الاصطفاف الصحيح خلف القضايا وليس الأشخاص
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
دعوات محمومة في مصر للاصطفاف خلف السيسي أو النظام الحاكم في مواجهة تهديدات الرئيس الأمريكي ترامب بتهجير أهل غزة إلى مصر والأردن، وصل الأمر حد اتهام من يتأخر عن هذا الاصطفاف بالخيانة الوطنية، وهذه تهمة عقوبتها الإعدام، وبسبب الخوف من هذا الاتهام، أو لربما طمعا في إرضاء السلطة بالغ البعض في إظهار هذا الاصطفاف حد النفاق.
هذا لا يعني أيضا أن جميع الذين أعلنوا رفضهم للتهجير هم موالون أو منافقون للنظام، فهناك من اتخذ هذا الموقف عن قناعة حقيقية، وهي قناعة قديمة تجاه القضية الفلسطينية، ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني، ورفض تهجيره داخليا أو خارجيا لأي مكان وليس فقط إلى مصر، حرصا على حيوية القضية الفلسطينية وعدم تصفيتها، كما أن أصحاب هذا الموقف يتسمون بالوطنية الحقيقية، ويدركون جيدا المخاطر على الأمن القومي المصري، ويحرصون على مواجهتها أيضا.
في هذا الإطار صدرت مواقف رافضة للتهجير ومثمنة للموقف الرسمي المصري، منها مواقف للمعارضة الداخلية ممثلة في الحركة المدنية وأحزابها، وأحزاب وكيانات من خارجها، ومنها موقف المناهض الأبرز للنظام وهي جماعة الإخوان التي لا يجادل أحد في صدق دعمها للقضية الفلسطينية منذ تأسيسها، إذ شارك متطوعوها وكتائبها في حرب 1948، مرورا بكل المحطات النضالية الفلسطينية وحتى الآن، وهي تعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية التي تخصص لها نصيبا ثابتا في مواردها واشتراكات أعضائها. الاصطفاف كما قلنا يكون خلف مبدأ أو قضية وليس خلف شخص، وحين يتطابق الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي فهذا هو الخيار الصحيح، وهو الخيار الذي تتشارك فيه كل قوى المجتمع تقريبا، لكنه قد يستمر وقد لا يستمر، ويعتمد ذلك على مدى صلابة الموقف الرسمي في مواجهة الضغوط والإغراءات الدولية. ولا يعني الاصطفاف في موقف انسحابه إلى غيره من المواقف والسياسات الرسمية، فهذه هي طبيعة الممارسة الوطنية الصحيحةولا ننسى أن فرع الجماعة في فلسطين كان من أوائل من قادوا المقاومة، قبل أن يتحول هذا الفرع إلى حركة حماس التي تقود المقاومة حاليا.
لا ينكر أحد أن الموقف الرسمي المصري حتى الآن فيما هو ظاهر للجميع موقف جيد، فهو رافض للتهجير، كما أن السيسي أرجأ زيارته إلى واشنطن للقاء ترامب بعد أن شاهد على الهواء مباشرة ماذا فعل مع الملك عبد الله، وتوقع أن يتعرض للموقف ذاته، فأراد أن يقوي موقفه بموقف عربي داعم من خلال قمة ستستضيفها القاهرة يوم 27 شباط/ فبراير، وستسبقها بأسبوع قمة مصغرة في الرياض بهدف صياغة رؤية عربية أو خطة عربية بديلة لخطة ترامب لتعمير غزة، تعتمد بالأساس على تصور مصري قائم على التعمير في ظل وجود الشعب الفلسطيني، وهذا أمر جيد، لكنها تتضمن جوانب أخرى في إدارة القطاع، والتعامل مع المقاومة وسلاحها، وهذا لم يعلن حتى الآن. وهناك مخاوف أن يتصادم مع الإرادة الفلسطينية المدعومة برأي عام شعبي مصري وعربي واسع، وقد سمعنا أحد قادة حماس (أسامة حمدان) يؤكد في الدوحة أن إدارة غزة شأن فلسطيني وستبقى كذلك، وأن من يحاول وضع نفسه بديلا للفلسطينيين أو منفذا لرغبات إسرائيل ستتعامل معه المقاومة كما تتعامل مع جيش الاحتلال تماما.
