ترامب يواصل حرب الرسوم الجمركية المتبادلة.. كيف يمكن مواجهتها؟
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
اعتبرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن سياسة الرسوم الجمركية "المتبادلة" التي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست سوى غطاء لنهج تجاري تعسفي يفتقر إلى أي قواعد واضحة، مؤكدة أن استخدام هذه التعريفات كأداة ضغط للحصول على تنازلات من الشركاء التجاريين يهدد النظام التجاري متعدد الأطراف ويزيد من حالة الفوضى في العلاقات الاقتصادية الدولية.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب بدأ أسبوعه الخامس في الرئاسة بالتهديد بحزمة جديدة من التعريفات الجمركية ضد كولومبيا والصين وكندا والمكسيك، وقرر رفع رسوم واردات الصلب والألومنيوم ضمن ما يُعرف بسياسة المعاملة بالمثل.
وحسب الصحيفة، فإن هذه القرارات يمكن أن يُنظر إليها على أنها محاولة جديدة من ترامب للتخلي عن أي التزام بالقواعد الدولية، وقد تزيد من التهديدات على العولمة خاصة في ظل اصطفافه مع روسيا في حربها على أوكرانيا، ما يعني احتمال حدوث فوضى في الخاصرة الشرقية لأوروبا وإضعاف الاتحاد الأوروبي.
خطة مدمرة
ترى الصحيفة أن خطة الرسوم الجمركية التي يحاول ترامب فرضها لا يمكن قراءتها في سياق المعاملة بالمثل، بل هي نزعة تجارية ممزوجة بالنرجسية والنزوة.
فقد تضمن برنامج حملة ترامب الانتخابية خطة لسياسة منطقية إلى حد ما -وإن كانت معقدة ومدمرة بشكل كبير- حيث تقابل الولايات المتحدة التعريفات الجمركية التي يفرضها شركاؤها التجاريون على السلع الأمريكية بتعريفات مماثلة من جانبها.
وهذه الفكرة لها بعض السوابق التاريخية، فهي تشبه إلى حد ما قانون فرانكلين روزفلت للاتفاقيات التجارية المتبادلة سنة 1934، والذي صُمم لإنهاء حقبة سموت-هاولي للتعريفات الجمركية المرتفعة، وقد مهد ذلك القانون الطريق لنظام التجارة متعدد الأطراف في فترة ما بعد الحرب.
لكن خطة ترامب تسير -وفقا للصحيفة- في الاتجاه المعاكس من خلال تدمير القواعد الجمركية في الدولة الأكثر استفادة من نظام التجارة العالمي، فمن المستحيل تطبيق الأمر من الناحية السياسية لأنه يعني إما خفض التعريفات الجمركية الأمريكية للمنتجين الأمريكيين المحميين بشكل صارم، أو أنه سيتم تنفيذه بشكل جزئي وغير عادل، والاحتمال الأخير هو الأرجح.
وأضافت الصحيفة أن خطة التعريفات "المتبادلة" تعني ببساطة الخضوع لما يعتقده ترامب ومساعدوه، فالولايات المتحدة تمنح نفسها أدوات متعددة لفرض ما تشاء من تعريفات جمركية لأي سبب من الأسباب التي يمكن أن تختلقها على أساس قانوني مرن للغاية.
فبالإضافة إلى الرسوم الجمركية التي تم فرضها على الصين، ستفرض الولايات المتحدة الآن رسومًا جمركية بنسبة 25 بالمئة على كندا والمكسيك في 4 آذار/ مارس، وتعريفات شاملة على واردات الصلب والألومنيوم في 12 آذار/ مارس.
أوجه شبه مع الصين
واعتبرت الصحيفة أن هذا النهج يوضح أن الولايات المتحدة بدأت تتبع سياسات تشبه السياسات الصينية بعض الشيء، فقد أصبحت رئاستها مركزية وتميل إلى المحسوبية على نحو متزايد، وباتت سياستها التجارية موجهة نحو التصدير، وتقدم الدعم للصناعات المفضلة من خلال القيود التجارية، كما أنها أصبحت على استعداد لاستخدام التعريفات الجمركية وحظر الواردات كأداة ضغط ضمن سياستها الخارجية.
