نص: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" رفضها إعلان الانقلابيين في النيجر عن فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، على لسان مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في المنظمة عبد الفتاح موسى في مقابلة على قناة الجزيرة الإثنين. وأكد موسى أن "الفترة الانتقالية التي تستغرق ثلاث سنوات غير مقبولة".

وأضاف "نريد استعادة النظام الدستوري في أسرع وقت ممكن".

في خطاب السبت، أعلن قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تشياني مرحلة انتقالية لا تتجاوز ثلاث سنوات وإطلاق حوار وطني. وألقى تشياني خطابه المتلفز السبت بينما كان وفد من "إيكواس" يزور النيجر في مسعى دبلوماسي لحل الأزمة.

وتؤكد المنظمة الإقليمية منذ الانقلاب ضرورة الإفراج عن الرئيس المحتجز محمد بازوم وإعادته إلى منصبه.

صد ورد

وتهدد "إيكواس" باستخدام القوة إذا لم تثمر الجهود الدبلوماسية. ويؤكد قادتها أنه يتعين عليهم التحرك بعد أن أصبحت النيجر رابع دولة في غرب أفريقيا تشهد انقلابا عسكريا منذ عام 2020، بعد بوركينا فاسو وغينيا ومالي.

وكان عبد الفتاح موسى قد أشار الجمعة، إثر اجتماع لقادة أركان دول المنظمة في أكرا، إلى أن "يوم التدخل" قد تم تحديده وكذلك "الأهداف الاستراتيجية والتجهيزات الضرورية والتزام الدول الأعضاء".

لكن قادة الانقلاب شددوا على أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وقال تشياني السبت "إذا شُنّ هجوم ضدنا، فلن يكون تلك النزهة التي يبدو أن البعض يعتقدها".

كما اتهم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بالاستعداد لمهاجمة بلاده من خلال "تشكيل قوة احتلال بالتعاون مع جيش أجنبي" لم يحدده.

ولم يسهم لقاء وفد "إيكواس" في نهاية الأسبوع رئيس المجلس العسكري والرئيس المخلوع في تقريب وجهات النظر بين المعسكرين.

مظاهرات مؤيدة للانقلاب

ويؤكد الانقلابيون في النيجر أنهم يحظون بدعم الشعب، وقد شهدت العاصمة نيامي ومدينة أغاديس (شمال) الأحد مظاهرات مؤيدة للجيش.

وكما في كل المظاهرات المؤيدة للنظام الجديد، تم ترداد ورفع العديد من الشعارات واللافتات المعادية لكل من فرنسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وفق مراسلي وكالة الأنباء الفرنسية.

وكُتب على لافتات رفعها متظاهرون في نيامي "لا للعقوبات" و"تسقط فرنسا" و"أوقفوا التدخل العسكري"، فيما أدّى موسيقيون أغنيات تشيد بالانقلابيين.

وفي أغاديس، طالب مئات المتظاهرين "بإخلاء جميع القواعد العسكرية الأجنبية"، لا سيما القاعدة الأمريكية التي أقيمت في مطار المدينة.

أكثر من مليوني طفل "بحاجة إلى المساعدة"

تنشر فرنسا والولايات المتحدة 1500 و1100 عسكري على التوالي في النيجر للمساعدة في مكافحة الجهاديين في البلد الذي يشهد بانتظام هجمات جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيمي "الدولة الإسلامية" و"القاعدة".

ولم يتراجع العنف إثر الانقلاب: فقد وقعت هجمات عدة منذ 26 تموز/يوليو، لا سيما في غرب النيجر قرب الحدود مع بوركينا فاسو ومالي حيث تنشط أيضا جماعات جهادية.

وقُتل الثلاثاء الماضي 17 جنديا على الأقل في هجوم قرب حدود بوركينا فاسو هو الأكثر دموية منذ الانقلاب.

على الصعيد الإنساني، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن قلقها إزاء الوضع في النيجر، وقدّرت الإثنين أن أكثر من مليوني طفل "بحاجة إلى المساعدة"، وهو رقم تفاقم بسبب الأزمة المستمرة.

وبحسب المنظمة الإغاثية الأممية فإن هذه الأعداد قد تتزايد "إذا استمرت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع، وضرب ركود اقتصادي العائلات والأسر والمداخيل".

