لماذا تعد ليلة النصف من شعبان من أعظم الليالي؟ فضائل وأسرار قد لا تعرفها
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
يُعد شهر شعبان من الأشهر المباركة التي تحمل فضائل عظيمة للمسلمين، حيث يُعتبر مقدمةً لشهر رمضان وفرصةً للتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات. وقد حثَّ النبي ﷺ على الإكثار من الأعمال الصالحة في هذا الشهر، خاصةً الصيام والدعاء والاستغفار، لما له من منزلة عظيمة عند الله.
وتأتي ليلة النصف من شعبان كواحدة من أهم الليالي في السنة الهجرية، والتي يُستحب إحياؤها بالعبادة والتضرع إلى الله طلبًا للمغفرة والرحمة.
وقد أوضحت دار الإفتاء أن إحياء هذه الليلة جائز شرعًا، سواء بشكل فردي أو جماعي، سرًّا أو جهرًا، حيث إن الاجتماع على الذكر والدعاء يُرجى منه القبول، لقول النبي ﷺ: "إِنَّ للهِ مَلاَئِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ" (أخرجه البخاري).
فضل ليلة النصف من شعبان في السنة النبوية
تحمل ليلة النصف من شعبان فضلًا عظيمًا في الإسلام، وقد وردت عدة أحاديث عن النبي ﷺ تشير إلى أهميتها ومكانتها، ومنها قوله ﷺ:
"يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن" (رواه ابن ماجه).
ويؤكد هذا الحديث أن هذه الليلة فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب والتوبة الصادقة، لكن يُستثنى منها المشرك الذي لم يوحد الله، والمشاحن الذي يحمل الضغينة والعداوة للآخرين، مما يبين أهمية تصفية النفوس ونبذ العداوات قبل دخول رمضان.
كما أشار العلماء إلى أن الدعاء يُستجاب في هذه الليلة، مستدلين بقول الإمام الشافعي: "بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليالٍ، وذكر منها ليلة النصف من شعبان".
حكم إحياء ليلة النصف من شعبان
أكدت دار الإفتاء أن إحياء ليلة النصف من شعبان مشروع وجائز شرعًا، سواء كان ذلك فرديًا أو جماعيًا، وذلك لما ورد عن السلف الصالح من استحباب تخصيص هذه الليلة بالذكر والصلاة والدعاء.
كما نقل ابن نُجيم الحنفي عن الفقهاء أن من المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلة العيدين، وليلة النصف من شعبان، حيث وردت بذلك أحاديث نبوية صحيحة.
وقد اعتاد المسلمون على إحياء هذه الليلة في المساجد أو المنازل بالدعاء وقراءة القرآن والاستغفار، وهو ما يُرجى منه القبول والثواب العظيم.
أفضل العبادات في ليلة النصف من شعبان
يمكن للمسلمين إحياء ليلة النصف من شعبان بعدد من العبادات والطاعات التي تزيد من الأجر والثواب، ومن أهمها:
الصلاة وقيام الليل: يُستحب أداء صلاة قيام الليل وقراءة القرآن، لما في ذلك من تقرب إلى الله وزيادة الحسنات.
الصيام: من أفضل الأعمال في شهر شعبان صيام يوم النصف من شعبان، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي كان يُكثر من الصيام في هذا الشهر.
الاستغفار والتوبة: تعد هذه الليلة فرصة عظيمة للتوبة الصادقة وطلب المغفرة من الذنوب.
الإكثار من الذكر: مثل التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار.
الدعاء: الدعاء في هذه الليلة مستحب، حيث يُستجاب فيه الدعاء للمسلمين، ومن الأدعية المأثورة:
"اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفّر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار.""اللهم اجعلنا من الذين يُعتقون من النار في هذه الليلة المباركة.""اللهم اكتب لنا الخير في الدنيا والآخرة، وبلغنا رمضان ونحن في صحة وعافية."عبادات شهر شعبان وأهميته في السنة النبوية
يُعتبر شهر شعبان محطةً هامة للاستعداد لرمضان، وكان النبي ﷺ يُكثر فيه من الأعمال الصالحة، خاصةً الصيام، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
"لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ" (رواه البخاري).
