جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-27@17:15:34 GMT

كيان.. استحلى رضاع الكذب

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

كيان.. استحلى رضاع الكذب

 

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

 

طبعًا بما أن عنوان هذا المقال هو عن أولئك الذين استحلوا رضاع الكذب، اتصفوا به، أحب أن أشارككم خبرتي في أنني أخفقت تمامًا في أن أكون واهمًا أو كاذبًا، لأنني كنت منذ طفولتي -وربما لا زلت- شخصًا أحب واقعي الأُسَرِي، مجتمعي الذي يقدس الصدق ويسعى إليه وقناعاتي، حين أتعرض لموقف مبني على وهم أو هرطقة سرعان ما تفضحني ردت فعل واقعي وذاتي، بمجرد أن أتوهم ولو وهمًا للمرح سرعان ما أرى الاستهجان ويشتعل وجهي، يصيبني ذلك بالإحساس بأنني "انكشفت"!

توجهت مبكرًا للكتابة عن واقعي المقدس للصدق، ما يدور في محيطه، لفهم العالم الواهم الذي لا أجيد التواصل معه، ولفهم نفسي أيضًا.

. كنت أطمح في تلك الكتابات دائمًا شفافية طرح الحقيقة، لتحقيق واقع نفسي لأكبر درجة ممكنة، أعتقد أن تلك الخبرة أفادتني في محاولاتي لفهم ذاتي، وفهم واقع الناس من حولي.. لكني حين بدأت أتجه للكتابة عن قضية الواقع الكبرى "فلسطين" أدركت أني مهما تحسست واقع الصدق أفقد بريق الإنسانية وعسر فطام العالم الذي استحلى الكذب.. كنت أظن أن الكتابة في القضية الفلسطينية نقل واقع الصدق! لكن النتائج تصطدم بتفضيل الكيان اللقيط لرضاعة الكذب والأوهام، اكتشفت مع الخبرة والوقت، أن فطامه من نقيصته هذه عسير، والكتابة عن نهمه في الكذب تحتاج لمنهج آخر تمامًا.. تحتاج ربما لقليل من التعامل مع خياله وأوهامه، لاحقًا طبعًا أدركت أن سردية الواهمين في الكيان اللقيط هو الخيال..

أخلاقيًا.. معروف أن الكذب يعد في أغلب المجتمعات من النقائص، وحظت على تجنبه الشرائع والأديان، حين نَسِمُ المجتمع الصهيوني، فنحنُ نصفُهُ بأنه مجتمع استحلى رضاعة الكذب، يعلن غير ما يبطن، ويصعب فطامه، كما نستحسن في سلوك المجتمعات الغربية صدقها مع نفسها ومع الآخرين، لارتباطها بكذب وخداع ورياء ونفاق اليهود الصهاينة..

أظن أنه، رغم تأثيم الكذب في كافة الأديان وعلى مستوى المرجعيات الثقافية المختلفة، هناك رغبة فطرية ما توجه اليهود الصهاينة، وخصوصًا قطعان الكيان اللقيط تجاه الكذب، ليس فقط من أجل مخالفته الشرائع والقوانين، لكن أحيانًا من أجل التعالي والغطرسة، لأن قطعانه الواهمين أصحاب خيال واسع، يحبون إيهام العالم بغير الواقع.. أظن أن اليهود بشكل خاص لا ينفع معهم التوجيه والترشيد لأنهم كذبوا على الله وقتلوا أنبيائه ورسله، توهموا بأنهم الشعب المختار، تمردوا على واقعهم.. الخيال والتباهي وغيره من الأسباب جعلتهم ميالون لرضاعة الكذب، ولعله لهذا السبب نجدهم منذ الأزل لم تجد البشرية حلًا لتفسير عالمهم إلا من خلال الأساطير والأوهام، هذه العلاقة تشير إلى أن الأساطير التي ابتدعوها وفسروها أنها تعليمات سماوية.

تحولت أساطيرهم إلى عقيدة دينية، أصبحت من توراتهم، رغم توجيه العقيدة المسيحية الانتقاد لهم، ظلت لأساطيرهم سحرها الخاص وتأثيرها في واقع المجتمعات الغربية.. الثابت هنا أن كذبهم الفاضح وخيالهم الجامح، كانت له سطوة كبيرة على واقع هذه المجتمعات، لا زالت حتى اليوم هناك قداسة لكذب الكيان اللقيط في واقع الصهيونية العالمية بشكل خاص، الذي بدأ بنوع من الخرافة والخيال الجامح في الحياة الاجتماعية، وظهرت اتجاهات سردية وسمت بالكذب، سرعان ما وجدت واقعًا في عالم غربي، يستحلي رضاع الكذب.

