هل يتعاون ترامب وبوتين وشي في تشكيل نظام عالمي جديد؟
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
قارن الكاتب والمراسل الصحفي الياباني يان كريك بين انهيار الاتحاد السوفيتي والتراجع الحالي للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن كلا القوتين العظميين واجهتا إخفاقات اقتصادية وسياسية منهجية، وإن اختلفت الأسباب، إذ انهار الاتحاد السوفيتي نتيجة تهميشه لطبقة رواد الأعمال، بينما تعاني الولايات المتحدة من أزمة ناجمة عن تهميش النخبة الحاكمة للطبقة العاملة، ما أدى إلى تعميق التفاوت الاقتصادي والاستقطاب السياسي.
لى القادة تبني المرونة لمواكبة عالم متعدد الأقطاب
وفي مقاله المنشور بموقع "آسيا تايمز"، شبّه الكاتب رئاسة دونالد ترامب الأولى بقيادة بوريس يلتسين الفوضوية لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. لكنه طرح تساؤلاً: هل يمكن أن تتبع ولاية ترامب الثانية نموذج فلاديمير بوتين القائم على تعزيز السلطة الوطنية والنمو الصناعي المحلي؟ وإذا حدث ذلك، فهل يمكن أن يصبح ترامب وبوتين وشي جين بينغ شركاء في بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب؟
السمات المشتركة بين أمريكا وروسيايشير الكاتب إلى أوجه تشابه تاريخية وسياسية بين الولايات المتحدة وروسيا، فكلاهما نشأ نتيجة ثورات ضد قوى إمبريالية، روسيا ضد الحكم القيصري، والولايات المتحدة ضد الاستعمار البريطاني. كما أن لكل منهما هيكلاً سياسياً فيدرالياً، وثقافة متعددة الأعراق، لكنها خاضعة لهيمنة مجموعة رئيسة: البروتستانت البيض في الولايات المتحدة، والروس الإثنيون في روسيا.
Trump, Putin and Xi as co-architects of brave new multipolar world https://t.co/hdvdWjetDM pic.twitter.com/EnpPHvq9Ip
— Asia Times (@asiatimesonline) February 1, 2025كما تتشابه الدولتان في النزعة التوسعية، حيث سيطرتا على أراضٍ شاسعة وأزاحتا السكان الأصليين. إضافةً إلى ذلك، تتمتع كل منهما بعقلية "القوة العظمى"، التي تستند إلى مساحتهما الجغرافية الهائلة، وقدراتهما العسكرية، وبرامجهما الفضائية المتقدمة.
فشل غورباتشوف مقابل نجاح دنغتناول الكاتب الإصلاحات التي قادها كل من ميخائيل غورباتشوف ودنغ شياو بينغ في الثمانينيات.
ففي حين نجح دنغ في دمج الرأسمالية داخل النظام الاشتراكي الصيني، مما أدى إلى نمو اقتصادي هائل مع الحفاظ على السيطرة السياسية، أخفق غورباتشوف في تأمين الدعم المؤسسي لإصلاحاته، ما أدى إلى انهيار الاتحاد السوفيتي بدلاً من إنقاذه.
وأدى هذا الفشل إلى صعود بوريس يلتسين، الذي لم يسعَ إلى تحسين الاشتراكية، بل فككها بالكامل، ما تسبب في فوضى اقتصادية سمحت للأوليغارشية بالاستيلاء على الثروات، بينما غرق ملايين الروس في الفقر.
وفي النهاية، مهدت سياساته الطريق لصعود بوتين، الذي أعاد بسط سلطة الدولة واستعادة قوة روسيا الجيوسياسية.
بوتين: تعزيز الاستقرار عبر القومية والسيادةعلى عكس يلتسين، قيد بوتين نفوذ الأوليغارشية، وعزز القومية والسيادة الاقتصادية والقوة العسكرية، مما أعاد لروسيا مكانتها كقوة عالمية. ويرى الكاتب أن نهج بوتين ساعد على استعادة النفوذ الروسي مقارنةً بالإصلاحات الفوضوية في التسعينيات.
Trump, Putin and Xi as co-architects of brave new multipolar world https://t.co/xGkqJ9yWrp @asiatimesonline aracılığıyla
— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) February 2, 2025في المقابل، لعب ترامب خلال ولايته الأولى دور المتمرد على المؤسسة السياسية، كما فعل يلتسين. لكن في حال فوزه بولاية ثانية، قد يعتمد نهجاً شبيهاً ببوتين، من خلال تعزيز السيادة الوطنية، وفرض الحمائية الاقتصادية، وإحياء التصنيع الأمريكي.
ومع ذلك، يشير الكاتب إلى فارق جوهري بين الرجلين؛ فبينما حدّ بوتين من نفوذ الأوليغارشية، تحالف ترامب مع الأثرياء الأمريكيين، الذين استفادوا من سياساته الضريبية وتخفيف القيود التنظيمية. وهذا قد يحدّ من قدرته على تركيز السلطة كما فعل بوتين.
نحو نظام عالمي متعدد الأقطابيرى الكاتب أن التحول من نظام عالمي أحادي القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة إلى نظام متعدد الأقطاب أصبح حتمياً، مدفوعاً بعدة عوامل، منها:
استمرار الحرب في أوكرانيا، التي أعادت تشكيل التحالفات العالمية واستنزفت الموارد الأمريكية. تنامي نفوذ مجموعة "بريكس" (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا) كبديل للمؤسسات الغربية. تصاعد الدين القومي الأمريكي، مما يثير تساؤلات حول استدامة قوتها الاقتصادية. التقدم السريع للصين في الصناعة والتكنولوجيا والتجارة، ما يعزز دورها في تشكيل النظام العالمي المقبل.وفي حال نجح ترامب وبوتين في التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية، فقد يتعاونان مع شي جين بينغ لإعادة رسم خارطة النفوذ العالمي، بما يمهد الطريق لنظام جديد قائم على توازن القوى بين الولايات المتحدة وروسيا والصين.
