خطيب الجامع الأزهر: العزة والكرامة تحتاج إلى تعاون وقوة و والظَلَمة يخونون العهود ولا يحترمون المواثيق
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، ودار موضوعها حول شهر شعبان وتحويل القبلة، مؤكداً أن شهر شعبان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بشهر رجب؛ حيث إن في كلا الشهرين أحداث عظام، ذكَّر المولى عزّ وجلَّ بها الأمة وبين لها أن تلك الأحداث تمثل هويتها، وتعد جزءًا لا يمكن أن يُمحى من عقيدتها، ومن بين هذه الأحداث ما جاء في قول الحق: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ في رجب.
وأضاف: ومن الأحداث العظيمة التي حدثت في شهر شعبان: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ فبين الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس بفلسطين، وتحويل القبلة من بيت المقدس بفلسطين إلى الكعبة المشرفة في المسجد الحرام ارتباط وثيق، وهو ما يدعونا أن تنتبه لدلالاته فلا تمر مرور الكرام، وتنقضي تلك الأحداث بانقضاء زمنها.
حكم ترك صلاة الجمعة بسبب البرد الشديد والمطر
حكم قراءة القرآن للحائض من الهاتف وهل يجوز مس المصحف؟ اعرف آراء المذاهب الفقهية
وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أهمية أن تعيش الأمة تلك الأحداث وأن تطبقها لأن الله سبحانه وتعالى أعطى لتلك الأمة وحملها ميراث الوحي الإلهي فهي مسئولة مسئولية تامة عن إرث النبوة ورسالة الرسل، وبهذا استحقت أن تكون أمة شاهدة على الأمم يوم القيامة، قال تعالى: وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾، تلك منزلة الأمة وهي تعيش ذكرياتها وتتأمل أحداث تلك الذكريات التي تقع في الزمن المتقارب في شهرين متتاليين، موضحًا أنه يجب على أمة الإسلام أن تنتبه وأن تعيش الأحداث ولا تكتفي بإحيائها فقط، بل عليها أن تعيشها عملياً وأن تطبقها سلوكياً لتبقى لها المقومات وتستقيم الأمور في المعاش، وللحفاظ على الأموال والأعراض والدماء، وعبادة الله حيث أراد أن يُعبد، فتبذل النفس والنفيس من أجل حماية تلك المقدسات التي تجري أحداثها في شهرين متتاليين.
وحذر خطيب الأزهر، الأمة الإسلامية من التشتت والاستسلام، وعليها أن تستلهم الدروس من الأحداث التاريخية التي انتهت لصالح الحق، لأن الله سبحانه وتعالى هو العدل لذلك فهو ناصر الحق ولو بعد حين، ولكن علينا التمسك به، دون تفريط، لأن الحق أحق أن يتبع، قال تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ﴾، لكن هذا التمسك لابد له من قوة وجلد، لتحمي حقوقها قال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾، وهو توجيه صريح من الحق سبحانه وتعالى للأمة بأكملها ينهاها عن الوهن والحزن، والحق سبحانه وتعالى يبين لنا أننا نحن الأعلى شريطة أن نحقق ما أراد الله منا، قال تعالى: ﴿إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾، لأن العزة والكرامة تحتاج إلى جهد وعرق، وبذل الجهد والطاقة، كما تحتاج إلى التعاون والوحدة، لأن الظَلَمة لا يرحمون ولا يرقبون في مؤمن إلاَّ ولا ذمة، ولا عهد لهم ولا كرامة، يخونون العهود ولا يحترمون المواثيق.
وواصل: لهذا يجب أن تكون أمة الإسلام على قدر المسئولية كما أراد الله لكم، ﴿فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾، فإن النصر لكم متى عرفتم الحق ووحدتم الصف، وأخذتم من نهج نبيكم ﷺ وتمسكتم به، فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر خطيب الجامع الأزهر الجامع الأزهر المزيد سبحانه وتعالى قال تعالى
إقرأ أيضاً:
الأردن والقدس.. 79 عامًا من الاستقلال و104 أعوام من الوصاية والثبات على الحق
صراحة نيوز– في الذكرى الـ79 لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، يتجدد الحديث عن الثوابت الوطنية الراسخة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس الشريف، التي لم تغب يومًا عن وجدان الدولة الأردنية منذ تأسيسها قبل 104 أعوام، فالأردن لم يتخلَ يوماً عن مسؤوليته تجاه فلسطين، وظل ثابتًا في مواقفه، شامخًا في التزامه، متحملًا تبعات الوقوف إلى جانب شعب شقيق وقضية عادلة.