لكن هناك فرق واحد واضح -حسب الصحيفة-، فالصين تعمل على صقل بيروقراطيتها منذ القرن السادس الميلادي، أما ترامب فيسمح لإيلون ماسك ومجموعة من المخرّبين بالعبث بالبيروقراطية الأمريكية وتدمير قدراتها الإدارية بشكل متعمد.
ما هي الحلول لمواجهة ترامب؟
أشارت الصحيفة إلى أن كل تهديدات ترامب قد لا تفضي إلى شيء يُذكر، فمن بين التعريفات الجمركية التي هدد بها حتى الآن، لم ينفذ سوى تلك المفروضة على الصين، ولا يبدو أن الأسواق المالية تتعامل مع احتمالات حدوث تغير جذري.
لكن الدخول في لعبة "المعاملة بالمثل" ستكون له تداعيات سيئة بلا شك؛ فخفض التعريفات الجمركية لتتناسب مع ما يعادلها في الولايات المتحدة سيدمر أساس النظام التجاري العالمي متعدد الأطراف، ولا يبدو من الحكمة أن تقوم الحكومات بأي تغييرات جذرية في أنظمتها الضريبية على أمل الحصول على تسهيلات من الولايات المتحدة، وفقا للصحيفة.
وأضافت بأن فكرة اتخاذ إجراءات انتقامية بالتنسيق بين عدة دول للوقوف في وجه خطة ترامب قد لا يكون خيًارًا عمليًا نظرًا لاختلاف القدرات الاقتصادية والأنماط التجارية، معتبرة أنه القيام بإجراءات تلحق الضرر بترامب دون إلحاق ضرر فوري باقتصاد الطرف المنتقم هو الخيار الأمثل.
على سبيل المثال، محاولة إطلاق تهديدات انتقامية تنطوي على إجراءات تجارية واستثمارية وتنظيمية، قد يجعل ترامب ومساعديه يحجمون عن إطلاق حرب تجارية عالمية، كما يمكن للشركات الأجنبية أن تخطط للقيام بما فعله الصينيون سابقًا لمواجهة التضييق على صادراتهم للولايات المتحدة، وهو إيجاد طرق تصدير عبر دول وسيطة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الرسوم الجمركية حرب تجارية امريكا رسوم جمركية حرب تجارية المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التعریفات الجمرکیة الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة الجمرکیة التی
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تعزز دفاعات أوكرانيا.. صفقة معدات دفاع جوي بـ180 مليون دولار
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية موافقتها على صفقة بيع معدات لأنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا بقيمة 180 مليون دولار، وفق بيان صادر عن وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون.
وتأتي هذه الصفقة في إطار جهود دعم أوكرانيا وتعزيز قدرتها على مواجهة التهديدات الأمنية المستمرة، في وقت يتصاعد فيه الصراع العسكري في المنطقة.
وأوضح البيان أن حكومة كييف تقدمت بطلب سابق لشراء هذه المعدات والخدمات المرتبطة بها، والتي تشمل تدريب الكوادر الأوكرانيين على تشغيل وصيانة أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية المنشأ.
ويهدف البيع إلى دعم تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، بما يتوافق مع أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي.
وأشارت وزارة الخارجية إلى أن الصفقة “لن تؤدي إلى الإخلال بالتوازن الأساسي للقوى في المنطقة”، مشيرة إلى أن شركات أمريكية متخصصة مثل “سييرا نيفادا كوربوريشن” و”في 2 إكس”، إلى جانب شركات محلية في أوكرانيا مثل “راديونيكس” و”سيستمز إليكترونيك إكسبورت”، ستتولى تنفيذ العقد دون الحاجة إلى إرسال ممثلين أمريكيين إضافيين أو مقاولين إلى الأراضي الأوكرانية.
