أكدت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي إن العام الأكاديمي الجديد 2023 / 2024، سيشهد تحسينا في سياسات وآليات الإشراف ودعم المدارس، التي ستضمن تمكينا أكبر لقادة المدارس في عمليات اتخاذ القرار، بهدف تحويل المدارس إلى منارات للعلم وبيئة جاذبة للطلبة والمعلمين.


ونوهت سعادتها لدى افتتاحها اليوم، الملتقى التربوي السنوي أن الوزارة بدأت العمل الحثيث لتطوير السياسات الشاملة المتعلقة بجودة حياة الطلبة، بما فيها أمن وسلامة الطلاب الجسدية والنفسية، ومشاركتهم الاجتماعية، وتمكين ذوي الإعاقة منهم من خلال برنامج استراتيجي مكثف، لتطوير السياسات والخدمات المقدمة لهم، ومد جسور التواصل مع أولياء الأمور للمشاركة في تعلم أبنائهم.
وبينت أن الاحتفاء بالعام الأكاديمي الجديد يأتي ممثلا في هذا اللقاء التربوي السنوي للاستعداد نحو مواصلة تحقيق تطلعات دولة قطر ونجاح المنظومة التعليمية وتميز مخرجاتها.
وأضافت قائلة في هذا السياق مخاطبة المشاركين والحضور "يأتي الاحتفاء ببداية العام الأكاديمي ممثلا في هذا اللقاء السنوي الذي نسعد فيه بالاجتماع معكم للاستعداد للعمل معا نحو مواصلة تحقيق تطلعات دولتنا الحبيبة قطر في مجال التعليم، ولا شيء يعكس نجاح هذه المنظومة كتميز مخرجاتها، ممثلا في بناء شخصيات متكاملة ومتزنة تتحلى بالسلوك الحسن، وتمتلك المعارف والمهارات التي تؤهل أبناءنا الطلبة، ليس لتحقيق النجاح الأكاديمي فحسب، بل ليكونوا مواطنين صالحين وفاعلين في مجتمعهم، متمسكين بالقيم، ومعتزين بالهوية الوطنية، ومشاركين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لوطنهم وللعالم من حولهم".
وبينت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي أن اللقاء التربوي هذا يجيء بعد أن أنجزت الوزارة العديد من أهدافها بنجاح، مشيرة إلى أن هناك أهدافا ستواصل العمل معهم على إنجازها هذا العام، في ضوء التقييم المستمر لاستراتيجيتها، واستجابة لملاحظات ومقترحات مديري المدارس والمعلمين والمختصين.
وشددت على أن الوزارة قد التزمت بوضع الخطط لتحويل مهنة التعليم إلى مسار وظيفي جاذب يختاره أصحاب المواهب، لإيمانها بأن المعلمين هم القلب النابض للتربية والتعليم، وبأن أهم التحسينات والخطط ترتكز على تعزيز مكانة المعلم والارتقاء بمهنة التعليم، وتطوير إطار وطني لمهنة التعليم يتضمن المعايير المهنية والضوابط والأسس الخاصة بالرخص المهنية للمعلم، مؤكدة أن ذلك سيتحقق من خلال تطوير منظومة الدعم واهتمام الوزارة بتقديم برامج تدريبية ذات جودة للمعلمين في المدارس الحكومية وضمان توفير فرص تدريبية مناسبة لمعلمي المدارس الخاصة.
وأعلنت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي في كلمتها انطلاقا من رؤية قطر الوطنية 2030 التي ترتكز على الاستثمار في المورد البشري، عن إطلاق برنامج تدريبي نوعي تحت مسمى (خبرات)، وقالت إنه برنامج يستهدف المعلمين القطريين في المدارس الحكومية، ويستجيب لاحتياجاتهم التدريبية خلال ابتعاثهم للتدريب في دول تمتاز بأنظمة تعليمية وتدريبية متقدمة، حيث سيتمكن المعلمون المبتعثون في هذا البرنامج من خوض تجربة استثنائية عبر المشاركة في دروس معايشة صفية في بيئات تعلم مختلفة مع أقرانهم من المعلمين في تلك الدول، ما سيعزز النمو المهني للمعلمين القطريين، ويفتح لهم آفاقا أخرى للتعلم قائمة على مشاركة الخبرات المهنية مع زملاء المهنة في أقطار مختلفة في العالم.
وتابعت "إننا في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ندرك جيدا مسؤوليتنا ودورنا في الارتقاء بكل ما من شأنه المساهمة في نهضة أجيالنا، ولذلك حرصنا على توسيع نطاق مبادراتنا الاستراتيجية لتتجاوز النطاق الأكاديمي إلى التعلم بمفهومه الشامل".
وذكرت في هذا الخصوص أن العام الأكاديمي الجديد سيشهد تدشين برامج نوعية للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لرياض الأطفال والتوسع بدور الحضانة وزيادة الوعي المجتمعي بمرحلة التعليم المبكر، فضلا عن تطلع الوزارة لإطلاق عدة مشاريع تستهدف الأبناء الطلبة وتطوير المناهج الدراسية لإتقان المهارات التأسيسية والمستقبلية التي تواكب المستجدات وتطور التكنولوجيا، استكمالا لما تم إنجازه من تميز في جعل التعليم الرقمي وسيلة وأسلوب تعلم لجميع المراحل، مع الحرص على غرس وتعزيز القيم والهوية الوطنية في برامج التربية.
وأشارت إلى أهمية دور الشركاء، حيث تؤمن الوزارة إيمانا راسخا بأن التربية والتعليم مسؤولية مشتركة، تساهم فيها الأسرة والمجتمع بكافة مؤسساته وأفراده من أجل الارتقاء بجودة التعليم وتحسين مخرجاته، لافتة إلى أن بداية كل عام أكاديمي هي محطة "ننطلق منها بكل عزم وهمة لمواصلة رحلة بناء أجيال نعول عليهم في تحقيق التنمية المستدامة لدولة قطر".
