بوابة الوفد:
2025-07-29@16:14:30 GMT

وعد ترامب!

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

على امتداد 108 أعوام ـ ما بين «وعد بلفور» 1917، و«وعد ترامب» 2025 ـ يعيش العرب والمسلمون نكبة مروعة، تتواصل فصول مأساتها المريرة، بالألم والوجع والضياع، لتُجَسِّد واقعيًّا «وعد مَن لا يملك، لمَن لا يستحق»!

من «بريطانيا العظمى» إلى وريثتها «الولايات المستعمِرة الأمريكية»، يواجه الفلسطينيون نكبة ثانية، على يد «هولاكو البيت الأبيض»، بعد أن بلغت الغطرسة الأمريكية قمة وقاحتها، وفاقت كافة معايير الاحتقار والازدراء لشعوبنا العربية والإسلامية!

منذ أن أطلق «ترامب» مخططه الشيطاني لتهجير شعب غزة، لم ينقطع عن إطلاق بالونات اختبارٍ في كل لحظة وأخرى، لجسِّ النبض، وقياس ردود الفعل الاستباقية، ليضعها على ميزان «الربح والخسارة»، مستندًا إلى «الصمت المخزي»، الذي كان حاضرًا في «صفقة القرن»، إبَّان ولايته الرئاسية الأولى!

في ذلك الوقت ـ غير البعيد ـ عندما قرر «ترامب» نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، وإعلانها عاصمة أبدية لدولة الاحتلال، وقطع الدعم عن «الأونروا»، واعترافه بالمستوطنات، قوبلت قراراته الخطيرة وغير المسبوقة من دون ردود فعل تُذكر، لتتعزز ثقته ويزداد يقينه بمواصلة غطرسته ووقاحته، بأن مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، سيمر مرور الكرام!

المثير للسخرية أن «ترامب» بنى إرثه السياسي على محاربة الهجرة وإغلاق الحدود وإقامة الجدران العازلة وحظر اللاجئين، معتبرًا المهاجرين خطرًا داهمًا يتوجب صدّه بكل السبل، لكن حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين، نجده «مقاولًا» للتهجير القسري، ومشاريع «إعادة التوطين»!

عندما يستخدم «ترامب» لغة البلطجة وقطاع الطرق، فإن ذلك يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعقلية «السمسار»، كما أنه يسير على نَهْج سلفه الرئيس الأمريكي الثالث والثلاثين «هاري ترومان»، الذي كان يؤمن بأن «إغضاب العرب لا ثمن له»، فلماذا يعمل على إرضائهم، في حين أن إغضاب «إسرائيل» مكلِّف للغاية؟!

لقد أصبحت فلسطين الآن في مفهوم السياسة الأمريكية، مجرد «عقار مختلَف عليه»، إذ يرتبط بتاريخ دولة «الكاوبوي» التي تشكلت بالصفقات العقارية لبعض ولاياتها، حيث اشترت «لويزيانا» من الفرنسيين، و«فلوريدا» من إسبانيا، كما قامت بشراء «منهاتن» من سكانها الأصليين!

نعتقد أن «وعد ترامب»، سيلاحقنا ـ كعرب ومسلمين ـ بالعار وتداعياته الكارثية، التي ستسفر عن مشهد سياسي وديموغرافي مختلفًا، إضافة إلى شطب ما تبقى من القضية الفلسطينية، بحقوقها التاريخية والحضارية والتراثية، لصالح رواية «صهيونية» زائفة، تستند إلى أسطورة وهمية بأن «فلسطين هي أرض الميعاد لشعب الله المختار (اليهود) بناء على وعد إلهي»!

أخيرًا.

. إن المخطط الشيطاني الخبيث، المتمثل في «وعد ترامب» ـ إذا ما تحقق لا قدر الله ـ فلن يتوقف عند حدود تصفية القضية الفلسطينية فقط، بل سيتجاوز ذلك لتغيير شامل للمنطقة وجغرافيتها وهويتها، وبالتالي تشويه متعمَّد لمسار التاريخ، الذي سنكون خارجه تمامًا.. فماذا نحن فاعلون؟!

 

فصل الخطاب:

 

يقول توفيق الحكيم: «إن أزمة الإنسانية الآن ـ وفي كل زمان ـ أنها تتقدم في وسائل قدرتها، أسرع مما تتقدم في وسائل حكمتها».

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نكبة فلسطين تهجير الفلسطينيين محمود زاهر التهجير القسري تصفية القضية الفلسطينية وعد ترامب

إقرأ أيضاً:

نشأت الديهي: مصر لم تخن القضية الفلسطينية يومًا .. وحسبي الله في كل من يهاجمنا زورًا

انتقد الإعلامي نشأت الديهي، ما وصفه بحملات التشويه المنظمة ضد الدولة المصرية، مشددًا على موقف مصر الثابت والمشرّف تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن مصر لم تتاجر يوماً بمعاناة الأشقاء الفلسطينيين، ولم تكن طرفاً في أي مؤامرة ضدهم.

الدولية لدعم فلسطين تشيد بالدور المصري في خدمة القضية الفلسطينية

وقال الديهي خلال تقديم برنامجه "بالورقة والقلم" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء السبت، “حسبي الله في كل من يهاجم الدولة المصرية بهتاناً وزوراً. هناك من أصبحوا رواداً للغضب وصنّاعاً له، يرفعون شعارات كاذبة لتأليب الرأي العام ضد مصر وقيادتها.”

وأضاف: “مصر بلد شريف ونبيل، لم تساوم على حق، ولم تخن القضية الفلسطينية يوماً واحداً. مواقف الدولة المصرية عبر التاريخ مشرفة، ويعرفها كل فلسطيني شريف.”

وتابع “يُروّج البعض كذباً أننا نغلق معبر رفح ونحاصر غزة، ويتهموننا زوراً بأننا جزء من منظومة صهيونية. هذا كلام لا أساس له من الصحة، وهدفه فقط الإساءة إلى الجيش المصري والدولة المصرية.”

وتابع: “من يستخدم معبر رفح ومعاناة غزة كذريعة للتحريض، يشبه من رفعوا قميص عثمان، ولكن هيهات، لا يمكن لأحد أن يزايد على مصر أو يتطاول على مواقفها.”

طباعة شارك نشأت الديهي القضية الفلسطينية الإعلامي نشأت الديهي ملات التشويه

مقالات مشابهة

  • أبو مازن: مبادرة الرئيس السيسي تأتي استكمالا لدور مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
  • مصر وباكستان تؤكدان تعزيز التعاون ودعم القضية الفلسطينية
  • في بث مباشر .. أحمد موسى يكشف دور مصر في دعم القضية الفلسطينية
  • متحدث الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأمريكية لا تسعى لحل الدولتين أو لوقف الحرب
  • فرنسا: لا بديل عن حل الدولتين في القضية الفلسطينية
  • نشأت الديهي: موقف مصر من القضية الفلسطينية كان ولا يزال حاسمًا وشريفًا
  • أحمد الخشن: مصر تثبت يومًا بعد يوم ريادتها في دعم القضية الفلسطينية ومساندة شعب غزة
  • أبو العينين: مصر حمت القضية الفلسطينية من الانهيار
  • حل القضية الفلسطينية.. تفاصيل مكالمة الرئيسين السيسي وماكرون
  • نشأت الديهي: مصر لم تخن القضية الفلسطينية يومًا .. وحسبي الله في كل من يهاجمنا زورًا