خرافة النظام الدولي الليبرالي
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
عند انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة للمرة الأولى في عام 2016، هبت مؤسسة السياسة الخارجية للدفاع عما يسمى بالنظام الدولي الليبرالي- وهو اختصار لنظام المؤسسات والمعايير والقواعد التي تطورت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ـ خشية أن يدمرها ترامب. وبعد ثماني سنوات يعود ترامب إلى البيت الأبيض. ولكن في هذه المرة لا يبدو أنه قد بقي من النظام الدولي الليبرالي الكثير لكي يدافع عنه أحد.
طيلة الوقت، لم تكن ماهية النظام الدولي الليبرالي واضحة بدقة. فقد كانت فيه عناصر مختلفة (نظام أمني ونظام اقتصادي ونظام لحقوق الإنسان)، وكان يعمل بأشكال مختلفة في الأجزاء المختلفة من العالم (فكان، على سبيل المثال، شديد الاختلاف في أوروبا الغربية عما كان عليه في آسيا). كما أنه تطور بمرور الوقت (فعلى وجه الخصوص، كان نظام ما بعد الحرب الباردة مختلفا تمام الاختلاف عن نظام الحرب الباردة). فضلا عن أنه لم يكن من الواضح نهائيا ما الذي يجعل منه «ليبراليا» أو حتى ما يعنيه ذلك.
ومع ذلك، لم يهتم غير عدد قليل من خبراء السياسة الخارجية بهذه التعقيدات. وعمدوا بدلا من الاهتمام بتلك التعقيدات إلى استحضار المصطلح - الذي أطلق عليه منظر العلاقات الدولية الواقعي جراهام أليسون اسم «هلام المفاهيم» - لانتقاد أي خروج تقريبا على استراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية بعد الحرب الباردة المتمثلة في الهيمنة الليبرالية. وبدلا من التفكير في كيفية إصلاح النظام الدولي الليبرالي بهدف جعله أكثر شرعية واستدامة، دافعوا عنه دونما نقد.
ومثلما أوضح المؤرخ مايكل كيميج، فقد ظهرت فكرة النظام الدولي الليبرالي، التي نظّر لها أكاديميون من أمثال جون إيكينبيري في جامعة برينستون، بوصفها مبدأ تنظيميا للسياسة الخارجية الأمريكية في أثناء إدارة أوباما. (وقد عمل كيميج نفسه في وزارة الخارجية في أثناء إدارة أوباما). كان ذلك أقرب إلى بديل لفكرة الغرب الحضارية العتيقة، أو «فكرة الغرب التكنوقراطية» ـ على حد وصف كيميج نفسه ـ التي لم تركز على الثقافة بقدر ما ركزت على المؤسسات، برغم أنه لم يكن واضحا أي المؤسسات هو «الليبرالي» وبالتالي يكون جزءا من النظام.
كان مفهوما في كثير من الأحيان أن النظام الدولي الليبرالي «قائم على القواعد»، برغم أن القواعد ـ وخاصة قواعد النظام الاقتصادي بعد الحرب الباردة ـ كانت من إنشاء الغرب الذي «تلاعب بها» بحيث تصب في صالحه. ولكن في أثناء إدارة أوباما، شاع المصطلح بوصفه وسيلة ينتقد بها الدبلوماسيون والخبراء الغربيون قيام القوى غير الغربية ـ وخاصة الصين وروسيا ـ بخرق القواعد.
من بعض الأوجه، انشق الرئيس ترامب عن النظام. ففي الوقت الذي خفض فيه الضرائب وقلل اللوائح، عمد أيضا إلى فرض التعريفات الجمركية في محاولة لدعم التصنيع المحلي، منشقا بذلك عن الليبرالية الاقتصادية للنظام الدولي بعد الحرب الباردة، وهو ما قد نسميه بالليبرالية الجديدة الوطنية. وفي ما يتعلق بالقضايا الأمنية، كان الانشقاق أقل، فبرغم أن ترامب هدد بسحب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلنطي، فإنه لم ينفذ تهديده قط، والواقع أن إدارته قدمت التزامات للحلفاء ـ ولأوكرانيا ـ أكبر مما قدمته إدارة أوباما.
وعندما تولى جو بايدن الرئاسة خلفا لترامب في عام 2020، سعى في البداية إلى أن يجعل الديمقراطية المبدأ الإطاري الجديد للسياسة الخارجية الأمريكية. وسعى-على وجه الخصوص- إلى جمع ديمقراطيات العالم وتوحيد قواها ضد القوى الاستبدادية. وهكذا، فإن الديمقراطيين ـ الذين أصبحوا أكثر من الجمهوريين تشددا تجاه روسيا، وذلك خاصة بسبب التدخل الروسي الملحوظ في انتخابات عام 2016 ـ أعادوا إحياء اتجاه المحافظين الجدد بعد أن أفقدته حرب العراق مصداقيته.
ثم لم يمض على تولي بايدن منصبه إلا ما يزيد قليلا على العام حتى جاء الغزو الروسي لأوكرانيا فأنهى فكرة «مجتمع الديمقراطيات». وبقدر ما تصور كثيرون في أوروبا والولايات المتحدة أن حرب أوكرانيا هي الخط الأمامي في الصراع العالمي بين الديمقراطيات والدول الاستبدادية، سرعان ما تبين أن الديمقراطيات غير الغربية من قبيل البرازيل والهند وجنوب إفريقيا لا ترى الأمر على هذا النحو. فانغلق الغرب على نفسه ـ متحدا، ولكنه معزول.
وهكذا عادت فكرة «الغرب» ـ في انتكاسة إلى التفكير الحضاري السابق لأوباما. ومما يزيد الطين بلة أنه غالبا ما يحدث خلط بين الغرب وبين فكرة الديمقراطية وكأنما ما من ديمقراطيات في العالم إلا في الغرب أو كأنما كل الدول غير الغربية هي دول استبدادية.
ثم جاء السابع من أكتوبر وحرب إسرائيل في غزة، وفي حين أن الحكومات الأمريكية والبريطانية والألمانية استمرت في التعبير عن غضبها من كل ما تفعله روسيا في أوكرانيا ـ من احتلال الأراضي، وقتل المدنيين، وقصف المدارس والمستشفيات، وما إلى ذلك ـ فقد دعمت هذه الحكومات نفسها إسرائيل وهي تفعل مثل ذلك في غزة. وبات واضحا تمام الوضوح أن بعض الأرواح أقل قيمة في نظر صناع السياسات في الغرب من بعضها الآخر.
ولو أن هناك لحظة بعينها تحولت فيها فكرة النظام الدولي الليبرالي إلى مزحة، فلعلها لحظة في الخريف الماضي اجتمع فيها زعماء العالم في الأمم المتحدة في نيويورك، وفي أثناء ذلك قامت إسرائيل ـ وهي لا تزال تنعم بحماية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في مجلس الأمن شأن ما نعمت بها جنوب إفريقيا في زمن الفصل العنصري ـ بتوسيع نطاق الحرب وقامت بغزو لبنان.
وفي النهاية، يتوقف على رؤيتكم للسياسة الدولية أن تحددوا ما إذا كان النظام الدولي الليبرالي قد مات خلال العام الماضي أم أنه انكشف واتضح أنه محض خدعة. ومنظرو العلاقات الدولية الليبرالية يؤمنون بالتقدم في السياسات الدولية، وبخاصة من خلال إنشاء المؤسسات والمعايير والقواعد التي تقيد الدول. وكان النظام الدولي الليبرالي تعبيرا عن هذا الإيمان.
أما المنظرون الواقعيون ـ من ناحية أخرى ـ فيميلون دوما إلى رؤية هذه المؤسسات والمعايير والقواعد باعتبار أنها إما طوباوية على نحو خطير أو هي محض ساتر دخاني يخفي أكثر مما يبدي. ويؤمنون، في نهاية المطاف، بأن الأقوياء يفعلون ما يحلو لهم ـ وفي الوقت الحالي يبدو أن العالم يؤكد تحليلهم المتشائم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بعد الحرب الباردة إدارة أوباما فی أثناء
إقرأ أيضاً:
يهود الغرب والضغط الخانق على إسرائيل
أعاد تظاهر أتباع جمعية "الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط EJJP" الألمانية مجددًا إلى الواجهة، سؤالًا حول مدى تأثير رفض بعض الأفراد والحركات اليهودية في أوروبا والولايات المتحدة، لحرب إسرائيل ضد قطاع غزة، على حكومة بنيامين نتنياهو على المدى القريب، وعلى صورة إسرائيل في العالم على المدى البعيد.
تبدو الإجابة عن الشق الأول من التساؤل حاضرة، ألا وهي عدم قدرة هذه الحركة- أو "جماعة ناطوري كارتا" الرافضة لقيام إسرائيل أصلًا، و"اتحاد يهود أوروبيين من أجل سلام عادل"، وغيرها، وكذلك كثير من أفراد بارزين من اليهود في المجتمعات الغربية الرافضين لـ "الإبادة الجماعية"- على إحداث تأثير مادي قوي في قرار نتنياهو، ومن معه من السياسيين اليمينيين المتطرفين في إسرائيل.
لكن موقفها لا يخلو من تأثير معنوي ورمزي يتعدى نطاق الحكومة الإسرائيلية الحالية، ليصل إلى فتح باب نقاش، ولو خجولًا في البداية، حول المشروع الإسرائيلي الجديد الذي يقوم على البطش والهيمنة، ومحاولة فرض كل شيء على العرب بالقوة العسكرية السافرة.
واتكاء على "النموذج الألماني"، فما تؤديه هذه الحركات المصرّة على مواصلة التظاهر ضد إبادة الفلسطينيين رغم القمع الشديد التي تتعرض له على يد حكومات غربية، يؤثر في عدة اتجاهات، يمكن ذكرها على النحو التالي:
1 ـ وضع قضية "معاداة السامية" محل تساؤل، بعد عقود من اعتبارها واحدة من المسلّمات الأساسية في المجتمعات الغربية.
فها هي إيريس هيفتس رئيسة الجمعية تشكو في سخرية من الألمان غير اليهود، الذين يستغلون مسألة "معاداة السامية" في تحقيق مكاسب سياسية وشخصية، وتقول: "يريدون أن يعلمونا ما هي معاداة السامية".
ثم تنتقل إلى نقد السلطة نفسها من هذا الباب، فتقول: "السلطات الألمانية تنشر الرواية الإسرائيلية حول معاداة السامية، وتخلط بشكل منهجي بين اليهود وإسرائيل.. الوسم الجماعي لأيّ تصرفات أو مشاعر معادية لإسرائيل بمعاداة السامية، يعرّض حياة اليهود للخطر".
إعلانورغم أن هذا الصوت خافت قياسًا بالموقف الرسمي الألماني، وما يقوم به "المجلس المركزي لليهود" الذي جمع التبرعات لصالح الجنود الإسرائيليين في الحرب، فإن مجرد خدش التصور المصمت والثابت حول "معاداة السامية" على يد جمعية وأفراد من اليهود، وليس من أتباع أي ديانة أخرى في الغرب، سيجد صدى لدى أوساط اجتماعية خارج المجموعات اليهودية، قاطعًا المسار الذي سبق أن سلكه الكثير من التصورات والأفكار والرؤى في الغرب، حيث بدأت معزولة ومحاصرة ومقموعة، لكنها لم تلبث دوائرها أن اتسعت بمرور الوقت.
