تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على ضفاف نهر النيل العظيم، يقف ماسبيرو شامخًا، فخورًا بتاريخه العريق، حاملًا بين جدرانه إرثًا ثقافيًا ووطنيًا ساهم في تشكيل وجدان المصريين والعرب، فقد لعب دورًا محوريًا في نشر الفكر والثقافة والفن المصري في العالم العربي، إذ انطلقت منه أصوات سياسية، ثقافية وفنية وصلت إلى ملايين المشاهدين، وتضاعف هذا التأثير بعد ظهور القناة الفضائية المصرية والانفتاح الإعلامي.
منذ نشأته، قدم التلفزيون المصري محتوى مميزًا يجمع بين الأخبار، الثقافة والدراما، فمن خلاله، عرف العرب أبرز القامات الإعلامية واستمتعوا بأعظم الأعمال، إذ ارتبط الجمهور العربي ببرامج أيقونية مثل "العلم والإيمان"، "عالم البحار"، و"النادي الدولي"، وعلى المستوى الفني، لم تكن الأعمال الدرامية التي قدمها مجرد وسيلة للترفيه، بل كانت مرآة تعكس قضايا المجتمعات العربية، مثل "الشهد والدموع"، "ليالي الحلمية"، و"رأفت الهجان"، وهي أعمال أثّرت في وجدان الملايين وساهمت في خلق روابط ثقافية قوية بين مصر والدول العربية وجعلت اللهجة المصرية الأكثر تداولًا بين الشعوب العربية.
أما قطاع الأخبار، فقد كان مدرسة إعلامية رائدة قدمت وجوهًا بارزة مثل صفاء حجازي، زينب سويدان، محمود سلطان، وأحمد سمير، الذين نقلوا صورة مصر الحقيقية إلى العالم بكل احترافية ومصداقية، ولعب هذا القطاع دورًا هامًا في تشكيل الانطباع الدولي عن مصر كبلد حضارة وثقافة، من خلال نشرات إخبارية وتقارير دقيقة تغطي الشأن المحلي، العربي والدولي، خصوصًا خلال الأزمات والحروب، ويبقى صوت البيان الأول لحرب أكتوبر 1973 محفورًا في ذاكرة الملايين، مما يؤكد أن هذا المبنى العريق جزء لا يتجزأ من تاريخ الأمة العربية.
لا يمكن النظر إلى ماسبيرو كمجرد مقر للإذاعة والتلفزيون المصري، بل هو في عيون العرب معلمة أثرية ذو قيمة كبيرة شاهدة على العصر الذهبي للإبداع، وهو ما يجعله وجهة محببة لكل سائح عربي عاش وتأثر بالرموز الفنية المصرية مثل فؤاد المهندس، سعاد حسني، عبدالحليم حافظ، نيللي، وشادية، فبصمات هؤلاء النجوم لا تزال محفورة في استوديوهات ماسبيرو، وزيارته تعني العودة إلى الزمن الجميل، لذا، فإن الحفاظ عليه ليس مطلبًا مصريًا فحسب، بل مطلبًا عربيًا واجب النفاذ، فهو يمثل الهوية الإعلامية المصرية التي ساهمت في تشكيل الوعي العربي.
ماسبيرو.. القلب النابض للإعلام المصري، وذاكرة الأمة العربية، وإحدى القلاع الإعلامية في العالم العربي، ظل منذ عقود رمزًا للاحترافية والمهنية رغم التحديات، ولذلك فهو يستحق الاهتمام والتطوير ليبقى النافذة الأقوى التي تطل منها مصر على العالم.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
تأهل رسمي لـ«كأس العالم للأندية 2029».. تعرّف على الأندية العربية المشاركة
رغم أن التركيز الكروي العالمي منصب حالياً على النسخة التاريخية من كأس العالم للأندية 2025، التي تنطلق منتصف يونيو الجاري في الولايات المتحدة بمشاركة 32 فريقاً للمرة الأولى، بدأت ملامح النسخة التالية المقررة في عام 2029 بالتشكل، بعد أن ضمنت 3 أندية تأهلها المبكر إلى البطولة الكبرى.
ويأتي ذلك ضمن النظام الجديد للبطولة، التي تقام كل 4 سنوات على غرار كأس العالم للمنتخبات، وتجمع نخبة أندية العالم من أبطال القارات، ما يمنحها طابعاً تنافسياً فريداً يجعل التأهل إليها إنجازاً في حد ذاته.
الأندية المتأهلة حتى الآن إلى نسخة 2029:
باريس سان جيرمان الفرنسي
حجز النادي الباريسي مقعده التاريخي بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، إثر فوز كاسح على إنتر ميلان الإيطالي بنتيجة 5-0 في نهائي عام 2025، في إنجاز يُعد نقطة تحول في تاريخ الفريق الفرنسي.
الأهلي السعودي
تأهل ممثل الكرة السعودية بعد فوزه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، متغلباً على كاواساكي فرونتال الياباني بنتيجة 2-0 في المباراة النهائية، ليعود إلى الواجهة القارية ويضمن موقعه بين كبار العالم.
بيراميدز المصري
فجّر بيراميدز مفاجأة مدوية بفوزه بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه، عقب تغلبه على ماميلودي صن.
وتنطلق بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة في 14 يونيو وتستمر حتى 13 يوليو، بمشاركة كبرى أندية العالم، من بينها ريال مدريد، مانشستر سيتي، إنتر ميلان، والأهلي المصري، وتُفتتح بمواجهة مرتقبة بين إنتر ميامي الأمريكي والأهلي المصري.
في المقابل، لم يتم بعد الإعلان عن الدولة المستضيفة للنسخة التالية في عام 2029، فيما تستمر التصفيات القارية على مدار السنوات القادمة لتحديد بقية الأندية المتأهلة.