الصين: الجسر بين الأيديولوجياتتتمتع الصين بموقع فريد في هذا التحول العالمي، إذ نجحت في دمج الرأسمالية بالاشتراكية من خلال تخطيط اقتصادي طويل الأجل، مما مكّنها من انتشال مليار شخص من الفقر، والتفوق في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة.
واختتم الكاتب مقاله مستشهداً بالفيلسوف الصيني تشوانغ تسي، الذي حذر من التمسك الجامد بالهويات والمعتقدات. وأكد أن على القادة تبني المرونة لمواكبة عالم متعدد الأقطاب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ولاية ترامب الثانية ترامب الولايات المتحدة روسيا بوتين عودة ترامب ترامب الولايات المتحدة الصين روسيا بوتين الولایات المتحدة الاتحاد السوفیتی متعدد الأقطاب نظام عالمی
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تأمر موظفي سفاراتها غير الأساسيين بمغادرة الشرق الأوسط وسط تصاعد التوترات
يمن مونيتور/ الغارديان البريطانية/ ترجمة خاصة:
أمرت الولايات المتحدة بمغادرة الموظفين الدبلوماسيين “غير الأساسيين” وعائلاتهم من سفاراتها في الشرق الأوسط وسط تصاعد التوترات الدبلوماسية في المنطقة.
ويأتي خفض الوجود الدبلوماسي الأميركي في الوقت الذي هددت فيه إيران باستهداف القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة إذا تعرضت للهجوم، في حين قال دونالد ترامب إنه “أقل ثقة” في التوصل إلى اتفاق نووي.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء أنها أمرت بمغادرة جميع الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأمريكية في بغداد، العراق، انطلاقًا من التزامها “بحماية سلامة الأمريكيين، في الداخل والخارج”. وكانت السفارة تعمل بالفعل بعدد محدود من الموظفين، ولن يؤثر هذا القرار على عدد كبير من الموظفين.
كما سمحت الولايات المتحدة أيضًا بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت.
وصرحت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها بأن وزير الدفاع بيت هيغسيث “أجاز المغادرة الطوعية لأفراد عائلات العسكريين من مواقع” في أنحاء المنطقة. وتتابع القيادة “تطورات التوتر في الشرق الأوسط”.
وتأتي عمليات الإجلاء الجزئية في وقت تتصاعد فيه التوترات في منطقة مشتعلة بالفعل بعد 18 شهرا من الحرب على غزة والتي أثارت المخاوف من اندلاع حريق أوسع نطاقا بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى.
وارتفعت التوترات في المنطقة بشكل أكبر في الأيام الأخيرة حيث يبدو أن المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران وصلت إلى طريق مسدود.
وفي يوم الأربعاء، رد وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده على التهديدات الأميركية بالعمل العسكري إذا فشلت المحادثات، قائلاً: “كل قواعدها في متناول أيدينا، ولدينا القدرة على الوصول إليها، وبدون تردد سنستهدفها جميعاً في البلدان المضيفة”.
وقال ناصر زاده “إن شاء الله لن تصل الأمور إلى تلك النقطة وستنجح المحادثات”، مضيفا أن الجانب الأميركي “سيتكبد المزيد من الخسائر” إذا وصل الأمر إلى الصراع.
دخلت إيران والولايات المتحدة في مواجهة دبلوماسية بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني، حيث تدافع طهران عنه باعتباره حقا “غير قابل للتفاوض” وتصفه واشنطن بأنه “خط أحمر”.
وكان ترامب قد أعرب في السابق عن تفاؤله بشأن المحادثات، وقال خلال جولة خليجية الشهر الماضي إن واشنطن “تقترب” من التوصل إلى اتفاق.
لكن في مقابلة نشرت يوم الأربعاء، قال ترامب إنه أصبح “أقل ثقة” في قدرة الولايات المتحدة وإيران على التوصل إلى اتفاق، ردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أنه يستطيع منع طهران من تخصيب اليورانيوم.
في حديثه مع بودكاست “بود فورس وان” لصحيفة نيويورك بوست، والذي سُجِّل يوم الاثنين، قال ترامب إنه بدأ يفقد الأمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق. وأضاف: “لا أعلم. كنتُ أعتقد ذلك، وأصبحتُ أفقد ثقتي به أكثر فأكثر. يبدو أنهم يماطلون، وهذا أمر مؤسف. أنا الآن أقل ثقة مما كنتُ عليه قبل شهرين”.
وأضاف “حدث لهم أمرٌ ما، لكنني أقل ثقةً بكثيرٍ في إمكانية إبرام صفقة… ربما لا يريدون إبرام صفقة، ماذا عساي أن أقول؟ وربما يريدون. لا شيء نهائي”.
وأكد ترامب أن واشنطن لن تسمح لطهران بالحصول على أسلحة نووية، قائلا “سيكون من الأفضل القيام بذلك دون حرب، ودون موت الناس”.
كان من المقرر أن يدلي الجنرال إريك كوريلا، كبير الضباط العسكريين الأمريكيين في الشرق الأوسط، بشهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ يوم الخميس، ولكن تم تأجيلها، وفقًا لموقع اللجنة الإلكتروني. ولم يُصدر البنتاغون تعليقًا فوريًا على سبب تأجيل شهادة كوريلا.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودوليأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...