البيئي في منطقة المتوسط.

كما استعرضت الوزيرة جهود مصر في الحد من التلوث البلاستيكي من خلال إصدار أول قانون لإدارة المخلفات في عام 2020، والذي تضمن موادًا تنظم التعامل مع النفايات البلاستيكية، خصوصًا الأكياس أحادية الاستخدام، بعد مشاورات موسعة مع البرلمان وممثلي الصناعة والتجارة والمجتمع المدني.

ونُفذت دراسات علمية حول تأثير هذه الأكياس على التنوع البيولوجي في البحرين الأحمر والمتوسط، تلتها حملات توعية في الغردقة وشرم الشيخ، ويجري حاليًا تطبيق نظام المسؤولية الممتدة للمنتِج بقرار من مجلس الوزراء منذ شهرين.

وأكدت الوزيرة، أن مواجهة التلوث البلاستيكي في المتوسط تتطلب العمل على عدة محاور، أبرزها وجود إطار حاكم فعال، وزخم سياسي يدعم حشد الجهود، ومشاركة كافة الأطراف المعنية، بما فيهم المصنعون، الشباب، المجتمع المدني، والمرأة، خاصة من خلال التعليم في المدارس والجامعات، بما يسهل لاحقًا الوصول إلى التمويل والتكنولوجيا اللازمة.

وقد سلطت الجلسة الضوء على شبكة Circe.med، التي تسعى إلى أن تكون مرجعية متوسطية للحلول المبتكرة في مجال الاقتصاد الدائري، من خلال مشروع PlasticMed Lab المتخصص في ابتكار حلول لمكافحة التلوث البلاستيكي في البحر المتوسط.

واختتمت الجلسة بحوار مفتوح أتاح للمشاركين تبادل وجهات النظر والمقترحات، ومناقشة آليات تعزيز التعاون الدولي لمعالجة التلوث البلاستيكي بمنطقة المتوسط، ووضع خطوات عملية للتنفيذ خلال الفترة المقبلة.

اقرأ أيضًا:

رئيس بعثة الحج: بدء تفويج حجاج القرعة من مكة المكرمة للمدينة المنورة

"الحمصاني": حفل افتتاح المتحف الكبير سيعيد وضعه على خريطة السياحة العالمية

الحرارة 43 بهذه المناطق.. تفاصيل طقس الـ 6 أيام المقبلة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتورة ياسمين فؤاد البحر المتوسط التلوث البلاستيكي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة وزيرة البيئة: تدابير وطنية طموحة لحماية البحر المتوسط أخبار وزيرة البيئة: نستهدف زيادة مساحة المحميات الطبيعية في مصر إلى 22% أخبار وزيرة البيئة تشارك في اجتماع تشاوري حول معاهدة التلوث البلاستيكي أخبار ماذا فعلت وزارة البيئة منذ 2018 وحتى الآن؟.. تقرير بالأرقام أخبار

إعلان

الثانوية العامة

المزيد جامعات ومعاهد خطوات لمعالجة توتر امتحانات الثانوية العامة مدارس خبير يعدد مزايا تدريس الإحصاء لطلاب الأدبي بالثانوية الأزهر ننشر أسماء أوائل الشهادتين الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالمنيا جامعات ومعاهد نتيجة الترم الثاني لطلاب البكالوريوس بآثار عين شمس - رابط مباشر جامعات ومعاهد تنسيق الجامعات 2025.. تخصصات كلية علوم الرياضة بنين بالهرم

إعلان

أخبار

وزيرة البيئة: التلوث البلاستيكي في البحر المتوسط يمثل تحديًا حقيقيًا

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

"مصير الملكية".. المالية تكشف تفاصيل صكوك رأس شقير وخفض المديونية 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: وزارة الكهرباء خفضت من استهلاكها من البترول ونجحت في توفير 26 مليار جنيه
  • البنك الدولي يستأنف تمويل مشاريع الطاقة النووية لأول مرة منذ عقود
  • وزيرة البيئة: التلوث البلاستيكي في البحر المتوسط يمثل تحديًا حقيقيًا
  • طاقة النواب تثمن خطة الحكومة للاستثمار في قطاع الكهرباء خلال الـ10 سنوات القادمة
  • شركات الطاقة تواصل أعمالها.. أميركا تسحب مئات الدبلوماسيين والموظفين من العراق
  • مشدداً على ضمان أمن الطاقة ..الغيص: الطلب على النفط سيظل قوياً لعقود قادمة
  • محافظ الدقهلية في جولة صباحية مفاجئة بالمركز التكنولوجي بحي غرب المنصورة | تفاصيل
  • شرطة لوس أنجلوس تعلن عن عمليات توقيف مع تحدي المحتجين حظر التجول
  • أوبك: نمو الطلب على النفط سيظل قويًا على مدى 25 عاماً
  • 11 نصيحة لتقليل فاتورة الكهرباء فى فصل الصيف