الجزيرة:
2025-08-12@06:10:29 GMT

كيف خطط الاحتلال للبقاء في محور نتساريم؟

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

كيف خطط الاحتلال للبقاء في محور نتساريم؟

استخدم الاحتلال الإسرائيلي محور نتساريم، الذي يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب القطاع، كأداة إستراتيجية خلال الحرب على غزة.

وتحول المحور إلى ساحة مواجهة دامية، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من تكبيد جيش الاحتلال خسائر فادحة، مما جعله رمزا للقمع الإسرائيلي والصمود الفلسطيني.

ووفق تقرير أعده مراسل الجزيرة محمد خيري، فإنه ومنذ بداية الحرب، سعت إسرائيل إلى توسيع المحور ليصبح حاجزا منيعا يشتت الفلسطينيين ويقيد حركتهم.

ومع مرور الوقت، تحول المحور إلى منطقة محصنة شهدت انتهاكات جسيمة، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على كل من يقترب، وتركوا الجثث ملقاة في العراء وفق شهادات موثقة لضباط إسرائيليين.

وعمل الاحتلال على تعزيز وجوده في المحور عبر شق الطرق ومد خطوط المياه والكهرباء، إضافة إلى إنشاء نقاط عسكرية دائمة، مما دفع المستوطنين إلى التوافد إليه بأحلام إعادة الاستيطان.

وكانت دانييلا فايس، إحدى قادة المستوطنين، من أبرز الداعمين لهذا المشروع، حيث زارت المحور مرارا بحثا عن مواقع لإعادة بناء المستوطنات.

وقبل انسحاب الاحتلال من غزة عام 2005، كانت نتساريم إحدى المستوطنات الإسرائيلية البارزة، لكن هجمات المقاومة أجبرت إسرائيل على المغادرة.

إعلان

الميدان يبدد طموحات المستوطنين

ومع اندلاع الحرب الأخيرة، تجددت طموحات المستوطنين، وتعاونوا مع ضباط بارزين مثل يهودا فاخ، قائد الفرقة 252، في محاولة لفرض السيطرة الإسرائيلية الدائمة.

غير أن الواقع الميداني كان مختلفا، إذ تحول المحور إلى مصيدة للمحتلين، حيث نفذت المقاومة الفلسطينية عمليات نوعية، شملت تفجير العبوات الناسفة وعمليات قنص، مما جعل الموقع هدفا دائما لهجمات الفصائل المسلحة، وأدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وبعد شهور من القتال العنيف والمجازر والدمار، اضطرت إسرائيل إلى الانسحاب من محور نتساريم مجددا في إطار صفقة مع المقاومة، وباتت المفارقة أن الموقع الذي كان يُنظر إليه داخل حكومة نتنياهو كرمز لعودة الاستيطان والسيطرة، أصبح اليوم عنوانا للهزيمة العسكرية.

واعترف قادة اليمين المتطرف في إسرائيل، مثل إيتمار بن غفير، بفشل المخطط الإسرائيلي في محور نتساريم، الذي تحول إلى شاهد جديد على قدرة المقاومة الفلسطينية على إفشال المشاريع الاحتلالية، رغم محاولات ترسيخ الاستيطان بالقوة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد أنه أكمل سحب قواته من محور نتساريم في قطاع غزة في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك بعد احتلاله لأكثر من عام و3 أشهر.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "قواتنا انسحبت من نتساريم بالكامل"، وذلك بعد صدور أوامر في وقت سابق أمس للقوات الإسرائيلية بالانسحاب من المحور الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات محور نتساریم

إقرأ أيضاً:

سلاح المقاومة كسر غطرسة الكيان

 

في مشهدٍ يعكس عمق الانحدار السياسي والأخلاقي في المنطقة، تتسابق الأنظمة العربية لتبنّي الأجندة الأمريكية والإسرائيلية، من خلال الدعوات المتكرّرة لنزع سلاح المقاومة في غزة ولبنان. هذا الموقف ليس مجرد خطأ سياسي عابر، بل هو خيانة صريحة وتماهٍ كامل مع مطالب العدو، بل ويعكس غباءً فادحًا أمام وحشية الاحتلال الإسرائيلي وحليفه الأمريكي ومساعيهما الحثيثة للتوسع والهيمنة.

إن منطق تحميل سلاح المقاومة مسؤولية العدوان الإسرائيلي هو منطق أعوج يتجاهل الحقائق التاريخية وينكرها عن عمد. فالاحتلال الإسرائيلي جاثم على أرض فلسطين منذ أكثر من سبعين عامًا، وقد تمكن من تثبيت أقدامه في ظل غياب السلاح وتفكك الموقف العربي. لم تولد المقاومة الفلسطينية إلا بعد أن أصبح الاحتلال أمرًا واقعًا، ولم تشتعل جذوة المقاومة في لبنان إلا بعد أن اجتاح الاحتلال بيروت واحتل أجزاء واسعة من لبنان.

التاريخ واضح: غياب السلاح مكّن الاحتلال من التمدد بلا رادع، بينما وجود المقاومة هو الذي أوقف زحفه وكسر غطرسته. لذلك، فإن الدعوة إلى تجريد المقاومة من سلاحها ليست فقط خيانة لدماء الشهداء وتضحيات الأحرار، بل هي أيضًا خدمة مجانية للمشروع الصهيوني الأمريكي، وتهيئة الأرضية لعودة الاحتلال وتمدد نفوذه.

إن الأخطر من ذلك أن هذه الدعوات تتماهى تمامًا مع المخطط الأمريكي–الإسرائيلي لتفريغ ساحات المواجهة من أي قوة رادعة، وتهيئة المنطقة لمرحلة جديدة من التطبيع القسري والهيمنة المطلقة، حيث يصبح القرار السياسي العربي أسيرًا للإملاءات الخارجية، وتتحول العواصم العربية إلى مجرد محطات في خارطة النفوذ الصهيوني.

وفي ظل الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال في غزة، والمجازر التي تحصد أرواح الأبرياء، يصبح السكوت عن هذه الدعوات أو تمريرها تواطؤًا صريحًا. فالمعادلة واضحة: من ينزع سلاح المقاومة يفتح الباب لعودة الاحتلال، ومن يبرر ذلك، مهما كانت حجته، إنما يشارك في تسليم مفاتيح العواصم إلى العدو.

إن بقاء سلاح المقاومة ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل هو خيار وجودي يحفظ للأمة كرامتها، ويؤكد أن الشعوب الحرة قادرة على الدفاع عن أرضها ومقدساتها، مهما تكالبت قوى الاستكبار العالمي.

 

 

مقالات مشابهة

  • سلاح المقاومة كسر غطرسة الكيان
  • مشروع “الشرق الأوسط الجديد” بين الطموح الصهيوني والفشل المتكرر أمام محور المقاومة
  • لاريجاني في بغداد لإعادة ترتيب محور المقاومة وتشكيل الحكومة الجديدة
  • الصحفي الشجاع الذي أقلق إسرائيل
  • أنس الشريف.. صوت غزة الذي اغتاله جيش الاحتلال
  • أنس الشريف .. صوت غزة الذي فضح جرائم الاحتلال
  • المقاومة تستهدف تجمعا للاحتلال بقذائف “الهاون”
  • ما خطة نتنياهو العسكرية لاحتلال غزة؟ وكيف ستواجهه المقاومة؟
  • مستشار السيد الخامنئي: اليمن جوهرة محور المقاومة أرسلها الله لدعمه
  • ضبط سائق يسير برعونة على طريق المحور بمحيط 6 أكتوبر في الجيزة