#سواليف

#الأردن و #فلسطين: #موقف_ثابت في وجه #مخططات_التهجير و #التصفية

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

مرة أخرى، تعود مشاريع التهجير القسري والتصفية السياسية للقضية الفلسطينية إلى الواجهة، عبر تصريحات الرئيس الأمريكي المعتوه دونالد ترامب، الذي اقترح نقل سكان غزة إلى الأردن ومصر، وتوسيع رقعة الاحتلال على حساب الفلسطينيين والمنطقة.

هذه التصريحات، وإن لم تكن جديدة، تأتي في ظل تصعيد خطير ضد غزة ومحاولات خنق الضفة الغربية، ضمن استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى طرد الفلسطينيين من أرضهم وفرض واقع يخدم الاحتلال.

مقالات ذات صلة الصفدي يتحدث عن حالة الحرب.. بهذه الحالة الأردن سيقاتل (شاهد) 2025/02/06

إن الأردن ، يقف سدًّا منيعًا أمام أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير أو التوطين أو إقامة وطن بديل. فقد أعلن جلالة الملك عبد الله الثاني لاءاته الثلاث، التي أصبحت عقيدة وطنية لا تقبل المساومة: لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل. هذه اللاءات ليست مجرد مواقف سياسية، بل تجسيدٌ لإرادة وطنية أردنية راسخة، تُعبّر عن التزام الأردن التاريخي بالدفاع عن فلسطين وحماية سيادته من أي مؤامرات تهدف إلى زعزعة استقراره.

لطالما حاول الاحتلال فرض معادلة “الأرض مقابل الطرد”، مستخدمًا أساليب القتل والتدمير والحصار لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية. واليوم، مع تدمير غزة والحصار الخانق على الضفة، تتصاعد الأصوات في دوائر القرار الغربية لفرض حلول على حساب الشعوب العربية، في محاولة مكشوفة لتفريغ فلسطين من أهلها وتحويل الأردن ومصر إلى مستودعات للمهجّرين الفلسطينيين. لكن الأردن، شعبًا وقيادة، يرفض هذه المخططات رفضًا قاطعًا، لأن القضية الفلسطينية ليست أزمة إنسانية، بل قضية تحرر وطني لشعب له حقوقه التاريخية غير القابلة للتصرف.

التهجير القسري للفلسطينيين، سواء من غزة أو الضفة الغربية، ليس مجرد حلقة جديدة من النكبات، بل هو جزء من مشروع استيطاني توسعي يهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني بالكامل، وتحويل القضية من صراع تحرر إلى أزمة لاجئين بلا وطن. هذا ما يرفضه الأردن، إدراكًا منه أن تفريغ الأرض الفلسطينية يخدم الاحتلال فقط، ويهدد الأمن الوطني الأردني والأمن القومي العربي.

الشعب الأردني، بكل مكوناته، يقف موحدًا خلف جلالة الملك عبد الله الثاني في مواجهة هذه المؤامرات، التي لا تستهدف فلسطين وحدها، بل تسعى إلى زعزعة استقرار الأردن وتحويله إلى ساحة بديلة للصراع. الرسالة الأردنية للعالم واضحة: لا تهجير، لا توطين، لا تنازل عن فلسطين. الحل الوحيد المقبول هو إنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، وليس إعادة إنتاج النكبة بمسميات جديدة.

ما يطرحه ترامب ومن يشاركونه هذه الرؤية لا يمكن قبوله أو تمريره، لأن فلسطين ليست للبيع ولا للمساومة، ولا يمكن اختزالها في حلول ترقيعية على حساب دول الجوار. الأردن كان وسيظل سندًا للفلسطينيين في نضالهم، لكنه لن يكون بديلاً عن وطنهم، ولن يسمح بفرض قضية التهجير القسري عليه بالقوة.

هذا الموقف الأردني ليس سياسة آنية، بل جزء من هوية وطنية متجذرة في الوعي الجمعي للأردنيين، الذين يرون في القضية الفلسطينية معركة ضد الاحتلال والهيمنة. لذا، أي محاولة لفرض حلول على حساب الأردن وفلسطين ستُقابل برفض شعبي وسياسي حازم، لأن الحقوق لا تُمنح بالتنازل، والأوطان لا تُبنى على أنقاض الشعوب.

نحن اليوم أمام لحظة تاريخية تتطلب أقصى درجات الوعي والتكاتف بين الأردن وفلسطين وكافة أحرار العالم لمواجهة هذه المخاطر. وكما أسقط الأردنيون والفلسطينيون معًا مشاريع التوطين والتهجير في الماضي، سيسقطون اليوم هذه المحاولات، وسيظل الأردن حصنًا منيعًا في وجه أي مؤامرة تستهدف كيانه وهويته، تمامًا كما سيظل الفلسطينيون صامدين في أرضهم حتى التحرير.

الأردن كان وسيبقى سندًا للأشقاء الفلسطينيين، لكنه ليس بديلاً عن وطنهم، ولن يكون محطة للتهجير القسري الذي يسعى الاحتلال لفرضه. هذه الأرض أرض فلسطين، أرض التاريخ والجذور، ليست للبيع، ليست للشراء، ليست للمقايضة، وليست للمساومة في أسواق السياسة وصراعات المصالح.

الأردنيون يرفضون بشكل قاطع أي مخططات لتفريغ غزة أو الضفة الغربية من أهلها، لأن فلسطين هي فلسطين، والأردن هو الأردن. فليسمع العالم أجمع: لا تهجير، لا توطين، لا تنازل عن حق العودة، ولا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف فلسطين موقف ثابت مخططات التهجير التصفية على حساب

إقرأ أيضاً:

موجة صواريخ إيرانية جديدة وإنفجارات في جميع أرجاء فلسطين المحتلة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن موجة صواريخ جديدة انطلقت من إيران الآن، وسط انفجارات قوية في سماء تل أبيب.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن منظومة الدفاع الجوي فشلت في اعتراض 10 صواريخ أُطلقت من إيران.
أخبار متعلقة اندلاع حريق.. صواريخ إيران تصيب مبانٍ سكنية شمال إسرائيلتفعيل الدفاعات الجوية بطهران.. وإسرائيل تقصف منشأة صواريخ غرب إيرانجيش الاحتلال: نحظى بحرية الحركة في الأجواء من غرب إيران إلى طهرانوأضافت: صافرات الإنذار تدوي للمرة الثانية في مناطق اللد وشرق تل أبيب الكبرى ومستوطنات غربي الضفة، وتسجيل ضربات مباشرة في مناطق في تل أبيب جراء الهجوم الصاروخي الإيراني.
وتابعت: سماع دوي الإنفجارات في جميع الأرجاء جراء الهجوم الصاروخي الإيراني، منها منطقة شرق تل أبيب وغرب القدس وحيفا ومناطق مطار بن جوريون، وسقوط عدة صواريخ في مدينة تل أبيب وإصابة مباشرة لأحد المباني.ملاجئ إيرانيةومن أجل حماية السكان، أعلنت إيران تجهيز المساجد ومحطات المترو والمدارس لاستخدامها كملاجئ اعتبارًا من مساء الأحد، بينما شدد جيش الاحتلال الإسرائيلي على ضرورة بقاء الإسرائيليين قرب الملاجئ.
وتعرضت عشرات الأهداف في العاصمة طهران للاستهداف، من بينها مواقع ذات صلة بالمجال النووي ومستودعين للوقود.
وأغلقت معظم المتاجر أبوابها الأحد، بينما اصطفت طوابير طويلة من السيارات في اتجاه مخارج طهران.
وتوعدت إيران بـ"رد مدمر" على الهجمات الإسرائيلية، قائلة على لسان متحدث عسكري إن إسرائيل ستصبح قريبًا "غير صالحة للسكن".دمار في بات ياموأفادت القناة 14 الإسرائيلية بالعثور على جثتين تحت أنقاض مباني بات يام قرب تل أبيب.
وتسبب وابل من الصواريخ الإيرانية في الليلة السابقة في دمار في بات يام، ومدينة طمرة في الشمال.
وقالت يفجينيا دودكا وهي من سكان بات يام: "لم يتبق شيء، لم يعد هناك منازل، انطلق الإنذار فدخلنا الملجأ، وفجأة، امتلأ الملجأ بالغبار، وعندها أدركنا أن كارثة قد وقعت".
وخلال تفقده موقع سقوط صاروخ على مبنى سكني في بات يام، توعد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو إيران بدفع "ثمن باهظ جدًا مقابل القتل العمد للمدنيين النساء والأطفال".

مقالات مشابهة

  • أدانت التهجير القسري والتوسع الاستيطاني في فلسطين.. السعودية تدعو لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بالمنطقة
  • الإغلاق والحواجز.. كيف يُحيل الاحتلال الصهيوني حياة الفلسطينيين في الضفة جحيمًا؟
  • حركة فتح: الاحتلال يستغل الانشغال بالحرب ضد إيران ويمارس أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين
  • مع قصفها لإيران.. إسرائيل تحوّل حركة الفلسطينيين إلى معاناة يومية
  • الأردن في قلب العاصفة: سياسة الحكمة بدل التهور والمغامرة
  • موجة صواريخ إيرانية جديدة وإنفجارات في جميع أرجاء فلسطين المحتلة
  • جوّكم خاب وبحركم خاسر.. اليمن ثابت وفلسطين في القلب
  • لماذا يستولي جيش الاحتلال على منازل الفلسطينيين في الضفة؟
  • الديهي: مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو التهجير
  • الاحتلال يغلق الضفة ويحذّر الفلسطينيين من إظهار الفرح بالقصف الإيراني