جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-24@13:23:46 GMT

خطابات الكراهية التي لا تنتهي

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

خطابات الكراهية التي لا تنتهي

 

 

 

صالح البلوشي

 

لو ألقيت نظرة بسيطة وسريعة على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة منصة "إكس"، ستجد كمًّا هائلًا جدًا من خطابات الكراهية صادرة عن شخصيات مختلفة من مثقفين وإعلاميين وفنانين وسياسيين وممن يسمون أنفسهم بـ"المشاهير" وغيرهم، إلى درجة أنك تستغرب كيف يعيش هؤلاء الناس في هذه الأجواء السلبية، وهل يتعاملون مع الناس في حياتهم الخاصة بهذا الخطاب؟

قبل عدة سنوات اطلعت على سلسلة مقالات كتبها المفكر البحريني الدكتور نادر كاظم في صحيفة "الوسط البحرينية" (توقفت لاحقًا) عن الكراهية، ثم صدر له بعد ذلك كتاب بعنوان "كراهيات مُنفلتة.

. قراءة في مصير الكراهيات العريقة" عن دار العربية للعلوم "ناشرون" سنة 2010، وصدر الكتاب في طبعة ثانية عن دار السؤال سنة 2017 بعنوان "لماذا نكره؟ أو كراهيات مُنفلتة مرة أخرى".

الكتاب يُعالج خطابات الكراهية وتفكيكها وأسبابها وتاريخها وتكتيكاتها وعولمة الكراهيات وغيرها، وقد تطرق الكاتب أيضا إلى خطابات الكراهية عند بعض علماء الدين.

يقول كاظم في كتابه إن "البشرية أحرزت تقدما مذهلا على مستويات عديدة، إلا أنها لا تزال عاجزة عن التقدم بخطى ملموسة على صعيد التعامل مع هذه النوازع العدوانية التي يبدو أنها أعمق تجذرًا مما توهم بعض الحداثيين ودعاة التحديث".

ولا شك أن الدكتور نادر كاظم -وبحكم عمله الأكاديمي واطلاعه الواسع- قد اطلع على كثير مما كتبه كثيرون من دعاة التحديث في العالم العربي تجاه القضايا السياسية؛ إذ تحولوا من علمانيين وحداثيين يدعون إلى الدولة المدنية الحديثة التي تؤمن بالمواطنة، إلى مُردِّدين لكتابات طائفية قديمة كانوا ينتقدونها سابقًا في كُتُبِهم.

وأذكر حوارًا قبل سنوات قليلة دار بيني وبين أحد اليسارين السوريين على منصة "إكس" عندما انتقدته بسبب منشور طائفي كتبه على المنصة، فكان رده أن الطرف الآخر هو طائفي، فأجبته بأننا تعلمنا منك أن نواجه خطابات الطائفية والكراهية بلغة علمية منهجية وليس بأخرى طائفية، وإلّا فما الفرق بينك وبين الطائفيين؟!

يرى الدكتور نادر كاظم أنه مع تقدم وسائل المواصلات الحديثة والتواصل الاجتماعي وزوال عزلة الجماعات فإن خطابات الكراهية لم تنته "بل ما تزال الكراهيات المنفلتة إلى اليوم قادرة على الاستفزاز والجرح والإيذاء، بل إنها ازدادت قدرة على ذلك مع زوال عزلة الجماعات (القوميات والأديان والطوائف) واهتزاز فضاءاتها الخصوصية المغلقة، وتقدم الاتصالات بحيث صارت أخبار الكراهيات وحوادثها تنتقل بسرعة فائقة".

لقد استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي نقل خطابات الكراهية من الفضاء الخاص إلى الفضاء العام، وما كان يقال في المساجد والمجالس الخاصة والكتب التي يتداولها فئة خاصة، أصبح اليوم بفضل الفضاء الإلكتروني ينتقل إلى جميع دول العالم بضغطة زر، ويستطيع أي شخص بغض النظر عن مستواه الثقافي والمعرفي والأكاديمي أن يفتي في قضايا تاريخية معقدة ويحسمها في أقل من 10 دقائق بعد أن كان العلماء يتداولون النقاش فيها في مصنفات ضخمة طوال قرون ولم يتم حسمها حتى اليوم.

