وادي بلي وطريق الملح بالبحر الأحمر.. كنز جيولوجي وسياحي يروي تاريخ التجارة القديمة
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
تشتهر محافظة البحر الأحمر بتضاريسها الوعرة وأوديتها الجبلية التي تحمل بين طياتها أسرارًا جيولوجية وتاريخية، ويعد وادي بلي، الواقع شمال الغردقة خلف جبل أبو شعر، من أبرز هذه الأودية، حيث يتميز بتكوينات جيولوجية نادرة تشكلت على مدار 600 ألف عام، مما جعله مقصدًا مهمًا لعشاق الجيولوجيا والسياحة العلمية والمغامرات.
لم يكن وادي بلي مجرد ممر جبلي، بل لعب دورًا محوريًا في التجارة قديماً، حيث كان جزءًا من "طريق الملح" الذي استخدمته القوافل لنقل الملح من البحر الأحمر إلى محافظات الصعيد. فقبل نحو 150 عامًا، ازدهرت تجارة الملح في المنطقة، وكانت القبائل تنقله على ظهور الجمال من ملاحة "أم اليسر" جنوب رأس غارب و"رأس البحار" الواقعة بين الجمشة وجبل الزيت، على بُعد 70 كيلومترًا شمال الغردقة.
كانت القوافل تحمل "السكايب" المملوءة بالملح وتسلك طريق "وادي القطار"، المعروف آنذاك بطريق الملح، مرورًا بوادي بلي، وصولًا إلى الصعيد. وظل هذا الطريق شاهدًا على حقبة زمنية ازدهرت فيها تجارة الملح، قبل أن تتغير مسارات النقل الحديثة.
بفضل موقعه الفريد، جذب وادي بلي اهتمام علماء الآثار الذين افترضوا أن الاستيطان البشري الحديث في الوادي ما هو إلا امتداد لمراحل استيطان قديمة. وقد أكدت الاكتشافات الأثرية صحة هذه الفرضية، حيث تم العثور على أدوات حجرية ومشغولات يدوية وبقايا عظام لحيوانات تعود إلى إنسان العصر الحجري، لا سيما داخل كهف وادي بلي، الذي يُعتقد أنه كان مأوى للإنسان القديم.
إلى جانب أهميته الأثرية، يتميز وادي بلي بتكويناته الجيولوجية النادرة، مما جعله وجهة مفضلة للباحثين والدارسين من مختلف دول العالم. حيث تنظم إليه رحلات جيولوجية دورية لاستكشاف طبقات الصخور الفريدة التي تكشف عن تاريخ المنطقة الجيولوجي العريق.
لم تقتصر شهرة وادي بلي على الأوساط العلمية، بل أصبح أحد أبرز الوجهات لمحبي رحلات السفاري الجبلية. تنظم وكالات السياحة رحلات خاصة إلى الوادي وفق أنظمة محددة تلبي احتياجات عشاق الطبيعة والمغامرات، حيث يوفر الوادي تجربة استثنائية تجمع بين سحر التضاريس الجبلية وتاريخ المنطقة العريق.
يظل وادي بلي، شاهدًا على عصور متعاقبة، من تجارة الملح القديمة إلى الاكتشافات الجيولوجية الحديثة، ليؤكد أن البحر الأحمر لا يقتصر على شواطئه الخلابة، بل يخفي في أعماقه وبين جباله كنوزًا لا تزال تروي قصص الماضي وتلهم المستقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الغردقة محافظة البحر الاحمر الصحراء الشرقية البحر الاحمر المزيد
إقرأ أيضاً:
أسطورة حمراء.. علي معلول محطات بارزة في تاريخ الأهلي
انتهت القصة وكتب فيها الحرف الأخير، علي معلول يعلن الرحيل عن النادي الأهلي ليكتب نهاية قصة استمرت 9 مواسم بات فيها من أساطير القلعة الحمراء.
بالتأكيد عاشت جماهير القلعة الحمراء لحظات كبيرة مع التونسي ليكون الوداع الأخير حزين ومؤثر.
ومع نهاية الرحلة نستعرض عبر الفجر الرياضي أبرز المحطات في قصة علي معلول مع المارد الأحمر والتي جاءت كالاتي:-
المشاركة الأولىعام 2016 كان أحد الأعوام إثارة والذي أعلن فيها الأهلي التعاقد مع الظهير التونسي، ليسجل المشاركة الأولى سريعا في نصف نهائي كأس مصر أمام إنبي، ليصنع هدف الفوز في الدقيقة 85 والذي سجله اللاعب سعد سمير ويتأهل الأهلي لنهائي كأس مصر.
الهدف الأولمن أغسطس إلى السادس من نوفمبر والذي افتتح معلول فيه شريط أهدافه أمام طنطا من ركلة جزاء ليمنح الأهلي فوزا ثمينا بهدفين.
تميز في ديربي القاهرةأهداف معلول في الديربي اكتسبت نكهة خاصة، بداية من هدفه في موسم 2018-2019، في مرمى عماد السيد، لثنائية في الديربي الشهير والذي تفوق المارد الأحمر فيه بخماسية مقابل ثلاثية.
لكن تظل اللحظة الحاسمة والأغلى هي صناعة هدف عمر السولية ليؤكد التونسي تميزه ويعود للنهائيات القارية بعد غياب لمدة عامين على التوالي بداعي الإصابة.
مكانة كبيرة مع الجماهير
اللاعب هو عنصر بشري يخطئ ويصيب وفي قصة معلول حملت تعثر في الأداء لكن تظل المواقف الأبرز التسبب في ركلة جزاء للترجي عام 2017 ليحاول بشخصية البطل وينجح في تحويل النتيجة لصالح المارد الأحمر.
وفي دوري 2019 تسبب في هدف أمام طلائع الجيش وعقب تسجيل معلول هدف الفوز جلس على الأرض باكيا في لقطة وجدت الدعم والمساندة الجماهيرية والتي قدمتها للاعب ذو مكانة كبيرة.
فرحة شارة القيادة
وفي 4 مايو الماضي وتحديدا في مباراة الأهلي والجونة في الدوري ومع حلول الدقيقة 60 ارتدى علي معلول شارة القيادة لأول مرة في مسيرته مع الأحمر، في لحظة هتف فيها الجمهور "يا هنانا يا سعدنا علي معلول عندنا".