وتقدمت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي في كلمتها بالشكر والامتنان لكافة منتسبي المنظومة التعليمية على الجهود المخلصة التي بذلت في العام الأكاديمي الماضي، وتوجت بتحقيق إنجازات تليق بعطائهم، ورحبت بكافة المنضمين حديثا لكوادر الوزارة الإدارية والأكاديمية في هذا العام، متمنية للجميع التوفيق والسداد.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية للقاء التربوي السنوي إبراهيم الخليفي دكتور علم النفس التربوي من دولة الكويت عن العلاقات المهنية في المؤسسات التربوية ودورها في تحسين المخرجات التعليمية، متناولا في هذا الإطار جهود ضبط الجودة والاعتماد الوطني والعالمي وأهمية ترسيخ الهوية الوطنية والسعي لاعتماد معايير محددة لذلك، بما في ذلك ميثاق الشرف باللغتين العربية والإنجليزية يتضمن المعايير الأخلاقية المراد تكريسها في الوسط التربوي.
وأكد أن رأس مال التعليم المدرسي هو الإنسان، وأن أخطر موارد النظام التعليمي الراقي هو جودة التفاعل بين مكوناته التي هي الإنسان، لافتا إلى ضرورة تحويل الجو المدرسي إلى ثقافة مؤسسية نابضة بالحياة، وهو ما يسمى بروح المدرسة، مستعرضا العديد من المشاريع المهنية لتحسين مخرجات التعلم وغيرها من السلوكيات المهنية الفعالة، مع إتاحة الأنشطة المشتركة بين عناصر الفريق المدرسي وأهمية قدرة أعضائه على الحوار المثمر، مضيفا القول: "ما يشغلنا اليوم هو كيفية تأسيس جيل يحسن الاختيار مما يعرض من أفكار".
كما ثمن مبادرة /راسخ/، إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، واصفا إياها بأنها "تأصيل للقيم ونموذج لما ننشده".
يذكر أن من أهداف هذه المبادرة تزويد جيل من الطلاب في كافة مراحل التعليم الأساسي بالمعرفة التي تمكنهم من أن يكونوا مواطنين راسخين في جذورهم المحلية، ومرتبطين عالميا في آن واحد، عبر تقديم تعليم عالي الجودة برؤية محلية.
من جانبها أكدت السيدة إيمان سلمان المهندي مدير مركز التدريب والتطوير بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أهمية اللقاء التربوي الذي تعقده الوزارة للسنة الثانية على التوالي في بداية كل عام أكاديمي جديد، ويتم خلاله اللقاء مع القيادات المدرسية والمعلمين والمسؤولين عن العملية التعليمية والطلاب المشمولين وأولياء الأمور لتبادل الأفكار والآراء وإطلاعهم على التوجهات الاستراتيجية للوزارة.
واعتبرت اللقاء واحدا من مبادرات وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي الجديدة والأساس فيه هو الحوار والمشاركة، وتتخلله ورش تدريبية افتراضية للمعلمين بكافة تخصصاتهم، وأخرى تتعلق بالتربية الخاصة والتعليم المبكر، بالإضافة لورش تدريبية أيضا على مدار يومين للإداريين ، وبرامج لقادة المدارس الحكومية والنواب الأكاديميين والنواب الإداريين ونواب شؤون رياض الأطفال، وتركز جميعها على الثقافة المؤسسية وأخلاقيات وقيم العمل والتنمية المستدامة في المدارس والمسارات المهنية والترقي الوظيفي وتهيئة المرشدين في المدارس.
وحول برامج وأولويات التدريب بالمركز قالت السيدة المهندي إن التركيز سينصب هذا العام على البرامج الأساسية التي يصبح من خلالها المعلم مؤهلا للحصول على الرخصة المهنية، بالإضافة إلى البرامج الحديثة وفق التوجهات العالمية مثل الذكاء الاصطناعي ومهارات التفكير المستقبلي وبرامج تخصصية أخرى وفق احتياجات الفئات المستهدفة.
وقالت إن الفئة الأولى المعنية بالتدريب كأولوية هي المعلمون الجدد، المستقطبون منهم أو من داخل قطر، ثم تأتي الفئات الأخرى حسب الحاجة.
وشهد الحضور في اليوم الأول للمنتدى فيلما عن إنجازات وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي خلال العام الأكاديمي الماضي وكلمة للسيدة لموزة الهاجري سفير مركز مناظرات قطر، تحدثت فيها عن رحلتها التعليمية وأهمية تجسيد قيم المثابرة والاجتهاد لبناء الوطن، متمنية للجميع عاما دراسيا موفقا نحو مستقبل أفضل.
يذكر أن تنظيم اللقاء التربوي يأتي في إطار الجهود المتواصلة لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والتي تسعى إلى تطوير المهارات القيادية والتخصصية لكافة موظفيها، وخاصة الكوادر الأكاديمية والإدارية في المدارس، من خلال التدريب والتطوير المهني، ما يمكنهم من تطوير أدائهم ويعزز قدراتهم لاستشراف التحديات والمساهمة الفاعلة في تحقيق الأهداف ذات الصلة بمهامهم الوظيفية.

