هذه العبادة تتفوّق على الصيام والصدقة .. حاول أن تفعلها
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
قال مجمع البحوث الاسلامية، إن من أهم دعائم المجتمع الصالح الذي ينشده الإسلام، ويدعو إليه، ويحث عليه، أن تسود بين أفراده المحبة والإخاء، والصدق والإخلاص، والتعاون على البر والتقوى.
وأوضح مجمع البحوث الإسلامية فضل إصلاح ذات البين، قائلاً إن المتأمل في الشعائر التي يقوم بها المسلم، ويُطالب بأدائها يجد أنها تؤكد على هذه المعاني، وتُدَرِّب المسلم على التخلق بها، فمثلا العبادات شرعت فيها الجماعات لتأليف القلوب ونبذ الخلافات، وأن يُرى المسلم بين إخوانه على قلب رجل واحد، وفي جانب المعاملات حَرَّمَ الإسلام كل ما يجلب الخلاف، وينشر الأحقاد، ووضع الإسلام مبدأ عامًا في المعاملات: أن كل ما أدى إلى النزاع والخلاف منهي عنه شرعًا.
وكثيرًا ما نجد الشيطان ينزغ بين بني الإنسان بغية الوقيعة بينهم، وإفساد ذات البين، قال – تعالى -: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53].
وقال – ﷺ –: {إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ} رواه مسلم.
ومعني قوله – ﷺ -: {وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ}: أي أن الشيطان يسعي بين الناس بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها، فيحدث الخلاف والنزاع، ويكون الخصام استجابة لفعل الشيطان.
وطبقا لما يفرضه علينا ديننا أن نسعى بالصلح والتوفيق بين المتخاصمين والإصلاح بينهم، لكي نُفَوِّت على الشيطان غوايته وإفساده بين بنى البشر؛ وذلك استجابة لنداء الرحمن: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1]، وقوله: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128]، وقوله: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114].
بل أباح الإسلام في الإصلاح بين الناس كل كلمة طيبة تثلج الصدور وترفع الضغائن والأحقاد، وإن كانت في أرض الواقع ليس لها وجودًا، فقال – ﷺ -: {لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أَوْ يَقُولُ خَيْرًا} متفق عليه.
فيجب أن يكون من يقوم بالإصلاح غير مراءٍ أو طالب رياسة، وأن يتحلى بأخلاق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في إصلاحه بين الناس، مذكرًا المتخاصمين عاقبة الظلم، مبينًّا فضل العفو.
فعن أُمِّ سَلَمةَ- رضي اللَّه عنها-: أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: {إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ} مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وقد رتب الشرع الحكيم على الإصلاح بين الناس أجورًا عظيمة، فقال- ﷺ - لأبي أيوب رضي الله عنه: {يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ: تُصْلِحُ بَيْنَ الناس إذا تباغضوا، وتفاسدوا}. رواه الطبراني (4/ 138).
وكما رتب الإسلام عظيم الأجر على الإصلاح بين الناس، فقد بيّن عظيم الإثم والوز على الشقاق والنزاع، فقال – ﷺ -: {أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ»، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ}. رواه الترمذي.
وختامًا أيها السائل الكريم: “الإصلاح بين الناس له فضل عظيم، وأجر جزيل صاحبه مثاب، ومرفع الدرجات. فاللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إصلاح ذات البين الصيام والصدقة المزيد ن الناس
إقرأ أيضاً:
المال السياسي.. أمن سوهاج يضبط شخصا حاول شراء أصوات الناخبين في البلينا
واصلت مديرية أمن سوهاج بقيادة اللواء دكتور حسن عبدالعزيز، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، جهودها المكثفة في إحكام السيطرة الأمنية على مجريات العملية الانتخابية داخل المحافظة، والتصدي بكل حزم لمحاولات التأثير غير المشروع على إرادة الناخبين.
وتمكنت الخدمات الأمنية المكلفة بتأمين إحدى الدوائر الانتخابية بدائرة مركز شرطة البلينا من ضبط أحد الأشخاص قبل شروعه في توزيع مبالغ مالية على المواطنين.
بهدف دفعهم للتصويت لصالح أحد المرشحين، في محاولة واضحة لاستغلال المال السياسي والتأثير على مسار الانتخابات.
وكانت القوات الأمنية المنتشرة بمحيط اللجان قد اشتبهت في تحركات الشخص المضبوط، وباستيقافه وتفتيشه عُثر بحوزته على مبالغ مالية مُعدة للتوزيع على الناخبين أثناء ترددهم على اللجان، وعلى الفور، تم التحفظ عليه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
وتأتي هذه الضبطية في إطار الخطة الشاملة التي تنفذها مديرية أمن سوهاج تحت إشراف مباشر من مدير الأمن، والتي تعتمد على تكثيف الوجود الأمني حول اللجان، وتفعيل الدور الرقابي لرصد أي مخالفات أو تجاوزات، خاصة تلك المتعلقة بشراء الأصوات أو محاولة التأثير على توجهات الناخبين.
وأكدت مديرية أمن سوهاج أن الأجهزة الأمنية لن تسمح بأي ممارسات قد تخل بنزاهة الانتخابات أو تهدد سلامة هذا الاستحقاق الديمقراطي، مشيرة إلى أن فرق المتابعة الميدانية تعمل على مدار الساعة لرصد أي تحركات مشبوهة.
وذلك تنفيذًا لتوجيهات اللواء دكتور حسن عبدالعزيز بالتصدي الفوري والحاسم لأي مخالفات، والتعاون المتواصل بين قوات الشرطة والجهات المعنية لضمان سير العملية الانتخابية في أجواء آمنة وهادئة تتيح للمواطنين الإدلاء بأصواتهم بحرية تامة.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بينما تولت النيابة العامة التحقيقات في الواقعة لاستكمال الإجراءات.