خبيرة كوارث: بناء غزة ليس مستحيلا إذا سمحت إسرائيل وكان لدى بقية العالم الإرادة
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
قالت الباحثة لوسي إيستهوب المستشارة في شؤون الكوارث والرد والتعافي منها، ومؤلفة كتاب "أسطورة التعافي" و"عندما ينجلي الغبار: تأملات في وباء غير متساو"، إنه حين يتبادل زعماء العالم التهديدات بشأن إنهاء وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع، يواصل الفلسطينيون بمعاينة أنقاض منازلهم ويصلون لله من أجل أن يصمد وقف إطلاق النار.
وأضافت في مقال بصحيفة "الغارديان" قد قوبل اقتراح دونالد ترامب بطرد سكان غزة وإرسالهم للعيش في الأردن ومصر بإدانة واسعة النطاق في مختلف أنحاء العالم.
و"لكن تجربتي تشير إلى أنه لن يكون الزعيم الوحيد الذي يفكر في هذا"، وما يقوله ترامب يخفي وراءه عددا من الافتراضات، وأكبرها أن أحدا لن يرغب في البقاء هنا في غزة.
وقد وصف العاملون في وكالات الإغاثة الوضع في غزة بأنه جحيم؛ ففي إحاطة إعلامية في الثلاثين من كانون الثاني/ يناير، وصفت مها الخطيب، منسقة الصحة في لجنة الإنقاذ الدولية، النظام الصحي في غزة بأنه "مدمر بالكامل ومنهار". وقالت إن ما يحتاجه الفلسطينيون فورا هو الإمدادات الطبية والمياه والغذاء. ولكن ما يحتاجون إليه أيضا هو "التحرك على المدى الطويل" حتى تصبح الحياة ممكنة في غزة.
وإذا ما تمكن ترامب من تحقيق هدفه، فلن تكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نقل الناس بسبب الحرب. فقد تم تهجير مليوني شخص قسرا خلال الصراع في البوسنة والهرسك في الفترة 1992-1995، ولا يزال أكثر من مليوني شخص نازحين داخليا في العراق. ولن تكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نقل الناس كاستراتيجية استجابة طارئة حسنة النية. ففي أعقاب إعصار كاترينا في عام 2005، تجمع سكان مدينة نيو أورليانز التي غمرتها الفيضانات في الحافلات وتم توزيعهم عبر ولايات أخرى باعتبارهم "لاجئين داخليين"، في عمل وحشي ذكر البعض بفترة العبودية.
وعادة ما يفضل مقاولو الكوارث العمل ضمن نهج تطلق عليه الكاتبة "نموذج المريخ" من إعادة البناء الإنساني، وكأنهم يقومون باستعمار المجرة. فهم يفضلون ألا يكون هناك بشر يعترضون طريقهم بمطالبهم الفوضوية، بل العمل على إزالة الأنقاض وتعبيد الطرق.
إن رأسمالية الكوارث منتشرة على نطاق واسع لأن هناك مبالغ ضخمة من المال يمكن جنيها في أعقاب الحرب. ولا يربط "نموذج المريخ" بين الفرد وصلته بالوطن أو أي صلة بين الشخص والتربة التي يعيش فوقها.
وتقول الكاتبة إن تجربتها المتكررة في مراحل ما بعد الكوارث البيئة هي أن نقل مجتمعات كاملة إلى مساكن مؤقتة في مكان آخر، يتسبب في تصدع كامل لحياتهم ومجتمعاتهم. وبينما يرحلون، لا يمكنهم إلا أن يأملوا في أن يتحلى المقاولون المخصصون لخدمتهم بأخلاقيات الرعاية، وهو أمر لا يمكنهم الاعتماد عليه دائما.
وأشارت إلى تقرير نشر بعد ثلاث سنوات من فيضانات عام 2007 في هال البريطانية وجاء فيه: "كان على العديد من الناس التعامل مع الصدمة المزدوجة التي تحدث عندما تتفاقم الكارثة الأولى (الفيضان) بكارثة ثانوية في شكل معاملة سيئة من الشركات والوكالات المختلفة التي من المفترض أن تساعد في التعافي".
وقد تكون هناك أخلاقيات إنسانية ومخاوف أمنية حقيقية تكمن وراءها كما حدث عندما شهدت نقل الناجين من "المناطق الحمراء" التي ضربها الزلزال في كرايستشيرش بنيوزيلندا في عام 2011 - ولكن الاقتلاع يمكن أن يسبب مشاكل طويلة الأمد.