2 ـ لفْت النظر إلى ضرورة فك الارتباط بين "الدين اليهودي" و"الصهيونية"، فالأخيرة مجرد تصور أو أيديولوجيا علمانية، لا ينفك مقصدها الأساسي عن المشروع الاستعماري، لكنها وظفت النص والتاريخ اليهودي لصالحها.
وقد استفادت إسرائيل من هذا الدمج في الدعاية والتعبئة، وجلب تعاطف الغربيين، وتلقي منحهم وعطاياهم وتبرعاتهم.
فجمعية "الصوت اليهودي" لم تتأخر في إعلان موقفها عقب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مباشرة، وسارعت إلى رفض أن يكون العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين تحت لافتة الدفاع عن اليهود أو باسمهم، فرفعت شعار: "ليس باسمنا"، وهو الشعار نفسه الذي رفعته جمعيات وحركات شبيهة في الولايات المتحدة الأميركية.
ويمكن النظر في هذا المقام إلى الأزمة التي تعيشها الصهيونية وتدور حول أربعة أشياء، حسب عبدالوهاب المسيري: إشكالية الديني والعلماني، وأزمة الهوية، ومشكلة التسكين أو الاستيطان، وتفكك الإطار الفكري؛ بسبب النزعات الاستهلاكية والعلمنة والأمركة والعولمة والخصخصة.
وقادت هذه الأزمة، في خاتمة المطاف، وفي ذروة نضجها، إلى ظهور تيار ما بعد الصهيونية، Post-Zionism.
ورغم أن أطروحات ما بعد الصهيونية، لم تقدم تصورًا متماسكًا إلى الآن، ولم تنجُ من "التناقض الثقافي" أو "الفصام" أحيانًا، أو تصنع قطيعة مع أفكار الصهيونية وتاريخها، أو تنفذ إلى السياسات الإسرائيلية بشكل فعال، فإنها استندت إلى رؤية مختلفة نسبيًا عن الصهيونية، وكشفت عن إفلاسها أو عجزها عن المحافظة على حيويتها، أو حلها لإشكالية التلفيق بين عناصر تزعم الجمع بينها مثل التقليدية والخصوصية القومية والعالمية والتحديث والدين والعلمانية.
ومع أن بعض المنتمين إلى هذه الفكرة- التي يندرج تحتها من يوصفون أحيانًا بأنهم "المنفيون وسط اليهود"- يتراجعون عن مواقفهم المعلنة، وبعض تفكيرهم تباعًا، فإن رد الفعل الإسرائيلي القوي عليها يؤكد أهميتها، وأنها قضية ليست تافهة.
فقد مارست السلطات الإسرائيلية كل ما تستطيعه من قيود مادية، وتشويه معنوي، في سبيل حصار تيار "ما بعد الصهيونية"، على قلة المنتمين إليه، لكن الجدل الذي أثارته الفكرة انتقل إلى اليهود في الخارج، بما في ذلك المنظمات أو اللوبيات الموالية لإسرائيل، وكان جزءًا من حجيته في التأثير تفاعلُه مع بعض أطروحات الليبرالية حول التقليل من الدور الذي تلعبه الإثنيات في تحليل الدولة القومية في الديمقراطيات الغربية.
ويغذي موقف اليهود الرافضين للعدوان الإسرائيلي على غزة، بمرور الوقت، أطروحة تيار "ما بعد اليهودية"، الذي ظهر منذ سبعينيات القرن العشرين، ويقدم رؤية نقدية لتعامل الدولة الإسرائيلية مع الأقليات مثل العرب واليهود الشرقيين (السفارديم).
