قُوبلت تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول نقل سكان من قطاع غزة إلى مصر والأردن، برفض واستنكار فى الأوساط الرسمية والشعبية فى كل من الدولتين، اللتين تمسكتا برفض تهجير الفلسطينيين، سواء بشكل مؤقت أو دائم، وأصرتا على دعم الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وحذّرت مصر مراراً وتكراراً، على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى، من تداعيات التصريحات الصادرة حول بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، بما يُعد خرقاً صارخاً وسافراً للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى ولأبسط حقوق المواطن الفلسطينى، ويستدعى المحاسبة.

ورفضت مصر أى طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال انتزاع الشعب الفلسطينى أو تهجيره من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلى أو نهائى، مُحذّرة من تداعيات تلك الأفكار التى تُعد إجحافاً وتعدياً على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، ولن تكون مصر طرفاً فيه.

وأكدت مصر ضرورة التعامل مع جذور الصراع، التى تتمثل فى وجود شعب تحت الاحتلال منذ عقود عانى خلالها من كل أشكال التهجير والاضطهاد والتمييز، وهو ما يتعين العمل على إنهائه بصورة فورية واستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه غير القابلة للتصرّف، وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية.

من جانبه، جدّد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، موقف بلاده الثابت ضد التهجير للفلسطينيين فى قطاع غزة والضفة الغربية عقب لقائه الرئيس الأمريكى مساء أمس الأول، مؤكداً أن هذا هو الموقف العربى الموحّد، ويجب أن تكون أولوية الجميع إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنسانى الصعب فى القطاع.

وقال العاهل الأردنى، فى سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمى على منصة «إكس» عقب اللقاء، إن «مصلحة الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لى فوق كل اعتبار، لقد بحثنا الشراكة الراسخة بين الأردن والولايات المتحدة، وأهميتها فى تحقيق الاستقرار والسلام والأمن المشترك، فالسلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، وهذا يتطلب الدور القيادى للولايات المتحدة».

وشدّد على أهمية العمل على خفض التصعيد فى الضفة الغربية لمنع تدهور الأوضاع هناك، والتى ستكون لها آثار سلبية على المنطقة بأكملها، والعمل سيستمر بشكل فاعل مع الشركاء لتحقيق السلام العادل والشامل للجميع فى المنطقة. كما شدّد أيمن الصفدى، وزير الخارجية الأردنى، على أن الأردن قدّم أفكاراً تدعم الموقف المشترك بين الأردن ومصر وفلسطين، مؤكداً أن هذا الموقف يستند إلى الثوابت الوطنية والقومية التى تُلبى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.

وأوضح «الصفدى» أن القمة العربية المقبلة ستكون محطة مهمة لتجديد التأكيد على الثوابت العربية فى ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ورفض كل أشكال التصعيد الإسرائيلى، لافتاً إلى أن الأردن يواصل جهوده الدبلوماسية لكشف حقيقة ما يجرى على الأرض، قائلاً: «نحن نتصدّى للمخطط الإسرائيلى وأظهرنا للعالم حقيقة الوضع الميدانى، وسنظل ثابتين فى دعم الحقوق الفلسطينية».

وتعليقاً على ما سبق، قال بركات الفرا، سفير دولة فلسطين الأسبق لدى مصر، إن الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية أكبر من أى إشادة يبديها أى شخص، مشيراً إلى أنه موقف وطنى وقومى وداعم للشعب الفلسطينى وقضيته التى يناضل من أجلها وداعم للشعب الفلسطينى، سواء بالمساعدات الإنسانية، أو الرافض لمخططات الإدارة الأمريكية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وأضاف «الفرا» لـ«الوطن»: «كل الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى، ومصر قيادة وحكومة وشعباً، وقفوا أمام مخططات التهجير للفلسطينيين فى قطاع غزة، سواء إلى مصر أو الأردن»، موضحاً أن بيانات وزارة الخارجية الرسمية المتعلقة بالتصدى لمخططات التهجير الأمريكية - الإسرائيلية، تُعد بيانات قوية وممتازة دبلوماسياً، وتؤكد على الموقف الرسمى المصرى الرافض لأى عملية أو مقترح للتهجير من قطاع غزة، لا سيما فى ما يتعلق بالبيانات التى شدّدت على التمسّك بعدم المساس بالحق الفلسطينى فى الأرض، منوهاً بأن خطة الرئيس الأمريكى ترامب لإعادة إعمار قطاع غزة من الممكن أن يتم تنفيذها وسكان القطاع باقون فى أرضهم دون تركها قسراً أو طوعاً.