وتعلق الكاتبة على ما وصف البعض لصدمة العائدين إلى بيوتهم في شمال غزة بأنهم وجدوا "دمارا شاملا". ولكن هذا الخطاب يعطي مبررا وثقلا للجدل حول "تنظيف" المكان وتسهيل الحديث عن عدم رغبة الناس للعيش فيه مرة ثانية. لكن حب المكان هو أكبر مما تتم رؤيته ومعاينته. فالبشر في كل أنحاء العالم، بغض النظر عن الثقافة أو العقيدة، يفعلون أشياء مماثلة بشكل ملحوظ عندما يعودون إلى مكانهم المدمر، أفعال "عاطفية" مثل ربط الزهور بمخاريط المرور وأذرع الرافعات.
وفي إيطاليا ونيوزيلندا، بعد الزلازل المدمرة، شهدت مسابقات طهي جماعية ووقفات احتجاجية ومغاسل تم استعادتها ومساحات تم تخصيصها لرعاية الأطفال الصغار. وعادة ما يبدأ شخص ما في البيع من شاحنة قهوة، كل هذه الأشياء تؤدي إلى إبطاء برنامج العمل وتعرقل المهندسين ورأسماليي الكوارث.
إن "التعافي" المادي تعطي له الأولوية من ناحية إصلاح الطرق وشبكات المياه والصرف الصحي والطاقة. وليس من الخطأ أن نفترض: فمع غياب النظافة يأتي خطر الإصابة بالأمراض. ولكن أول ما يريد البشر القيام به، أينما عملت في العالم، هو العثور على الموتى ثم دفنهم.
وتقدر وكالة الدفاع المدني في غزة أن هناك أكثر من عشرة آلاف جثة لا تزال تحت الأنقاض، ولا يمكن إعادة بناء أي مجتمع حقيقي على مقبرة جماعية. ولكن العظام تعيق الطرق التي يجب بناؤها، وبالتالي فسيحكم على العديد من الأسر بالموت الغامض، وهذا يعني أنها لن ترتاح أبدا، لعدم دفنها في مقابر رسمية.
وكان المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد اقترح في الشهر الماضي أن إعادة بناء غزة سيستغرق ما بين 10-15 عاما، وبطبيعة الحال، قد تعتمد إعادة البناء على ما قد تتسامح معه "إسرائيل". عندها، سوف ينحرف أي بناء مادي عن مساره بسبب الانتكاسات المستمرة من التوترات، والسياسة والجشع وكذلك تدفق مستمر من الهجرة.
وقد وصفت أدبيات الكوارث والصراعات نوع الهجرة التي تحدث عندما لا يستطيع الناس البقاء على قيد الحياة في المكان الذي يحبونه. وقد يرى ترامب عملية "التنظيف" لكنها ستكون بطيئة: سيتم إرسال الشباب للدراسة أو لكسب المال في مكان آخر، وسيغادر كبار السن لأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل الضوضاء أو المخاطرة أو التوترات. وفي الحقيقة فإن إعادة بناء غزة ليس مستحيلا ، هذا إذا سمحت "إسرائيل" بذلك، وكان لدى بقية العالم الإرادة.
وقالت الأمهات اللاتي تمت مقابلتهن الأسبوع الماضي إنهن سيعشن في خيام إلى الأبد، طالما أنهن يستطعن الاستمرار في العيش على هذه التربة. لكن الخيام لن تكون كافية. بالإضافة إلى الغذاء العاجل والمياه والأدوية جنبا إلى جنب مع البنية التحتية طويلة الأجل وأعمال إعادة البناء، سيحتاج سكان غزة إلى المساعدة والوقت والمساحة للتعافي.
تقول الدكتورة ماهيم قريشي، خبيرة جراحة الأوعية الدموية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا والتي عملت في مستشفى الأقصى في غزة في نيسان/ أبريل وتشرين الأول/أكتوبر 2024، إن ما صدمها أكثر من أي شيء آخر هو أن الأطفال فقدوا رد فعلهم المفاجئ بعد سماع القنابل التي تسقط عليهم لعدة أشهر. وتتحدث عن تأثير الكارثة على الأجيال الذي سيستمر لعقود. وإلى جانب أحواض المياه وغرف العمليات والمخابز، ستكون هناك حاجة إلى أماكن ودعم لهؤلاء الأطفال للتعافي ببطء شديد وجزئي.
وتقول إيستهوب: " عندما تعمل في أعقاب الكارثة، فإنك تتعلم كيف تعيش يوما بيوم وتحتفل بكل خطوة تحققها للأمام ولو كانت صغيرة. وتفرح عندما تعرف أن عربة بيع القهوة وصلت وتصفق للزهور التي علقت على المخاريط المرورية. فالعودة إلى مكان "التدمير الكامل" والبقاء هناك هو أحد أكثر الأشياء شجاعة التي رأيتها على الإطلاق. أدعو الله أن يدعم العالم هذا العمل ويقاوم إغراءات "التنظيف"، ولكي يزهر الأطفال في غزة مرة أخرى، فالأمر يتطلب أكبر جهد دبلوماسي يشهده العالم على الإطلاق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة ترامب غزة إعادة الإعمار ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
لم يعرف التاريخ الإنساني، وأعتقد لن يعرف حتى قيام الساعة، دولة تكذب وتتحرى الكذب في كل أقوالها وأفعالها مثل دولة الكيان الصهيوني الغاصب التي تكذب كما تتنفس، وتعيش على الكذب الذي قامت على أساسه وتحيا عليه.
الدولة التي قامت على كذبة في العام 1948، لا يمكن أن تستمر وتبقى سوى بمزيد من الأكاذيب التي تنتجها آلة الدعاية الصهيونية المدعومة بوسائل الإعلام العالمية، بشكل يومي لكي تستدر عطف العالم الغربي وتبرر احتلالها البغيض للأراضي الفلسطينية وعدوانها الدائم والهمجي على أصحاب الأرض، وعلى كل من يحاول الوقوف في وجهها وكل من يكشف أكاذيبها ويقاوم غطرستها، وجرائمها التي لا تتوقف ضد الإنسانية.
بدأت الأكاذيب الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر مع نشأة الحركة الصهيونية، بالترويج لأكذوبة أن «فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بالعودة لها بعد قرون من الشتات في الأرض». وكانت هذه الأكذوبة، التي تحولت إلى أسطورة لا دليل على صحتها تاريخيا، المبرر الأول الذي دفع القوى الاستعمارية القديمة، بريطانيا تحديدا، الى إصدار الوعد المشؤوم «وعد بلفور» قبل عام من نهاية الحرب العالمية الأولى بانشاء وطن لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد، كما يقول المؤرخون، الذي صدر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور حجر الأساس لأكبر عملية سرقة في التاريخ، سرقة وطن كامل من أصحابه، ومنحه لمجموعة من العصابات اليهودية دون وجه حق. الوعد الذي لم يعره العالم انتباها وقت صدوره تحول إلى حق مطلق للصهاينة في السنوات التالية، ومن أكذوبة «أرض الميعاد» ووعد الوطن القومي أنتجت الصهيونية العالمية سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، والمسؤولة، في تقديري، عما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم تحت الاحتلال الصهيوني.
الكذبة الأولى الخاصة بأرض الميعاد، والتي صدقها العالم نتيجة تكرارها وبفعل التأثير التراكمي طويل المدى لوسائل الاعلام التي سيطر عليها اليهود طوال القرن العشرين، لم تكن سوى أكذوبة سياسية ذات غطاء ديني غير صحيح. إذ تم تفسير النص التوراتي بطريقة ملتوية لتخدم المشروع الصهيوني. ولم تُثبت الحفريات التي يقوم بها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى وجود هيكل سليمان أو وجود مملكة داود وسليمان في فلسطين كما تزعم الرواية التوراتية المحرفة، بل أن بعض المؤرخين الإسرائيليين شككوا في وجود اليهود في فلسطين كأمة قبل إنشاء إسرائيل.
دعونا في هذا المقال نتتبع أبرز الأكاذيب الصهيونية التي روجت لها إسرائيل لاستمرار سياساتها العنصرية والتي لم تكن مجرد دعاية عابرة، بل جزءًا من استراتيجية تم وضعها وتهدف في النهاية الى تحقيق الحلم الصهيوني بدولة تمتد «من النيل إلى الفرات»، والترويج للسردية الصهيونية في الاعلام العالمي وحصار السردية الفلسطينية والعربية.
الأكذوبة الثانية التي تمثل امتدادا للأكذوبة الأولى والمرتبطة بها ارتباطا وثيقا، هي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وبالتالي يمكن الاستيلاء عليها واحتلالها وتهجير أهلها منها، وجعلها وطنا للشعب اليهودي الذي كان بلا أرض»، وبذلك يتم نفي الوجود العربي الفلسطيني فيها. وتم الترويج لهذه الأكذوبة في الغرب المسيحي المحافظ من خلال خطاب إعلامي يربط إقامة إسرائيل بقرب ظهور المسيح (عليه السلام). وقد نجح الإعلام الصهيوني والمتصهين في تصوير اليهود باعتبارهم عائدين إلى أرضهم، فيما تمت شيطنة الفلسطينيين والتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين يعارضون الوعد الإلهي. وكانت هذه الأكذوبة من أخطر الأكاذيب الصهيونية لتبرير احتلال فلسطين بدعوى أنها خالية من السكان، في حين كان يعيش فيها قبل إعلان قيام إسرائيل نحو مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني من المسلمين والمسيحيين.
وتزعم الأكذوبة الصهيونية الثالثة أن الفلسطينيين غادروا أرضهم طواعية بعد هزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948. وتم استخدام هذه المزاعم للتغطية على مجازر التطهير العرقي الذي قامت به عصابات الصهاينة، وأبرزها مجازر دير ياسين، واللد، والرملة، لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.
لقد ثبت للعالم كله كذب إسرائيل في كل ما روجت له من مزاعم تخالف الحقيقة في الإعلام العالمي المتواطئ معها والمساند لها على الدوام. ومن هذه المزاعم القول بإنها «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» الذي لا يعرف الديمقراطية. ولم ينتبه العالم إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ترى بعين واحدة، ومخصصة لليهود فقط، ولا تشمل سكانها من الفلسطينيين الذين يعانون من تمييز وفصل عنصري في كل مجالات الحياة. وتستخدم هذه الديمقراطية الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية وسياسات الاغتيال والاعتقال والتعذيب كوسيلة للتعامل مع الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم السياسية.
وشبيه بهذا الزعم القول إن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم». ومع الأسف ما زالت هذه المقولة تتردد على ألسنة العسكريين والسياسيين الصهاينة وفي بعض وسائل الاعلام الغربية، رغم الجرائم الموثقة من جانب منظمات حقوقية عالمية، والتي ارتكبها ويرتكبها هذا الجيش «عديم الأخلاق» في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران، واستهدافه المدنيين من النساء والأطفال، والصحفيين والأطباء وغيرهم، واستخدامه لسلاح التجويع في غزة ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول الى القطاع وإتلافها عمدا، وقتل الجوعى.
ولا تتوقف آلة الكذب الصهيونية عند هذا الحد وتضيف لها الجديد من الأكاذيب كل يوم، مثل الأكذوبة المضحكة التي أصبحت مثار سخرية العالم، وهي إن «إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها العرب» المحيطين بها، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني أن الكيان الغاصب هو الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية قادرة على محو جميع الدول العربية، وتتمتع بتفوق عسكري يضمنه ويحافظ عليه ويعززه الشريك الأمريكي ودول غرب أوروبا، وتمنع بالقوة أي دولة في المنطقة من امتلاك الطاقة النووية حتى وإن كان للأغراض السلمية، كما فعلت مع العراق وايران. وينسي من يردد هذه الأكذوبة إن إسرائيل فرضت من خلال الولايات المتحدة التطبيع معها على العديد من الدول العربية، ليس فقط دول الجوار التي كان يمكن ان تهددها، وإنما على دول أخرى بعيدة جغرافيا عنها، وفي طريقها لفرضه على المزيد من الدول.
ويكفي أن نعلم أن غالبية الحروب التي دخلتها إسرائيل كانت حروبا استباقية، وكانت فيها المبادرة بالعدوان، وآخرها الحرب على إيران. والحقيقة أن حربها المستمرة منذ نحو عامين على غزة والتي تزعم أنها، أي الحرب، «دفاع عن النفس» ما هي إلا أكذوبة أخرى تأتي في إطار سعيها لتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم خارجه بعد تدميره وحصاره المستمر منذ العام 2007 وحتى اليوم، وهو ما ينفي الأكذوبة الأكثر وقاحة التي ترددها الآن بأن «حركة حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة، وهي من تجوعهم»، مع أن العالم كله يشاهد كيف حولت القطاع إلى أطلال وإلى أكبر سجن مفتوح في العالم بشهادة الأمم المتحدة.