ميلان بطل «المرحلة الافتتاحية» في «طواف الإمارات»
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
الظفرة (الاتحاد)
سجل الإيطالي جوناثان ميلان انتصاراً رائعاً، بفوزه بالمرحلة الافتتاحية «محطة شمس للطاقة»، أولى مراحل «النسخة السابعة» لـ «طواف الإمارات 2025»، الذي يقام بتنظيم مجلس أبوظبي الرياضي، ويستمر إلى 23 فبراير الجاري.
وانطلقت فعاليات «النسخة السابعة» لـ «طواف الإمارات 2025»، السباق العالمي والوحيد في الشرق الأوسط، ضمن أجندة الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية، بمشاركة 140 من نخبة الدراجين، يمثلون 20 فريقاً عالمياً.
أعطى إشارة انطلاق المرحلة، ناصر محمد المنصوري، وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وعبدالله سالم الحمادي، مدير محطة شمس للطاقة الشمسية، حيث بدأت المرحلة البالغ مسافتها 138 كم من المحطة، مروراً بالكثبان الرملية، عبر مسار مخصص للدراجات بصحراء ليوا، تضمنت سلسلة من الصعود والهبوط، وصولاً إلى «تل مرعب»، ثم خط النهاية عند «قصر ليوا».
وقطع ميلان دراج فريق ليدل تريك الأميركي، مسافة السباق في 3:31:34 ساعة، حيث دخل بالسرعة القصوى إلى خط النهاية، بعد منافسه مع النيوزيلندي فين فيشر بلاك دراج «ريد بل بورا هانزجروهي» الذي احتل المركز الثاني في المرحلة، وأنهى السباق في المركز الثالث الدانماركي لوند أندرسن دراج «بيكنيك بوست إن إل».
بفوزه بالمرحلة الأولى، سيطر جوناثان ميلان المُتوج مع الفريق الإيطالي ببرونزية سباق المضمار في «أولمبياد باريس 2024» على ثلاثة قمصان عقب نهاية المرحلة، حيث حصل على القميص الأحمر برعاية الشركة العالمية القابضة لمتصدر الترتيب العام «التوقيت الزمني» للطواف، والقميص الأخضر برعاية مبادلة لمتصدر ترتيب النقاط، بعد حصوله على 20 نقطة، والقميص الأبيض برعاية نخيل لأفضل دراج شاب، بينما حصد مواطنه مانويلي تاروزي دراج «في إف جروب باردياني سي أس في - فيزاني» على القميص الأسود برعاية الدار لمتصدر مرحلة السرعة المتوسطة.
أخبار ذات صلة
توّج الفائزين بالمرحلة، ناصر محمد المنصوري، وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، والعميد حمدان سيف المنصوري، مدير مديرية شرطة منطقة الظفرة، وعارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، ومحمد علي الشدي المنصوري، مدير عام بلدية منطقة الظفرة، وطلال الهاشمي، مدير تنفيذي قطاع الفعاليات في مجلس أبوظبي الرياضي، ومايد العوضي، مدير عام شركة شمس، وحمد خميس بن ذيبان المنصوري، المدير التنفيذي لمستشفيات الظفرة، وألين بيرد مدير مدرسة أدنوك فرع مدينة زايد.
جاء السباق مثالياً، باستثناء تعرض الكولومبي خوان سيباستيان مولانو، دراج «فريق الإمارات»، لسقوط عنيف قبل 7 كم على نهاية السباق، لكنه رغم ذلك أكمل السباق، بعد تدخل الطاقم الطبي، وتم نقله إلى المستشفى عقب نهاية السباق.
وأفقد الحادث الذي تعرض له مولانو «فريق الإمارات» فرصة المنافسة في مرحلة السرعة النهائية، حيث اضطر السلوفيني تادي بوجاتشار إلى تولي المهمة، وانطلق قبل 500 متر الأخيرة، لكنه تراجع وسط دخول سريع من جوناثان ميلان، في الوقت الذي كان البلجيكي لينارت فان إيتفيلت حامل لقب النسخة الماضية ضمن المتنافسين، إلا أنه أنهى السباق في المركز الرابع، بينما ابتعد مواطنه تيم ميرلير، أحد أبرز المرشحين للفوز، عن المشهد تماماً وأنهى المرحلة في «المركز 63».
وقال جوناثان ميلان: «سعيد بالفوز بالسباق، لقد كانت مرحلة صعبة للغاية، لكننا حققنا ما كنا نطمح إليه في الفريق، والفوز في بداية الطواف يساعدنا في المراحل التالية».
وأضاف: «الفريق قدم عملاً جماعياً متميزاً، وساعدني في التقدم إلى موقع جيد في الكيلومتر الأخير، والحصول على فرصة الهجوم في الوقت المناسب، لذا كان من المهم الظهور مبكراً في المقدمة، نظراً لأنه سباق سرعة كلاسيكي، واستطعت تجاوز الثنائي جاسبر فيليبسن وتادي بوجاتشار رغم ما يمتلكانه من خبرة».