وفي سياق دعم أوسع، خصصت وزارة الدفاع الأمريكية 4 ملايين دولار لتدريب الأطباء العسكريين الأوكرانيين خلال 12 شهراً قادمة. وذكرت وكالة “نوفوستي” أن هذا التعاقد يهدف إلى تقديم دورات متقدمة في الجراحة والمهارات الطبية المتخصصة، متبوعاً بندوات للكوادر الطبية والوزارات المعنية التي لم تتلقَ التدريب بعد.
وتشرف على هذا البرنامج “مؤسسة هنري إم جاكسون لتطوير الطب العسكري” ومقاولها الفرعي “أسبن ميديكال”، ضمن مبادرة لتعزيز الشراكة الثنائية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، مع تركيز خاص على تحسين الرعاية الطبية والنفسية للمتضررين من العمليات القتالية.
وفي يونيو الماضي، كشف البنتاغون عن نية دراسة المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بأنواع الأسلحة المستخدمة في الصراع، بما في ذلك الأسلحة الموردة لأوكرانيا.
وصول أنظمة باتريوت.. خطوة نوعية في تعزيز الدفاع الجوي
ذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية أن أول بطارية من أنظمة الصواريخ الاعتراضية “باتريوت سام”، التي وعد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصلت إلى أوكرانيا عبر ألمانيا، ضمن حزمة مساعدات عسكرية قيمتها 10 مليارات دولار أعلن عنها ترامب في 13 يوليو.
ةتأتي هذه الخطوة الأولى ضمن سلسلة شحنات، حيث تستغل الولايات المتحدة هذا الإنجاز لإقناع الدول الأوروبية بإرسال مخزوناتها من أنظمة باتريوت إلى أوكرانيا، على أمل تجديد هذه الدول مخزونها في المستقبل القريب، لكن هذه المهمة تواجه تحديات لوجستية، إذ إن استبدال صواريخ باتريوت في بعض الدول الأوروبية لن يتم حتى بداية العام المقبل.
وصرح الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي سابقاً أن بلاده طلبت شراء 10 أنظمة دفاع جوي باتريوت، وتعمل أوكرانيا حالياً مع شركائها على ترتيب عمليات التسليم.
مساعدات أمريكية إضافية
بالإضافة إلى أنظمة باتريوت، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على حزمتي مساعدات عسكرية جديدتين لأوكرانيا. الأولى تتعلق بأنظمة الدفاع الجوي “هوك” (Hawk)، والأخرى بترميم مركبات “برادلي” القتالية للمشاة، مما يعكس استمرار الدعم الأمريكي المتنوع لتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية لأوكرانيا.
أردوغان يخطط لبحث عقد لقاء ثلاثي مع ترامب وبوتين في إسطنبول
صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، بأنه يعتزم مناقشة إمكانية تنظيم لقاء في إسطنبول مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين.
وقال أردوغان للصحفيين بعد صلاة الجمعة: “سأتحدث على الأرجح مع الرئيس الروسي بوتين مجددًا هذا الأسبوع، وكذلك مع الرئيس ترامب، بشأن إمكانية تنظيم لقاء في إسطنبول”.
وفي وقت سابق، أكدت الرئاسة التركية أن أردوغان سيطلع على نتائج محادثات الجولة الثالثة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول.
كما أفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بأن الاتصال بين موسكو وواشنطن يمكن تنظيمه بسرعة إذا دعت الحاجة، مشيرًا إلى أنه لم تجرِ مناقشات محددة حول اجتماع محتمل بين الرئيسين الروسي والأمريكي في الصين.
من جهة أخرى، انعقدت الجولة الثالثة من المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني في قصر سيراغان بإسطنبول الأسبوع الماضي، واستمرت نحو ساعة، حيث تحدث رئيسا الوفدين الروسي والأوكراني على انفراد قبل بدء المحادثات الرسمية.