يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالفعل أسبوعاً شاقاً، حيث احتشد المسؤولون الأجانب في أوروبا، لإجراء محادثات حول مستقبل بلاده.

زيلينسكي سيلتقي بفانس ووزير الخارجية ماركو روبيو

وكتب أندرو إي. كرامر في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تطالب بحق الحصول على معادن أوكرانية بقيمة 500 مليار دولار، كما أنها ألغت إعفاء أوكرانيا من الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب، في وقت كان أحد كبار المتشككين الأمريكيين في المساعدة العسكرية لكييف، نائب الرئيس جي.

دي. فانس، متوجهاً إلى أوروبا للاجتماع مع الزعيم الأوكراني.

فانس يهدد "بالضغط العسكري" لإنهاء الحرب في أوكرانيا - موقع 24أكد نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" نُشرت الجمعة، أن كل الخيارات مطروحة في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك استخدام "الضغط العسكري".

لكن الأمور سارت من سيئ إلى أسوأ الأربعاء. إذ قدم وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث تقويماً قاسياً لآفاق أوكرانيا في حربها مع روسيا، ثم أعلن ترامب أنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي مكالمة وصفها الرئيس الأمريكي بأنها بمثابة محادثات افتتاحية لوضع حد للحرب – مع عدم وجود دور واضح لزيلينسكي. 

Now even @NYT publishes belated admission that "disastrous war" in Ukraine is unwinnable for Ukraine, that it is "proxy war," that Ukraine is US "protectorate," that US used "ugly" & "morally reprehensible" strategy & that peace deal in best option, etc.

"Dozens of people, and… pic.twitter.com/vwpWqIpYRw

— Ivan Katchanovski (@I_Katchanovski) November 17, 2024

ودلّت المكالمة الهاتفية، على نهاية الجهود الأمريكية لعزل روسيا دبلوماسياً بعد غزوها الشامل لأوكرانيا قبل نحو ثلاث سنوات.
ووصف رئيس مجموعة أوراسيا لتحليل المخاطر التي تتخذ واشنطن مقراً لها كليف كوبتشان، زيلينسكي بأنه "انقلب على عقبيه جيوسياسياً".
وتشير إجراءات ترامب في اليومين الماضيين - والتي تضمنت أيضاً تبادل سجناء مع الكرملين، بمن فيهم مدرس أمريكي -إلى ذوبان العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا والتي يمكن أن تمنح الأفضلية لبوتين في اتفاق سلام محتمل، مع تهميش لأوكرانيا.

السلام في أوكرانيا.. معركة على طاولة المفاوضات - موقع 24تناول ستيفن برايِن، المراسل الخاص لموقع "آسيا تايمز" والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، التعقيدات والتحديات التي تواجه إدارة ترامب في محاولتها التوصل إلى حلّ للصراع المستمر في أوكرانيا.

كما اتصل ترامب بالزعيم الأوكراني الأربعاء، لكنه لم يذكر في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، كيف أو ما إذا كان زيلينسكي سيشارك في محادثات السلام.
وقال ترامب إن زيلينسكي سيلتقي بفانس ووزير الخارجية ماركو روبيو على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن السنوي، الذي يفتتح اليوم.
ومن شأن المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ أجيال، أن تشكل مستقبل أوكرانيا، وتشير التطورات الأخيرة إلى أنه من المرجح أن بعض أراضيها ستبقى تحت السيطرة الروسية.

واشنطن تنتظر "ثروات أوكرانيا" لسداد مليارات الدعم العسكري - موقع 24أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الخميس، أنّه يتوقّع التوصّل إلى اتفاق مع أوكرانيا بشأن ثرواتها المعدنية، يعوّض الولايات المتّحدة جزئياً عن الأموال التي دفعتها لتزويد كييف بأسلحة تمكّنها من التصدّي للغزو الروسي.

كما ستشكل المفاوضات المستقبل السياسي لزيلينسكي. وليس أمامه خيار سوى الموافقة على المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة على رغم شكوكه العميقة، التي يشاركه فيها معظم الأوكرانيين، في أن بوتين مستعد للتفاوض من دون فرض شروط مرهقة أو ممارسة المزيد من الضغوط العسكرية والاقتصادية.
وبحلول صباح الخميس، كانت هذه المشاعر تنتشر على نطاق واسع في كييف، المدينة التي تتعرض لقصف الصواريخ الروسية والمسيّرات ليلاً.
وكتب المحلل السياسي فولوديمير فيسينكو على فايسبوك أن بوتين كان على الأرجح يتواصل مع إدارة ترامب منذ بعض الوقت. وقال "إنه (بوتين) لن يتنازل عن إنهاء الحرب، كما يريد فريق ترامب".

أخبار مثيرة للقلق

لم يكن ترامب الشخص الوحيد الذي نقل أخباراً مثيرة للقلق إلى أوكرانيا. إذ قال هيغسيث للحلفاء الأوروبيين الأربعاء، إنه "من غير الواقعي"، أن تعود أوكرانيا إلى حدودها كما كانت قبل بدء الغزو العسكري الروسي عام 2014. 

Zelensky is putting-on a brave face on what is shaping up to be a disastrous and dangerous policy shift. So far, the public policy of the U.S.,
-no Ukraine’s in NATO
-Ukraine’s security Europe’s problem
-It’s okay for Russia to use military force to violate sovereignty and take… https://t.co/bwtfZ3YHS1

— Alexander S. Vindman ???????? (@AVindman) February 12, 2025

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تدعم هدف أوكرانيا الرامي إلى الإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي لضمان أي تسوية سلمية، واصفاً ذلك بأنه "غير واقعي".

ومر زيلينسكي بأوقات بدا فيها ضعيفاً في السابق، ومثلاً، في الأيام الأولى للغزو الروسي، خرج من أحد المخابئ لتصوير مقاطع فيديو أدت إلى حشد بلاده، ومعظم دول العالم، لدعم قضية أوكرانيا.
والآن، يواجه مرة أخرى لحظة محورية بالنسبة لبلاده، حيث يتراجع في استطلاعات الرأي المحلية، ويلقى تجاهلاً من أهم حليف له.
وأعلن زيلينسكي مرتين في الأيام الأخيرة، إنه مستعد للتفاوض مع بوتين إذا قدم الحلفاء الغربيون ضمانات أمنية في التسوية.

انتخابات في الداخل

من جانبه، أشار بوتين إلى أن زيلينسكي سيحتاج إلى خوض انتخابات في الداخل، قبل أن تقبل روسيا توقيعه على اتفاق السلام.
ويشير الطلب إلى وجهة نظر روسية لعملية محتملة من ثلاث خطوات للتفاوض على تسوية للحرب، وفقاً لشخص أجرى محادثات مؤخراً حول سيناريوات التسوية مع كبار المسؤولين الروس.

صفقة مناسبة لروسيا.. ترامب يرسم ملامح السلام في أوكرانيا - موقع 24رأى الكاتب السياسي مارك تشامبيون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثبت أنه صادق في كلامه، فهو يتحرك بسرعة لوقف غزو روسيا لأوكرانيا، وتشير الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية إلى أنه يضغط بقوة على كييف فقط، لا على موسكو.

وقال المصدر إن الاتفاق ينص على هدنة مبدئية واتفاق أولي، تتبعه انتخابات في أوكرانيا، وعندها فقط يتم التوصل إلى تسوية سلمية ملزمة.
ومع ذلك، كانت هناك بعض النقاط المضيئة بالنسبة لأوكرانيا. ذلك أنه بعد فترة وجيزة من تنصيبه، انتقد ترامب بوتين بشدة، قائلاً إنه "يدمر" روسيا بالحرب.

المعادن الأوكرانية

بينما تأتي مطالبة ترامب بالمعادن الأوكرانية بتكلفة كبيرة بالنسبة لكييف، فقد نظر إليها المسؤولون الأوكرانيون أيضاً على أنها علامة تبعث على الأمل.

والمحادثات حول حقوق التعدين، والتي بدأت الأربعاء بزيارة قام بها وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت لكييف، تفتح الطريق أمام ترامب لمواصلة المساعدات العسكرية بينما يدعي أنه حصل على فائدة للولايات المتحدة.

وقال كوبتشان، المحلل في أوراسيا، إنه على رغم تراجع مكانته في المحادثات، فمن السابق لأوانه شطب زيلينسكي، الممثل السابق والقائد الماهر في الأزمات. وأضاف: "لقد أثبت أنه مهاجم ماهر...لا أشعر أننا في الفصل الأخير من أي مسرحية حتى الآن".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب أوكرانيا فانس هيغسيث روسيا بوتين لزيلينسكي روبيو الحرب الأوكرانية ترامب أوكرانيا روسيا فانس هيغسيث بوتين زيلينسكي ماركو روبيو فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: حمائية ترامب تخنق الاقتصاد الأميركي والتاريخ يعيد نفسه

في وقت تُروَّج فيه السياسات الحمائية باعتبارها حلا سحريا لإنعاش الصناعة الأميركية، يُظهر تحليل نشرته مجلة إيكونوميست أن هذه السياسات قد تكون الوصفة الأقرب لخنق النمو ودفع الاقتصاد نحو الركود.

وترى الإيكونوميست أن الرسوم الجمركية التي يتبنّاها الرئيس دونالد ترامب، بحجّة حماية العمال والشركات، ليست سوى استنساخ لعقائد اقتصادية ثبت فشلها مرارا عبر التاريخ.

ويشير التقرير إلى أن التاريخ الاقتصادي يبرهن أن الحمائية تُضعف الابتكار وتخنق النمو الصناعي. فرغم حجج المدافعين عن الرسوم، التي تستشهد بتحوّل الولايات المتحدة من مستعمرة فقيرة إلى قوة صناعية خلف جدران جمركية عالية، فإن هذا النمو لم يكن نتيجة للحمائية بل بفضل سرقة التكنولوجيا البريطانية آنذاك، وجذب المهارات الأوروبية، كما حدث مع صمويل سلاتر وفرانسيس كابوت لَويل اللذين أدخلا تقنيات النسيج البريطانية إلى أميركا.

الماضي يُعيد نفسه.. من اليابان إلى الصين

في ثمانينيات القرن الماضي، واجهت الصناعات الأميركية صدمة مماثلة مع تفوق اليابان في مجالات السيارات والرقائق الإلكترونية، حين تجاوز إنتاج السيارات اليابانية نظيرتها الأميركية بنسبة إنتاجية بلغت 17%، كما هبطت حصة أميركا في صناعة أشباه الموصلات من 57% إلى 40% بين عامي 1977 و1989، بينما ارتفعت حصة اليابان إلى 50%.

الرهان على الرسوم الجمركية ليس سوى وهم يقوّض قدرة الاقتصاد الأميركي على المنافسة والابتكار (غيتي)

لكن هذا التفوق لم يكن نتيجة ممارسات تجارية غير عادلة، بل بسبب كفاءة الإنتاج والابتكار.

إعلان

أمام هذا التحدي، اختارت أميركا تعزيز التكامل مع الاقتصاد العالمي، حيث اعتمد وادي السيليكون على الابتكار والتصميم والبرمجيات، بينما تم نقل عمليات التصنيع إلى شرق آسيا، خصوصا الصين، مما خفّض التكاليف وقلّص الفجوة التنافسية مع اليابان.

الحمائية تعزز الاحتكار وتُضعف المنافسة

ويحذّر التقرير من أن تراجع التنافسية داخل الاقتصاد الأميركي، الذي بدأ قبل عهد ترامب، أدى إلى زيادة التركّز الصناعي، إذ أصبحت 3 أرباع القطاعات أكثر احتكارا مما كانت عليه في تسعينيات القرن الماضي. وامتدت هذه الظاهرة إلى قطاع التكنولوجيا، إذ تراجعت قدرة الشركات الناشئة على منافسة الكيانات الكبرى.

ورافق هذا التراجع تصاعد في الإنفاق على جماعات الضغط بنسبة تقارب 66% منذ أواخر التسعينيات، مما أسهم في إضعاف تنفيذ قوانين مكافحة الاحتكار، وزيادة الميل نحو المحاباة السياسية في توزيع الإعفاءات الجمركية.

الأمن الاقتصادي الأميركي يعتمد على توطيد التحالفات لا تقويضها

العالم مترابط.. والاستقلال التكنولوجي وهم

ويؤكد التقرير أن السعي نحو الاكتفاء الذاتي التكنولوجي أمر غير واقعي. فبينما تهيمن أميركا على برمجيات تصميم الرقائق، تُنتج اليابان 56% من رقائق السيليكون، وتحتكر تايوان 95% من الرقائق المتقدمة، وتُسيطر الصين على أكثر من 90% من المعادن والعناصر النادرة. ولهذا فإن الأمن الاقتصادي الأميركي يعتمد على توطيد التحالفات، لا تقويضها.

الاندماج في الاقتصاد العالمي ظلّ لعقود محركا رئيسيا للتفوق الصناعي والتكنولوجي الأميركي (الفرنسية)

كما أن الرسوم الجمركية لا تحمي العمال الأميركيين، بل تُسبب خسائر صافية في الوظائف، كما حدث في فترة ترامب الأولى. إذ إن نحو نصف الواردات الأميركية تُستخدم مباشرة في التصنيع المحلي، ورفع أسعار المواد الخام كالفولاذ الكندي يُضعف القدرة التنافسية للتصدير الأميركي.

ما الذي يجعل الاقتصاد الأميركي فريدا؟

ويشير التقرير إلى أن ما يميز الاقتصاد الأميركي هو ديناميكيته وقدرته على تجديد نفسه. ففي حين تهيمن الشركات القديمة على الاقتصادات المتقدمة الأخرى، يبلغ متوسط عمر أكبر 5 شركات أميركية 39 عاما فقط، وجميعها في قطاع التكنولوجيا.

إعلان

لكن الحفاظ على هذه الديناميكية يتطلب بيئة تنافسية مفتوحة. وعندما تحل المحاباة محل التنافس، فإن الريادة التكنولوجية تتآكل، ويخسر الاقتصاد الأميركي ميزته التاريخية، يختم التقرير.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تنفذ أعمق هجوم داخل روسيا بطائرات مسيّرة وتثير جدلاً حول إبلاغ واشنطن | تقرير
  • ‏زيلينسكي: أوكرانيا سترسل وفدا إلى إسطنبول لإجراء محادثات مباشرة مع روسيا غدا
  • إيكونوميست: حمائية ترامب تخنق الاقتصاد الأميركي والتاريخ يعيد نفسه
  • تهديدات الرئيس المشاط تثير الذعر في كيان العدو.. اليمن يعيد صياغة معادلة الردع في الشرق الأوسط
  • ترامب: بوتين وزيلينسكي عنيدان
  • ترامب يؤكد استعداده للحديث مع الرئيس الصيني لحل الخلافات التجارية
  • الكرملين : بوتين يؤيد مبدئيا إمكانية عقد لقاء يجمعه مع زيلينسكي وترامب
  • الكرملين: روسيا مستعدة للتفاوض.. ولقاء بوتين بـ ترامب أو زيلينسكي «مشروط»
  • “مبعوث الرب”.. منشور غامض من الرئيس الأمريكي يثير الجدل
  • واشنطن: على بوتين قبول الاتفاق المطروح لإنهاء حرب أوكرانيا.. أفضل نتيجة ممكنة