هل يمكن لبلاستيك تغليف الطعام أن يسبب أمراض القلب؟
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
إنجلترا – كشفت دراسة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة (microplastics) خاصة تلك الناتجة عن عبوات الطعام، يمكن أن تسبب تغيرات ضارة في الخلايا الوعائية، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأظهرت الدراسة أن التعرض لهذه الجزيئات البلاستيكية قد يتسبب في تلف الأوعية الدموية، ما يثير مخاوف صحية خطيرة.
وأصبحت الجزيئات البلاستيكية الدقيقة جزءا لا مفر منه في بيئتنا.
ويشعر العلماء بقلق متزايد بشأن تأثيراتها الصحية المحتملة، خاصة على الجهاز القلبي الوعائي.
وقد ربطت دراسات سابقة هذه الجزيئات بالإجهاد التأكسدي والالتهابات وتلف الأنسجة، لكن دورها المباشر في أمراض القلب ما يزال غير واضح.
وفي وقت سابق، اكتشف الباحثون جزيئات بلاستيكية دقيقة في شرايين مرضى خضعوا لعمليات جراحية، ما أثار مخاوف من أن هذه الملوثات قد تساهم في تصلب الشرايين وأمراض الأوعية الدموية الأخرى. ومع ذلك، ما تزال الآليات التي تؤدي من خلالها هذه الجزيئات إلى تغيرات تسبب أمراض القلب غير معروفة.
واستكشفت الدراسة الحالية ما إذا كانت الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، بما في ذلك تلك التي تتحلل طبيعيا بسبب أشعة الشمس والتعرض البيئي، تسبب تلفا في خلايا العضلات الملساء الوعائية، التي تلعب دورا حاسما في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية.
ولتحقيق هذا الهدف، قام الفريق من العلماء الإيطاليين بدراسة خلايا العضلات الملساء للشرايين التاجية البشرية (HCASMCs) التي تعرضت للبولي إيثيلين والبولي ستايرين، وهما نوعان شائعان من البلاستيك المستخدم في عبوات الطعام.
وتم اختبار هذه الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في حالتها “الخام” وبعد تعريضها للتدهور البيئي لمحاكاة التحلل البيئي.
وأظهرت الدراسة أن التعرض للجزيئات البلاستيكية الدقيقة أثر بشكل كبير على خلايا العضلات الملساء الوعائية، ما أدى إلى عدة تغيرات ضارة في القلب.
وتمت ملاحظة انخفاض في بقاء الخلايا عبر جميع المجموعات المعرضة للجزيئات البلاستيكية، حيث تسببت البولي ستايرين المتدهور في أكبر انخفاض. وهذا يشير إلى أن التحلل البيئي يجعل هذه المواد البلاستيكية أكثر سمية على الخلايا البشرية.
كما ارتفعت مؤشرات الإجهاد الخلوي وموت الخلايا المبرمج، حيث زادت مستويات p53 وBMF بشكل ملحوظ في الخلايا المعرضة للجزيئات البلاستيكية، ما يشير إلى أن الجزيئات البلاستيكية قد تعزز الموت الخلوي المبرمج.
وأكدت اختبارات السمية الخلوية أن الجزيئات البلاستيكية تسببت في تلف الأغشية الخلوية، حيث ارتفعت مستويات اللاكتات ديهيدروجيناز في العينات المعالجة.
وأظهرت التجارب أيضا أن التعرض للجزيئات البلاستيكية زاد من حركة خلايا العضلات الملساء، وهي عملية مرتبطة بتصلب الشرايين. أظهرت الخلايا المعرضة للجزيئات البلاستيكية، خاصة البولي ستايرين المتدهور، زيادة في الحركة، ما يشير إلى تحول نحو حالة مرضية.
وأكد تحليل الفلورة المناعية هذه التغييرات، حيث تم ملاحظة انخفاض مستويات α-smooth muscle actin وزيادة galectin-3 وRUNX-2.
وخلصت الدراسة إلى أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة ليست مجرد خطر بيئي، بل قد تشكل تهديدا خطيرا لصحة القلب. وأظهرت كيف يمكن لهذه الجزيئات، خاصة تلك الناتجة عن عبوات الطعام، أن تسبب تغيرات ضارة في الخلايا الوعائية، ما قد يؤدي إلى تصلب الشرايين وأمراض القلب الأخرى.
المصدر: نيوز ميديكال
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الجزیئات البلاستیکیة الدقیقة هذه الجزیئات عبوات الطعام
إقرأ أيضاً:
ناشطو أسطول الصمود يضربون عن الطعام بسجن إسرائيلي بسبب الانتهاكات
أفاد مركز عدالة الحقوقي، أن طواقم المحاميات العاملات معه تمكنت من زيارة عدد من المتطوعين المحتجزين في سجن "كتسيعوت" بالنقب، والذين اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة.
وذكرت المحاميات أن الوصول إلى السجن تأخر لأكثر من تسع ساعات قبل أن تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي بلقاء المحتجزين مدة نصف ساعة فقط. وأشار المركز ومقره حيفا، إلى أن جميع المتطوعين الـ11 الذين التقوا بهم يحملون الجنسية التونسية ويواصلون إضرابهم عن الطعام، مع تسجيل نفس حالة المضربين بين زملائهم المحتجزين الآخرين.
ترحيل متوقع ومخاوف صحية
وأبلغت سلطات السجون طاقم الدفاع عن عزمها ترحيل نحو 170 متطوعاً غداً، دون الكشف عن الأسماء أو الجنسيات أو الوجهات، بعد أن رحلت 140 ناشطاً خلال اليومين الماضيين إلى تركيا وإسبانيا وإيطاليا.
وعلى صعيد آخر، سمحت سلطات السجون بإدخال الأدوية إلى المحتجزين بعد تدخلات المركز وعدد من السفارات الأجنبية، عقب تقارير عن حرمانهم من العلاج والأدوية الحيوية لأمراض مزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والضغط والسرطان.
كما وثق المحتجزون تعرضهم لـ"اعتداءات وعنف واسع" أثناء نقلهم من الميناء إلى السجن وفي الأيام الأولى من الاعتقال. ووصف المركز الأوضاع داخل السجن بأنها مستقرة نسبياً حالياً، مع استمرار القلق إزاء المضربين عن الطعام وحرمانهم من الرعاية الطبية الكافية.
وأشار المحامون إلى أن عشرات المحتجزين تعرضوا لاعتداءات جسدية ونفسية، شملت:
- تقييد الأيدي لساعات طويلة والإجبار على الجلوس أو الركوع تحت الشمس.
- الركل والضرب والإهانات اللفظية العنصرية.
- النوم على فرشات أرضية دون أسرة في غرف مكتظة تصل إلى 14 شخصاً مع حمام واحد.
- تعرض بعض المعتقلين لاستجوابات من جهات مجهولة، وسوء معاملة حراس السجن.
- عصب أعين بعض المعتقلين وقيد معاصمهم لفترات طويلة، وإجبار نساء على خلع الحجاب.
- قيود على أداء الصلاة ونقل المتطوعين بين الأقسام ليلاً كوسيلة إرهاق.
انتهاكات منذ اعتراض الأسطول
وأضاف مركز عدالة أن الانتهاكات بدأت منذ اعتراض البحرية الإسرائيلية للسفن في المياه الدولية في 1 و2 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي٬ وتشمل حرماناً من الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وفقدان حق اللقاء بمحاميهم، حيث لم يتمكن 87 متطوعاً بعد من مقابلة أي محام.
من جهته، أشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، بظروف احتجاز المتطوعين، وقال في بيان: "شعرت بالفخر لأننا نعامل نشطاء الأسطول باعتبارهم مؤيدين للإرهاب. من يدعم الإرهاب هو إرهابي ويستحق ظروف الإرهابيين. إذا كان أي منهم يعتقد أنه سيُستقبل بالسجاد الأحمر والاحتفالات، فهو مخطئ".
وأكد الوزير أن المعاملة وفق السياسة التي وضعها شخصياً، مشيراً إلى أن المحتجزين "يجب أن يعيشوا ظروف سجن كتسيعوت ويفكروا مرتين قبل الاقتراب من إسرائيل مرة أخرى".