الأنبا أرميا يستقبل الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط: لقاء محبة وشراكة في خدمة الإنسان والمجتمع
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
استقبل نيافة الأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية، البروفسور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، يرافقه وفد من المجلس، وذلك بمقر المركز الثقافي بالقاهرة.
معاني المحبة والتلاقياستهل نيافة الأنبا أرميا اللقاء بكلمات ترحيب دافئة، أكد خلالها على أن زيارة البروفسور عبس تحمل في طياتها معاني المحبة والتلاقي، وتجسد روح العمل المسيحي المشترك الذي يسعى دائماً لخدمة الإنسان والمجتمع، في ظل القيم الإنجيلية التي تدعو إلى السلام والتآخي.
من جانبه، عبّر البروفسور ميشال عبس عن شكره وامتنانه لنيافة الأنبا أرميا على حفاوة الاستقبال، مؤكداً على الأخوة الحقيقية التي تجمع بينهما، والتي تتجلى في مسيرة خدمة مشتركة تهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الجميع. وأثنى البروفسور عبس على الجهود التي يبذلها نيافة الأنبا أرميا من خلال المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وقناة ميسات وبيت العائلة المصرية، معتبرًا هذه المؤسسات نماذج رائدة في الفكر والإبداع والعطاء الخدمي.
أهمية الحوار بين الكنائسوشهد اللقاء نقاشًا عميقًا حول أهمية الحوار بين الكنائس والمؤسسات المسيحية، وسبل تفعيله بشكل أوسع لمواجهة التحديات التي تعيشها المنطقة. واتفق الجانبان على أن الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أحد أسس الوجود الإنساني، والسبيل لضمان السلام والتفاهم في المجتمعات، خاصة في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم.
وخلال اللقاء، قدمت الإعلامية ليا عادل معماري، مسؤولة الإعلام ومنسقة العلاقات الكنسية والإعلامية في مجلس كنائس الشرق الأوسط، شرحًا مفصلًا عن الاستراتيجية الإعلامية الجديدة للمجلس لعام 2025، التي تهدف إلى تطوير الأداء الإعلامي بما يتماشى مع المتطلبات المعاصرة، ويعزز من قدرة الإعلام المسيحي على إيصال رسالة المحبة والرجاء. وقد رحب نيافة الأنبا أرميا بهذه الرؤية الإعلامية، معربًا عن استعداد المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وقناة ميسات للتعاون الكامل وتبادل المواد الإعلامية التي تخدم الرسالة المشتركة في نشر الكلمة البناءة.
وفي ختام اللقاء، قدّم نيافة الأنبا أرميا مجموعة من أحدث إصدارات المركز من الكتب والمطبوعات إلى البروفسور ميشال عبس ووفد المجلس، تقديرًا وتعبيرًا عن الامتنان لتلك الزيارة التي عكست أجواء من الأخوة المسيحية الحقيقية.
حضر اللقاء كل من: الدكتور جرجس صالح، الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والقس الدكتور رفعت فكري، الأمين العام المشارك، إلى جانب الإعلامية ليا عادل معماري، مسؤولة الإعلام ومنسقة العلاقات الكنسية والإعلامية في المجلس.
لقد كان اللقاء محطة مميزة في مسيرة العمل المسكوني، حيث أُعيد التأكيد على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات المسيحية من أجل خدمة الإنسان ونشر رسالة المحبة والسلام التي تدعو إليها المسيحية في كل زمان ومكان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الأنبا أرميا المزيد لمجلس کنائس الشرق الأوسط نیافة الأنبا أرمیا المرکز الثقافی الأمین العام
إقرأ أيضاً:
ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
لم يبقَ في عالمنا العربي إعلاميٌّ أو محلّلٌ سياسي، أو دخيلٌ على المهنتين، إلا وحاضر ودبّج مقالات على مرّ العقود الأخيرة عن «الشرق الأوسط الجديد». غير أنَّ الشرق الأوسط الذي نراه اليوم حالة مختلفة عما كنا نسمعه، مضموناً وظروفاً.
منطقتنا صارت، مثل حياتنا ومفاهيمنا السياسية - الاجتماعية، خارج الاعتبارات المألوفة. بل يجوز القول إنها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات. وهنا لا أقصد البتة التقليل من شأن نُخبنا السياسية أو الوعي السياسي لشعوبنا، أو قدرة هذه الشعوب على التعلّم من أخطائها... والانطلاق - من ثم - نحو اختيار النهج الأفضل...
إطلاقاً!
اليوم، نحن وأرقى شعوب الأرض وأعلاها كعباً في الممارسة السياسية المؤسساتية في زورق واحد.
كلنا نواجه تعقيدات وتهديدات متشابهة. ولا ضمانات أن «تعابير» كالديمقراطية والحكم الرشيد في دول ذات تجارب ديمقراطية راسخة، كافية إذا ما أُفرغت من معانيها، لإنقاذ مجتمعات هذه الدول مما تعاني منه... وسنعاني منه نحن.
بالأمس، سمعت من أحد الخبراء أنَّ الاستخدام الواسع لتقنيات «الذكاء الاصطناعي» في مرافق أساسية يومية من حياة البشر ما عاد ينتظر سوى أشهر معدودة.
هذا على الصعيد التكنولوجي، ولكن على الصعيد السياسي، انضمت البرتغال قبل أيام إلى ركب العديد من جاراتها الأوروبيات في المراهنة عبر صناديق الاقتراع على اليمين العنصري المتطرف، مع احتلال حزب «شيغا» الشعبوي شبه الفاشي المرتبةَ الثانية في الانتخابات العامة الطارئة، خلف التحالف الديمقراطي (يمين الوسط)، وقبل الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً.
تقدُّم «شيغا» في البرتغال، يعزّز الآن حضور الشعبويين الفاشيين الذي تمثله في أوروبا الغربية قوى متطرفة ومعادية للمهاجرين مثل: «الجبهة الوطنية» في فرنسا، و«فوكس» في إسبانيا، و«إخوان إيطاليا» في إيطاليا، وحزب «الإصلاح» (الريفورم) في بريطانيا، وحزب «الحرية» في هولندا، وحزب «البديل» في ألمانيا.
ثم إنَّ هذه الظاهرة ليست محصورة بديمقراطيات أوروبا الغربية، بل موجودة في دول عدة في شرق أوروبا وشمالها، وعلى رأسها المجر. وبالطبع، ها هي ملء السمع والبصر في كبرى الديمقراطيات الغربية قاطبةً... الولايات المتحدة!
في الولايات المتحدة ثمّة تطوّر تاريخي قلّ نظيره، لا يهدد فقط الثنائية الحزبية التي استند إليها النظام السياسي الأميركي بشقه التمثيلي الانتخابي، بل يهدد أيضاً مبدأ الفصل بين السلطات.
هذا حاصل الآن بفعل استحواذ تيار سياسي شعبي وشعبوي واحد، في فترة زمنية واحدة، على سلطات الحكم الثلاث: السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية، يضاف إليها «السلطة الرابعة» - غير الرسمية - أي الإعلام.
ولئن كان الإعلام ظل عملياً خارج الهيمنة السياسية، فإنه غدا اليوم سلاحاً أساسياً في ترسانة التيار الحاكم بسبب هيمنة «الإعلام الجديد»، والمواقع الإلكترونية، و«الذكاء الاصطناعي»، و«أوليغارشي» ملّاك الصحف والشبكات التلفزيونية، ناهيك من وقف التمويل الحكومي لإعلام القطاع العام. وما لا شك فيه أن مؤسسات هؤلاء، بدءاً من رووبرت مردوخ (فوكس نيوز) وانتهاء بإيلون ماسك (إكس) ومارك زوكربرغ (ميتا) وجيف بيزوس (الواشنطن بوست)... هي التي تصنع راهناً «الثقافة السياسية» الأميركية الجديدة وربما المستقبلية، بدليل أن نحو 30 من وجوه إدارة الرئيس دونالد ترمب جاؤوا من بيئة «فوكس نيوز» ونجومها الإعلاميين.
في هذه الأثناء، يرصد العالم التحولات الضخمة في المشهد الأميركي بارتباك وحيرة.
الحروب الاقتصادية ليست مسألة بسيطة، وكذلك، لا تجوز الاستهانة بإسقاط سيد «البيت الأبيض» كل المعايير التي تحدد مَن هو «الحليف» ومَن هو «العدو»... ومَن هو «الشريك» ومن هو «المنافس»!
ولكن، في ضوء التطوّرات المتلاحقة، يصعب على أي دولة التأثير مباشرة في أكبر اقتصادات العالم وأقوى قواه العسكرية والسياسية. ولذا نرى الجميع يتابع ويأمل ويتحسّب ويحاول - بصمت، طبعاً - إما إيجاد البدائل وإما التقليل من حجم الأضرار الممكنة.
أما عن الشرق الأوسط والعالم العربي، بالذات، فإننا قد نكون أمام مشاكل أكبر من مشاكل غيرنا في موضوع اختلال معايير واشنطن في تحديد «الحليف» و«العدو».
ذلك أن الولايات المتحدة قوة كبرى ذات اهتمامات ومصالح عالمية. وبناءً عليه، لا مجال للمشاعر العاطفية الخاصة، وأيضاً لا وجود للمصالح الدائمة في عالم متغيّر الحسابات والتحديات.
في منطقتنا، لواشنطن علاقة استراتيجية راسخة مع إسرائيل التي تُعد «مركز النفوذ» الأهم داخل كواليس السلطة الأميركية ودهاليزها، والتي تموّل «مجموعات ضغطها» معظم قيادات الكونغرس ومحركي النفوذ.
ثم هناك تركيا، العضو المهم في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، والقوة ذات الامتدادات الدينية والعرقية والجغرافية العميقة والمؤثرة في رسم السياسات الكبرى.
وأخيراً لا آخراً، لإيران أيضاً مكانة كبيرة تاريخياً في مراكز الأبحاث الأميركية كونها - مثل تركيا - «حلقة» في سلسلة كيانات الشرق الأوسط، ولقد أثبتت الأيام في كل الظروف أن غاية واشنطن «كسب» إيران لا ضربها.
في هذا المشهد، ووسط الغموض وتسارع التغيير، هل ما زلنا كعرب قادرين يا ترى على التأثير في المناخ الإقليمي وأولويات اللاعبين الكبار؟
الشرق الأوسط