وتابع «الفرا»: «وزارة الخارجية المصرية أكدت الموقف الأصيل والثابت للدولة المصرية، نظراً لأنها من أقدم وأعرق وزارات الخارجية على مستوى العالم، ولا بد أن يكون هناك موقف عربى موحّد وصلب خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى الرافض لتهجير سكان قطاع غزة من أرضهم إلى مصر أو الأردن».

وقال الدكتور أحمد العنانى، الباحث فى العلاقات الدولية، إن هناك تنسيقاً للمواقف بين مصر والمملكة العربية السعودية والأردن لرفض مخطط التهجير الذى يتبناه الرئيس الأمريكى، مشيراً إلى أن هناك موقفاً عربياً يتبلور فى الأيام المقبلة للرد على الاقتراحات الأمريكية بالرفض التام، وأن مصر ستُقدم خطة لإعادة الإعمار، بما يضمن وجود الفلسطينيين داخل قطاع غزة وإدخال المساعدات إلى غزة، والتى ستؤدى لإعادة الحياة بها.

وأكد أن الردود المصرية تؤكد رفض التغييرات الديموجرافية فى المنطقة وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذا الرفض ليس موقفاً رسمياً، ولكنه موقف شعبى مصرى، مشدّداً على ضرورة الانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية وفقاً لبنود الاتفاق الذى شاركت فى صياغته مصر وقطر والأردن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية غزة تصفية القضية الفلسطينية وزارة الخارجية للشعب الفلسطینى الرئیس الأمریکى من قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للاجئين.. الأوقاف تطالب بوقف التهجير القسري بـ غزة

أكدت وزارة الأوقاف المصرية تضامنها الكامل مع جميع اللاجئين حول العالم، وتدعو إلى تعزيز مبادئ الرحمة والعدل والكرامة الإنسانية التي أعلاها ديننا الحنيف، وتشدد على نصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، ومساندة المحتاج، بقطع النظر عن العِرق أو اللون أو الدين.

ترحيل مئات الآلاف من اللاجئين الأفغان من باكستان خلال شهرينتشكيل لجان لبنانية-فلسطينية لمعالجة قضية السلاح في ثلاثة مخيمات للاجئين

وجددت وزارة الأوقاف، دعوتها للمجتمع الدولي لتحمل مسئولياته الإنسانية والتاريخية والقانونية باتخاذ إجراءات فورية لوقف أعمال الإبادة والتهجير القسري ضد المدنيين في قطاع غزة، وإيجاد سبيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني أشد أشكال الحصار والبطش والاستهداف وأسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.

كما يعتز أبناء الوزارة أيما اعتزاز بالموقف المصري الشريف الأمين تجاه القضية الفلسطينية، بما في ذلك التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وعلى رأسها حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم، وحق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وفقًا للمقررات الدولية، وعاصمتها القدس الشرقية.

كذلك يعتز أبناء الوزارة بالموقف المصري الذي أطلق مبادرات السلم والتنمية إلى العالم، مثل مبادرة "إسكات البنادق" ومبادرة "نوفي"؛ انطلاقًا من الواجب الإنساني والالتزام الديني والأخلاقي.

وختامًا، تجدد الوزارة التزامها بنشر ثقافة السلام والتسامح، ودعوتها إلى وقف جميع الحروب، والسعي نحو بناء عالم أكثر عدلاً وإنصافًا، ينعم فيه الجميع بالأمن والكرامة.

طباعة شارك وزارة الأوقاف الأوقاف اللاجئين التهجير القسري غزة

مقالات مشابهة

  • نائب الرئيس الأمريكي: لسنا في حالة حرب مع إيران كـ «دولة» لكن نحارب برنامجها النووي
  • أمير قطر يتلقى اتصالًا هاتفيًّا من الرئيس الإماراتي
  • عاجل- السيسي لبزشكيان: مصر ترفض التصعيد الإسرائيلي ضد إيران وتؤكد أن لا حل للأزمة إلا بوقف النار ودولة فلسطينية مستقلة
  • الرئيس الإيراني يشيد بمواقف مصر الحكيمة ويؤكد توافق بلاده على حل القضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء قطاع غزة إلى 55.908
  • أردوغان: مكة قبلتنا وندعم مساعي السعودية لإقامة دولة فلسطينية.. فيديو
  • حرب إسرائيل وإيران تضرب قطاع السياحة في الأردن
  • في اليوم العالمي للاجئين.. الأوقاف تطالب بوقف التهجير القسري بـ غزة
  • سليمان بعد لقائه الرئيس عون: وحدة الموقف اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة ضرورية