المصدر: العرب القطرية

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي: جامعة كفر الشيخ الأهلية نموذج متكامل لـ التعليم الذكي

أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن افتتاح جامعة كفر الشيخ الأهلية يمثل نقلة نوعية جديدة في مسار تطوير التعليم الجامعي بمصر، وخطوة محورية في تنفيذ استراتيجية الدولة لتوفير تعليم عصري ذكي يُواكب متطلبات التنمية الوطنية والتنافسية العالمية.

وقال الوزير، في تصريحاته خلال الافتتاح الرسمي للجامعة اليوم السبت، إن الجامعات الأهلية أصبحت أحد الأعمدة الأساسية في منظومة التعليم الجامعي، وتُعد نموذجًا للتعليم غير الربحي الذي يهدف إلى تعزيز جودة المخرجات التعليمية، وتخريج أجيال قادرة على الابتكار والتأثير في مجتمعاتها.

وأضاف: «افتتاح جامعة كفر الشيخ الأهلية يأتي ضمن خطة الدولة لإنشاء جامعات أهلية حديثة توفر برامج تعليمية متخصصة ومبتكرة تستجيب لاحتياجات سوق العمل، محليًا ودوليًا، وتُسهم في تقليل نسب الاغتراب الداخلي للطلاب، من خلال إتاحة فرص تعليمية متميزة على أعلى مستوى داخل المحافظات».

وشدد الدكتور أيمن عاشور، على أن الجامعات الأهلية لا تُنافس نظيراتها من الجامعات الحكومية، بل تعمل في إطار تكاملي يدعم تطوير المنظومة بالكامل، مؤكدًا أن التوسع في إنشاء هذه الجامعات يعكس الرؤية الشاملة للدولة في بناء نظام تعليم عالٍ متنوع، يتسم بالجودة، ويعتمد على الابتكار والمعرفة.

وأشار إلى أن جامعة كفر الشيخ الأهلية تُعد واحدة من 12 جامعة أهلية جديدة صدر بإنشائها قرارات جمهورية، إلى جانب جامعات دمياط، السويس، دمنهور، القاهرة، عين شمس، سوهاج، الوادي الجديد، الفيوم، طنطا، الأقصر، ومدينة السادات، ليصل إجمالي عدد الجامعات الأهلية في مصر إلى 32 جامعة من المنتظر بدء الدراسة بها في العام الجامعي 2025/2026.