الاصطفاف كما قلنا يكون خلف مبدأ أو قضية وليس خلف شخص، وحين يتطابق الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي فهذا هو الخيار الصحيح، وهو الخيار الذي تتشارك فيه كل قوى المجتمع تقريبا، لكنه قد يستمر وقد لا يستمر، ويعتمد ذلك على مدى صلابة الموقف الرسمي في مواجهة الضغوط والإغراءات الدولية. ولا يعني الاصطفاف في موقف انسحابه إلى غيره من المواقف والسياسات الرسمية، فهذه هي طبيعة الممارسة الوطنية الصحيحة، وهذا ما نجده في الدول الديمقراطية، وللأسف نشاهده أيضا حتى داخل إسرائيل نفسها رغم أنها تتبنى ديمقراطية مشوهة، وعدوانية تجاه غيرها.
في الأسبوع الماضي وعقب عودة نتنياهو من واشنطن، وهي عودة بدت مظفرة بالمقاييس التقليدية، حيث حصل من خلالها على موقف أمريكي جديد من الرئيس ترامب بتطهير فلسطين من سكانها، وضم هذه الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل، سواء من خلال خطة تهجير أهل غزة، أو اقتطاع جزء من الضفة وضمه إلى إسرائيل التي رآها ترامب صغيرة، أو حتى تهجير أهل الضفة إلى الأردن، وضم الضفة بكاملها لاحقا للكيان، رغم هذه العودة المظفرة والتي كانت تستوجب وفقا -للممارسات العربية- أن يخرج سكان الكيان الصهيوني عن بكرة أبيهم لاستقباله في المطار، إلا أن الأمر جاء معاكسا تماما، حيث عقد الكنيست جلسة محاكمة لنتنياهو، وانهالت عليه الانتقادات والشتائم من نواب الكنيست ما تسبب في طرد الكثيرين منهم خارج القاعة، وفي الوقت نفسه تصاعدت مظاهرات أهالي الأسرى الإسرائيليين، وواصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية توجيه انتقاداتها لنتنياهو وحكومته، ولم يقل أحد إن هذا خيانة وطنية تستوجب معاقبة مرتكبيها.
صحيح أن مصر تمر بتهديد حقيقي لأمنها القومي، والدفاع عن الأمن القومي وإن كان الوظيفة الدستورية الرسمية للجيش والأجهزة الأمنية، فإنه يحتاج موقفا شعبيا قويا داعما في مواجهة التهديدات، هذا الدعم ليس تكرما، ولا منحة، بل هو واجب وطني، وأخلاقي، حتى في ظل الخلاف السياسي مع نظام الحكم
في الحرب الأطلسية على العراق بقيادة أمريكية بريطانية كانت أكبر المظاهرات المناهضة للحرب في هاتين الدولتين، وغيرهما من الدول المشاركة، ونقلت وسائل الإعلام الرأي والرأي الآخر تجاه الحرب، ولم يرفع أحد في وجهها شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لأن صوت الحق ينبغي أن يعلو كل صوت، وصوت الحق قد ينقذ أمة ووطنا من نزوات عسكريين مغامرين كما حدث في حرب يونيو (حزيران) 1967 التي بدأتها مصر بقرار أحمق من قائد عسكري غر، ومعه بعض القادة المراهقين، لنتصور لو كانت مصر دولة ديمقراطية في ذلك الوقت، فإن ذلك لم يكن ليحدث أصلا، حيث ستظهر الأصوات الحكيمة التي تعد للحرب عدتها قبل الانزلاق إليها، والاحتراق بنارها.
في الحديث الشريف "لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا" (رواه الترمذي)، هذا مبدأ حاكم في التعامل مع القضايا والسياسات المختلفة، فليس مطلوبا أن يكون الناس إمعات أي تابعين لغيرهم كالقطيع، ولكن المطلوب الإنصاف، والتعامل مع كل موقف بما يستحقه، إن مدحا وإن ذما، أما ما نشهده في مصر من دعوات لاصطفاف مطلق خلف شخص أو قيادة سياسية، دون أي مناقشة فهذا لعمري منهج القطيع الذي نهينا عنه، والذي لا يليق بشعب متحضر.
