كل المصادر تؤكد ثراء (الذخيرة النغمية) لإسماعيل عبدالمعين..تلك الذخيرة المُستقاة من البيئة الشعبية السودانية..فيرى الباحث النحرير في هذا الميدان (عوض بابكر) أن عبد المعين مُتخمٌ بالأنغام التي التقطها من كافة أنحاء السودان؛ من الفولكلور ومن التُم تُم الذي أخذه كفاحاً من (ستاته الأصليات) وعلى رأسهن رابحة خوجلي "رابحة تُم تُم" و"شريفة بت بلال" و"بت العَقاب" و"نجفة" و"قطّاعة الخشوم".

.إلخ
وكذلك من أغاني السواقين والشغيلين وأغاني السيرة..ثم يقوم بتخليق مقاماته الزنجرابية من أنغام محلية شعبية و"افريقية زنجية" و"عربية فونجاوية" مع مقامات "تبداوية هدندوية"..!
ويشير إلى أن وجود مصطفى بطرن شاعر الحقيبة الأشهر بجوار عبدالمعين في حلة حمد وزوّاره سرور وكرومة والأمين برهان أسهم في تشكيل رافد قوى آخر في ذاكرة عبد المعين النغمية..!
ويُضاف إلى ذلك ما يسمعه عبد المعين في حركته الدءوبة وأذنه المُشرعة للالتقاط من كل بوادي وأرياف السودان عبر تجواله الواسع الذي سبق تغريبته خارج السودان؛ أغاني العمل وأهازيج المرحاكة واغاني الشكرة والذم والسخرية وأغاني الأفراح وأنغام الحنين والإحزان والأغاني المصاحبة للطقوس الاجتماعية والدينية..هذا علاوة كما ذكرنا آنفاً على جلالات ومارشات الأورط السودانية القديمة (جمع أورطة وهي التعبير التركي العثماني للكتيبة: Battalion)..!
**
من مجاراته لأغاني التم تم في البدايات (قابلتو مع البياح):
قابلتو مع البياح
هرب مني ناديتو..قال لي لا لا
لالالالا لا.. داك أبوي مراقبني
ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻨﻲ
ﺷﺎل ﺣﺒّﻮ ﻭﺩّﻋﻨﻲ
يا ﻣلّاﺡ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻻﺡ
وﺣﺒﻴﺒﻲ ﺭﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺡ
ﻋﺪﻱ ﺑﻴﻨﺎ ﻭﻋﺪﻱ ﺑﻴﻨﺎ يا ﻣﺮﺍﻛبى
ﻫﻴﻼ ﻫﻴﻼ .. .ﻫﻴﻼ ﻫﻴﻼ
ﻭﻫﻴﻼ ﻫﻮﻭﻭﻭﻭﻭﺏ ..هلا هيلا
ﻋﺪﻱ ﺑﻴﻨﺎاا ﻋﺪﻱ ﺑﻴﻨﺎ يا ﺭﻳﺲ
ﻳﺎ ﺭﻳّﺲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ.. اصلو ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ أرحب
يلا وقّف ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ..ﺧﻠﻲ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ يرﻛﺐ
يا ﺭﻳّﺲ..
**
ثم أغنية زنجرانية جميلة بلحن شفيف هادئ (لمّا رجعت لينا):
لمّا رجعت لينا.. بعد ما كان نسيتنا
من حقك علينا ..نسامحك لمّا جيتنا
لمّا جيتنا .. ياسيدي..لمّا جيتنا
لمّا جيتنا.. يا بابا...لمّا جيتنا
لمّا رجعت لينا..كان الغيم محبّه
والليمون مشتّل...قدام بيتنا شبّا
لمّا رجعت لينا
من حقك علينا
نسامحك لما جيتنا
لمّا جيتنا يا بابا..لمّا جيتنا
**
عبد المعين لا يتفق مع جمعة وجابر ومعظم الموسيقيين في تسمية (السلم الخماسي)..! ويقول انه (لف كل الدنيا) ولم يقابله سلم خماسي..!
يقول (أنا درست مقامات البابليين والأشوريين والفراعنة والصينيين والهنود واليابانيين ما لاقتتني حاجة اسمها سلم سباعي)..إنما هي كما يقول "سبعة أصوات" من قديم الزمان يتم تعطيل صوتين منها تصبح خمسة..! هي إضافات من نصف التون وربعه ..!
