منظمات غير حكومية في جنوب أفريقيا تحذر: تجميد ترامب للمساعدات سيحرم مرضى الإيدز من العلاج
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
يتلقى حوالي 5.5 مليون شخص في جنوب إفريقيا علاجات تمنع فيروس نقص المناعة البشرية من الانتشار في الجسم، وهي مضادات "للفيروسات العكسية". ولكن الحصول على تلك الأدوية قد يتوقف، بعد أن علقت الولايات المتحدة تمويل برنامج مكافحة الإيدز.
تحاول المواطنة نوزوكو ماجولا (19 عامًا) التي تعيش في إحدى القرى الريفية في مقاطعة كوازولو ناتال في جنوب أفريقيا، معرفة ما إذا كان لديها المال الكافي، لتتحمل تكاليف رحلة تستغرق ساعة واحدة لتحصل على دواء فيروس نقص المناعة البشرية.
إنها بحاجة ماسة إلى العلاج، ولم تكن تحمل هم المواصلات في السابق. إذ كان الدواء يصل إلى منزلها الذي يصعب بلوغه بسبب الطرق الوعرة وغير المعبّدة. وفوق ذلك، فهي عاطلة عن العمل.
ماجولا هي واحدة من ملايين المرضى في جنوب أفريقيا الذين تأثروا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجميد المساعدات الخارجية العالمية، ما يثير المخاوف من عدم حصول المرضى بفيروس نقص المناعة على العلاج، لأن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة، وبالتالي ارتفاع عدد الوفيات.
في عام 2024، أصدر مجلس بحوث العلوم الإنسانية أرقامًا تُظهر أن المقاطعة التي تعيش فيها ماجولا، سجلت ثاني أعلى معدل انتشار للفيروس في البلاد، بنسبة 16 في المئة، حيث يُقدر أن ما لا يقل عن 1300 شاب يصابون بالمرض كل أسبوع.
كما سجلت كوازولو ناتال في عام 2022، أكبر عدد من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في جنوب أفريقيا، بما يقدر بـ 1.9 مليون شخص.
ويبلغ عدد المصابين بالفيروس المسبب للإيدز في البلاد أكثر من 7.5 مليون شخص، وهو أعلى رقم في العالم.
وهناك 5.5 مليون شخص في جنوب إفريقيا يتلقون العلاج المضاد للفيروسات العكسية، ولكن تمويله الآن أصبح موضع تساؤل بعد أن أوقف ترامب البرنامج الذي يسمى "خطة الرئيس الطارئة للإنقاذ من الإيدز" (PEPFAR).
في العادة، تقدم هذه المبادرة مبلغا يزيد عن 400 مليون دولار (384.5 مليون يورو) سنويًا، لبرامج فيروس نقص المناعة البشرية وللمنظمات غير الحكومية في جنوب أفريقيا. ويشكل هذا المبلغ حوالي 17 في المئة من إجمالي التمويل، وفقًا لوزارة الصحة في كيب تاون.
وقد كان للخطة الأمريكية التي أُنشئت عام 2003 الفضل في إنقاذ حياة 26 مليون شخص على الأقل، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز.
كيف يؤثر قرار ترامب على الرعاية الصحية؟في الأسبوع الماضي، أمر قاضٍ فيدرالي أمريكي الإدارة الجديدة بوقف تجميد التمويل مؤقتًا، بينما قالت سفارة واشنطن في جنوب إفريقيا إن مشاريع الخطة ستُستأنف بشكل مشروط.
وفي الوقت ذاته، أغلقت مجموعات الإغاثة التي تتعامل مع المصابين فيروس نقص المناعة البشرية أبوابها بالفعل، ويتم تحويل حاليا المرضى إلى المرافق الصحية الأخرى التي تعاني أصلا من أزمة.
Relatedماذا سيحدث لو توقف الملايين من مرضى الإيدز عن تناول الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة المكتسب؟الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر.. تجميد ترامب للمساعدات يهدد حياة ملايين المصابين بالإيدزالأمم المتحدة تحذر: الإصابات بالإيدز قد تتضاعف 6 مرات إذا توقف التمويل الأمريكيويتم استخدام التمويل البرنامج الأمريكي من قبل منظمات غير حكومية، تدير برامج تعتبر رديفا للخدمات الحكومية في مجال الرعاية الصحية.
بالنسبة لماجولا وغيرها من مرضى فيروس نقص المناعة البشرية في منطقة أومزيمكولو، فقد أدى تجميد المساعدات إلى تعطيل حياتهم.
وزادت هذه الخطوة من العبء الذين يحملونه على أكتافهم، وهم الذين يعيشون في منطقة تنتشر فيها البطالة، ويعتمد معظم الناس فيها على الزراعة لتأمين قوت يومهم، ومِنَحِ الرعاية التي تقدمها الحكومة.
وقالت: "ستكون الأمور صعبة هنا، ولن يتمكن الكثير من الناس من الحصول على الأدوية لأننا نعاني حقًا من مشكلة المواصلات". وأضافت أن العيادات المتنقلة "بالكاد تأتي إلى هنا"، في إشارة للمنطقة التي تعيش فيها.