وفي ختام كتابه، يرُد الكاتب على مقولة للفيلسوف سبينوزا بأن "الكراهية تزداد إذا قوبلت بالكراهية، لكنها تزول إذا قوبلت بالحب"، ويضيف: "إننا بحاجة إلى أخلاق المعاملة بالتي هي أحسن" كما أنه يرى أن ذلك قد يكون شاقا وليس بمقدور الكثيرين من البشر إلّا أنه ضروري من أجل الاحترام المتبادل.

ومن وجهة نظري، فإنَّ هذا الكتاب يُعد من الكتب المُهمة التي تتصدى لخطابات الكراهية بلُغة علمية ومنهجية، وهو إسهام ثقافي مُميَّز لتفكيك الكراهية في المجتمعات والتوعية بمخاطرها وأثرها على الأمم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الدبيبة يهاجم المسؤولين عن طباعة الكتاب المدرسي ويدعو إلى توطينها داخل ليبيا

وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، اتهامات مباشرة لمسؤولين في وزارة التربية والتعليم، واصفًا الارتفاع الكبير في تكاليف طباعة الكتاب المدرسي بأنه “سرقة”، معلنًا أن أداءهم في هذا الملف وضعهم في “دائرة الشبهة”.

جاء ذلك خلال كلمة له أثناء اجتماعه بالمركز الوطني للامتحانات لمتابعة استعدادات امتحانات شهادة إتمام مرحلة التعليم الثانوي، حيث أعرب الدبيبة عن استنكاره الشديد للقفزة الباهضة في طباعة الكتب من 200 مليون إلى 400 مليون دينار، معتبرًا هذا الأمر “سرقة”، وشدد على أنه “حان الوقت لإنهاء هذه المهزلة” التي طالت ملف الكتاب المدرسي.

وأعلن الدبيبة عن توجيهات حاسمة لمعالجة الأزمة منها رفض تولي وزارة التعليم بنفسها مهمة طباعة الكتاب المدرسي، والعمل بجدية على توطين الطباعة داخل ليبيا.

كما أكد الدبيبة أهمية توفير الكتاب المدرسي في الوقت المناسب وبجودة عالية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يعدُّ “التزامًا لا يقبل التهاون”.

من جانب آخر؛ وجه الدبيبة وزارة التعليم بصرف الميزانيات التشغيلية للمدارس مباشرة إلى حسابات المدارس، بدلًا من مرورها عبر مراقبات التعليم، لضمان وصول الدعم في موعده.

وعلى صعيد دعم قطاع التعليم، أشار رئيس الحكومة إلى أن عدد مشروعات التي جرى العمل عليها تجاوز 913 مدرسة، بالإضافة إلى مشروعات التجهيز والصيانة، مجددًا التزام الحكومة بدعم المعلمين عبر زيادة المرتبات واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لذلك.

المصدر: حكومة الوحدة الوطنية.

الدبيبةرئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • هيئة الكتاب تصدر رواية «جبل الشوع» لـ زهران القاسمي
  • لن تنتهي الحرب إلا بولادة الدولة العاقلة في إيران
  • مستشار أسري: تدخل الأم يزرع الكراهية و15% من عنف الإخوة بسبب الوالدين.. فيديو
  • مع تصاعد انقطاعات كهرباء عدن.. رئيس الوزراء: الناس لا تنتظر خطابات واجتماعات
  • عاجل ـ ترامب: نأمل ألا يكون هناك مزيد من الكراهية
  • بعد شهرين من التصوير.. نسرين أمين تنتهي من تصوير فيلم "بيج رامي" مع رامز جلال
  • "قابيل وهابيل" تتكرر في قنا.. مشاجرة ميراث تنتهي بمقتل شقيق على يد شقيقه
  • اتحاد الكتاب العرب يستنكر الضربة العسكرية الأمريكية لإيران
  • الدبيبة يهاجم المسؤولين عن طباعة الكتاب المدرسي ويدعو إلى توطينها داخل ليبيا
  • فيديو نادر يظهر أبراج الكويت حينما كانت تحت الإنشاء