كيف توزان بين العبادات ومطالب الحياة؟ عالم أزهري يجيب
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
أكد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن النفس البشرية لها متطلبات طبيعية تتطلب التوازن بين العبادة والراحة، ففي حديثه عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لنفسك عليك حقًا"، مشيرا إلى أن هذا الحديث يعكس أهمية تلبية احتياجات النفس من الطعام والراحة، بجانب العبادة.
وأوضح العالم الأزهري، في تصريح له، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحثنا على مراعاة هذا التوازن في حياتنا، حيث أكد أن النفس تحتاج إلى الراحة من خلال النوم والطعام، وأيضًا إلى الترويح عن النفس بممارسة عبادات متنوعة، فالإنسان لا يستطيع الاستمرار في عبادة واحدة دون أن يشعر بالملل، ولذا جاء التنوع في العبادة ليمنح النفس الراحة ويجنبها الإحساس بالملل، فيمكن للإنسان أن يؤدي عبادات متنوعة مثل الصلاة، زيارة الأصدقاء، البر بالوالدين، طلب العلم، والسعي للرزق.
وأشار إلى أن التوازن بين العبادات المختلفة هو الطريق للاستمرارية في العبادة حتى الوفاة، مستشهداً بقوله تعالى: "وَعِبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"، فالعبادة لا تتوقف في الشباب ثم تنقطع في الشيخوخة.
وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير إلى أن حق النفس على الإنسان هو تلبية احتياجاتها بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، وكذلك حق الأسرة، سواء الزوجة أو الأولاد، فإن لهم حقوقًا على الإنسان في الرعاية والاهتمام، وأداء واجباته تجاههم من نصح ونفقة وتعليم.
وألمح إلى أن البعض قد يظن أن الانشغال بالصلاة والقيام وحده هو ما يجعل الإنسان من أكثر العبادات، ولكنه في الواقع قد يحرمه من عبادة أخرى قد تكون أعظم أجرًا. محذرا من التركيز على نوع واحد من العبادة وترك باقي العبادات التي قد تكون أرفع في الأجر.
وأكد جبر أن النبي صلى الله عليه وسلم رغم كثرة انشغالاته من تلقي الوحي، وقيادة الأمة، والعبادة، والاعتناء بالأحوال الشخصية، كان دائمًا حريصًا على السؤال عن صحابته، وتفقد أحوالهم، ليكون بذلك قدوة في كيف يمكن للمسلم أن يوازن بين حقوق نفسه وحقوق الآخرين دون أن يتخلى عن عبادة الله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحياة العبادات المزيد النبی صلى الله علیه وسلم إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما ذا نفعل عند نزول المطر؟.. الأزهر يجيب
فى ظل ما نشهده من سقوط أمطار متفاوتة الشدة فى عدد من المحافظات يرغب الكثير عن معرفة ما يستحب فعله عند نزول المطر.
وفى هذا السياق قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن المطر غيث وبركة، وعلى المسلم أن يسأل الله الخير وقت نزول المطر.
ما يسن للمسلم فعله عند نزول المطر؟بين الأزهر للفتوى أنه يسن للمسلم إذا رأى المطر أن يدعو بدعاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم صيبا نافعا" أخرجه البخاري، أي: اللهم اجعله مطر خير وبركة ينتفع به الناس، لا مطر نقمة وعذاب.
ونوه بأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غامت السماء وتكاثرت السحب، يرجو الله أن تكون سحب خير ورحمة، ويستشعر قدرته على كونه وخلقه، ويشفق من نزول عذاب بأمته، فإذا نزل المطر استبشر وسر وذهب ما كان به.
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء -أي سحابة يخال فيه المطر- أقبل وأدبر ودخل وخرج، وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه، فعرَّفته عائشة ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما أدري لعله كما قال قوم: "فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ".
ماء المطر طهور
وأوضح أن ماء المطر طهور وبركة، فقد قال تعالى: “وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا”.
ونوه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب ملامسته ويكشف شيئا من جسده ليصيبه ماء المطر، ويقول: "لأنه حديث عهد بربه تعالى" أخرجه مسلم، أي: بخلق الله له.
ما يسن للمسلم فعله عند اشتداد المطرواشار الأزهر الى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتد المطر يدعو الله أن يجعله رحمة وسلاما، حول بيوت الناس لا عليها، فيقول: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر" أخرجه البخاري.
ولفت الى أن من تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أن ينسبوا ظواهر الكون لإرادة الله سبحانه وتعالى وقدرته وفعله، ومن ذلك نزول المطر بالخير فكان يقول "مطرنا بفضل الله ورحمته" أخرجه البخاري.
وقت استجابة الدعاء
وأكد أن وقت نزول المطر هو وقت فاضل من أوقات استجابة الدعاء، فعن سهل بن سعد مرفوعا: أن النبي قال: "ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر" أخرجه الحاكم.