الثورة /غزة/ وكالات

بعد عام ونصف من الحرب البشعة التي شنتها “إسرائيل” على قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 70 ألف شهيدٍ، وآلاف الأسرى، تلقت عائلات الشهداء والأسرى صدمة من العيار الثقيل ألقتها عليهم السلطة الفلسطينية التي فضلت أن تدير ظهرها لهم.
ففي قرار صادم، أصدر رئيس السلطة محمود عباس مرسوماً رئاسياً يلغي قوانين وأنظمة تتعلّق بدفع مخصصات لعائلات الشهداء والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويحيلها إلى مؤسسة حكومية .


ويقضي المرسوم بـ”نقل برنامج المساعدات النقدية وقاعدة بياناته ومخصصاته المالية والمحلية والدولية من وزارة التنمية الاجتماعية إلى المؤسسة الوطنية الفلسطينية للتمكين الاقتصادي”.
وفي وقت سابق، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية أبدت استعدادها لتغيير آلية دفع رواتب الأسرى، بحيث تستند إلى أوضاعهم المادية والاجتماعية.
رئيس هيئة شؤون الأسرى قدورة فارس، قال :” فوجئنا بالمرسوم الرئاسي الذي يلغي مستحقات الأسرى والشهداء”، معرباً عن رفضه للمرسوم، وطالب بسحبه.
وقال فارس في مؤتمر صحفي :” موضوع بهذا الحجم كان يستدعي انعقاد المجلس الوطني لاتخاذ قرار بشأنه”.
وتابع:” مؤسسة تمكين التي تم نقل ملف مخصصات الأسرى إليها هي مؤسسة أهلية، وهذه المؤسسة سترسل طواقم للتأكد من صعوبة الحالة المادية للأسير قبل صرف 700 شيكل وهذا غير مقبول”.
هذه المخصصات المالية تدفعها السلطة لعائلات فلسطينيين قتلتهم أو تعتقلهم إسرائيل، وهي مخصصات مالية لطالما أثار صرفها معارضة إسرائيلية وصلت حد فرض عقوبات واستقطاعات من تحويلات الضرائب للسلطة الفلسطينية.
الأسير المحرر، ومنسق المؤتمر الشعبي الفلسطيني عمر عساف، رأى أن قرار الرئيس وفريق أوسلو بما يخصّ الأسرى، يمثّل خطوة باتجاه التنصل من قضيتهم، لأن الأسرى ليسوا قضية شؤون اجتماعية، بل هم الجيش ورأس الحربة في مواجهة الاحتلال.
واعتبر أن القرار يسيء للأسرى، ويأتي في سياق الانصياع للضغوط العبرية والأمريكية.
من جهته، طالب مكتب إعلام الأسرى، بالتراجع الفوري عن القرار الرئاسي القاضي بإلغاء المواد القانونية المتعلقة بمخصصات عائلات الأسرى والشهداء والجرحى، مؤكدًا أن قضية الأسرى والشهداء والجرحى ثابت وطني لا يجوز المساس به تحت أي ظرف، وأن المخصصات المالية لهم حقٌ وطنيٌ ثابت غير خاضع للمساومة.
وأوضح المكتب في تصريح صحفي، أن تصاعد عدوان الاحتلال يتطلب تعزيز صمود هذه الشرائح ودعمها، وليس اتخاذ قرارات تُضعف موقفها، مشددًا على أن الانسياق خلف مطالب الاحتلال لن يخدم القضية الفلسطينية، بل سيفتح المجال أمام مزيد من الضغوط التي تستهدف حقوق شعبنا وثوابته.
وأكد مكتب إعلام الأسرى على ضرورة تعزيز الصف الداخلي وزيادة اللحمة الوطنية، والالتفاف حول قضية الأسرى والشهداء والجرحى باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من نضال الشعب الفلسطيني، مجددًا مطلبه بالتراجع عن القرار فورًا حفاظًا على وحدة الموقف الوطني في مواجهة الاحتلال وسياساته العدوانية.
وفي يناير الماضي، أفضى اتفاق بين السلطة الفلسطينية و الاحتلال الإسرائيلي إلى الإفراج عن 500 مليون دولار من عائدات الضرائب الفلسطينية، لسداد مستحقات الكهرباء والوقود “لإسرائيل”، حيث جاء الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات بوساطة أميركية، بهدف استخدامه كإطار لتحرير أموال أخرى محتجزة.
وتجمع وزارة المالية للاحتلال الإسرائيلي هذه العائدات وتحولها إلى السلطة الفلسطينية شهريا، إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أوقفت تحويل جزء منها عقب هجوم حماس في أكتوبر 2023م، خشية وصول الأموال إلى الحركة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، حيث تسبب هذا القرار في رفض السلطة الفلسطينية استلام أي عائدات، ما أدى إلى أزمة مالية شديدة، وعجز عن دفع رواتب الموظفين الحكوميين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

رئيس الأركان الإسرائيلي يفكر بالاستقالة ويكشف تقييمه بشأن الأسرى في غزة

كشفت "القناة 12" الإسرائيلية أن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، يفكر بالاستقالة من منصبه بسبب الخلافات مع القيادة السياسية، وذلك بعد الكشف عن تفاصيل اجتماعات أخيرة وسخرية منه ومن أداء الجيش في قطاع غزة.

والجمعة، أجرى زاميل جولة ميدانية وتقييمًا للوضع في قطاع غزة، برفقة قائد المنطقة الجنوبية، يانيف آسور، وقائد الفرقة 162، ساجيف دهان، وقائد اللواء 401، وقائد لواء جفعاتي، وقائد لواء ناحال، وقادة آخرين.

وتحدث زامير مع القادة الميدانيين حول "إنجازات" الفرقة خلال الأسابيع الأخيرة وخطط استمرار نشاطها في قطاع غزة، قائلا: "أتوقع أن نعرف في الأيام المقبلة ما إذا كنا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح رهائننا (الأسرى الإسرائيليين) وإلا، فسيستمر القتال دون توقف".

وأشاد زامير بالمقاتلين قائلاً: "لقد حققتم إنجازات باهرة وغير مسبوقة في إطار عملية عربات جدعون، أينما عملتم، هزمتم العدو ودمرتم البنى التحتية للإرهاب بشكل منهجي، فوق الأرض وتحتها، الحرب مستمرة، وسنكيفها مع الواقع المتغير بما يتوافق مع مصالحنا - الإنجازات التي حققتموها تمنحنا مرونة عملياتية".


زعزم زامير أن "الحملة الكاذبة حول التجويع هذه الأيام هي محاولة متعمدة، وفي الوقت المناسب، وكاذبة، تهدف إلى اتهام الجيش وهو جيش أخلاقي، بارتكاب جرائم حرب. إن حماس هي المسؤولة عن قتل ومعاناة سكان قطاع غزة. إن مقاتلي الجيش وقادتهم يتصرفون بطريقة أخلاقية، وفقًا لروح الجيش الإسرائيلي والقانون الدولي".

والخميس، جرى الكشف عن تفاصيل نشب خلاف حاد بين وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وزامير، بشأن استمرار الحرب على قطاع غزة، خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر "الكابينيت".

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن اجتماع "الكابينيت" الذي عقد الثلاثاء، "شهد مواجهات حادة بين سموتريتش وزامير، حينما حذر الأخير من أن احتلال قطاع غزة بشكل كامل سيستغرق سنوات، واستمرار الغارات المركزة، وهو ما أثار غضب وزير المالية".

ورد عليه سموتريتش بـ"إننا نفتقد (رئيس الأركان السابق هرتسي) هاليفي مهاجما إياه بلهجة حادة"، في إشارة واضحة إلى التوترات المستمرة بين سموتريتش وقادة الجيش، وفق الصحيفة.

ولفتت إلى أن سموتريتش "سبق له مهاجمة هاليفي، ويبدو الآن أنه يستخدم الأسلوب نفسه ضد زامير، على خلفية خيبة أمله من خطط عمل الجيش في غزة".


وأشارت إلى أن سموتريتش "يحتج دوما على الأصوات الداعية للاكتفاء بالغارات في قطاع غزة ويطالب بمواصلة الحرب على القطاع".

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن وزير المالية قوله: "أليس لدينا ما نفعله في غزة؟ على العكس. غزة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل"، بحسب زعمه.

والثلاثاء، قال سموتريتش إن "إسرائيل أقرب من أي وقت مضى" لإعادة احتلال قطاع غزة والاستيطان فيه.

ومساء الاثنين، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض على "الكابينيت" خطة لاحتلال أجزاء من قطاع غزة، بزعم محاولة إبقاء سموتريتش بالحكومة بعد تلويحه بالاستقالة إثر مزاعم تل أبيب عن "سماحها" بإدخال مساعدات للقطاع.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي بارز، لم تسمه، قوله إن تل أبيب "ستمنح حماس مهلة لعدة أيام للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، أو تنفيذ الخطة التي تقضي بضم أجزاء من القطاع على مراحل حتى تستسلم الحركة الفلسطينية".

وادعى المسؤول أن الخطة "حظيت بموافقة من الإدارة الأمريكية".

يأتي طرح احتلال أجزاء من غزة، عقب تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن "قرار التخلي الإسرائيلي عن غزة قبل عشرين عاما كان قرارا غير حكيم"، في إشارة إلى انسحاب رئيس الوزراء السابق أرييل شارون أحادي الجانب من غزة عام 2005.


وتتهم المعارضة الإسرائيلية وقيادات عسكرية سابقة، نتنياهو بإفشال مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة لأسباب سياسية.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • التنسيق الأمني ورفض المقاومة لم يمنعا واشنطن معاقبة السلطة الفلسطينية
  • المحكمة الدستورية: تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور
  • الشرعية تعود بقوة.. وزارتي المالية والخارجية تغادران الرياض إلى عدن وتُعلنان استعادة القرار من الداخل!
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يفكر بالاستقالة ويكشف تقييمه بشأن الأسرى في غزة
  • الصين تنتقد عقوبات أمريكا على مسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير
  • الدكتور محمد عبد اللاه: الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مؤامرة
  • إسرائيل تشكر أمريكا لفرضها عقوبات على السلطة الفلسطينية
  • أمريكا تفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية
  • أمريكا تفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير
  • واشنطن تفرض عقوبات ضد السلطة الفلسطينية