ويتحدث عن الزنجران وعن نصف البُعد والبُعد ونصف بُعد، والبعد الكامل ثم نصفه..مع مقامات زنجية ذات لمحة عربية..! ويرى أن هذه الموسيقي السودانية الزنجرابية يمكن أن يتقبّل إيقاعاتها أهل انجولا والكنغو وغيرهم في أفريقيا..وكذلك أهل الكويت وأهل الخليج والجزيرة العربية والعالم شرقا وغربا..ووأنها هي ما يميّز السودان..!
**
ألحان عبد المعين عجيبة وتراثياته أعجب؛ مثل أغنية (أم قرقدي):
-أم قرقدى..كدي جبدي
..جبدي جبدي..جبدي
كان يبقى زي حقي دى..
جبدي جبدي..جبدي
جيبي شعر الخيل رقّدي..!
يقول عبدالمعين تعليقاً على مضمون الأغنية بأن هذا الحوار مجرد مداعبة و(مكاواة ضاحكة) بين بنتين أختين (بنات عم) إحداهما أمها وأبوها أقارب من الجوامعة، والثانية أبوها من ذات العشيرة وأمها فوراوية..!
**
وأغنية )القدو قدو(:
القدو قدو يايا
باكلو برايا
كان بي مويه يحلا حلا
كان بي لبن..يزيدو حلا
كان بي روب..لا إله إلا الله
درادم درادم درادم
جيبي كوريه
القد قدو يايا
القدو جنا دُخن..باكلو برايا
القدو قدو يايا.. إلخ
**
وأغنية (بنات الريل الظُراف):
بنات الريل الظُراف
نايرات الخدود..لامعات الوِجن
مالن أوعدن...واخلفن
هيي هيي هيي هيييي
ساقن جِديهن درّجنوا ..ابعدّنوا وابعدن
ما بلومن مهما حصل ..
على كيفن..متى ما يجن الليجن
بس داير اقول بي اذن منهن..لويسمحن
فيها ايه..؟ لما جن ماشات.. لو ودّعن
شُفناهن بي وكد
هاجات لاجات قايدات الجِدي
نافرات جافلات شاردات شادات نَفَسن ما برَد
إلخ
**
وأهزوجة (المهدي جا من دنقلا) على لسان فتاة تتوق للزواج:
يا ربي تجيب الصيف
نمرق من الشنيف
الليل بوبا
ودوني لي "غبيش"
قالوا ليّا حِشّي العيش
المهدي جا من دنقلا
قال الفتا بي فد ريال
والعزبا بالفاتحه
ود بشاره جا..
سيدي محمود ورا
**
وأهزوجة (عمتي حوا):
عمتي حوا
عمتي حوا...ما شفتي الليله
الفنجري دقو
كدي كدي ..رقص أم صليب
**
وأغنية (ست العربية) وهو مشحونة بالدلالات:
سوقيها يا البنيه..ست العربية
بكره السفر محتوم.. كترت عليا هموم
ياريت صلاتنا تدوم.. بين مصرَ والخرطوم..!
ودينا (قصر النيل) ..الحب دا شيلو تقيل
سوقيها يا سنية..مادمتِي محاميه
حبك بقا لي كيف..إنتي الخيال والطيف
ما اظن أسيب الريف..لو كان (نفر في رديف)..!
سوداني ما بنفات..هوَ غاية الغايات
أنا كيف أسيب شمبات..لي (مصرَ والواحات)..؟!
سوقيها يا بنية
سودانيه...ومصريه
تريفيرا يا بنيه
الهوا شال الطاقيه...!!
**
أغنية (كندرو مندرو) قال عبد المعين إنه سمعها من حاجة زيتونة (أم الفقرا) زوجة شيخ القادرية.. وعندما سألها عن معنى الكلام..قالت إن احد الشبان الطائشين تهجّم على بيت في االفريق ولاحقه أهل البيت...وانتشرت شائعة بأنه قُتل، وشائعة أخري بأنه أصيب ونجا: وكندرو مندرو (بمعنى كان دروا أو ما دروا.. علموا أو لم يعلموا):
كان دروا وما دروا
خبر الحِله كان صحيح
كندرو مندرو
قالوا الزول نصيح...
كندرو مندرو
واحدين قالوا بس جريح
الباب البجيب الريح
ياخي سِدّو واستريح..!
كندرو مندرو
ما بقعد مع الشحيح
كان درو وما ندروا
العارف عزّو مستريح
كندرو مندرو
قالوا الحال رجع لي حالو كيف
ريمه رجعت لي قديما
كندرو مندرو
لازم الزول يكون صريح
الهم ذهب مع الريح
تعبير (ذهب مع الريح) من المؤكد لم تقله الحاجة زيتونة..! ويبدو أنه "من عنديات عبدالمعين"..لكن لا ندري هل واتاه هذا التعبير صدفة..؟ أم استعاره من اسم الرواية الشهيرة للكاتبة الأمريكية مارغريت ميتشل Gone with the Wind

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد المعین

إقرأ أيضاً:

نقطة ضعف فريق الرديف تؤرق برشلونة وفليك

على مر سنوات مديدة زودت أكاديمية برشلونة للشباب الفريق الأول بلاعبين حققوا قفزات نوعية وقادوا النادي إلى منصات التتويج، لكنها تعاني اليوم من مشكلة تؤرق المدرب هانسي فليك.

ووفقًا لصحيفة "موندو ديبورتيفو"، حدد برشلونة بالفعل فجوةً بدنيةً كبيرةً بين الفريق الرديف والفريق الأول.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قميص برشلونة للكلاسيكو مستوحى من المباراة الأسطورية عام 2005list 2 of 2لامين جمال في برشلونة أكثر من مجرد لاعبend of list

ففي كثير من الأحيان، يختلف لاعبو الفريق الأول اختلافًا كبيرًا عن لاعبي برشلونة أتلتيكو، وخاصةً من حيث القوة البدنية.

هذا الأمرٌ أثار قلق فليك، ويسعى المدرب الألماني إلى تغيير الأمور هذا الصيف، من أجل تسهيل إدماجهم في الفريق الأول عند الحاجة.

فعندما يتم استدعاء لاعبين من برشلونة أتلتيك لتعزيز الفريق الأول، فإن فارق القوة يحدّ من تأثيرهم ومن ثقة فليك في توظيفهم في المواقف الحاسمة.

لمعالجة هذه المشكلة، يسعى النادي الآن إلى تعزيز هيكل اللياقة البدنية. وسيتم تعيين أخصائي قوة للعمل تحت إشراف خوليو توس المسؤول عن الإعداد البدني في برشلونة والتركيز بشكل خاص على الفريق الرديف، لضمان توافق تدريبهم البدني مع معايير الفريق الأول.

الهدف هو تكرار الروتين البدني للفريق الأول على مستوى الرديف، وإعداد لاعبين مثل جوفري تورينتس، لاندري، يان فيرجيلي، ديارا، و"درو" للمنافسات رفيعة المستوى.

بالإضافة إلى ذلك، يسعى النادي إلى ضمان أن يعكس برشلونة أتلتيك أسلوب لعب فريق فليك.

مقالات مشابهة

  • مدارس فرنسا تتحول إلى “أفران”… والأهالي يطالبون بحماية الأطفال من موجات الحر
  • “أبطال الخير”… فعالية لترسيخ القيم الأخلاقية عند الأطفال بحمص
  • “إعصار قنبلة” يجتاح سيدني ويشل حركة الطيران… مطار سيدني: شركة كانتاس للطيران ألغت ما لا يقل عن 11 رحلة فيما ألغت شركة فيرجن أستراليا 12 رحلة
  • “النشاط الثقافي المدرسي…من الهامش إلى قلب الفعل التربوي”
  • نمذجة معلومات البناء “BIM” الحديثة… محاضرة لنقابة المهندسين بدمشق
  • نازك العابد… مناضلة من سوريا في سلسلة “أعلام ومبدعون”
  • “نزاهة رقمية”… حملة توعوية لتعزيز بيئة رقمية آمنة ومحاربة الفساد الإلكتروني
  • نقطة ضعف فريق الرديف تؤرق برشلونة وفليك
  • “المخدرات والشباب”… ندوة لمديرية صحة حمص
  • كتاب “الرأسمالية الأسود”… نقد موضوعي للرأسمالية الغربية