ومن أهم العبادات التي يُستحب الإكثار منها في شعبان:
الصيام: فقد كان النبي ﷺ يصوم أغلب أيام شعبان، وهو ما يُعين على التعود على الصيام في رمضان.قراءة القرآن: للاستعداد لشهر رمضان الذي هو شهر القرآن.الذكر والاستغفار: لرفع الدرجات ومغفرة الذنوب.التوبة النصوح: وهي فرصة لمراجعة النفس والعودة إلى الله.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان فضل ليلة النصف من شعبان صيام ليلة النصف من شعبان الدعاء في ليلة النصف من شعبان عبادات شهر شعبان صيام شعبان قراءة القرآن في شعبان ليلة المغفرة شهر شعبان والاستعداد لرمضان لیلة النصف من شعبان هذه اللیلة شهر شعبان إلى الله النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم؟.. لـ7 أسباب اختفى منها 5
لعل معرفة لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم ؟، تفتح إحدى بوابات الأسرار لثاني الشهور العربية ، والتي فيها الكثير من الخفايا والخبايا التي لا يعرفها الكثيرون ، والتي جاء منها لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم ؟، وحيث إنه إذا عُرف السبب بطل العجب ، من هنا ينبغي معرفة السرر وراء لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم ؟ خاصة وأنه أطل علينا بيومه الأول منذ ساعات قليلة منذ فجر اليوم السبت الموافق غرة شهر صفر الهجري.
قالت دار الإفتاء المصرية، أن السبب وراء تسمية شهر صفر بهذا الاسم، راجع إلى إن ديار العرب كانت تَصْفُر أي تخلو من أهلها، لخروجهم فيه، ليقاتلوا ويبحثوا عن الطعام، ويسافروا هربًا من حر الصيف، ويقال أيضًا شهر صفر سمي بذلك، لأن الريح كانت تعصف بشدة فكان لحركتها صفير.
وورد أن هناك عدة أسباب لتسميته بهذا الاسم، فقيل إنه الشهر الذي يَمْتار الناس فيه أي يجمعون الطعام والحَبّ من المواضع، وقيل أيضًا إنه سمي صفرًا؛ لإصفار مكة من أهلها إذا سافروا، وقيل سمّي بذلك لأنه الشهر الذي كانوا يغزون فيه القبائل، ويتركون مَن لقوا صفرًا من المتاع أيّ بلا متاع، ومن الأسباب الأخرى لتسميته، قيل إنه الشهر الذي تَصفرّ فيه الأشجار، وقيل إن العرب في هذا الشهر كانو يخرجون إلى بلاد اسمها الصفريّة، وقيل أيضًا: سمّي بذلك لأن العرب قديمًا كانوا يخرجون في طلب الغارات، فتبقى ديارهم صِفرًا، أي خالية ليس فيها أحد.
وجاء في كتاب لسان العرب لابن منظور سببين، راجع إلى تسمية «صفر» بهذا الوقت، لأن الوقت الذي وضعت فيه أسماء الشهور كان في نهاية فصل الشتاء والأرض صفراء، من النبات وورق الأشجار اليابس، فسُمّي الشهر بصفر، استنادًا إلى تسمية الشهر التالي له بشهر ربيع، لبداية انتشار النبات على الأرض في فصل الربيع.
سبب تسمية شهر صفر بهذا الاسمتُقسم الشهور عند العرب إلى قسمين؛ الأشهر الحرم وغير الحرم، ويُعدّ شهر صفر من الأشهر غير الحرم، وترجع تسميته بهذا الاسم لعدة أسباب وهي:
سُمِّي صفر؛ لأن العرب كانوا يمتارون طعامهم فيه من المواضع.سُمِّي صفر؛ لإصفار مكة من أهلها -أي فرغت مكة من أهلها-.سُمِّي صفر؛ لأنهم كانوا إذا خرج شهر مُحرم يغزون القبائل فيتركونها صِفراً من المتاع، أو صِفراً لم يبقَ فيها أي أحد.سُمِّي صفر؛ لأنه يأتي بعد شهر مُحرّم فيقال صفر الناس منّا.سُمِّي صفر؛ لأن أوراق الشجر تصفر فيه.سُمِّي صفر؛ لأنهم كانوا يخرجون فيه إلى بلاد كانت تسمى صفرية.صفر الخير سمي بهذا الاسم؛ نبذاً لما كان يُسمى في الجاهلية؛ فقد كان الناس في الجاهلية لديهم أشهر للتفاؤل وأشهر للتشاؤم، وقد كان صفر من الأشهر التي يتشاءم بها؛ لذلك سُميّ بصفر الخير لنبذ هذه الفكرة من التشاؤم والتفاؤل بالأشهر.
شهر صفريعد صفر هو الشهر الثاني وفق التقويم الهجري، وسُمِّي بهذا الاسم نحو عام 412 م في عهد كلاب بن مُرَّة الجد الخامس للرسول -صلى الله عليه وسلم -.
وورد في تسميته بهذا الاسم عدة آراء، منها ما يقول إنه اكتسب هذا الاسم لأن العرب كانوا يغيرون فيه على بلاد يُقال لها الصَّفَرِيَّة، بينما يقول آخرون: إن الاسم مأخوذ من اسم أسواق كانت في جنوبي الجزيرة العربية ببلاد اليمن تُسمى الصَّفَرِيَّة، كان العرب يرتحلون إليها ويبتاعون منها. ويُقال إنه سُمي صفرًا لأنه يعقب شهر الله المحرم ـ وهو من الأشهر الحرم ـ وكانت البلاد تخلو من أهلها لخروجهم إلى الحرب.
وجاء في اللغة صَفِرَ الإناءُ أي خلا، ومنه ¸صِفْر اليدين·، أي خالي اليدين، لا يملك شيئًا. وقال بعضهم إنما سُمي صفر صفرًا لإصفار مكة من أهلها إذا سافروا عقب الأشهر الحرم فأخلوا مكة وارتحلوا إلى مضارب قبائلهم.
ويقول رؤبة إنهم أطلقوا عليه هذا الاسم لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل، فيتركون من أغاروا عليهم صِفْرًا من المتاع، وذلك لأن صفرًا يلي المحرم. وكان العرب يقولون: أعوذ بالله من صفر الإناء وقرع الفناء، ويعنون بذلك هلاك المواشي وخلوّ ربوعهم منها. وكان من عادة العرب قبل الإسلام، تأجيل حرمة المحرّم إلى صفر، ويسمى هذا التأجيل النّسيء، وكانوا يطلقون على الليلة التي بينه وبين آخر المحرم ـ إذا كانوا لا يدرون أهي من هذا أم ذاك ـ اسم الفلتة. وكانوا إذا جمعوا المحرم مع صفر قالوا: الصّفران.
ولم تكن العرب قبل الإسلام تعرف العُمْرة في أشهر الحج ولا صفر، بل كانت العمرة فيها عندهم من أفجر الفجور، وكانوا يقولون: إذا انسلخ صفر، ونَبَتَ الوبر، وعفا الأثر، وبرأ الدّبر حلّت العمرة لمن اعتمر.
أفضل أعمال شهر صفروجاء من أفضل أعمال شهر صفر ، أن أولها الصلاة والحرص والمحافظة عليها، وكذلك التبكير إليها مع الإكثار من النوافل، وثانيها فهو الصيام، فعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
ويأتي حفظ الجوارح عن المحرمات من أفضل أعمال شهر صفر ، وكذلك الإكثار من شهادة التوحيد بصدق وإخلاص، فضلا عن الإكثار من ترديد الدعاء، كما نهت العديد من الأحاديث النبوية، عن التشاؤم والتطيّر عمومًا، باعتباره عادة جاهلية فقد ورد النّهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة.
وورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- : «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ» وفي رواية أخرى للبخاري، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر».