بغداد اليوم -  


بعنفوانها وملاحمها البطولية، تطل علينا هذه الأيام ذكرى الثورة الشعبية العارمة والانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991، التي تعد واحدة من أبرز الأحداث في تاريخ العراق المعاصر منذ تأسيس دولته عام 1921، حين استطاع شعبنا الغيور في الجنوب والوسط، بقيادة نخبه الجهادية، قدح زناد الثورة وتحرير محافظات الوسط والجنوب كافة من قبضة سلطة البعث الغاشمة.

وامتدت شراراتها الثورية إلى المحافظات الشمالية في كردستان العراق وكركوك، التي تحررت بأيدي البيشمركة. وقد مزقت تلك الانتفاضة الستار الذي كان يغطي واقع العراق السياسي بفعل الإعلام المغرض والمأجور لنظام صدام الدموي، إذ تبين للمجتمع الدولي حجم المأساة الهائلة التي يعاني منها العراقيون، وخواء النظام المنبوذ من الشعب كله.

وقد بلغ الحقد الطائفي التمييزي للنظام حدا جعله يتجرأ على ضرب المراقد الطاهرة في كربلاء المقدسة بالمدفعية والدبابات، التي كتب عليها "لا شيعة بعد اليوم"، وهو فعل لم يسبقه إليه حاكم آخر. كما أن السماح لطائراته العمودية بضرب الناس وقمع انتفاضتهم بوحشية قد كشف الوجه الآخر للحقد الدفين، وتواطؤ الدول الإقليمية والكبرى على قمع تلك الحركة الشعبية.

إن الانتفاضة الشعبانية منحت المعارضة السياسية الوطنية زخما كبيرا وفتحت لها الأبواب المغلقة في عواصم القرار الإقليمي والدولي، ولأول مرة أصبحوا يستمعون لصوت العراقيين المعارضين ويستقبلون ممثليهم. ولقد وضعت تلك الانتفاضة التاريخية خطط تغيير النظام على الطاولة بجدية، وبدأ البحث عن مستقبل الحكم في العراق بعد إسقاط حزب البعث.

هذه الانتفاضة الباسلة قد عبّرت عن تلاحم ووحدة الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه وسائر مكوناته، في موقف موحد فاصطفوا في خندق واحد ضد النظام الدكتاتوري الذي عاث في الأرض فسادا وأوغل في دماء الأبرياء، حيث ستبقى المقابر الجماعية شاهدة على جرائمه المروعة وتاريخه المخزي وأيامه السوداء، التي ذهبت دون رجعة، مهما حاول التزلف وتغيير جلده ووجوه حزبه المنحل، فإنه يبقى كالأفعى السامة.

إن النظام السياسي الحالي في العراق قد انبثق من وحي الانتفاضة الباسلة وتضحياتها الغالية، فمسؤولية الدفاع عنه وإصلاحه وتطويره تقع على عاتق كل المضحين، ومن اكتوى بنار البعثيين. ونهيب بشعبنا وقواه المخلصة من كل الاتجاهات والمكونات أن يجنبوا البلاد تداعيات المتغيرات الإقليمية والدولية عبر مزيد من الوعي والحكمة والوحدة الوطنية والتوازن في السياسات والمواقف، وتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وشعبه ونظامه بالسوء، والتصدي لهم بحزم وثبات.


فسلام على شهداء انتفاضة شعبنا، من الجنوب إلى الشمال. والعزة والمجد للعراق.


حزب الدعوة الإسلامية

المكتب السياسي

14 شباط 2024

15 شعبان المعظم 1446

يتبع ... 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

اليوم.. الجبهة الوطنية يكرم أوائل الثانوية العامة بحضور رئيس الحزب

ينظم حزب الجبهة الوطنية ، اليوم الأربعاء، احتفالية كبرى بأحد فنادق القاهرة لتكريم أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية، وذلك في إطار حرص الحزب على دعم المتفوقين من أبناء الوطن وتشجيعهم على مواصلة النجاح والتميز.

ويحضر الفعالية الدكتور عاصم الجزار، رئيس الحزب، والسيد القصير الأمين العام، إلى جانب عدد من قيادات الحزب وممثلين عن المؤسسات المجتمعية والتربوية، فضلاً عن أسر الطلاب المكرمين.

الجبهة الوطنية ينظم مؤتمرا جماهيريا بالشرقية لدعم مرشحيه في انتخابات الشيوخعاصم الجزار: الجبهة الوطنية حزب شعبوي.. ونستهدف التأثير لا الهيمنةعاصم الجزار: حزب الجبهة الوطنية يعتمد معايير واضحة للمفاضلة بين المرشحين بالانتخابات النيابيةالجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح

ومن المقرر أن يشهد الحفل توزيع شهادات تقدير ودروع تكريمية على الطلاب المتفوقين في مختلف الشعب، تكريمًا لتفوقهم وجهودهم خلال العام الدراسي، وتأكيدًا على دورهم في بناء مستقبل الوطن.

وأكد حزب الجبهة الوطنية من خلال هذه الفعالية التزامه بدعم التعليم والتميّز العلمي، واهتمامه المتواصل برعاية الكوادر الشابة والنماذج الإيجابية في المجتمع المصري.

طباعة شارك حزب الجبهة الوطنية أوائل الثانوية العامة تكريم أوائل الثانوية العامة المتفوقين المؤسسات المجتمعية والتربوية

مقالات مشابهة

  • من الدعوة إلى الدولة: قراءة هادئة في مسار الحركة الإسلامية في اليمن.
  • الوداع الأخير للجبال.. قراءة في القضية الكوردية في خضم التطورات الإقليمية
  • اليوم..المنتخب العراقي لكرة السلة يواجه نظيره السعودي
  • اليوم.. الجبهة الوطنية يكرم أوائل الثانوية العامة بحضور رئيس الحزب
  • سادس أقوى زلزال بالتاريخ.. ما سر الضربة التي تلقتها روسيا اليوم؟
  • الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح
  • 81 شهيدا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم بينهم 32 من طالبي المساعدات
  • مرسوم جمهوري بتعيين القيادي في حزب الدعوة (العطواني) محافظا لبغداد
  • عاجل | الملك في برلين لبحث التعاون الثنائي والتطورات الإقليمية
  • وزير الخارجية العراقي: الحوار والتفاوض هما السبيل الأمثل لحل الخلافات الإقليمية