أود هنا أن أقول إنني استلهمت عنوان المقال من كتاب بالغ الأهمية لكاتب ومفكر فرنسي اسمه "رينيه جيرارد"، عنوانه "الكذبة الرومانسية والحقيقة الروائية"، هذا المفكر الكبير له نظرية تعرف باسم "مثلث الرغبة" تقول إن رغبات البشر كلها ترتبط بمثلث يتكون من الراغب وموضوع الرغبة والوسيط، وأن العلاقة بين الثلاثة هي التي تحدث الصراع في العالم، له كتب عديدة مهمة منها أيضًا "العنف والمقدس" الذي ترجم للعربية، لكنه في كتابه الخاص بالكذبة الرومانسية أراد ان يطبق فكرة مثلث الرغبة، ولمن لم يقرأ عمله هذا فإن القصة تدور في ما بعد العصور الوسطى، في زمن عرف وانتشر فيه الخيال، والأطوار الغريبة للواقع والخروج عنه، لتحقيق رغبات كاذبة واهيه، مقلدة من خرافات وأساطير، لم تكن رغبة أصيلة واقعية، لكن المشكلة بين رغبة الواقع ورغبة الوهم، أن عقل هذا الأخير ممتلئ بالضلالات، يرى تهيؤات لا يراها سواه.. لذا نجد أن اخفاقات الصهاينة الواهمين ليس لضعف إمكاناتهم؛ بل لأنهم أرادوا تحقيق رغبات لا وجود لها إلا في خيالهم الكاذب، كانوا قد استلهموها من أساطيرهم التي قدسوها، وكيانهم اليوم هو مجرد مقلد لتلك الأكاذيب والخرافات، وحتى الصهيونية العالمية أو داعمي كيانهم اللقيط، قد يبدو بالنسبة لكثير من القرّاء هو واقع مقابل عالم واهم بفطام الصهيونية عن الكذب، يرى أنها أيضًا ضحية مثلث الرغبة، والوسيط فيها هو الكيان اللقيط نفسه، لأن اليهودية الصهيونية هي من روجت الأساطير والخرفات في بيئة المجتمعات الغربية، مدفوعًا بكونه مثلًا ونموذجًا يحتذى به، في الكذب وسرد الأساطير والخرافات، وستبقى ساحة الفكر الرحبة، تتصارع فيها المبادئ وتجاذب الأفكار، وتقف مجتمعاتنا العربية والإسلامية شامخة، تحمل راية الصدق والعدل والمساواة، مهما امتدت يد خرافات وأساطير الصهيونية، متباهية برضاعتها للكذب، لأن مجتمعاتنا هي الأقرب إلى جوهر الإنسان، وأعدل في موازين الحق.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المجاهدين تستهجن الصمت العربي والإسلامي تجاه الاعتداءات الصهيونية بحق الأقصى

 

الثورة نت/

استهجنت حركة المجاهدين الفلسطينية، الصمت العربي والإسلامي تجاه الحصار والاعتداءات الصهيونية المتواصلة بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المباركة والتي كان آخرها اقتحام المجرم بن غفير للمسجد، واستفزازات المستوطنين الغاصبين في مايسمى “مسيرة الأعلام “.

واعتبرت الحركة في بيان، اليوم الاثنين، هذه الاعتداءات الصهيونية، استخفاف جديد بمشاعر ملياري مسلم.

وقالت: “اعتداء الارهابي بن غفير اليوم على المسجد الأقصى واعتداءات المستوطنين الصهاينة الغاصبين يظهر مجدداً حجم الخطر الذي يتعرض له مسرى الرسول الأكرم في ظل الحكومة الصهيونية اليمنية المتطرفة، ويكشف مضي تلك الحكومة النازية بمخططاتها التهويدية التي تستهدف المسجد الأقصى وكينونته وهويته الاسلامية والعربية وتغيير الواقع هناك بالتزامن مع المجازر الارهابية البشعة في غزة”.

وأضافت: “نستنفر كل جموع شعبنا في الضفة والداخل والقدس للانتفاضة الشاملة دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك وثأرا للدماء والحرمات التي ينتهكها العدو المجرم وندعو شرفاء ومقاومي شعبنا لتصعيد المواجهة مع العدو المجرم”.

كما دعت الحركة الأمة لأخذ دورها في حماية مسرى نبيها والضغط على الأنظمة التطبيعية التي تواصل تطبيعها مع الكيان الصهيوني المجرم في ظل جرائم الابادة الجماعية في غزة والانتهاك المتواصل لمقدسات الأمة في فلسطين.

مقالات مشابهة

  • تأملات في الصمت العربي والهتاف الغربي لغزة
  • ما سر الجسم المجنح الذي ظهر أعلى الشمس في صور ناسا؟
  • القوة اليمنية تُرعب الكيان.. تهديدات صنعاء تهزّ حيفا وتعطّل الصناعة الصهيونية
  • المجاهدين تستهجن الصمت العربي والإسلامي تجاه الاعتداءات الصهيونية بحق الأقصى
  • صدر حديثًا.. الإسلام الأرخبيلي في إندونيسيا.. المجتمعات والجماعات ومكافحة الإرهاب
  • تآكل مجتمع الصهيونية “اللقيط” من الداخل.. أرقامٌ ومؤشرات
  • يهودي تونسي يضع النقاط على الأحرف: الصهيونية تساوي معاداة السامية
  • المجتمعات العمرانية: تحديث الخدمات المتاحة على المنصة الإلكترونية بالمدن الجديدة
  • ليس الكباب ولا البقلاوة.. تعرف على الطبق التركي الذي نال إعجاب العالم!
  • ضربة بحرية من صنعاء .. ميناء حيفا تحت الحصار والملاحة الصهيونية في مهب الريح