وقال: «أمامنا يوم مهم في سباق الزمن الفردي ضد الساعة، أعتقد أن مسافة السباق ليست طويلة، لذا أشعر بالثقة، وسأحاول تقديم 100% من طاقتي للحفاظ على القميص الأحمر».
وتقام يوم الثلاثاء المرحلة الثانية «تودور» في جزيرة الحديريات في أبوظبي، حيث تعد مرحلة زمن فردي ضد الساعة لمسافة 12.2 كلم، يسعى خلالها كل دراج إلى تسجيل أفضل زمن.
وقال عارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي: «فخورون باستضافة نخبة الدراجين العالميين في (النسخة السابعة) لـ (طواف الإمارات)، السباق العالمي والوحيد في منطقة الشرق الأوسط، ضمن أجندة الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية، ما يؤكد المكانة المرموقة التي بات يحظى بها الطواف على المستوى العالمي، امتداداً للنجاحات الرائعة التي شهدها في النسخ السابقة».
وأضاف: «سعداء بنجاح المرحلة الأولى للطواف في انطلاقة الحدث العالمي في منطقة الظفرة، التي انطلقت من محطة شمس للطاقة الشمسية، مروراً بأبرز المعالم الطبيعية التي تتميز بها المنطقة، ومسار مميز بصحراء ليوا التي تتميز بالكثبان الرملية الساحرة، وتل مرعب الوجهة السياحية الرائعة، مما يؤكد القدرات التنظيمية العالية والبنية التحتية التي تملكها الإمارات، وتعزز تقديم أفضل التجارب الرياضية العالمية».
الجدير بالذكر، أن طواف الإمارات 2025 يقام عبر سبع مراحل لمسافة إجمالية 1013 كلم، حيث يتألف مسار الطواف من أربع مراحل سريعة، ومرحلتين جبليتين، ومرحلة سباق زمن فردي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات طواف الإمارات منطقة الظفرة الحديريات مجلس أبوظبي الرياضي عارف العواني فريق الإمارات للدراجات تادي بوجاتشار
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. دبلوماسية فعالة تعزز السلام في منطقة القوقاز
أحمد عاطف وشعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةتواصل دولة الإمارات دورها الفاعل في دعم جهود السلام العالمي وحل النزاعات بالطرق السلمية.
واستضافت أبوظبي اجتماعاً بين رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، في لحظة فارقة في مسار طويل من التوترات الممتدة لعقود بشأن إقليم «ناغورنو قره باغ»، مما يعكس الثقة المتزايد في دور الإمارات باعتبارها وسيطاً محايداً وقادراً على مد جسور التواصل بين الأطراف المتنازعة.
وشدد خبراء ومحللون على أن استضافة الإمارات لهذا الاجتماع تمثل ثمرة لنهج دبلوماسي متزن تتبناه الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والذي جعل من الحوار والتهدئة ركيزتين أساسيتين في سياسة خارجية تسعى لتحقيق سلام دائم بدلاً من حلول مؤقتة.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن اختيار الإمارات لهذا الدور يعكس مكانتها المتميزة بوصفها دولة محورية تتمتع بعلاقات متوازنة مع أرمينيا وأذربيجان، فضلاً عن شراكات اقتصادية قوية مع الجانبين، إلى جانب سجلها الحافل بالمبادرات الدبلوماسية في أزمات عالمية كبرى، مثل الحرب في أوكرانيا.
وكانت الإمارات قد لعبت دوراً مهماً في التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين إثيوبيا وإريتريا عام 2018، وأسهمت بشكل فعال في تهدئة التوتر بين الهند وباكستان في محطات حرجة، وهو ما يؤكد أن الدور الإماراتي في تعزيز السلام العالمي ليس موسمياً أو ارتجالياً، بل جزء من رؤية استراتيجية طويلة المدى تضع الاستقرار الإقليمي والدولي في صلب أولوياتها.
مكانة مرموقة
اعتبر أستاذ العلوم السياسية، الدكتور تيسير أبو جمعة، أن استضافة الإمارات مباحثات بين أذربيجان وأرمينيا يُعد مؤشراً بالغ الدلالة على المكانة المرموقة التي تحظى بها الدولة على الساحة العالمية، مما يجعلها دولة جديرة بالثقة، وقادرة على التأثير في الملفات المعقدة إقليمياً ودولياً.
وأوضح أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التحرك الإماراتي لا يأتي من فراغ، بل يُعد جزءاً من رؤية استراتيجية متكاملة يتبناها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تقوم على تعزيز دور الدولة في إدارة النزاعات، عبر أدوات دبلوماسية ناعمة تعتمد على بناء الثقة والتواصل الهادئ، والعمل خلف الكواليس لتقريب وجهات النظر، من دون ضجيج إعلامي أو استعراض سياسي.
وأشار إلى أن هذا النوع من الوساطات يعكس تحولاً نوعياً في طبيعة الدور الإماراتي، من دور إغاثي وإنساني تقليدي، إلى فاعل رئيس في هندسة الاستقرار الإقليمي، مؤكداً أن دور الإمارات لا يقف عند حدود تقديم المساعدات، بل بات يؤسس لمسارات سياسية جديدة قادرة على تغيير معادلات التوتر، مثلما هو الحال في التوتر بين أرمينيا وأذربيجان.