إعلانوهو يحاول تبديل "اليهودي الوطني" ضيق الأفق، بـ "الرجل العالمي" المستنير، الذي ينظر إلى الدولة اليهودية باعتبارها ظاهرة قديمة ومكروهة وتخريبية، بمعاداتها العلمانية، وينقد الأطروحات الدينية الجامدة، التي تتعامل مع العلمانيين، في سعيهم إلى بناء الدولة، على أنهم مجرد "حمار" يركبه المتدينون ليصلوا إلى هدفهم الأسمى، وهو الاستيلاء على الدولة، وتجهيزها لمجيء المسيح.
3 ـ ممارسة ضغوط معنوية شديدة على السلطة السياسية، إثر فضح ازدواجيتها، فهي في الوقت الذي تعلن فيه احترامها للحريات العامة في التفكير والتعبير والتدبير، تمارس تضييقًا شديدًا على منتقدي إسرائيل، وهي مسألة لخصتها صورة لشرطة برلين وهي تحاصر ناشطة في جمعية "الصوت اليهودي" ترفع لافتة مكتوبًا عليها: "كوني يهودية وإسرائيلية.. أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة".
4 ـ يقود موقف الجمعيات اليهودية الرافضة للحرب إلى فضح التحيز الإعلامي الغربي لإسرائيل، وتسليط الضوء على إلغاء الأصوات الفلسطينية في ألمانيا، وهي مسألة تم الانتباه إليها مبكرًا، لا سيما بعد محاولة إسكات أصوات فلسطينية أو متضامنة مع فلسطين بين رواد عالم الثقافة والفن، بإلغاء التعاون معهم لإلقاء محاضرات، أو تنظيم ندوات وفعاليات ومعارض، أو إجبارهم على ترك أعمال ووظائف، وإلغاء تعاقدات مبرمة.
وبالطبع، فإن نقدًا تقوم به جمعية يهودية للإعلام الألماني، الأكثر تحيزًا لإسرائيل في الغرب كله، والأكثر قمعًا لأي صوت ينتقدها، لن يخلو من تأثير في دوائر ثقافية واجتماعية غربية بمرور الوقت، وينبهها إلى أن السردية الإسرائيلية- وما يتساوق معها- ليست بالضرورة هي الحقيقة، وهي مسألة غاية في الأهمية، قياسًا بما كسبته إسرائيل من ميل الإعلام الغربي إليها عبر عقود من الزمن.
ويمكن أن نضرب مثلًا واضحًا على هذا بالضجة التي أثارها مقال لكاتبة ألمانية يهودية معروفة؛ هي ديبورا فيلدمان، نشرته في صحيفة "الغارديان" البريطانية، بعنوان: "ألمانيا هي مكان جيد لتكون يهوديًا. إلا إذا كنت، مثلي، يهوديًا تنتقد إسرائيل"، منتقدة فيه الانتقائية التي يمارسها الإعلام الألماني حيال العدوان الإٍسرائيلي على غزة، وهي مسألة يمارسها إعلام مقروء ومسموع ومرئي وإلكتروني في الغرب بشكل عام.
هنا، يمكن النظر إلى الحالة الألمانية باعتبارها جزءًا من حالة غربية عمومًا، حيث ظهرت قطاعات كثيرة من اليسار الجديد في الغرب تعادي إسرائيل، بمن فيهم عدد كبير من الشباب اليهودي الساخط على قيم المجتمع الرأسمالي الاستهلاكي، الذي تمثله الدولة الصهيونية في العالم الثالث.
كما أن الأفكار التي يتبناها الملحدون واللادينيون لا تلتزم بالوعد التوراتي لليهود، ولا يشغلها التلازم بين العهدين القديم والجديد الذي ولدت في ركابه "المسيحية الصهيونية"، وبات عليها مساندة إسرائيل من منطلق عقائدي.
بل على العكس من ذلك مالَ هؤلاء، في ظل النزوع الإنساني في دنيويته وراهنيته، إلى مقت كل نصوص أو تأويلات أو تفسيرات أو سياقات دينية من شأنها إذكاء العنصرية والكراهية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline