كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على ذاكرتنا؟ العلم يجيب!
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
في عصر التكنولوجيا، لم نعد بحاجة إلى حفظ أرقام الهواتف، أو تذكر الطرق، أو حتى البحث العميق عن المعلومات، فكل شيء متاح بضغطة زر.. ولكن هل هذا يعني أن ذاكرتنا تضعف؟..
يشتكي البعض من "فقدان الذاكرة الرقمي"، حيث أصبحنا نعتمد على هواتفنا ومحركات البحث بدلاً من عقولنا.
ومع ظهور الذكاء الاصطناعي، مثل شات جي بي تي، يتزايد القلق من أننا نصبح أقل قدرة على التفكير والتذكر.
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يحجز مساحة واسعة في قطاع التعليم
تستعرض أحدث الدراسات العلمية تأثير التكنولوجيا على الذاكرة، وكيف يمكننا استخدام الإنترنت والذكاء الاصطناعي بذكاء من دون أن نفقد قدراتنا المعرفية. وفق مجلة "Nature".
الإنترنت.. والذاكرة
أطلقت شركة برمجيات مصطلح "فقدان الذاكرة الرقمي" لوصف نسيان المعلومات لأن أجهزتنا تحفظ المعلومات بدلاً منا. حيث يشتكي بعض الناس من أن الإنترنت يضعف ذاكرتهم.
وتؤكد دراسة في علم الذاكرة بجامعة هارفارد:أن "هناك الكثير من التحذيرات بشأن فقدان الذاكرة الرقمي، لكن الادعاءات بأن الانترنت يجعلنا أغبياء هي مبالغات"..فالذكاء الاصطناعي، مثل شات جي بي تي، يذهب إلى أبعد من مجرد البحث في جوجل..وتؤكد باحثة من جامعة ديوك: أن"هذه التكنولوجيا ليست مجرد محرك بحث، بل هي شيء جديد تماماً"..وقد تجعلنا الدردشة مع الذكاء الاصطناعي أكثر كسلًا معرفياً، وربما تزرع في أذهاننا ذكريات كاذبة.
اقرأ أيضاً.."أوبن إي آي" ترفض عرض استحواذ من ماسك
هل نعتمد على الإنترنت بدلاً عن ذاكرتنا؟
عالمة نفس أوضحت أن الأشخاص الذين يُطرح عليهم سؤال صعب يفكرون تلقائيًا في الإنترنت، كما لو كانوا مستعدين للبحث عنه. حتى أن بعضهم كان يتذكر اسم المجلد الذي حفظ فيه المعلومات أكثر من المعلومة نفسها.وفق مجلة "Nature".
لكن محاولات تكرار نتائج الدراسة لم تكن ناجحة دائمًا، مما جعل بعض الباحثين يشككون في قوة هذا التأثير. ومع ذلك، يعتقدون أن الأمر منطقياً، مشيرين إلى مفهوم "الذاكرة التفاعلية"حيث نوزع عبء التذكر على الآخرين، سواء كان ذلك شريكا في الحياة أو الإنترنت.
أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين استخدموا GPS لتوجيههم كانوا أقل قدرة على تذكر الطرق مقارنة بمن قادوها من دون مساعدة. بل إن دراسة أخرى أظهرت أن الإفراط في استخدام GPS قد يؤدي إلى تدهور أسرع في الذاكرة المكانية.
ووجدت بعض الدراسات أن التقاط الصور قد يقلل من تذكر التفاصيل عن الأشياء التي تم تصويرها، لأننا نعتمد على الكاميرا بدلًا من أدمغتنا لتوثيق اللحظة.
هل نعتمد أكثر على الذكاء الاصطناعي بدلاً عن عقولنا؟
تشير دراسة إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون جوجل للإجابة عن الأسئلة يشعرون بثقة زائدة في معرفتهم، وكأنهم يعرفون الإجابة بأنفسهم والآن، مع استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملخصات بحث جاهزة، قد يصبح هذا التأثير أقوى. ويمكننا استخدام التكنولوجيا بذكاء، لكي نعيد توزيع المعرفة بين عقولنا وأجهزتنا، ونتجنب تأثيراتها السلبية.
في النهاية، لا يمكن إنكار أن الإنترنت والذكاء الاصطناعي يعيدان تشكيل طريقة تعاملنا مع المعلومات. وأصبحنا نعتمد أكثر على التكنولوجيا لتذكر التفاصيل والبحث عن المعرفة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن ذاكرتنا تضعف، بل ربما تتكيف مع عصر جديد من التخزين الرقمي والتفكير الإبداعي.فالتوازن هو المفتاح في استخدام الذكاء الاصطناعي والإنترنت كأدوات تعزز قدراتنا المعرفية.
لمياء الصديق(أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذاكرة والنسيان الذكاء الاصطناعي الذاكرة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف استخدمت السعودية الذكاء الاصطناعي في إدارة موسم الحج؟
قُدّمت تقنيات الذكاء الاصطناعي هذا العام كعنصر رئيسي في إدارة موسم الحج في السعودية، لا سيما في مراقبة حركة الحجاج.
وقالت وكالة "فرانس برس"، إن المسؤولين السعوديين وظفوا تقنيات الذكاء الاصطناع لمراقبة حركة الحجاج على مدار الساعة، باستخدام بيانات ضخمة وصور حية من آلاف الكاميرات المنتشرة في مكة والمشاعر المقدسة.
وتقوم أكثر من 15 ألف كاميرا بمراقبة حية للحشود، فيما تعمل برمجيات ذكية على تحليل المشاهد المرصودة، للتنبؤ بنقاط الازدحام ورصد أي خلل في حركة السير. وتشمل هذه المنظومة أيضًا تتبّع أكثر من 20 ألف حافلة تنقل الحجاج بين المواقع المقدسة.
ويُعد هذا النظام جزءًا من منظومة تقنية شاملة تعتمدها السعودية لإدارة واحد من أكبر التجمعات البشرية في العالم، حيث استقبلت مكة نحو 1.4 مليون حاج هذا الأسبوع من مختلف الدول.
وأوضح محمد نذير، المدير التنفيذي للمركز العام للنقل في الهيئة الملكية لمدينة مكة، أن "غرفة التحكم المروري" تستخدم كاميرات متخصصة مدعومة بطبقات من الذكاء الاصطناعي لتحليل الحركة، تحديد المناطق المزدحمة، والتنبؤ بأنماط المرور. وتعمل الغرفة على مدار الساعة، وتستعين بشاشات وخرائط وأنظمة رصد متقدمة.
وأضاف نذير أن الهدف من هذه الإجراءات هو تقليل الحوادث، خاصة وأن الحجاج يتنقلون في الغالب سيرًا على الأقدام، بالإضافة إلى تخفيف المشقة الناتجة عن التنقل لمسافات طويلة في ظل درجات حرارة مرتفعة. وذكر أن نحو 17 ألف حافلة تتحرك في وقت واحد خلال ذروة الحج.
من جانبه، قال محمد القرني، مدير عام الحج والعمرة في المركز ذاته، إن غرفة العمليات تُعد "العين الرقيبة" على كافة الخطط التشغيلية، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكّن من تتبّع الأعداد ومراقبة الطرق والمسارات، إلى جانب استشعار الحالات الطارئة قبل وقوعها.
وأضاف أن النظام يسمح برصد الطاقة الاستيعابية للمواقع المقدسة، مما يُمكّن الجهات المعنية من توجيه الحشود عند الضرورة. وأشار إلى أنه خلال شهر رمضان الماضي، ساعدت هذه التقنية في وقف دخول المصلين عند بلوغ المسجد الحرام طاقته القصوى.
ولا يقتصر استخدام التكنولوجيا المتقدمة على الجوانب التنظيمية فقط، بل يشمل أيضًا الرقابة الأمنية.
فبعد وفاة 1301 حاج في العام الماضي – معظمهم دون تصاريح رسمية – شددت السلطات هذا العام على تطبيق القوانين، خاصة مع التوقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية.
وأوضحت السلطات أن 83% من الوفيات المسجّلة العام الماضي كانت لأشخاص لا يحملون تصاريح حج. وأكّد وزير الحج، توفيق الربيعة، في تصريحات سابقة أن الأجهزة المختصة تستخدم مستشعرات لرصد حركة الحجاج، مما يتيح التدخل السريع عند وجود مخاطر.
كما أُعلن عن استخدام طائرات مسيّرة لرصد مداخل مكة، والكشف عن الحجاج غير النظاميين. وقال الفريق محمد بن عبدالله البسامي، مدير الأمن العام ورئيس اللجنة الأمنية للحج، إن "التقنية أصبحت أداة يومية"، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة، والكاميرات الحرارية أسهمت في ضبط المخالفين عبر مركز عمليات متقدّم.
وفي مقاطع نشرتها القوات الخاصة لأمن الطرق، تم توثيق استخدام هذه التقنيات الحديثة، بما في ذلك الكاميرات الذكية والحرارية، لمراقبة المحيط الخارجي لمكة والمشاعر.
???? باستخدام طائرة "الدرون" .. قوات أمن الحج تضبط (38) وافدًا من حاملي تأشيرات الزيارة لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج.#لا_حج_بلا_تصريح pic.twitter.com/o8WVJnpo7m — أمن الطرق (@SA_HWY_SECURITY) June 4, 2025
وتُوزع تصاريح الحج وفق نظام حصص للدول، وتُمنح للأفراد غالبًا عبر قرعة. إلا أن ارتفاع تكاليف الحج النظامي يدفع البعض إلى اللجوء إلى طرق غير نظامية منخفضة التكلفة، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر.