يمانيون../
كشفت تصريحاتُ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزةَ، عن استمرارِ اندفاع الولايات المتحدة الأمريكية في مساعي تصفية القضية الفلسطينية ومشروع “تغيير الشرق الأوسط”، وهو ما أظهر بدوره فشل سياسة التطبيع والصمت التي تعتمد عليها الأنظمةُ العربية العميلة التي “صُدمت” بأنها مستهدَفة بشكل مباشر بخطة التهجير.

تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن “امتلاك غزة” وتحويلها إلى منتجع تديره الولايات المتحدة، لم تستهدف الفلسطينيين فحسب، حَيثُ أكّـد ترامب أن خطة التهجير تعتمد بشكل أَسَاسي على إيجاد أرض بديلة لسكان غزة في الدول المجاورة وبالتحديد مصر والأردن؛ الأمر الذي مثّل صدمة للحكومتين العربيتين اللتين ربما ظنتا أن موقفهما السلبي تجاه الإبادة الجماعية في غزة سيبقيهما بعيدتَين عن خطر المشروع التوسعي الصهيوني الأمريكي في المنطقة.

وقد شجّع الاندفاع الأمريكي مجرم الحرب بنيامين نتنياهو على استهداف السعوديّة أَيْـضًا بتصريحات مماثلة، حَيثُ قال: إن “المملكة لديها أراضٍ واسعةٌ ويمكنها أن تقيم فيها دولةً للفلسطينيين”، الأمر الذي عكس بوضوح عدم جدوى مسار “التطبيع” الذي تهرول فيه الرياض منذ سنوات، في حمايتها من مشروع العدوّ الذي يستهدفُ المنطقة بأكملها.

وبرغم أن الدول الثلاث اتخذت مواقفَ إيجابية بشأن رفض تهجير الفلسطينيين، لكن هذه المواقف افتقرت إلى الإطار الحامي لها، والمتمثل بدعم المقاومة الفلسطينية واحتضان قضية تحرير فلسطين بكاملها، حَيثُ جاءت الاعتراضاتُ على مؤامرة التهجير مقيدةً بعناوينَ تخدم مشروع العدوّ مباشرة مثل عنوان “حل الدولتَين” الذي لا يعتبر في الحقيقة سوى غطاء لمشروع “دمج إسرائيل في المنطقة” عن طريق تطبيع وجودها وعلاقاتها مع الدول العربية، وهو ما يعني فتح المجال رسميًّا أمام مشروع “إسرائيل الكبرى” وتغيير الشرق الأوسط، بما يتجاوز مخاطرَ تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين إلى احتلال دول أُخرى وتهجير وإبادة المزيد من الشعوب العربية.

وهكذا فَــإنَّ مؤامرةَ تهجير الفلسطينيين من غزة تكشفُ بوضوح الفجوة الهائلة الموجودة في مواقف الدول العربية والإسلامية، حتى عندما تكونُ تلك المواقف رافضةً لمخطّطات العدوّ؛ فلو كان هدف الرئيس الأمريكي من التلويح بورقة التهجير هو ابتزاز المنطقة للقبول بإكمال مسار التطبيع، وهو ما يراه العديد من المحللين؛ فَــإنَّ الدول العربية تكون قد قدمت باعتراضاتها المقيدة موافقةً ضمنيةً على ما يريده ترامب.

والحقيقة أن السعوديّة هي الهدف التالي لمشروع التطبيع، قد قدمت الكثير من الدلائل على قابلية الاستجابة للابتزاز الأمريكي الإسرائيلي، من خلال “مفاوضاتها” المُستمرّة منذ مدة حول إبرام صفقة التطبيع، والتي وصلت إلى حَــدّ القبول بمُجَـرّد تعهد شكلي من كيان العدوّ بالموافقة على “حل الدولتين”؛ مِن أجلِ تقديمه للجمهور كإنجاز يبرّر الصفقة الخيانية.

وبالتالي فَــإنَّ الضامن الحقيقي لإفشال مشروع تهجير الفلسطينيين وبالتالي إيقاف خطر المخطّط التوسعي للعدو هو دعم المقاومة الفلسطينية والتمسك بالحق الثابت للشعب الفلسطيني بتحرير كامل أرضه، والتخلي عن “الحلول التطبيعية” التي لا تمثل سوى طرق التفافية تؤدي إلى نفس النتائج التي يريد العدوّ تحقيقها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: تهجیر الفلسطینیین

إقرأ أيضاً:

اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط

تلقي د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة اتصالا هاتفيا مساء اليوم الأحد الأول من يونيو من ”ستيف ويتكوف” مبعوث الرئيس الامريكى الخاص للشرق الأوسط، وذلك في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين مصر والولايات المتحدة ازاء الوضع في قطاع غزة وفي منطقة الشرق الأوسط.

تناول الاتصال الجهود المشتركة التي تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى صفقة تضمن وقف إطلاق النار في القطاع وإطلاق سراح الرهائن وعدد من الأسري والنفاذ الكامل للمساعدات، وشدد الوزير عبد العاطي خلال الاتصال على الأهمية البالغة لوقف الحرب الحالية والعدوان الاسرائيلى على غزة والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية للقطاع من أجل رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني. كما تم التاكيد على ضرورة التوصل إلى حل دائم للصراع الفلسطينى - الاسرائيلى بما يحقق تطلعات شعوب المنطقة ويجسد رؤية ترامب الداعية لتحقيق السلام الشامل فى المنطقة.  

من جانبه، اكد ويتكوف علي تقدير بلاده للدور الذي تضطلع به مصر والسيد الرئيس في جهود الوساطة المبذولة حاليا للتوصل إلى اتفاق يوقف الحرب ويضمن إطلاق سراح الرهائن ونفاذ المساعدات.

كما تناول الاتصال تطورات المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث استمع وزير الخارجية لتقديرات المبعوث الأمريكي حول تطورات المفاوضات، وقد أعرب الوزير عبد العاطى عن دعم مصر للمفاوضات الأمريكية - الإيرانية وما تشكله من فرصة هامة لتحقيق التهدئة وخفض التصعيد فى المنطقة، ومنع انزلاقها إلى حالة فوضى كاملة.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يُعدم عشرات الفلسطينيين ويصيب المئات جراء استهدافه مواقع توزيع مساعدات جنوب غزة
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • الصين تتهم وزير الدفاع الأمريكي بـ الإساءة والتزوير وزرع الفرقة
  • تجسيد "روح باندونغ" في العلاقات الصينية العربية
  • نظرية المجال الحيوي ودورها في سياسة العنف اليميني بأوروبا
  • ماكرون يدعو إلى تحالف آسيوي أوروبي جديد في ظل التنافس الأمريكي الصيني
  • حوار شانغريلا.. وزير الدفاع الأمريكي يدعو الآسيويين لزيادة الإنفاق العسكري
  • عاجل.. قوات الاحتلال تستهدف الفلسطينيين أثناء توجههم لمراكز تقديم المساعدات
  • طوفان الأقصى.. تحولات في الداخل الأمريكي