صحيح أن مصر تمر بتهديد حقيقي لأمنها القومي، والدفاع عن الأمن القومي وإن كان الوظيفة الدستورية الرسمية للجيش والأجهزة الأمنية، فإنه يحتاج موقفا شعبيا قويا داعما في مواجهة التهديدات، هذا الدعم ليس تكرما، ولا منحة، بل هو واجب وطني، وأخلاقي، حتى في ظل الخلاف السياسي مع نظام الحكم، ومواجهة هذا التهديد المصيري للأمن القومي لا تعني التسامح في حقوق الشعب الأخرى، أو نسيانها، ولكنه فقه الأولويات الذي يعطي أولوية لأمر في لحظة معينة عن غيره. وإذا كان المطلوب من الشعب دعما مفتوحا لجيشه ومؤسساته القومية دفاعا عن أمن الوطن، فإن المطلوب أيضا أن ينال هذا الشعب حريته، ويتمتع بكرامته، ويحظى بلقمة العيش الكريمة حتى يتمكن بالفعل من دحر عدوه.
x.com/kotbelaraby
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر السيسي ترامب غزة تهجيره الإخوان مصر السيسي غزة الإخوان تهجير مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد رياضة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الموقف الرسمی فی مواجهة هو الخیار
إقرأ أيضاً:
قمة مجموعة السبع في كندا.. من الحاضرون وما القضايا المطروحة؟
يجتمع زعماء دول مجموعة السبع: كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة والولايات المتحدة في بلدة كاناناسكيس النائية عند سفوح جبال روكي بمقاطعة ألبرتا الكندية، لإجراء مناقشات مكثفة على مدى 3 أيام.
وتُعد هذه القمة، التي تعقد في الفترة من 15 إلى 17 يونيو/حزيران، النسخة الـ51 منذ انطلاق أول اجتماع للمجموعة عام 1975 في رامبوييه في فرنسا، عندما كانت تُعرف بمجموعة الست قبل أن تنضم إليها كندا في العام التالي.
ولاحقا، تحولت إلى مجموعة الثماني عندما انضمت روسيا عام 1998، لكنها عادت إلى السبع مرة أخرى بعد استبعاد موسكو في 2014 إثر ضمّها شبه جزيرة القرم.
وتأتي قمة هذا العام وسط توترات متصاعدة في عدة مجالات، وتشهد نقاشات حادة حول الأزمة المتفاقمة في الشرق الأوسط، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية الواسعة ضد إيران.
وعلى المستوى الثنائي، لا تزال تداعيات تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي دعا إلى أن تكون كندا الولاية الـ51 في الولايات المتحدة، تلقي بظلالها. فقد رد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في مايو/أيار الماضي خلال لقاء جمعه بترامب في البيت الأبيض قائلا: "كندا ليست للبيع… أبدا."
ورغم أن مجموعة السبع تمثل قرابة 44٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلا أنها لا تمثل سوى 10٪ من سكان العالم. وتظل الولايات المتحدة أكبر اقتصاد ضمن المجموعة بفارق كبير عن بقية دولها.
من الحاضرون؟تعقد القمة في كندا هذا العام، وهي المرة السابعة التي تتولى فيها رئاسة مجموعة السبع. وإلى جانب قادة دول المجموعة وممثلين للاتحاد الأوروبي، دعا كارني زعماء دول أخرى ليكونوا ضيوفا على القمة.
ومن بين هؤلاء رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم وورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي.
وأثارت دعوة مودي العديد من التساؤلات في كندا. فقد توترت العلاقات بين الهند وكندا منذ أن اتهم رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو الهند باغتيال زعيم انفصالي سيخي في كندا عام 2023. وقالت منظمة السيخ العالمية إن دعوة كارني "خيانة للسيخ الكنديين"، كما وصفها اتحاد السيخ الكندي بأنها "إهانة كبيرة".
إعلانلكن كارني، الذي يسعى لتنويع التجارة الكندية بعيدا عن الولايات المتحدة، دافع عن قراره، مشيرا إلى أنه من المنطقي لمجموعة السبع دعوة الهند، لأنها خامس أكبر اقتصاد في العالم وتشكل جزءا مهما من سلاسل التوريد العالمية.
وفي مارس/آذار الماضي، دعا كارني أيضا رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي لحضور هذه القمة. ومن المتوقع أن يحضر أيضا قادة أستراليا والبرازيل وإندونيسيا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية.
هل الرسوم الجمركية ضمن النقاش؟فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الحالية رسوما جمركية كبيرة على جميع أعضاء مجموعة السبع، وكذلك على معظم دول العالم، مما أشعل حربا تجارية عالمية. ووفقا لترامب، فإن الهدف من هذه الخطوة هو تقليص العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة مع الدول الأخرى.
ورغم أن هذا الملف يظل محل توتر، فمن غير المتوقع أن يُناقش رسميا خلال القمة، حيث يسعى كارني إلى الحفاظ على الحد الأدنى من الانسجام بين الدول الأعضاء، في وقت لا تزال فيه العديد من الدول تحاول التوصل إلى اتفاقات تجارية مع واشنطن.
وفي مايو/أيار الماضي، توصلت المملكة المتحدة إلى أول اتفاق من نوعه مع الولايات المتحدة، يقضي بتخفيض الرسوم على السلع الأميركية من 5.1٪ إلى 1.8٪، مقابل تخفيف واشنطن بعض الرسوم المفروضة. وتسعى كل من اليابان والاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاقات مماثلة قبل انتهاء فترة تعليق الرسوم المتبادلة في 9 يوليو/تموز المقبل.
وتجدر الإشارة إلى قمة 2018 التي استضافتها كندا، وغادرها ترامب غاضبا وأمر بعدم توقيع البيان الختامي، وهاجم رئيس الوزراء الكندي آنذاك ترودو واصفا إياه بـ"الكاذب والضعيف".
ورغم أن التوقيع على البيان أمر رمزي، فإن الحادثة عكست توترا سياسيا واضحا. وكتب مستشاره للأمن القومي آنذاك، جون بولتون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "قمة أخرى لمجموعة السبع تتوقع فيها الدول الأخرى أن تكون أميركا مصرفا لها. أوضح الرئيس اليوم: لا مزيد من ذلك."
لكن هذا العام، يبدو أن الأجواء ستكون أكثر هدوءا. ويقول جون كيرتون، الباحث في شؤون مجموعة السبع بجامعة تورونتو، إن العلاقة بين كارني وترامب أفضل، مرجحا أن يتجنب ترامب أي تصعيد، خصوصا مع استعداد الولايات المتحدة لاستضافة قمة المجموعة في 2027.
ما القضايا المطروحة على جدول القمة؟بحسب موقع القمة على الإنترنت، هناك 3 أهداف رئيسية على جدول الأعمال هذا العام: "حماية مجتمعاتنا حول العالم"، و"بناء أمن الطاقة وتسريع الانتقال الرقمي"، و"تأمين شراكات المستقبل".
لكن من المرجح أن يركز قادة مجموعة السبع على الصراع بين إسرائيل وإيران.
وإذا لم يهيمن هذا الموضوع على المناقشات بالكامل، فإن القضايا الأخرى المطروحة ستكون التجارة العالمية، حرب روسيا وأوكرانيا، والصين.
حرب إسرائيل وإيران
قالت جوليا كوليك، مديرة المبادرات الإستراتيجية لمجموعة أبحاث مجموعة السبع في كلية ترينيتي بجامعة تورونتو، إن المناقشات حول السلام العالمي التي كانت ستركز على الصراع بين روسيا وأوكرانيا وحرب إسرائيل على غزة ستتحول الآن على الأرجح إلى إيران.
وأوضحت كوليك في حديث للجزيرة أنه "ستكون هناك أسئلة صعبة من القادة الآخرين إلى دونالد ترامب حول ما الذي حدث بشكل خاطئ في المفاوضات وما الذي سيفعله لجعل إسرائيل تخفض التصعيد قبل أن تتدهور الأمور أكثر".
إعلانمن جانبه، قال روبرت روجووسكي، أستاذ التجارة والدبلوماسية الاقتصادية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، إنه لا يمكن لأعضاء مجموعة السبع تجنب موضوع الأزمة الأخيرة في الشرق الأوسط.
وأضاف أن "الهجوم، والرد عليه، وإعلان الولايات المتحدة أنها ليست ضالعة فيه وتحذيرها من مغبة استهداف الأصول الأميركية، سيكون على الأرجح أول موضوع للمناقشة، لأنه يثير الآن احتمالات اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط".
التجارة العالمية
رغم أن كارني يأمل في تغطية مواضيع غير خلافية، مثل بناء سلاسل توريد عالمية للمعادن الحيوية تكون أكثر تناغما، فإن ملف الصين قد يكون أيضا محورا للمناقشات.
وقد أصدرت مجموعة السبع بعد اجتماع لوزراء مالية دولها الأعضاء في كندا في مايو/أيار الماضي، بيانا مشتركا قالت فيه إنها ستواصل مراقبة "السياسات والممارسات غير السوقية" التي تسهم في اختلالات التجارة العالمية.
ولم يذكر البيان الصين بالاسم، لكن "السياسات غير السوقية" غالبا ما تشير إلى دعم الصادرات وسياسات العملات التي تقول إدارة ترامب إنها توفر ميزة في التجارة الدولية. واعتُبر البيان انتقادا لممارسات التجارة الصينية، لا سيما ممارساتها في الإقراض، التي يرى كثيرون أنها تزيد من الديون على البلدان الفقيرة.
من المتوقع أن يناقش قادة مجموعة السبع أيضا المخاوف بشأن التوترات المتزايدة بين الصين وتايوان في بحر شرق الصين وبحر جنوبي الصين، بالإضافة إلى التوسع العسكري لبكين هناك.
حرب روسيا وأوكرانيا
أعرب وزراء خارجية مجموعة السبع في بيان مشترك عقب اجتماعهم في كيبيك في منتصف مارس/آذار الماضي عن دعمهم القوي لكييف. وقال البيان إن وزراء المالية ناقشوا "فرض مزيد من العقوبات على روسيا" إذا لم توافق موسكو على وقف إطلاق النار.
وأعلنت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عن جولة جديدة من العقوبات ضد روسيا في مايو/أيار، لكن ترامب، الذي يجري مناقشات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال إن الولايات المتحدة لن تتبع هذا المسار.
لذلك، قد تكون العقوبات ضد روسيا والتوصل إلى وقف إطلاق النار أيضا محورا للمناقشات.
التنمية العالمية
قد تكون هذه قضية شائكة. فرغم أن التنمية العالمية، وخاصة في الدول الأفريقية، كانت غالبا محورا رئيسيا لمناقشات مجموعة السبع، فقد أوضحت الولايات المتحدة هذا العام أنها ترغب في تقليص أولوياتها فيما يتعلق بالمساعدة الاقتصادية والإنسانية للدول الأخرى.
وقد قامت واشنطن بتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وتقول إنها تخطط لإجراء تخفيضات كبيرة في تمويل المبادرات الصحية والتنموية الأخرى في الخارج.
ما الاجتماعات الجانبية المحتملة خلال القمة؟الولايات المتحدة – الاتحاد الأوروبي – اليابان
من المتوقع أن يعقد دونالد ترامب اجتماعات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس وزراء اليابان شغيرو إيشيبا. وكلاهما حريص على التوصل إلى اتفاق تجاري مع ترامب في أقرب وقت ممكن لتجنب الرسوم الجمركية الانتقامية التي من المقرر استئناف العمل بها أوائل يوليو/تموز بعدما تم تعليقها.
الولايات المتحدة – كندا – المكسيك
قد يعقد ترامب وكارني ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم أيضا اجتماعا منفصلا لزعماء أميركا الشمالية لمناقشة التجارة وأمن الحدود.
وفي فبراير/شباط الماضي، أرجأ ترامب فرض رسوم بنسبة 25% على السلع الكندية والمكسيكية في اللحظة الأخيرة. واتفق رئيس وزراء كندا السابق ترودو ورئيسة المكسيك على تعزيز أمن الحدود لمنع تهريب المخدرات والمهاجرين إلى الولايات المتحدة، مما حال دون نشوب حرب تجارية.
ويقول ترامب إنه كان قلقا بشكل خاص بشأن تدفق مخدر الفنتانيل إلى الولايات المتحدة من كندا والمكسيك.
الولايات المتحدة – جنوب أفريقيا
صرح رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، للصحفيين بأنه سيعقد اجتماعا مع ترامب خلال قمة مجموعة السبع، بعد اجتماع الزعيمين في واشنطن في 21 مايو/أيار، حيث اتهم ترامب جنوب أفريقيا بارتكاب "إبادة جماعية" ضد المزارعين البيض.
إعلانوفي وقت سابق من مايو/أيار، تم نقل 59 من البيض من جنوب أفريقيا إلى الولايات المتحدة كجزء من خطة إعادة توطين الجنوب أفريقيين البيض التي وضعتها إدارة ترامب.