لقد أضر التجميد بالعديد من المنظمات التي لم تعد قادرة على توفير العلاج، فتوجّه عدد كبير من المرضى إلى المنشآت الصحية الحكومية التي تعاني من الضغط الشديد.
وإلى جانب الأدوية، كانت هذه البرامج توفر فرصة إجراء فحوصات لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في القرى النائية، وهو ما كان بمثابة شريان حياة للكثيرين، خاصة أولئك الذين يخشون زيارة المرافق العامة بسبب وصمة العارالمرتبطة بالفيروس.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن ما يقارب الـ 15.000 من العاملين الصحيين الذين يحصلون على رواتبهم من خلال البرنامج الأمريكي للإغاثة من الإيدز، يتساءلون عما إذا كانوا قد فقدوا فعلا مصدر رزقهم.
"مسألة حياة أو موت"على بعد ساعة تقريبًا في مقاطعة أومغوندلوفو التي يقول مركز الأبحاث إنها تضم أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في جنوب أفريقيا، اجتمع الخبراء المختصون في مكتب صغير لمناقشة أفضل السبل لمساعدة المرضى مثل ماجولا.
وتساءل مدير في عيادة صحية عن طريقة التعامل مع الأعمال الإدارية التي تتزايد بعد توقف الموظفين عن العمل، والذين كانوا يتقاضون معاشاتهم من البرنامج الأمريكي.
وقال المتحدث الذي رفض الكشف عن هويته إن الأشخاص الذين كانوا يقومون بالعمل الإداري، وجمع البيانات، والذين كانت رواتبهم ممولة من البرنامج غادروا مكاتبهم. وأضاف أن عيادته "منشأة صغيرة" و"لا يمكنها التعامل مع عبء من العمل كهذا".
تخضع نوزوكو نغكاويني لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية منذ حوالي 30 عامًا. وأصيب أحد أطفالها بالعدوى وتوفى عن عمر 17 عاما. وقالت إن تعليق المساعدات أثّر بالفعل على المنطقة التي تعيش فيها، وإن الكثيرين لم يتمكنوا من تلقي علاجهم.
وقالت إنه منذ فترة ليست بالبعيدة، "قلنا إننا نريد أن نرى جيلًا خاليًا من فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب بحلول عام 2030"، واضافت أن الأمور إن بقيت على حالها، "فسيتعين علينا التعامل مع الوفيات".
يرصد مزامو زوندي، وهو مدير إقليمي لحملة "العمل من أجل العلاج"، التي تدعو إلى حصول الفقراء على علاج فيروس نقص المناعة البشرية، تأثير تجميد المساعدات في مقاطعة أومغونغودلوفو.
وقال إنه من المرجح أن تتعثر تلك جهود التعامل مع الفيروس، بينما يتم العمل على وقف تسجيل حالات إصابة جديدة. ووصف ما يجري بأنه "مسألة حياة أو موت".
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: أوروبا رحّلت أكثر من 120 ألف مهاجر بشكل قسري في 2024 إنفلونزا الطيور تتسلل بصمت إلى الأبقار والأطباء البيطريين في أمريكا! البابا فرانسيس يعاني من التهاب رئوي تسببت فيه عدة جراثيم فما مدى خطورة المرض؟ مرضىدونالد ترامبالصحةأفريقياالولايات المتحدة الأمريكيةمرض الإيدزالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حزب الله جنوب لبنان روسيا الصين دونالد ترامب إسرائيل حزب الله جنوب لبنان روسيا الصين مرضى دونالد ترامب الصحة أفريقيا الولايات المتحدة الأمريكية مرض الإيدز دونالد ترامب إسرائيل جنوب لبنان حزب الله روسيا الصين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أوروبا سياسة الهجرة سفينة فولوديمير زيلينسكي تدمر فیروس نقص المناعة البشریة فی فی جنوب أفریقیا التی تعیش فی یعرض الآنNext التعامل مع ملیون شخص
إقرأ أيضاً:
قادة رابطة جنوب شرق آسيا الآسيان يبحثون رسوم ترامب وهدنة بورما
كوالالمبور "أ ف ب": اجتمع قادة بلدان جنوب شرق آسيا اليوم في كوالالمبور في إطار أول قمة منذ أحدثت رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية هزّة في الاقتصاد العالمي، فيما يتوقع أن تصدر دول المنطقة المعتمدة على التجارة بيانا مشتركا تعرب فيه عن قلقها البالغ.
وستسعى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لتكثيف الضغط على المجلس العسكري في بورما وتسوية القضايا العالقة في ما يتعلق بتقدّم تيمور الشرقية بطلب للانضمام إلى التكتل.
وبدت استراتيجية آسيان القائمة على تعزيز التحالفات الاقتصادية مع مختلف الأطراف واضحة تماما مع وصول رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إلى العاصمة الماليزية، قبل يوم من المحادثات المرتقبة مع التكتل ودول الخليج.