وتخضع النيجر منذ 30 تموز/يوليو لعقوبات اقتصادية شديدة تفرضها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا السعودية ريبورتاج أفريقيا النيجر انقلاب عسكري المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عبد الرحمن تشياني الاقتصادیة لدول غرب أفریقیا فی النیجر

إقرأ أيضاً:

(الأخيرة) : مأرب في حرب استعادة الدولة والجمهورية

اندلعت حرب استعادة الشرعية عقب الانقلاب الحوثي وسيطرته على مؤسسات الدولة، وفي مقدّمتها مؤسسة الجيش، التي تعرّض قرارها السيادي للاختطاف، حيث انقسم الجيش حينها إلى ثلاثة مسارات:

من وقف إلى جانب الحوثيين ومهّد لهم الطريق، ومن قرّر مواجهتهم، ومن التزم الحياد في موقف وُصف بالمذل. وهي جميعها بالنسبة للجيش المقاتل خيارات صعبة ومعقدة، إذ أن الجيش، إذا أراد ان يخوض معركة في الظروف الطبيعية، فإنه يحتاج إلى وقت طويل لإعادة التنظيم، والتعبئة، والتسليح، واستدعاء الملاك العسكري وترتيب صفوفه؛ فكيف يكون الحال في ظل الانقسام، وغياب القيادة المركزية، واختطاف القرار السيادي؟

لقد شكّل هذا الانقسام العسكري أحد أبرز التحديات التي واجهت معركة استعادة الدولة، وتزامن مع حالة من التخاذل السياسي، حيث تماهت بعض القوى الحزبية والجماهيرية مع الانقلاب، وامتنع كثير منها عن اتخاذ مواقف حاسمة، مما منح الحوثي دعمًا سياسيًا وشعبيًا مضاعفًا.

ورغم حالة الارتباك التي شهدتها الوحدات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب نتيجة هذا الانقسام، إلا أن وضعها كان أفضل نسبيًا من غيرها من الجبهات التي انخرطت كليًا في المسار الانقلابي، أو التزمت الحياد السلبي.

■ مأرب تخوض حربًا مكتملة المشروعية، متعددة الأبعاد

في ظل غياب القرار المركزي من قيادة المؤسسة العسكرية بإعلان حالة الحرب، انتقلت المشروعية تلقائيًا إلى الشعب، استنادًا إلى نص الدستور: “الجيش ملك للشعب”.

وفي مأرب، حيث لم تكن القبائل – وفق تقاليدها – تخوض حروبًا خارج حدودها القبلية إلا تحت راية الدولة، فقد بادرت هذه القبائل إلى تأسيس المطارح القبلية كمبادرة دفاعية تستند إلى مشروعية شعبية محلية. وقد أتاح هذا التحرك القبلي للجيش في المنطقة العسكرية الثالثة فرصة لإعادة ترتيب صفوفه، ومن ثم الألتحام في المعركة تحت غطاء شعبي واسع ومشروعية محلية معتبرة، وفي الإتجاه المقابل  فقد اضفى تحرك الجيش على هذه المشروعية الشعبية قدرا من المشروعية السيادية التي يمثلها الجيش باعتباره مؤسسة سيادية .

بهذا الأداء المتميز، تشكّل في مأرب نموذج فريد لـ”حرب شعبية” كان الجيش فيها طليعة متقدمة لقوى المجتمع، لا مؤسسة منفصلة عنه. وبفضل هذا التلاحم، انطلق الجيش والمقاتلون القبليون للدفاع عن المحافظة ومنع أي تقدم حوثي نحوها.

وقد التحقت بهذه الجبهة قوى شعبية وقبلية من الإقليم الشرقي، كالجوف والبيضاء، كما تحوّلت مأرب إلى حاضنة وطنية لكل النازحين والمقاومين من مختلف المحافظات اليمنية. وبذلك انصهرت “المطارح القبلية” في إطار مقاومة شعبية ذات مشروعية وطنية عامة، متجاوزة بذلك نطاق المشروعية المحلية، وهي المشروعية الوطنية التي بموجبها حصلت مأرب على تفويض وطني بقيادة معركة التحرير الوطنية واستعادة الدولة.

لا شك أن بقاء خط الإمداد مفتوحًا مع المملكة العربية السعودية قد ساهم في تعزيز صمود مأرب، وأضفى على المعركة بُعدًا إقليميًا إضافيًا، وشكّل عامل إسناد لمشروعيتها الوطنية، كما لعبت مأرب دورًا محوريًا في حماية المنشآت النفطية والشركات الدولية العاملة فيها، مما منحها وزنًا دوليًا نوعيًا، بالنظر إلى أهمية هذه الشركات بالنسبة لبلدانها.