ومنذ انطلاق الثورة العربية الكبرى، كان الموقف الهاشمي واضحًا في رفض أي تنازل عن أرض فلسطين. هذا المبدأ رافق قيام إمارة شرق الأردن، وتعزز مع الاستقلال عام 1946، حينما خاض الجيش العربي معارك بطولية دفاعًا عن فلسطين، في اللطرون وباب الواد والرادار وغيرها، وارتقى الشهداء الأردنيون، وعلى رأسهم مؤسس المملكة الملك عبد الله الأول بن الحسين، شهيداً على أعتاب الأقصى.
وصاية هاشمية راسخة
ورث ملوك الأردن مسؤولية الدفاع عن القدس والمقدسات، وواصلوا عبر العقود تكريس الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية. واليوم، يقود جلالة الملك عبد الله الثاني هذا الإرث بثبات، مؤكدًا في كل المحافل أن القدس خط أحمر، وأن الأردن لن يتخلى عن دوره التاريخي والديني والقومي في حمايتها.
وبحسب وزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة، فإن الأردن من خلال دائرة أوقاف القدس التابعة للوزارة، يشرف على إدارة شؤون المسجد الأقصى ومساجد القدس وأملاكها الوقفية، التي تشكل أكثر من 50% من أملاك المدينة. وتقوم الدائرة بدور حيوي في رعاية المقدسات، وتثبيت المقدسيين على أرضهم، من خلال مشاريع إسكانية وصحية وتعليمية، إضافة إلى مدارس وكليات تؤوي أكثر من 13 ألف طالب وطالبة تحت إشراف أردني مباشر.
دعم لا ينقطع
ويؤكد أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، عبد الله كنعان، أن استذكار الاستقلال يعني استحضار معاني الدفاع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين والقدس، مشددًا على أن الأردن لم يتوانَ يومًا عن تقديم الدعم السياسي والإنساني، وفضح الانتهاكات الإسرائيلية على الساحة الدولية.
وشهدت العقود الماضية جهودًا دبلوماسية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، لفرض الحضور السياسي للقضية الفلسطينية، والتأكيد على حل الدولتين، وضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. كما قدّم الأردن الدعم الميداني لأهل غزة، من مستشفيات ميدانية إلى مساعدات إنسانية، عبر البر والجو.
الكنائس تتمسك بالوصاية الهاشمية
وقال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إن الكنائس في القدس تتمسك بالوصاية الهاشمية وتثمّن دور جلالة الملك في حماية القدس والدفاع عن مقدساتها، مؤكدًا أن الهاشميين لطالما كانوا السند والداعم للشعب الفلسطيني.
صوت للحق في المحافل الدولية
وفي حديثه، أكد الدكتور هايل الدعجة أن الدبلوماسية الأردنية، بقيادة جلالة الملك، صنعت حضورًا عالميًا للأردن، وجعلت من المملكة صوتًا للحق في وجه السياسات الإسرائيلية، ومثالًا للدفاع عن القيم والعدالة الدولية.
وشدد مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية، المهندس رفيق خرفان، على أن الوصاية الهاشمية ليست مجرد مسؤولية، بل هي التزام تاريخي وديني، وأن جلالة الملك يواصل الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في وجه محاولات التهويد والتهجير، مؤكدًا أن دعم الأردن لفلسطين سيبقى ثابتًا لا يتغير.
في الذكرى 79 للاستقلال، يجدد الأردنيون العهد بأن تبقى فلسطين قضيتهم المركزية، وأن القدس ستبقى في القلب والضمير، برعاية هاشمية لا تتغير، وبشعب أردني لا يلين في وجه التحديات، مؤمن أن الدفاع عن القدس هو دفاع عن الكرامة والهوية والحق.