وفي تصريحات تم توزيعها على الصحفيين رغم أنه لم يدل بها في خطابه تحدّث رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم عن "تحوّل جار في النظام الجيوسياسي فيما منظومة التجارة العالمية تعاني مزيدا من الضغوط، مع فرض الرسوم الجمركية الأمريكية أحادية الجانب أخيرا".
وأضاف أن "الحمائية تزداد بينما نشهد على انهيار التعددية".
وأحدث ترامب اضطرابات في الأسواق الدولية في أبريل عندما أعلن رسوما جمركية واسعة النطاق قبل أن يوافق على تعليقها لمعظم البلدان لمدة 90 يوما.
وتجري محادثات ثنائية بين الدول الأعضاء في آسيان وواشنطن لكن التكتل ما زال يشكّل جبهة موحدة، بحسب ماليزيا التي تتولى الرئاسة الدورية لآسيان هذا العام.
"قلق عميق"
وبحسب مسودة بيان اطلعت عليها فرانس برس، ستعرب دول آسيان عن "القلق العميق... حيال فرض رسوم جمركية أحادية الجانب"، وستؤكد أنها "تشكّل تحديات معقّدة ومتعددة الأبعاد" للتكتل.
لكن آسيان أفادت هذا العام بأنها لن ترد على الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية من جانبها.
تتطلع بدلا من ذلك إلى توسيع نطاق تعاونها مع تكتلات تجارية أخرى بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وتعزيز التجارة بين الدول الأعضاء، بحسب ما أفاد وزير التجارة الماليزي الأحد.
وتؤكد المحادثات المرتقبة بين لي ومجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات، على هذه الجهود الرامية للمحافظة على شبكة واسعة من الشركاء التجاريين.
ولفتت خو بينغ هووي من "جامعة مالايا" إلى أن الاجتماع "ليس مجرّد مناسبة لالتقاط الصور التذكارية، بل إنه يظهر إلى أي حد تحاول (رابطة) آسيان الانخراط استراتيجيا مع مختلف التكتلات، وفي استراتيجية يمكننا وصفها بالدبلوماسية تعددية التحالفات".
وأوضح أنور الاثنين أنه بعث رسالة إلى ترامب طلب فيها عقد قمة بين آسيان والولايات المتحدة هذا العام، كتعبير عن "رؤيتنا الجدية لروح المركزية".
وذكر وزير خارجيته محمد حسن الأحد أن الولايات المتحدة لم ترد بعد.
في الأثناء، تتسم علاقة آسيان مع الصين بالتعقيد أيضا.
وأكد الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس اليوم لنظرائه الإقليميين "الحاجة الملحة" لتبني مدوّنة قواعد سلوك ملزمة قانونيا في بحر الصين الجنوبي.
وتتنازع بكين السيطرة على المنطقة مع خمس من دول آسيان، علما أن مواجهات تدور بين الصين والفيليبين منذ أشهر في المنطقة البحرية المتنازع عليها.
وقال ماركوس إنه ينبغي تسريع تبني مدونة قواعد سلوك "لحماية الحقوق البحرية ودعم الاستقرار ومنع أي خطوات غير محسوبة في البحر"، وذلك بناء على نسخة من خطابه نشرتها الحكومة الفيليبينية.
نزاع بورما
والأحد، حاولت ماليزيا تكثيف الضغط على المجلس العسكري البورمي الذي يمنع قادته من حضور قمم آسيان بسبب عدم تحقق أي تقدّم في ما يتعلق باتفاق للسلام من خمس نقاط اتفق عليه التكتل عام 2021.
وقال محمد "هناك أمر واحد نتفق عليه بكل تأكيد وهو أنه يتعين على حكومة ميانمار... الامتثال إلى توافق النقاط الخمس الذي وافقوا عليه هم أنفسهم كطرف موقع".
قادت آسيان جهودا دبلوماسية غير مثمرة حتى الآن لوضع حد للنزاع الذي اندلع عندما نفّذ المجلس العسكري انقلابا أطاح الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي في فبراير 2021.
ودعا محمد إلى تمديد وتوسيع نطاق وقف لإطلاق النار أُعلن بعد زلزال مدمّر، رغم أن تواصل القتال يطرح تساؤلات بشأن مدى تأثيره على الأرض.
في الأثناء، قد تنضم دولة حادية عشرة إلى عضوية آسيان قبل نهاية العام، بحسب ما أفاد وزير الخارجية الماليزي.
وقال محمد إن تيمور الشرقية، الدولة الأحدث عهدا في آسيا، "حققت تقدّما كبيرا في تطبيق خارطة طريق" وهناك "دعم قوي" لانضمامها إلى التكتل بحلول موعد القمة المقبلة في أكتوبر.
وبعد اجتماع القادة اليوم، أفاد رئيس وزراء تيمور الشرقية شانانا غوسماو الصحفيين عن اعتقاده بأن بلاده ستصبح عضوا كاملا هذا العام، رغم أنه ما زالت هناك حاجة للإيفاء ببعض المعايير المتبقية.
وقال للصحفيين "الجميع يدعمون ذلك. جميعهم. كان أمرا مذهلا".