وبذلك، وبفضل هذه الحرب التحريرية التي استندت إلى مفهوم المشروعية الوطنية، أصبحت مأرب تحظى بتفهم دولي معتبر، بوصفها آخر ما تبقى من شرعية الدولة اليمنية السيادية، ومركزًا لقوتها وثروتها.

■ مشروعيات متراكمة ومرتبطة تراتبيًا

يمكن القول إن محافظة مأرب، من خلال أدائها المتميّز في معركة التحرير، قد راكمت مستويات متعددة من المشروعية، يمكن تصنيفها على النحو الآتي:

مشروعية شعبية محلية: تجلّت في الدور الفاعل للمطارح القبلية داخل المحافظة، والتي شكّلت حاضنة اجتماعية ومجتمعية للمقاومة.

مشروعية سيادية: تمثّلت في إعادة تنظيم الجيش الوطني وقيادته للمعركة، وتحوله إلى قوة مقاتلة متقدمة وطليعية في مواجهة الانقلاب.

مشروعية وطنية: تعزّزت من خلال ارتباط معركة مأرب بمختلف المحافظات اليمنية، ومشاركة أبنائها النازحين والمقاومين الذين التحقوا بجبهات القتال وخطوط النار ، وساهموا في خوض حرب التحرير الوطنية.

إسناد إقليمي: تمثّل في الدعم الكبير والمستمر من المملكة العربية السعودية، سياسيًا وعسكريًا وإنسانيًا، وهو ما أضفى على المعركة بمشروعيتها الوطنية اسنادا إقليميا معتبرا.

تفهم دولي: نابع من إدراك أهمية حماية مأرب لشركات النفط الدولية العاملة فيها، والخدمات الأمنية المقدمة لها في ظل غياب الدولة المركزية الضامنة لنشاط وحقوق والتزامات هذه الشركات .

لقد منح هذا التراكم المترابط من مصادر المشروعية محافظة مأرب موقعًا استثنائيًا في معركة استعادة الدولة اليمنية، حيث امتلكت كافة عناصر المشروعية الوطنية بشكل متدرج ومتكامل، بدءًا من المشروعية القبلية المحلية، ومرورًا بالمشروعية السيادية المتمثلة في الجيش، ثم المشروعية الوطنية ذات الامتداد الشعبي، المسنودة إقليميًا ، والمتفهمة دوليًا.

هذا الموقع المتميّز ينبغي لمأرب التمسّك به وعدم التنازل عنه قيد أنملة، فهي بهذه المشروعية المتكاملة قادرة على استعادة مشروعيتها الحضارية السبئية الضاربة في أعماق التاريخ؛ تلك المشروعية التي دخلت بها اليمن إلى الإسلام، وأسهمت من خلالها بدور محوري في مسيرة الدولة الإسلامية، ولا تزال هذه المشروعية تمثّل جدار الصد التاريخي في مواجهة المشروع الإمامي الكهنوتي. وأي عودة إلى ما قبل مشروعية “المطارح” لا يمكن النظر إليها إلا كانتكاسة تاريخية لمأرب، ولرجالها، وقبائلها، وموروثها الحضاري، وهو الوضع الذي سيفوت على مأرب

فرص قد تجود بها المتغيرات والمستجدات الدولية والأقليمية في قابل الأيام ..

إنتهى…

 

في إتجاه مخاطبة قوى التحرير وحواضنها الإجتماعية.. مأرب: ميدان النزال والحسم وصناعة النصر

مقالات مشابهة

  • المجلس الدستوري يقرر إلغاء قانوني تسوية أوضاع المفتشين في الأمن العام وضباطه المتقاعدين
  • إيران ترفض حضور الجولة السادسة من المحادثات النووية
  • السعودية: إغلاق المجال الجوي لدول إقليمية إثر التصعيد الاسرائيلي ضد ايران
  • وكيل تعليم بني سويف تحدد موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية
  • بعد انسحابات متتالية.. التكتلات الرئيسية بأفريقيا تواجه شبح التفكك
  • الشمس تتعامد على مدار السرطان.. تفاصيل الانقلاب الصيفي لهذا العام
  • تونس .. السجن عامين بحق رئيسة الحزب الحر الدستوري عبير موسي
  • (الأخيرة) : مأرب في حرب استعادة الدولة والجمهورية
  • دراسة تكشف دور الانقلاب الصيفي في توقيت الإزهار.. والاحترار العالمي يُهدد هذا التوازن
  • الانقلاب الصيفي يصادف السبت 21 الشهر الحالي