وقال أستاذ العلوم السياسية، إن المباحثات بين أرمينيا وأذربيجان في أبوظبي يعزز النموذج الإماراتي باعتباره قوة إقليمية رشيدة تؤمن بالحوار والاحترام المتبادل، وترفض الاصطفاف وراء النزاعات والصراعات، إضافة إلى أنه يعكس فلسفة متجذرة في سياسة الإمارات، قائمة على تغليب صوت الحكمة على طبول الحرب.
وأضاف أن ما تقوم به الإمارات اليوم تأسيس لمسار سلام طويل الأمد في جنوب القوقاز، ستكون له انعكاسات إيجابية تتجاوز المنطقة، مما يعزز دور الدولة باعتبارها لاعباً مؤثراً، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
سياسة راسخة تتسم بالحكمة والهدوء
قال الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، هاني الجمل، إن الجهود الإماراتية لتقريب وجهات النظر بين أرمينيا وأذربيجان تعكس بوضوح سياسة راسخة تتسم بالحكمة والهدوء والبعد عن التوتر، وهو ما جعل الإمارات لاعباً فاعلاً في ملفات إقليمية ودولية بالغة التعقيد.
وأضاف الجمل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن اللقاء الذي استضافته أبوظبي بين رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا، يعكس الثقة الدولية المتزايدة في دبلوماسية الإمارات الهادئة، التي باتت تُصنف ضمن أفضل عشرة نماذج عالمية في مجال الوساطة السياسية الفاعلة، خاصة بعد نجاحاتها المتكررة في التوسط بين روسيا وأوكرانيا، وإتمام أكثر من عملية لتبادل الأسرى رغم استمرار الحرب.
وأشار إلى أن الجهود الإماراتية لا تقتصر على الوساطة السياسية فحسب، بل تنبع من فلسفة واضحة تضع الإنسان في جوهرها، وفق المبادئ الخمسين التي أرستها الدولة، والتي تؤكد على احترام الكرامة الإنسانية والعمل الخيري والتنموي من دون تمييز، وهو ما يجعل من الدولة لاعباً محورياً في صناعة السلام، سواء في القوقاز أو في غيره من مناطق التوتر.
ونوه الجمل بأن سياسة الإمارات التي تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وتحرص على بناء علاقات متوازنة مع كل من باكو ويريفان، أوجدت بيئة مواتية للحوار بين الطرفين، بعيداً عن الضغوط والمزايدات.
ولفت إلى أن الإمارات لم تعد تكتف بلعب دور الوسيط التقليدي، إذ تتبني نموذجاً فريداً في إدارة الصراعات، يرتكز على الدبلوماسية الهادئة، والعمل الإنساني، والتمكين التنموي، وهو ما يجعلها شريكاً موثوقاً في تعزيز الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.
واكتسبت الإمارات، من خلال دبلوماسية ناعمة وفعالة، نفوذاً وثقلاً على المستويين الإقليمي والدولي، مما جعلها وسيطاً يتمتع بالمصداقية لدى مختلف أطراف النزاعات، حيث كان لها دور محوري في تسهيل اتفاقات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وقدمت دعماً إنسانياً واسع النطاق للمتضررين من الحرب من دون الانحياز لأي طرف، وهي مواقف أكسبتها احتراماً متزايداً في الدوائر السياسية والإنسانية الدولية.
تحول نوعي
أوضحت نورهان شرارة، المحللة السياسية، أن استضافة أبوظبي لاجتماع بين رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا تمثل تتويجاً للسياسة الخارجية الإماراتية، والتي باتت تلعب أدواراً محورية في نزع فتيل الأزمات الإقليمية والدولية.
وذكرت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات ليست مجرد طرف داعم لجهود السلام، بل أصبحت فاعلاً أساسياً في هندسة الحلول وتهيئة الظروف اللازمة لإنجاح المفاوضات، مستفيدة من شبكة علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف المتنازعة، إضافة إلى مصداقيتها المتزايدة في المحافل الدولية.
وأشارت إلى أن الدبلوماسية الإماراتية تميزت في السنوات الأخيرة بنهج هادئ وواقعي يركز على النتائج لا على الشعارات، وهو ما جعل أبوظبي منصة مفضلة للحوار، خصوصاً في الملفات الحساسة التي تتطلب بيئة محايدة وضامنة.
وأضافت أن اللقاء بين باشينيان وعليف في أبوظبي ليس مجرد اجتماع رمزي، بل فرصة حقيقية لوضع نهاية لأحد أكثر النزاعات تعقيداً واستنزافاً في منطقة جنوب القوقاز، مشددةً على أن دور الإمارات في هذا الملف يكرس نهجاً جديداً في إدارة الأزمات، قوامه الثقة والانفتاح والعمل بعيداً عن الاصطفافات والمحاور.