وأوضح الوزير أن الجامعة تضم 13 كلية تغطي طيفًا واسعًا من التخصصات الحيوية، منها الطب، الصيدلة، الهندسة، الزراعة، التمريض، العلاج الطبيعي، الحاسبات والذكاء الاصطناعي، الفنون، اللغات، والعلوم الإدارية. وتُقدم الجامعة برامج تعليمية مصممة وفق أحدث المعايير العالمية، ومبنية على تحليل دقيق لاحتياجات سوق العمل المستقبلية.

ولفت الدكتور عاشور إلى أن هذه الجامعات غير هادفة للربح، إذ يتم إعادة استثمار الفوائض المالية في تحديث المعامل والمنشآت، وتطوير المناهج، ودعم الابتكار والبحث العلمي، مؤكدًا أن هذا النموذج يُسهم في بناء بيئة تعليمية مستدامة ترتكز على التطوير الذاتي والتحديث المستمر.

وقال: نُطلق منظومة تعليمية جديدة لا تركز فقط على الكم، بل على الكيف، والجودة، والابتكار. الجامعات الأهلية تُعيد تعريف وظيفة الجامعة، من مجرد مؤسسة تعليمية إلى منصة للإبداع والتأثير المجتمعي والتنموي.

وخلال جولته التفقدية داخل الحرم الجامعي، أوضح الوزير أن الجامعة تضم مبنيين أكاديميين رئيسيين بمساحة تتجاوز 25 ألف متر مسطح، وتشمل مدرجات ذكية، معامل متقدمة، قاعات دراسية تفاعلية، مراكز اختبارات إلكترونية، غرف كنترول، ومكاتب إدارية وفق أحدث المعايير الدولية.

وأشار إلى أن الجامعة تُجسد ملامح الجيل الجديد من الجامعات المصرية، سواء على مستوى البنية الذكية أو البرامج البينية والشراكات الدولية، كما تطبق هيكلًا إداريًا متطورًا يتضمن نوابًا للابتكار والشراكات الدولية وجودة التعليم.

وأضاف الوزير أن إنشاء الجامعات الأهلية يأتي أيضًا ضمن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، التي تهدف إلى تكوين شراكات فاعلة بين الجامعات وقطاعات الإنتاج والصناعة ومراكز البحث العلمي، من أجل ربط التعليم بالتنمية الاقتصادية والمجتمعية.

وقال: "الجامعات الأهلية ستكون قاطرة للتنمية وليست مجرد كيانات تعليمية. نريد لهذه الجامعات أن تكون مصدرًا للحلول والابتكار، ومنصة حقيقية لريادة الأعمال."

وفي ختام تصريحاته، أعرب الوزير عن سعادته بالإقبال المتزايد من الطلاب وأولياء الأمور على الجامعات الأهلية، مشيرًا إلى أن هذا الإقبال يعكس ثقة المجتمع في هذا النموذج الوطني الجديد، الذي يجمع بين الرؤية المصرية والمعايير العالمية.

وقال: "نحن نُعيد رسم خريطة التعليم الجامعي في مصر، ونتجه بخطى ثابتة نحو نظام تعليم عالٍ أكثر حداثة ومرونة واستدامة، يكون قادرًا على خلق جيل ينافس عالميًا ويصنع مستقبلًا مختلفًا لهذا الوطن."

مقالات مشابهة

  • 10 إنجازات جديدة .. ماذا أعلن وزير التربية والتعليم اليوم أمام رئيس الوزراء؟
  • موعد بدء العام الدراسي الجديد 2025-2026 في المدارس والجامعات رسميا
  • أبو ريدة يجتمع بنائب وزير التربية والتعليم لتوقيع بروتوكول تعاون لاكتشاف المواهب
  • بالصور: التربية والتعليم تعلن أسماء أوائل الثانوية العامة للعام 2025
  • وزير التربية: نواصل تطوير “التوجيهي” ليصبح إلكترونيًا بالكامل
  • وزير التربية .. تطوير امتحان (التوجيهي) ليكون إلكترونيًا من خلال بنك الأسئلة
  • وزارة التربية والتعليم تنظم برنامج «الصيف بالخارج» لعام 2025
  • وزير التعليم العالي: جامعة كفر الشيخ الأهلية نموذج متكامل لـ التعليم الذكي
  • وزير التربية الوطنية: المدارس تبذل جهودا في تربية الناشئة على الالتزام بالصلوات الخمس في أوقاتها
  • وزير التعليم العالي ومحافظ كفر الشيخ ورئيس الجامعة يفتتحون مقر جامعة كفر الشيخ الأهلية